لن نسمح لترامب بالانتصار.. أول تعليق لرئيس وزراء كندا المقبل
تاريخ النشر: 10th, March 2025 GMT
في أول خطاب له بعد فوزه بزعامة الحزب الليبرالي الكندي، حذر مارك كارني، رئيس وزراء كندا المقبل، من أن بلاده تواجه تحديات كبيرة، مؤكدًا أن الولايات المتحدة، بقيادة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تسعى للهيمنة على كندا بطرق غير مباشرة.
وخلال كلمته التي ألقاها في أوتاوا، مساء الأحد، قال كارني: "الأمريكيون يريدون بلدنا"، مشددًا على أن كندا لن تسمح لترامب بالانتصار، في إشارة إلى سياسات البيت الأبيض التي أثارت توترات في العلاقات بين البلدين، خاصة على المستوى الاقتصادي والتجاري.
وأضاف كارني أن المرحلة القادمة تتطلب من كندا اتخاذ خطوات جريئة لحماية سيادتها الاقتصادية، قائلًا: "علينا بناء اقتصاد جديد وإقامة علاقات تجارية جديدة"، في إشارة إلى ضرورة تنويع الشراكات الاقتصادية بعيدًا عن الاعتماد المفرط على الولايات المتحدة.
ويأتي هذا التصعيد الكلامي؛ في ظل سياسات ترامب التي شملت فرض رسوم جمركية على المنتجات الكندية، والتصريحات المثيرة للجدل التي وصف فيها كندا بأنها "الولاية الأمريكية الحادية والخمسون"، ما أثار استياءً واسعًا داخل الأوساط السياسية والشعبية الكندية.
ويواجه كارني، الذي تولى مناصب بارزة في قطاع المال، تحديات كبيرة فور تسلمه منصب رئيس الوزراء، حيث سيكون عليه التعامل مع تداعيات هذه التوترات، وإيجاد حلول؛ لضمان استقلال كندا اقتصاديًا في مواجهة النفوذ الأمريكي المتزايد.
خليفة ترودوأظهرت النتائج الرسمية التي أُعلنت يوم الأحد أن مارك كارني، المحافظ السابق للبنك المركزي، قد فاز بزعامة الحزب الليبرالي الحاكم في كندا، مما يجعله المرشح لتولي منصب رئيس الوزراء خلفًا لـ جاستن ترودو.
وأعلن رئيس الحزب الليبرالي، ساشيت ميهرا، أن كارني، البالغ من العمر 59 عامًا، والذي يخوض العمل السياسي لأول مرة، تمكن من تحقيق انتصار كبير بحصوله على 85.9% من الأصوات، متفوقًا بفارق واسع على أقرب منافسيه، وزيرة المالية السابقة كريستيا فريلاند، التي جاءت في المركز الثاني.
وشارك في هذا السباق الداخلي أكثر من 150 ألفًا من أعضاء الحزب الليبرالي.
ويأتي هذا التغيير في القيادة؛ في وقت تمر فيه كندا بتوترات متزايدة مع الولايات المتحدة، خاصة في ظل سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي أثارت قلق الأوساط السياسية والاقتصادية في البلاد.
وكان جاستن ترودو قد أعلن استقالته في يناير الماضي، بعد نحو 10 سنوات في الحكم، مما فتح الباب أمام سباق داخلي لاختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.
ومع انتهاء عملية التصويت؛ سيتم تكليف كارني بتشكيل الحكومة الجديدة وتولي منصب رئيس الوزراء رسميًا، وهي إجراءات من المتوقع أن تستغرق بضعة أيام.
ويُنظر إلى كارني على نطاق واسع باعتباره المرشح الأكثر تأهيلًا للمنصب، بفضل خبرته الاقتصادية العميقة، حيث شغل سابقًا منصب محافظ بنك كندا، ثم انتقل إلى المملكة المتحدة ليصبح محافظ بنك إنجلترا، مما أكسبه مكانة بارزة في الأوساط المالية الدولية.
وقد تميز السباق الداخلي بتنافس قوي بين كارني وكريستيا فريلاند، التي كانت تُعتبر من أبرز الشخصيات السياسية في حكومة ترودو، لكنها غادرت منصبها وسط خلافات حول كيفية التعامل مع التحديات التي فرضتها سياسات ترامب، لا سيما فيما يتعلق بالعلاقات التجارية والرسوم الجمركية التي فرضتها واشنطن على المنتجات الكندية.
وفي آخر خطاب له قبل التصويت، أكد كارني أن اختياره يأتي في لحظة حاسمة بالنسبة لكندا، قائلًا: "نحن نواجه أخطر أزمة في حياتنا.. كل شيء في حياتي المهنية أعدني لهذه اللحظة".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: أمريكا ترامب كندا ترودو جاستن ترودو مارك كارني المزيد الحزب اللیبرالی
إقرأ أيضاً:
كالاس: “الحب القاسي” لترامب أفضل من عدم وجوده
بروكسل – رحبت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس بـ”الحب القاسي” من الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بعد أن دفع الدول الأوروبية إلى تعزيز إنفاقها الدفاعي.
ودعت إلى تمتين العلاقات أكثر بين الحلفاء للتصدي للقوة الاقتصادية الصينية.
ووفق وكالة “فرانس برس” جاءت تصريحات كالاس، خلال منتدى شانغريلا الدفاعي في سنغافورة وفي سياق ردها على خطاب وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث، الذي وصف إصرار ترامب على زيادة الإنفاق العسكري بأنه “حب قاس”.
وقالت كالاس ممازحة عندما سئلت في وقت لاحق عن خطاب هيغسيث “ومع ذلك، إنه حب، لذا فهو أفضل من اللاحب”، مؤكدة أن العلاقة بين بروكسل وواشنطن لم تنقطع يوما، قائلة إنها تحدثت إلى هيغسيث الجمعة.
وتابعت: “سمعتم خطابه (في إشارة إلى الرئيس ترامب)، كان في الواقع إيجابيا جدا بشأن أوروبا، لذا يوجد هناك بالتأكيد بعض الحب”.
ويضغط ترامب باستمرار على دول حلف شمال الأطلسي لزيادة إنفاقها الدفاعي ليصل إلى نسبة 5% من الناتج المحلي الإجمالي، محذرا من أن واشنطن “لن تتسامح بعد الآن مع الطفيليين”.
وقالت كالاس “هناك بلدان مختلفة في أوروبا، وبعضنا أدرك منذ وقت طويل أننا بحاجة إلى الاستثمار في الدفاع”.
وأشارت إلى إعادة تصور النموذج الاوروبي باعتباره “مشروع سلام مدعوما بدفاع قوي”، مضيفة “ما أريد التأكيد عليه هو أن أمن أوروبا وأمن المحيط الهادئ مترابطان إلى حد كبير”.
كما قالت “كانت هناك بعض الرسائل القوية جدا في خطاب وزير الدفاع الأمريكي بشأن الصين”، مضيفة “أعتقد مرة أخرى أنه إذا كنت قلقا بشأن الصين، فيجب أن تقلق بشأن روسيا”.
وخالفت كالاس الرأي القائل بأن “واشنطن تركز على منطقة المحيطين الهندي والهادئ، بينما تركز أوروبا على منطقتها الخاصة”.
وذكرت أنه لا يمكن مواجهة الهيمنة الاقتصادية للصين إلا بالتعاون مع “شركاء مشابهين في التفكير، مثل: الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا ونيوزيلندا واليابان وكوريا الجنوبية وسنغافورة”.
المصدر: “فرانس برس”