طرحت القمة العربية في القاهرة رؤية بديلة لحل القضية الفلسطينية، تركز على ترسيخ السيادة الفلسطينية وإعادة إعمار غزة في مواجهة خطة ترامب. لكن الخطة العربية تواجه تحديات كبرى، فهل ينجح العرب في تحويل هذه الرؤية إلى خطوات عملية مؤثرة.

اعلان

في ظل التعقيدات الجيوسياسية المتشابكة التي تحيط بالقضية الفلسطينية، طرحت القمة العربية في القاهرة رؤية بديلة لمسار الحل، تهدف إلى ترسيخ السيادة الفلسطينية ودعم إعادة إعمار غزة، في مواجهة الطروحات الأمريكية، ولا سيما خطة ترامب التي تسعى إلى إعادة رسم المشهد الإقليمي وفق مصالح واشنطن وتل أبيب.

لكن يبقى السؤال الجوهري: إلى أي مدى تمتلك الخطة العربية مقومات النجاح في مواجهة الضغوط الخارجية؟

هل تكفي المبادرات التقليدية؟

أكد البيان الختامي للقمة أن السلام العادل والشامل هو الخيار الاستراتيجي للدول العربية، مستندًا إلى مبادرة السلام العربية لعام 2002، التي تقوم على إنهاء الاحتلال وتجسيد الدولة الفلسطينية وفق حل الدولتين. لكن هذه الرؤية، رغم التزامها بالشرعية الدولية، لم تلقَ قبولًا إسرائيليًا منذ طرحها، بينما تدفع واشنطن بمشروعات تسوية تتجاوزها بالكامل، عبر مقاربة "السلام الاقتصادي" التي تسعى إلى تحقيق الاستقرار الإقليمي، من دون الاعتراف بالحقوق السياسية للفلسطينيين.

المصير الفلسطيني: إعادة الإعمار ورفض التهجير

وفي صلب البيان الختامي، جاء الرفض القاطع لأي شكل من أشكال تهجير الفلسطينيين، سواء داخليًا أو خارجيًا، واعتبار ذلك جريمة ضد الإنسانية وتطهيرًا عرقيًا. ويعدّ هذا الموقف استجابة مباشرة للتهديدات الإسرائيلية والأمريكية التي ألمحت إلى إمكانية نقل سكان غزة إلى سيناء أو الأردن، وهو سيناريو من شأنه إعادة تشكيل الخريطة الديموغرافية والسياسية للمنطقة. كما حذرت القمة من أن أي محاولة لفرض هذا التهجير ستؤدي إلى إدخال المنطقة في دوامة جديدة من الصراعات، ما يعكس رؤية عربية لمخاطر هذه الطروحات على استقرار الشرق الأوسط برمته.

خيام للنازحين الفلسطينيين نصبت بجانب منازلهم المدمرة غرب مدينة غزة. 3 مارس 2025.AP Photo

وتبنت القمة خطةً مصريةً لإعادة إعمار قطاع غزة، بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية والبنك الدولي والصندوق الإنمائي للأمم المتحدة، بهدف إعادة تأهيل القطاع بدعم عربي ودولي، مع ضمان بقاء الفلسطينيين في أرضهم. يأتي هذا الطرح في مواجهة المقاربة الأمريكية التي تربط الإعمار بشروط سياسية يُعتقد بانها سوف تعزز الهيمنة الإسرائيلية على مستقبل غزة. لكن هذه الخطة العربية، تصطدم بعوائق عدة، أبرزها مدى قدرتها على استقطاب التمويل الدولي في ظل الضغوط الأمريكية التي قد تعرقل تقديم الدعم عبر المؤسسات المالية العالمية.

الأمن والسيادة أم التدويل؟

وفي محاولة لترتيب الأوضاع الداخلية، رحبت القمة بتشكيل لجنة لإدارة غزة تحت إشراف الحكومة الفلسطينية، مع تدريب كوادر أمنية فلسطينية بالتنسيق مع مصر والأردن، في خطوة تهدف إلى إعادة توحيد الضفة وغزة سياسيًا وجغرافيًا. لكن القمة ذهبت أبعد من ذلك، داعيةً إلى نشر قوات دولية لحفظ السلام في الضفة والقطاع، وهو ما قد يفتح الباب أمام تدويل الصراع، مما قد يثير تحفظات إسرائيلية ويزيد من الانقسامات الداخلية الفلسطينية بين السلطة والفصائل المسلحة.

Relatedكيف تفاعلت الدول الأوروبية مع مقترح ترامب بشأن تحويل غزة إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"؟كيف اهتدى دونالد ترامب لفكرة تحويل غزة إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"؟غزة التي في خاطره": ترامب يحول القطاع لمنتجع فاخر ويظهر مع نتنياهو وماسك في "ريفييرا الشرق الأوسط"نتنياهو أمام المحكمة للمرة الـ15 في قضايا الفساد والرشوة

وشدد البيان الختامي على ضرورة إلزام إسرائيل بوقف الاستيطان ورفض أي محاولات لضم أجزاء من الضفة الغربية، محذرًا من أن هذه الممارسات تهدد بإشعال الوضع الإقليمي. كما أكد أهمية احترام الوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس، في رد واضح على المحاولات الإسرائيلية لفرض سيطرة مطلقة على الحرم القدسي. لكن يظل التساؤل قائمًا: إلى أي مدى يمكن لهذه الضغوط الدبلوماسية أن تحقق نتائج ملموسة في ظل الدعم الأمريكي لإسرائيل؟

مسار قانوني لمحاسبة إسرائيل

وفي محاولة لتعزيز الموقف الفلسطيني دوليًا، حملت القمة إسرائيل "المسؤولية القانونية والمادية عن جرائمها في غزة" وفق نص البيان، وشرعت بدرس تصنيف التهجير والتجويع ضمن جرائم الإبادة الجماعية. كما دعت إلى تحرك عبر مجلس الأمن والمحاكم الدولية لمعاقبة إسرائيل. لكن رغم أهمية هذا المسار في دعم المطالب الفلسطينية، فإنه يظل محكومًا بمحدودية التأثير في ظل الفيتو الأمريكي المتكرر في مجلس الأمن، ما لم ترافقه إجراءات ضغط سياسية واقتصادية فعلية.

لبنان وسوريا

لم يقتصر البيان على القضية الفلسطينية، بل تطرق أيضًا إلى الملفات الإقليمية، حيث أكد ضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية المحتلة والالتزام بالقرار 1701، كما دان الغارات الإسرائيلية على سوريا واعتبرها عدوانًا على سيادة دمشق. ورغم أن هذه الرسائل تمثل تحذيرًا ضمنيًا لإسرائيل من تصعيد أوسع، فإنها لا تتجاوز الإطار الدبلوماسي التقليدي للقمم العربية، إذ لا تترافق مع خطوات عملية رادعة.

مركبات مدرعة تابعة للجيش الإسرائيلي في بلدة القنيطرة السورية، 5 يناير 2025.AP Photoهل تصمد الخطة أمام استراتيجية ترامب؟

تسعى الخطة العربية إلى ترسيخ الحقوق الفلسطينية وتعزيز الوحدة العربية في مواجهة الطروحات الأمريكية والإسرائيلية، لكنها تواجه عقبات كبرى:

1.    ضعف أدوات الضغط: في حين تمتلك واشنطن أوراق ضغط اقتصادية وسياسية، تعتمد الخطة العربية على قرارات دولية ودبلوماسية، وهو ما قد يجعل تنفيذها صعبًا من دون دعم غربي فعلي.

2.    التوازنات الدولية: تسعى الخطة العربية إلى إعادة إشراك الولايات المتحدة في مسار المفاوضات، لكنها لا تقدم آلية لإلزام واشنطن بتغيير نهجها المتناغم مع النهج الإسرائيلي، خصوصاً في هذه القضية.

3.    الانقسامات الفلسطينية: بالرغم من دعم القمة لإدارة فلسطينية موحدة لغزة، فإن استمرار الخلافات بين الفصائل قد يعيق تطبيق هذه الخطة بشكلٍ فعلي، كما أن الخطة لا تحتوي على إطار زمني واضح وآليات تنفيذية محددة بتواريخ للتنفيذ.

4.    إعادة الإعمار مرهونة بالإرادة الدولية: يرتبط نجاح إعادة إعمار غزة بمدى استعداد القوى الكبرى، وخاصة أوروبا، لدعم التمويل، وهو أمر قد يكون مشروطًا بالموقف الأمريكي الحالي. 

Relatedنتنياهو: سنواجه كل من يحاول حفر ثقوب في سفينتنا الوطنيةنتنياهو: لا مزيد من الغذاء المجاني لغزة استطلاع رأي يكشف: التأييد الأمريكي لحرب اسرائيل على غزة يتراجع بشكل غير مسبوقإسرائيل وحماس

التعليق الإسرائيلي على مخرجات القمة العربية غير العادية أظهر أكبر العقبات في سبيل تحقيق الخطة العربية لمستقبل غزة، إذ اعتبر أن خطة إعادة إعمار القطاع التي تبنتها القمة بقيمة 53 مليار دولار، تجاهلت الهجوم الذي شنته حركة حماس في 7 أكتوبر 2023، والذي أدى إلى مقتل وأسر إسرائيليين. وقد أعربت وزارة الخارجية الإسرائيلية عن استيائها لعدم إدانة حماس في البيان الختامي للقمة. ​

كما أعربت إسرائيل عن رفضها لاعتماد القمة على السلطة الفلسطينية ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، مشيرة إلى ما وصفته بـ"الفساد ودعم الإرهاب" من قبلهما. وجددت تل أبيب تمسكها بدعم مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يهدف إلى تهجير الفلسطينيين إلى الأردن ومصر ودول أخرى، معتبرة أن الدول العربية رفضت هذا المقترح، من دون منحه فرصة للنقاش. ​

اعلان

في المقابل، رحبت حركة حماس بخطة إعادة إعمار غزة التي اعتمدتها قمة القاهرة، واعتبرت انعقادها خطوة إيجابية نحو تعزيز الدعم العربي والإسلامي للقضية الفلسطينية. ودعت الحركة إلى توفير جميع مقومات نجاح الخطة، وحثت الدول العربية على إلزام إسرائيل بالالتزام باتفاق وقف إطلاق النار.

هل تتحول المبادرة العربية إلى واقع؟

تمثل الخطة العربية تحركًا مهمًا لإعادة التوازن إلى القضية الفلسطينية وإبقائها في صدارة الأجندة الدولية، لكنها بحاجة إلى أدوات تنفيذية أقوى، وتحالفات دولية أوسع، واستراتيجية ضغط فاعلة تستطيع مواجهة النفوذ الأمريكي والإسرائيلي. وبينما تتحرك خطة ترامب وفق سياسة "فرض الأمر الواقع"، تظل الخطة العربية رهينة القدرة على تحويل المواقف السياسية إلى آليات تأثير ملموسة، وإلا فإنها قد تبقى مجرد موقف أخلاقي في مواجهة مشروع أكثر تماسكًا وشراسة.

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية بعد خلاف زيلينسكي مع ترامب.. ميرتس يقترح إنشاء صندوقين للاستثمار في الدفاع والبنية التحتية ما أبرز القرارات التي خلص إليها القادة العرب في القمة الطارئة بشأن غزة؟ جوزاف عون وأحمد الشرع على طاولة واحدة في القاهرة فهل تجبّ القمة ما قبلها؟ حركة حماسجامعة الدول العربيةغزةدونالد ترامببنيامين نتنياهولبناناعلاناخترنا لكيعرض الآنNext هل يعلن ترامب عن توقيع صفقة المعادن مع أوكرانيا في خطابه أمام الكونغرس؟ يعرض الآنNext التكيلا في ورطة.. كيف تهدد الرسوم الأمريكية صناعة المشروبات المكسيكية؟ يعرض الآنNext وسط تصاعد اهتمام ترامب بمعادن أوكرانيا النادرة.. لوكاشينكو يدعو لتكثيف التنقيب في بيلاروس يعرض الآنNext فرنسا تبحث عن تمويل للدفاع.. هل يدفع الأثرياء الفاتورة؟ يعرض الآنNext ما أبرز القرارات التي خلص إليها القادة العرب في القمة الطارئة بشأن غزة؟ اعلانالاكثر قراءة بأمر تنفيذي من ترامب.. واشنطن تصنف الحوثيين "جماعة إرهابية" إما التعري أو المغادرة.. ألمانيا قد تحظر ملابس السباحة في الشواطئ المخصصة للعراة كرنفال كولونيا الألمانية.. ألوان وورود وسخرية لاذعة من ترامب وبوتين وساسة آخرين قمة عربية طارئة لتقديم مقترح بديل عن خطة ترامب بشان غزة وحضور لافت لأحمد الشرع مخيمات النازحين في غزة تزداد اتساعًا.. دمارٌ وركامٌ وانتظارٌ لمصير مجهول اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومدونالد ترامبفولوديمير زيلينسكيضرائبالصينكنداالرسوم الجمركيةجو بايدندفاعبدون تعليقالمكسيكقطاع غزةالقاهرةالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

المصدر: euronews

كلمات دلالية: دونالد ترامب فولوديمير زيلينسكي ضرائب الصين كندا الرسوم الجمركية دونالد ترامب فولوديمير زيلينسكي ضرائب الصين كندا الرسوم الجمركية حركة حماس جامعة الدول العربية غزة دونالد ترامب بنيامين نتنياهو لبنان دونالد ترامب فولوديمير زيلينسكي ضرائب الصين كندا الرسوم الجمركية جو بايدن دفاع بدون تعليق المكسيك قطاع غزة القاهرة القضیة الفلسطینیة إعادة إعمار غزة البیان الختامی الخطة العربیة الشرق الأوسط یعرض الآنNext فی مواجهة خطة ترامب

إقرأ أيضاً:

ترامب يقلص المهلة التي منحها لبوتين لوقف الحرب

 قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم الاثنين إنه يعتزم تقصير الموعد النهائي الذي كان قد حدده لمدة 50 يوما للرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أجل التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات في أوكرانيا، وذلك بعدما واصلت روسيا قصف المدن الأوكرانية.

وقالت القوات الجوية الأوكرانية إن روسيا أطلقت خلال الليل أكثر من 300 طائرة مسيرة وأربعة صواريخ كروز وثلاثة صواريخ باليستية.

وكان ترامب قد قال قبل أسبوعين إنه سيفرض "رسوما جمركية قاسية" على روسيا إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق سلام بحلول أوائل سبتمبر/أيلول، حيث أعرب عن استيائه من بوتين بسبب قصف المدن الأوكرانية وسط محاولات الرئيس الجمهوري لوقف القتال.

وقال ترامب إنه سيمنح بوتين 10 إلى 12 يوما اعتبارا من اليوم الاثنين، مما يعني أنه يريد أن تحقق جهود السلام تقدما بحلول 7 وحتى 9 أغسطس، وتتضمن الخطة عقوبات محتملة ورسوما جمركية ثانوية تستهدف شركاء روسيا التجاريين. وأشار إلى أن الإعلان الرسمي سيأتي في وقت لاحق اليوم الاثنين أو غدا الثلاثاء.

وعن الجدول الزمني الأقصر، قال ترامب "لا يوجد سبب للانتظار. نحن لا نرى أي تقدم".

 وقال ترامب خلال زيارة إلى اسكتلندا إنه يتعين على بوتين أن "يبرم اتفاقا. الكثير من الناس يموتون".

ولم يصدر رد فوري من روسيا.

وكرر ترامب انتقاده لبوتين بسبب تحدثه عن إنهاء الحرب مع الاستمرار في قصف المدنيين الأوكرانيين. وقال "وأنا أقول، ليست هذه الطريقة للقيام بذلك. أنا أشعر بخيبة أمل من الرئيس بوتين".

وردا على سؤال في مؤتمر صحفي حول اجتماع محتمل مع الزعيم الروسي، قال ترامب: "لم أعد مهتما بالحديث".

مقالات مشابهة

  • الشيباني خلال لقائه لافروف بموسكو: سوريا تتطلع إلى إقامة علاقات سليمة مع روسيا.. لافروف: نعول على مشاركة الرئيس الشرع في القمة الروسية العربية بموسكو
  • في مواجهة رسوم ترامب.. الرئيس البرازيلي يتعهد بالدفاع عن سيادة بلاده
  • القائم بأعمال سفارة جمهورية أذربيجان بدمشق لـ سانا: القمة التي جمعت السيدين الرئيسين أحمد الشرع وإلهام علييف في العاصمة باكو في الـ 12 من تموز الجاري خلال الزيارة الرسمية للرئيس الشرع إلى أذربيجان، أثمرت عن هذا الحدث التاريخي الذي سيسهم في تعزيز التعاون ا
  • هذه النتائج المالية التي حققتها الشركة المركزية لإعادة التأمين (CCR)
  • ترامب: إسرائيل ترفض حصول حماس على المساعدات التي يتم توزيعها في غزة
  • قيادي بمستقبل وطن: كلمة الرئيس تعكس التضحيات التي تقدمها مصر من أجل القضية الفلسطينية
  • ليوناردو دي كابريو في مواجهة عاصفة انتقادات بعد مشروع فندقي في تل أبيب
  • البقالي: "تعرضت للاعتقال في إسرائيل بسبب دعمي لغزة والقضية الفلسطينية قضية تهم كل أحرار العالم"
  • المنظمات الأهلية الفلسطينية تقدر مواقف مصر الداعمة لغزة
  • ترامب يقلص المهلة التي منحها لبوتين لوقف الحرب