تعيش شركات البناء والأشغال العمومية في المغرب تحديات غير مسبوقة في ظل النمو الملحوظ الذي يشهده القطاع، نتيجة لتنظيم الأحداث الرياضية الكبرى وإعادة إعمار المناطق المتضررة من الزلزال في الحوز، بالإضافة إلى المشاريع المائية الضخمة وانتعاش قطاع العقارات.

ورغم أن هذه المشاريع تساهم في تعزيز النشاط الاقتصادي، إلا أن هناك جانبًا سلبيًا يهدد استدامة القطاع، يتمثل في نقص حاد في الكفاءات اللازمة لتلبية متطلبات هذه المشاريع الطموحة.

ومنذ الأشهر الأخيرة، تكافح مئات الشركات المحلية في هذا المجال للتنافس على جذب الكفاءات المؤهلة. حيث قامت الشركات برفع الأجور بشكل ملحوظ لجذب العمال المتخصصين في مختلف المهن، الأمر الذي أسفر عن زيادة في الرواتب عبر كافة المستويات الوظيفية.

هذا الارتفاع الملحوظ في الأجور أدى إلى ضغط كبير على ميزانيات الشركات، مما يهدد استقرارها المالي ويؤثر سلبًا على قدرتها التنافسية.

ويتوقع الخبراء أن يؤدي هذا الوضع إلى تصاعد التكاليف الإجمالية لمشاريع البناء، التي قد تتسبب في تأخير تنفيذ العديد من المشاريع الكبرى أو حتى زيادة تكلفة إنجازها، وهو ما قد ينعكس سلبًا على الجدول الزمني للمشاريع الوطنية.

كما أن الشركات الصغيرة والمتوسطة قد تكون أكثر عرضة للضغط المالي، مما يجعلها غير قادرة على المنافسة مع الشركات الكبرى التي تتمتع بقدرة أكبر على تحمل التكاليف المرتفعة.

وفي هذا السياق، دعا العديد من المتخصصين إلى ضرورة تعزيز التدريب المهني، لزيادة الكفاءات في السوق المحلية وتلبية احتياجات القطاع المتزايدة. كما شددوا على أهمية توفير حوافز للشركات لتتمكن من استقطاب وتحفيز العمال، دون التأثير الكبير على التكاليف.

ويبدو أن قطاع البناء والأشغال العمومية في المغرب يقف على مفترق طرق، حيث يواجه تحديات ضخمة في مواجهة الطلب المتزايد على العمالة المتخصصة في وقت يشهد فيه القطاع طفرة غير مسبوقة.

المصدر: مملكة بريس

كلمات دلالية: إعادة إعمار الحوز ارتفاع الأجور الأشغال العمومية الشركات الصغيرة والمتوسطة المشاريع الكبرى المشاريع المائية تنظيم الفعاليات الرياضية قطاع البناء

إقرأ أيضاً:

نقابة المقاولين تفرض تركيب كاميرات مراقبة في مواقع البناء لضمان الجودة

صراحة نيوز- أكد نقيب المقاولين الأردنيين، المهندس فؤاد الدويري، أن النقابة تعمل بالتعاون مع مجلس البناء الوطني على تعزيز الرقابة في قطاع الإنشاءات بالمملكة، مع التركيز على إدخال أدوات رقابة حديثة مثل الرقابة الإلكترونية لضمان جودة المشاريع وسلامة الأبنية.

وقال الدويري في مداخلة ببرنامج “الوكيل” على “راديو هلا” إن دور النقابة يشملها تصديق العقود بين المقاولين والمالكين، وتسعى مع الجهات المختصة لتقليل الممارسات التي تضر بمشاريع الإسكان والبناء.

وأشار إلى دراسة تفعيل نظام رقابي جديد يشترط تركيب كاميرات مراقبة في مواقع البناء، بحيث لا تُمنح تراخيص البناء إلا بعد التأكد من وجود كاميرات توثق سير العمل، مما يساعد في كشف حالات الغش والأخطاء في التنفيذ.

وأضاف أن وضع قطاع البناء مستقر بشكل عام، مع وجود مخالفات قليلة تخضع للمعالجة ضمن الأطر القانونية والفنية.

وفي جانب آخر، كشف الدويري عن توقيف مقاول قام بختم مشاريع بصورة صورية وتنفيذها بواسطة آخرين، مؤكدًا أن النقابة ستشدد الرقابة على هذه الظاهرة التي تعرف بـ “الختم الصوري” خاصة في مشاريع “الكوتا”.

مقالات مشابهة

  • المغرب يستحدث مؤسسة لتنفيذ ومتابعة المشاريع المرتبطة بكأس العالم 2030
  • الشللية واللوبيات في بيئة العمل: المشاريع والمناصب تدار بالعلاقات لا بالكفاءة
  • اجتماع بمراكش لاستعراض سير المشاريع المبرمجة في أفق تنظيم كأس أمم إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030
  • الأونروا: خطر صحي يهدد غزة بسبب انعدام المياه النظيفة وارتفاع درجات الحرارة
  • نمو قوي بحجم الأعمال في تركيا
  • نقابة المقاولين تفرض تركيب كاميرات مراقبة في مواقع البناء لضمان الجودة
  • قائد الثورة: إغراق سفينتين من سفن الشركات المخالفة يؤكد ثبات الموقف في حظر الملاحة على العدو
  • 8.9 مليون سائح زاروا المغرب منذ بداية هذا العام
  • وزير الاستثمار يلتقي ممثلى عدد من الشركات المصرية والدولية
  • توطين الصناعة.. رئيس هيئة الدواء يبحث تعزيز التعاون مع الشركات العالمية