حذرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (FAO) من هبوب عواصف ترابية شديدة ستؤثر على ست محافظات يمنية خلال الفترة من 1 إلى 10 مارس 2025.

 

وأشارت "الفاو" في "نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية" الصادرة يوم الاثنين، إلى أن هذه العواصف ستنتج عن رياح موسمية قوية تؤثر على المناطق الساحلية والصحراوية في اليمن، مما قد يتسبب في أضرار واسعة النطاق على مختلف المستويات الصحية والاقتصادية والزراعية.

 

المحافظات المتأثرة والمناطق المتضررة

 

من المتوقع أن تمتد العواصف الترابية على طول ساحل البحر الأحمر، وتشمل محافظات تعز، الحديدة، حجة، ولحج، إضافة إلى المناطق الصحراوية في المهرة وحضرموت.

 

ووفقًا لخبراء المنظمة، فإن هذه العواصف قد تستمر لعدة أيام، مسببةً انخفاضًا حادًا في مدى الرؤية الأفقية، مما قد يعرقل الحركة المرورية ووسائل النقل البري والجوي والبحري.

 

الأضرار الصحية: مشاكل تنفسية وعينية خطيرة

 

من الناحية الصحية، تؤدي العواصف الترابية إلى تفاقم مشاكل الجهاز التنفسي، خاصةً بين كبار السن والأطفال والأشخاص الذين يعانون من الربو وأمراض الرئة المزمنة.

 

كما تزيد من خطر الإصابة بالتهابات العين والحساسية، مما قد يؤدي إلى تراجع الأداء اليومي للكثير من السكان، خاصةً في المناطق التي تعاني بالفعل من نقص في الخدمات الصحية.

 

ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن الجسيمات الدقيقة في العواصف الترابية يمكن أن تصل إلى الرئتين وتسبب التهابات خطيرة، قد تؤدي في بعض الحالات إلى التهابات رئوية حادة.

 

كما أن التعرض الطويل لهذه الظروف قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وفقًا لما أكده خبراء صحة محليون.

 

التأثيرات الاقتصادية: النقل والزراعة في دائرة الخطر

 

من الناحية الاقتصادية، تمثل العواصف الترابية تهديدًا كبيرًا لقطاع النقل، حيث تؤدي إلى إغلاق بعض الطرق وتعطيل الرحلات الجوية والبحرية، مما قد يؤثر سلبًا على الحركة التجارية والاقتصادية.

 

كما أن كثافة الغبار يمكن أن تؤثر على عمل الأجهزة الإلكترونية والميكانيكية، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الصيانة والإصلاح.

 

أما القطاع الزراعي، فهو من أكثر القطاعات تأثرًا بهذه العواصف، حيث تؤدي إلى تقليل رطوبة التربة، مما يضر بالمحاصيل الزراعية، لا سيما في المناطق التي تعتمد على الأمطار الموسمية.

 

كما أن الغبار الكثيف يؤثر على صحة المواشي، مما قد يؤدي إلى تراجع إنتاج الحليب واللحوم، ويزيد من احتمالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي بين الحيوانات.

 

إجراءات احترازية وتوصيات للمزارعين

في ظل هذه المخاطر، دعت "الفاو" المزارعين إلى توفير المأوى المناسب للماشية لحمايتها من التأثيرات السلبية للعواصف، وشددت على أهمية تعزيز الدعم البيطري لتجنب انتشار الأمراض التي قد تنجم عن التعرض الطويل للعواصف الترابية.

 

كما أوصى الخبراء بضرورة اتخاذ إجراءات وقائية، مثل ارتداء الأقنعة الواقية أثناء الخروج، وإغلاق النوافذ بإحكام لتقليل دخول الغبار إلى المنازل، مع الحفاظ على الترطيب المستمر للعينين والجلد لتخفيف آثار الجفاف الناتجة عن العاصفة.

 

اليمن أمام تحديات بيئية متزايدة

تأتي هذه العواصف الترابية في ظل أزمة بيئية متفاقمة في اليمن، حيث يتأثر البلد بتغيرات مناخية قاسية تؤثر على الزراعة، والصحة، والبنية التحتية. ويشير الخبراء إلى أن التصحر وندرة المياه، إلى جانب الانبعاثات الناتجة عن الأنشطة الصناعية، قد تسهم في زيادة حدة العواصف الترابية في المستقبل.

 

وفي ظل هذه التحديات، بات من الضروري تعزيز الاستعدادات الوطنية لمواجهة مثل هذه الظواهر المناخية، من خلال تنفيذ استراتيجيات للتكيف مع التغيرات البيئية، وتعزيز الوعي المجتمعي حول سبل التعامل مع العواصف الترابية وآثارها السلبية.

المصدر: وكالة خبر للأنباء

كلمات دلالية: العواصف الترابیة هذه العواصف مما قد

إقرأ أيضاً:

حرائق واسعة تجتاح الجبل الأخضر بليبيا وتقترب من المناطق السكنية .. فيديو

وكالات

تتواصل لليوم الثاني على التوالي حرائق الغابات في منطقة الجبل الأخضر شمال شرق ليبيا، خاصة في محيط مدينة البيضاء، حيث اندلعت النيران مساء السبت 24 مايو، متسببة في خسائر جسيمة طالت المساحات الخضراء والمزارع، وسط أجواء مناخية معقدة تُصعّب عمليات الإطفاء.

وامتدت ألسنة اللهب إلى عدة مناطق من أبرزها العويلية، وادي الكوف، مسة، وردامة، وغابة بوقراوة شرق المرج، ووفق مشاهدات ميدانية، ظهرت سحب كثيفة من الدخان تغطي السماء بينما تتسارع فرق الدفاع المدني مدعومة بسكان محليين لمحاولة تطويق الحرائق، في ظل تضاريس جبلية صعبة ورياح نشطة تعرقل الجهود.

وتزامنت الحرائق مع ارتفاع درجات الحرارة، وهبوب رياح جنوبية جافة تعرف محليًا برياح “القبلي”، ما ساهم في اتساع رقعة النيران. من جهتها، حذرت مؤسسة “رؤية” لعلوم الفضاء من أن سرعة الرياح قد تتجاوز 80 كيلومترًا في الساعة، وهو ما قد يؤدي إلى وصول النيران لمناطق مأهولة بالسكان إذا استمر الوضع على حاله.

وأثارت بعض الوقائع شكوكًا حول وجود نية مبيتة لإشعال بعض الحرائق، خاصة بعد اندلاع حريق داخل مدرسة بمنطقة مسة. وأكد أحد المواطنين أنه وثّق الحادثة، مطالبًا الجهات المختصة بفتح تحقيق عاجل لكشف الملابسات ومحاسبة المتسببين إن ثبت تعمدهم.

في ظل تفاقم الأوضاع، وجهت الجهات الرسمية ومؤسسة “رؤية” نداءات عاجلة للأهالي القاطنين قرب الغابات والمرتفعات، تطالبهم فيها بتوخي الحذر الشديد، والابتعاد عن أماكن انتشار النيران، مشددة على أن الظروف المناخية الحالية قد تؤدي إلى تفاقم سريع في نطاق الحريق خلال الساعات المقبلة.

https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2025/05/X2Twitter.com_XEvQfuDFT1cWtIqb_852p.mp4

مقالات مشابهة

  • حرائق واسعة تجتاح الجبل الأخضر بليبيا وتقترب من المناطق السكنية .. فيديو
  • مصرع 14 شخصًا وإصابة 100 آخرين جراء عواصف وموجة حر في باكستان
  • عواصف في باكستان تخلف ضحايا وأضراراً
  • رئيس الحرس الثوري: إيران في حرب واسعة النطاق
  • تحذيرات من موجة حر قاسية تضرب صحاري وسواحل اليمن
  • مناورات عسكرية مغربية أمريكية واسعة النطاق في ختام تمرين "الأسد الإفريقي2025"
  • منخفض جوي يؤثر على مناطق واسعة.. وتحذيرات من تقلبات جوية ورياح مثيرة للأتربة
  • عاجل| رويترز: البدء في عملية إعادة هيكلة واسعة النطاق لمجلس الأمن القومي الأميركي
  • بدء عملية تبادل أسرى واسعة النطاق بين روسيا وأوكرانيا تشمل ألف سجين لكل دولة
  • توقعات للأرصاد بأجواء شديدة الحرارة في عدة مناطق وتحذيرات من التعرض المباشر لأشعة الشمس