داخل المنزل وخارجه.. نصائح مهمة للحماية من العواصف الترابية
تاريخ النشر: 12th, July 2025 GMT
أكد الدكتور أشرف عقبة، رئيس أقسام الباطنة والمناعة الأسبق بكلية الطب جامعة عين شمس، أن العواصف الترابية لا تحمل الأتربة فقط، بل قد تكون محملة بميكروبات تضر بالصحة، ما يؤدي إلى التهابات في الجهاز التنفسي والعين والجلد.
وقال أشرف عقبة، خلال مداخلة هاتفية لفضائية إكسترا نيوز، إنه لا بد من اتخاذ إجراءات وقائية داخل وخارج المنزل لحماية الصحة العامة، خاصةً لكبار السن والأطفال ومرضى الحساسية.
وأكد أن أهم الإجراءات التي يجب اتخاذها داخل المنزل هي غلق النوافذ والأبواب بإحكام، وتشغيل أجهزة التكييف أو فلاتر الهواء لتنقية الأجواء، بالإضافة إلى تجنب استخدام المراوح لأنها تعمل على إثارة الغبار المنتشر في المكان.
وتابع رئيس أقسام الباطنة والمناعة الأسبق بكلية الطب جامعة عين شمس، أنه أثناء الخروج خارج المنزل يجب ارتداء الكمامات، واستخدام نظارات الحماية للعين، مؤكدًا على أهمية القيادة بحذر شديد لتجنب الحوادث.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: أشرف عقبة الباطنة المناعة العواصف الترابية الكمامات
إقرأ أيضاً:
الخديوي توفيق.. قائد مصر في زمن العواصف الكبرى
عندما نتحدث عن الخديوي توفيق، نجد أنفسنا أمام شخصية تاريخية مثيرة للجدل، لكنه بلا شك كان نقطة مفصلية في تاريخ مصر الحديث.
تولى توفيق الحكم في وقت عصيب، بعد أن أجبر الإنجليز والفرنسيون والده إسماعيل على التنحي، إثر تراكم الديون وفساد الإدارة، وكانت البلاد على أعتاب تغييرات كبيرة لم يكن أحد يتوقعها.
كان الخديوي توفيق الابن الأكبر لإسماعيل من شفق نور هانم، ولعل هذه الحقيقة وحدها شكلت بداية حياة مليئة بالتحديات، حيث لم ينل الفرصة للدراسة في أوروبا مثل أشقائه، مما جعله يعتمد على حكمته وتجربته الشخصية أكثر من التعليم الغربي، لكنه استطاع أن يثبت وجوده في المشهد السياسي رغم كل الصعوبات.
حكم توفيق مصر في فترة شهدت أحداثا فاصلة، منها الثورة العرابية التي أرادت حماية مصر من التدخل الأجنبي، واحتلال إنجلترا الذي أصبح واقعا لا يمكن تجاهله.
في بدايات حكمه، حاول توفيق تنظيم الدولة من الداخل، وأصدر القانون النظامي في 1883، الذي شكل مجلس شورى القوانين، في خطوة نحو تأسيس مؤسسات تشريعية، لكنها كانت محكومة بالضغوط الأوروبية والتوازنات المعقدة بين السلطة والمراقبين الأجانب.
كان توفيق شخصية عملية، تدرك حدود سلطتها، وتحاول مواجهة الضغوطات بحذر، لكنه في الوقت نفسه لم يكن غافلا عن أهمية الإصلاحات الداخلية.
الاهتمام بالتعليم كان أحد أبرز ملامح حكمه، منذ أن كان وليا للعهد، بدأ في إنشاء المدارس، وحرص على تأسيس مدرسة القبة على نفقته الخاصة، وعندما أصبح خديويا، أصدر مرسوما لتأسيس لجنة لتنظيم التعليم، وأنشئت المدرسة العليا للمعلمين، والمجلس الأعلى للمعارف، وتم إنشاء مدارس ابتدائية وثانوية وعليا.
لم يكن التعليم بالنسبة له مجرد واجب رسمي، بل كان رؤية لتطوير مصر وتجهيز جيل قادر على مواجهة تحديات المستقبل، كما حرص على تطوير البنية التحتية، بدءا من القناطر الخيرية، مرورا بمشروعات الري، وصولا إلى إنشاء الشركات والبنوك التي ساهمت في دفع عجلة الاقتصاد رغم القيود الأجنبية.
لكن حكم توفيق لم يكن مجرد إنجازات، بل شهد أيضا صراعات كبرى، الثورة العرابية، بقيادة أحمد عرابي، كانت اختبارا حقيقيا لقدرة الدولة على مواجهة المطالب الشعبية والتدخلات الأجنبية.
حاول توفيق التوسط بين الضغوط الأوروبية ومطالب الشعب، لكنه كان محاصرا من كل الجهات، وقد أدى الصراع إلى الاحتلال البريطاني عام 1882، لتبدأ مرحلة جديدة من التحديات لمصر، لم يكن لتوفيق القدرة على مواجهتها بمفرده، ومع ذلك، لم يكن خديويا متواطئا، بل كان رجل دولة يحاول التوازن بين مصالح بلاده ومتطلبات القوى الكبرى.
خلال فترة حكمه، لم يغفل توفيق عن العناية بالمساجد والأوقاف، وإصلاح المؤسسات الدينية والخيرية، وإصدار لوائح للموظفين المدنيين والعسكريين تضمن حقوقهم.
كما حاول مواجهة التحديات المالية، على الرغم من سيطرة الدائنين الأوروبيين على الاقتصاد المصري، بما في ذلك بيع جزء من حصة مصر في قناة السويس، كانت سياسته تمثل محاولة لتأمين استقرار الدولة بقدر الإمكان في ظل ضغوط خارجية هائلة.
في النهاية، يظل الخديوي توفيق رمزا لشخصية تاريخية واجهت مصاعب كبيرة، لكن لم تستطع الظروف القاسية والضغوط الأجنبية أن تلغي جهوده في إصلاح التعليم، ودعم البنية التحتية، وتنظيم الدولة.
قصته تذكرنا بأن القيادة في أوقات الأزمات تتطلب شجاعة وحكمة، وأن الحب الحقيقي للوطن لا يقاس بالانتصارات فقط، بل بالقدرة على الصمود والإصلاح في أحلك الظروف.
تاريخه يعلمنا درسا: أن مصر، رغم كل الصعاب، كانت دائما أرضا للأبطال الذين يسعون لتقدمها، حتى وإن واجهوا الرياح العاتية والتحديات المستمرة.