أكد عدد من الأكاديميين السعوديين لـ "اليوم" أن مواجهة العواصف الترابية وما تسببه من أضرار بيئية وصحية واقتصادية يتطلب تدخلات استراتيجية مستدامة، أبرزها تعزيز التشجير، وإعادة تأهيل الأراضي المتدهورة، وزيادة الوعي البيئي على المستويين المؤسسي والمجتمعي.
وأشاروا إلى أن الأثر الكبير لهذه الظواهر المناخية على جودة الهواء والصحة العامة وسلامة الممتلكات يستوجب التحرك العاجل من مختلف الجهات، مشيدين في الوقت ذاته بجهود المملكة ضمن رؤية 2030 ومبادرة "السعودية الخضراء”.

التصدي للعواصف الترابيةوأوضح الدكتور أحمد صمان، الأستاذ المشارك في قسم العلوم البيئية بجامعة الملك عبدالعزيز، أن من أبرز الحلول البيئية للتصدي للعواصف الترابية إنشاء مصدات رياح طبيعية عبر التشجير، مؤكدًا أن الأشجار تُعد حاجزًا فعالًا يحد من حركة الرمال ويمنع الغبار من الوصول إلى المناطق السكنية والزراعية.
أخبار متعلقة الذكور 62.1% والإناث 37.9%.. عدد سكان المملكة يتجاوز 35 مليونًارياح وأتربة.. "الأرصاد" يكشف عن توقعات طقس المملكة اليوم الأحدرياح وأتربة على أجزاء من عدة مناطق.. توقعات طقس المملكة اليوموأضاف أن "الحزام الأخضر” حول المدن والطرق يمكن أن يكون خط الدفاع الأول أمام العواصف الغبارية، كما يسهم في تحسين جودة الهواء وتقليل معدلات التلوث.
وأشار الدكتور صمان إلى أهمية إعادة تأهيل الأراضي المتدهورة ومكافحة التصحر، مؤكدًا أن زراعة نباتات مقاومة للجفاف في المناطق الصحراوية تساعد على تثبيت التربة وتقليل تعرّضها لرياح قوية، مما يساهم في الحد من تفاقم ظاهرة الغبار.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } الدكتور أحمد صمان، الأستاذ المشارك في قسم العلوم البيئية بجامعة الملك عبدالعزيز - اليومقضايا التغير المناخيوشدد على ضرورة الحد من الرعي الجائر والاحتطاب، واعتماد أساليب الزراعة المستدامة التي تضمن الحفاظ على التربة ورفع كفاءة الإنتاج الزراعي وتعزيز الأمن الغذائي.
وأكد الدكتور صمان على أن تعزيز التعليم البيئي والوعي المجتمعي يمثلان أحد المرتكزات الجوهرية لمكافحة آثار العواصف الترابية، مشيرًا إلى أهمية إدماج قضايا التغير المناخي والتصحر في المناهج الدراسية، إلى جانب إطلاق حملات توعوية وتنظيم ندوات علمية لتسليط الضوء على سبل الوقاية والحلول.
ولفت إلى أن العواصف الترابية تحمل جزيئات دقيقة خطيرة مثل (PM10 وPM2.5) تبقى عالقة في الهواء وتؤدي إلى انخفاض جودة الهواء، تهيج الجهاز التنفسي، إضعاف التمثيل الضوئي للنباتات، وتهيج العينين والبشرة.جودة الحياةوقالت الدكتورة مريم صالح الغامدي، أستاذ مساعد علم البيئة الحيوانية بجامعة جدة، إن الغبار يؤثر بشكل مباشر على جودة الحياة اليومية.
وذلك من خلال تقليل مدى الرؤية الأفقية وزيادة الحوادث المرورية، إضافة إلى مشكلات صحية مزمنة، لا سيما في الجهاز التنفسي.
وأضافت: "الغبار لا يهدد فقط صحة الإنسان، بل يؤثر أيضًا على سلامة الممتلكات وجودة الأبنية والبنية التحتية، لذلك فإن البحث عن حلول عملية لتقليل هذه الآثار يعد من أهم أهداف تحسين جودة الحياة”.
وأكدت الغامدي أن من الحلول المهمة التي يجب تعزيزها: ( التشجير داخل المدن وخارجها ومنع الرعي الجائر وتقنيات الاستمطار الاصطناعي واستخدام الحواجز ذات الطلاء الخاص لمنع انتقال الغبار لمسافات طويلة).
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } الدكتورة مريم صالح الغامدي - اليومرصد ذرات الغبار الدقيقةوأشادت الغامدي بما تحقق ضمن رؤية المملكة 2030 ومبادرة "السعودية الخضراء”، حيث تم رفع الوعي البيئي والتوسع في التشجير، ما أدى إلى تراجع ملموس في نسب الغبار المرصودة داخل المدن خلال العام الماضي.
وأضافت أن من الحلول التقنية المهمة استخدام أجهزة رصد ذرات الغبار الدقيقة (خصوصًا PM2.5) في الأماكن العامة والمغلقة، لمتابعة جودة الهواء والتحكم في مستويات التلوث، وبالتالي تقليل الإصابة بالأمراض التنفسية.
وختمت الغامدي بالتأكيد على أهمية دور الفرد في تقليل التعرض للغبار، من خلال:( استخدام عوازل النوافذ والأبواب وتركيب فلاتر لتنقية الهواء داخل المنازل وزراعة نباتات منزلية قادرة على امتصاص الغبار وتنقية الأجواء).

المصدر: صحيفة اليوم

كلمات دلالية: قبول الجامعات قبول الجامعات قبول الجامعات جدة عواصف العواصف الترابية أضرار بيئية تأهيل الأراضي المتدهورة الظواهر المناخية زيادة الوعي البيئي جودة الهواء السعودية الخضراء التشجير العواصف الترابیة جودة الهواء article img ratio

إقرأ أيضاً:

الأرصاد العالمية: العواصف الرملية والترابية تؤثر على 330 مليون شخص في 150 دولة

الثورة نت /..

قالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، أمس الخميس، إن العواصف الرملية والترابية تؤثر على 330 مليون شخص في 150 دولة وتلحق أضرارًا متزايدة بالصحة والاقتصاد.

وذكرت المنظمة في تقرير حول الغبار المحمول جوًّا، أن هناك حاجة إلى مواصلة تحسين عمليات الرصد والتنبؤ والإنذار المبكر.

وقال التقرير إن المتوسط العالمي السنوي لتركيزات الغبار السطحي في عام 2024 كان أقل بقليل مما كان عليه في عام 2023، وإن هناك برغم ذلك تباينات إقليمية كبيرة حيث كان تركيز الغبار السطحي في عام 2024 أعلى من المتوسط طويل الأمد للفترة ما بين عامي 1981 و2010 في المناطق الأكثر تضررًا.

ولفت إلى وجود نحو 2000 مليون طن من الرمال والغبار تدخل في كل عام إلى الغلاف الجوي، وينشأ أكثر من 80 بالمائة من إجمالي الغبار العالمي من صحاري شمال إفريقيا والشرق الأوسط ويمكن نقله لآلاف الكيلومترات عبر القارات والمحيطات.

وأوضح التقرير الصادر بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة العواصف الرملية والترابية الذي يصادف 12 يوليو من كل عام، أن جزءًا كبيرًا من هذه العملية طبيعي، إلا أن سوء إدارة المياه والأراضي والجفاف والتدهور البيئي، مسؤولة بشكل متزايد.

وأشار إلى أن تركيز الرمال والغبار كان أقل من المتوسط في العديد من مناطق المصدر الرئيسية في عام 2024 وأعلى من المتوسط في العديد من المناطق التي يهب إليها الغبار.

وأفاد التقرير بأن المناطق الأكثر عرضة لانتقال الغبار بعيد المدى، هي المحيط الأطلسي الشمالي الاستوائي بين غرب إفريقيا ومنطقة البحر الكاريبي، وأمريكا الجنوبية، والبحر الأبيض المتوسط، وبحر العرب، وخليج البنغال، ووسط شرق الصين.

وذكر أن انتقال الغبار الإفريقي عبر المحيط الأطلسي اجتاح في عام 2024 أجزاءً من منطقة البحر الكاريبي.

إلى ذلك، حذرت الأمينة العامة للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، سيليست ساولو، من أن العواصف الرملية والترابية تضر بصحة ملايين البشر ونوعية حياتهم وتكلف ملايين الدولارات من خلال تعطيل النقل الجوي والبري والزراعة وإنتاج الطاقة الشمسية.

وأكدت أن الاستثمارات في الإنذارات المبكرة من الغبار والتخفيف من آثاره والسيطرة عليه، ستحقق عوائد كبيرة.

ويُظهر المؤشر الجديد للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية ومنظمة الصحة العالمية، أن 3.8 مليار شخص (أي ما يقرب من نصف سكان العالم) تعرضوا لمستويات غبار تتجاوز عتبة السلامة التي حددتها منظمة الصحة العالمية بين عامي 2018 و2022 ويمثل هذا زيادة بنسبة 31 بالمائة مقارنةً بـ 2.9 مليار شخص (44.5 بالمائة) خلال الفترة بين عامي 2003 و2007.

ويشير المؤشر إلى أن معدلات التعرض تفاوتت بشكل كبير من بضعة أيام فقط في المناطق غير المتضررة نسبيًّا إلى أكثر من 87 بالمائة من الأيام – أي ما يعادل أكثر من 1600 يوم في خمس سنوات، في المناطق الأكثر عرضة للغبار.

وقال التقرير استنادًا إلى دراسة أمريكية، إن تكلفة التعرية بفعل الغبار والرياح في الولايات المتحدة وحدها قدرت بنحو 154 مليار دولار في عام 2017 أي بزيادة أربعة أضعاف عن تقديرات عام 1995.

وشملت التقديرات تكاليف الأسر والمحاصيل وطاقة الرياح والطاقة الشمسية ومعدلات الوفيات الناجمة عن التعرض للغبار الناعم والتكاليف الصحية الناجمة عن حمى الوادي والنقل.

وذكر التقرير أن التكلفة الحقيقية قد تكون أعلى بكثير نظرًا لعدم توفر تقييمات موثوقة على المستوى الوطني للعديد من الآثار الاقتصادية الأخرى للغبار مثل معدلات الإصابة بالأمراض البشرية والدورة الهيدرولوجية والطيران وزراعة المراعي.

مقالات مشابهة

  • 158 يوماً من العواصف الترابية في عام.. والاقتصاد يخسر مليون دولار كل يوم
  • المملكة تواصل تقديم المساعدات للأسر المتضررة من حرائق سوريا
  • مختص: المملكة متضررة من العواصف الرملية وتلعب دورًا حيويًا في مكافحتها
  • في اليوم العالمي للسكان.. أهم أرقام التعداد في المملكة
  • داخل المنزل وخارجه.. نصائح مهمة للحماية من العواصف الترابية
  • الأرصاد العالمية: العواصف الرملية والترابية تؤثر على 330 مليون شخص في 150 دولة
  • غسل الكعبة المشرفة اليوم.. تفاصيل العناية الفائقة بأقدس بقاع الأرض
  • مختصون يكشفون عن 4 خطوات تُمكنك من فتح صفحة جديدة بعد تجربة صعبة
  • شبكة الطرق في المملكة.. قفزة عالمية تعزز تحسين جودة الحياة