في قلب معركة وطنية لا تهدأ، في ساحة الدفاع عن وطن لا يُقهر، سطر النقيب إسلام مشهور اسمه بحروف من نور في سجل الشهداء، ليبقى ذكره خالداً، ورمزا للشجاعة التي لا تنكسر والإيمان العميق بقضية وطنه.

لم يكن إسلام مجرد ضابط في العمليات الخاصة، بل كان روحًا تعيش في فداء الوطن، وعقلاً يفكر في حماية تراب مصر قبل أن يفكر في نفسه.

 

في دفعة 2012، كان إسلام مشهور الرقم 13 بين خريجيها، لكنه كان أكثر من مجرد رقم؛ كان هو الطموح، والإصرار، والشجاعة التي لا تعرف التراجع.

كان قد كتب في إحدى منشوراته قبل استشهاده: "الشهادة دي مش لأى حد وخلاص، ربنا دايمًا بيختار من يستحقها"، وهي كلمات تمنى من خلالها أن يكون أحد الأبطال الذين يظلون في الذاكرة الوطنية بأفعالهم لا بأسمائهم فقط.

فقد كان إسلام دائمًا يؤمن أن "الخطر لا يعرف الخوف"، وكأنها كلمات تودع الحياة في سطور من الشجاعة، فقد كان يرددها لصحبه معبرة عن معدن لا يمكن أن يصدأ، روحًا صلبة تُقدّر معنى الشرف والفداء.

في لحظة من أصعب اللحظات، فقد الوطن أحد أبطاله، ولكن في تلك اللحظة أيضًا كان والد إسلام أكثر من مجرد والد لشهيد، بل كان أبا لشعب بأسره. تحدث وهو مفعم بالفخر قائلاً: "هو مش ابني بس، ده ابن مصر، وأنا فخور بيه"، ليؤكد بذلك أن إسلام ليس مجرد بطل لأسرته، بل هو بطل لكل مصر، وأيقونة وطنية يحيى في وجدان كل مصري.

استشهد إسلام وهو يحمل في قلبه حب الوطن، وفي عقله صور الأبطال الذين لا يهابون الخطر، وها هو اليوم، يظل حياً في الذاكرة الوطنية، شجاعًا في أفئدة الأجيال القادمة، ستظل ذكراه صدى يتردد عبر الزمن، تُحيي فينا جميعًا معاني الفخر والانتماء، ويظل اسم إسلام مشهور عنوانًا للشجاعة والتضحية التي لا تنسى.

في قلب هذا الوطن الذي لا ينسى أبنائه، يظل شهداء الشرطة رمزًا للتضحية والفداء، ويختصرون في أرواحهم أسمى معاني البذل والإيثار، رغم غيابهم عن أحضان أسرهم في شهر رمضان، يبقى عطاؤهم حاضرًا في قلوب المصريين، فالوطن لا ينسى من بذل روحه في سبيل أمنه واستقراره.


هم الذين أفنوا حياتهم في حماية الشعب، وسطروا بدمائهم صفحات من الشجاعة والإصرار على مواجهة الإرهاب، هم الذين لم يترددوا لحظة في الوقوف أمام كل من يهدد وطنهم، وواجهوا الموت بابتسامة، مع العلم أن حياتهم ليست سوى جزء صغير من معركة أكبر ضد الظلام.


في رمضان، حين يلتف الجميع حول موائد الإفطار في دفء الأسرة، كان شهداء الشرطة يجلسون في مكان أسمى، مكان لا تدركه أعيننا، ولكنه مكان لا يعادل في قيمته كل الدنيا؛ فإفطارهم اليوم سيكون مع النبين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقًا.


مع غيابهم عن المائدة الرمضانية في بيوتهم، يظل الشعب المصري يذكرهم في صلواته ودعواته، تظل أسماؤهم محفورة في ذاكرة الوطن، وتظل أرواحهم تسكن بيننا، تعطينا الأمل والقوة لنستمر في مواجهة التحديات.


إن الشهداء هم الذين حفظوا لنا الأمان في عز الشدائد، وهم الذين سيظلون نجومًا مضيئة في سماء وطننا، فلهم منا الدعاء في كل لحظة، وأن يظل الوطن في حفظ الله وأمانه.

 







مشاركة

المصدر: اليوم السابع

كلمات دلالية: شهداء شهداء الشرطة شهداء الوطن الداخلية اخبار الداخلية وزارة الداخلية افطارهم في رمضان قصص الشهداء اسر الشهداء حوادث اخبار الحوادث إسلام مشهور

إقرأ أيضاً:

دونجا : تخاذلنا أمام البنك الأهلي وفاركو بسبب الخوف من الإصابة قبل نهائي أفريقيا

أكد محمود عبد العاطي دونجا لاعب فريق بيراميدز، أن التفكير في نهائي دوري أبطال أفريقيا أمام صن داونز وراء الخسارة في مباراتين في بطولة الدوري المصري الممتاز أمام كلا من فاركو والبنك الأهلي.

وقال دونجا في تصريحات مع كريم رمزي على برنامج لعبة والتانية عبر راديو ميجا إف إم: هناك أشياء خرجتنا عن تركيزنا في الدوري الممتاز مثل أزمة عدم خصم نقاط من الاهلي، وأغلقنا صفحة الدوري لحسم لقب دوري أبطال أفريقيا ونافسنا لأخر نفس في الدوري بشرف، واحتفلنا بنفسنا عقب نهاية الدوري الممتاز بسبب مجهودنا على مدار الموسم والمنافسة لاخر نفس واخر مباراة في الدوري الممتاز.

وأضاف:  لا نفكر في الأهلي أو الزمالك، دائما ننظر إلى أنفسنا ولا واحد كان يتوقع وصولنا للنهائي، وتخاذلنا أمام البنك الأهلي و فاركو بسبب الخوف من الإصابه قبل نهائي أفريقيا


وتابع: الناس دايما كانت تقول إن بيراميدز يعاني في الخطوة الأخيرة، ومن بداية الموسم تعاهدنا أن هذا الموسم سيكون مختلفا وفارق معنا .

طباعة شارك البنك الأهلي فاركو دوري أبطال أفريقيا دونجا بيراميدز

مقالات مشابهة

  • هذا عدد الأشخاص الذين هربوا من حرب السودان الدموية.. رقم كارثي
  • عمر ربيع ياسين بعد إقالة والده: لا يعرف الصفقات ولا العلاقات
  • دعاء يوم التروية للميت .. ردده يجعل قبره في رياض الجنة
  • جيريمي كوربن: من حق الجمهور أن يعرف كيف دعمت بريطانيا حرب إسرائيل على غزة
  • تلغراف: داخل وكالة المساعدات التي تزرع الخوف والفوضى في غزة
  • وهْمُ الكمال.. حين يصنع الصمتُ الطاغية
  • دينا أبو الخير: من تختار تربية أبنائها بعد الانفصال أو وفاة الزوج تزاحم النبي عند باب الجنة
  • حين يهتف القلب: نحن النشامى.. اذا كان الانتماء جريمة فأنا اول المذنبين
  • الترحيل والمنع 10 سنوات للحجاج الذين يخالفون تعليمات الحج
  • دونجا : تخاذلنا أمام البنك الأهلي وفاركو بسبب الخوف من الإصابة قبل نهائي أفريقيا