الشللية واللوبيات في بيئة العمل: المشاريع والمناصب تدار بالعلاقات لا بالكفاءة
تاريخ النشر: 13th, July 2025 GMT
صراحة نيوز- بقلم د خلدون فرحان نصير
في الوقت الذي تسعى فيه الدول والمؤسسات الى تحسين بيئة العمل وتعزيز الاداء لا تزال ظاهرة الشللية والاعتماد على العلاقات الشخصية بدلا من الكفاءات تمثل واحدة من اكثر المعوقات ضررا، ليس فقط على بيئة العمل بل على جودة المشاريع وعدالة الفرص وكفاءة الاقتصاد الوطني بشكل عام.
الحديث هنا لا يقتصر على القطاع العام كما قد يتصور البعض بل يمتد بوضوح الى القطاع الخاص ايضا حيث تدار كثير من القرارات الادارية والتشغيلية وفق معادلة من يعرف من ، لا وفق مؤهلات وخبرات من هو الاجدر ، وتصبح العلاقة هي بطاقة العبور، والمصلحة المشتركة هي معيار الاختيار ، بينما تهمش الكفاءات والخبرات الحقيقية
واحدة من اخطر عناصر هذه الظاهرة ما يحدث عند اختيار الجهات المنفذة للمشاريع والعقود في كثير من الاحيان بحيث لا يتم اعتماد معايير مهنية واضحة او مفاضلة شفافة ، بل يسند التنفيذ الى شركات او افراد فقط لانهم من ضمن الدائرة ،سواء كانت دائرة صداقة او مصلحة او قرابة. وان هذا التجاوز لا ينتج فقط عملا دون المستوى المطلوب بل يسبب في النهاية هدرا للمال والفرص وتعطيلا حقيقيا للتنمية.
ان الشللية تخلق بيئة مغلقة تقاوم التغيير وتدافع عن نفسها داخليا وتحارب من يحاول الدخول اليها او كشفها ، في المقابل الموظف او صاحب المبادرة او المقاول الذي يعمل بجد ويملك كفاءة حقيقية يستبعد لان لا احد يدعمه من الداخل فتضيع عليه الفرصة لمجرد انه لم يكن من المحسوبين على احد.
اما في القطاع الخاص فالمشكلة لا تقل خطورة عنها في القطاع العام، فبعض الشركات تدار وكانها ناد مغلق تمنح فيه المناصب والترقيات والعقود والمكافآت لافراد بعينهم لا لانهم الافضل، بل لانهم الاقرب و هذا الاسلوب لا يقتل فقط روح المبادرة بل يؤدي الى تدهور حقيقي في جودة المنتج والخدمة وانهيار السمعة المؤسسية على المدى الطويل.
ان النتيجة الطبيعية لهذه الممارسات هي غياب العدالة وهدر الكفاءات وخروج الطاقات الشابة من السوق او هجرتها الى الخارج، كما ان الاقتصاد يتأثر بشكل مباشر لان المشاريع تنفذ بطريقة غير فعالة، ولا يعود الاستثمار قادرا على خلق القيمة المضافة التي يحتاجها المجتمع.
لا يمكن مواجهة هذه الظواهر الا بارادة مؤسسية حقيقية تقف في وجه الشللية وتعيد الاعتبار للجدارة والشفافية بحيث يجب ان تبنى قرارات التوظيف والتكليف والتعاقد على اساس القدرة والخبرة والالتزام لا على المجاملة والقرابة والانتماء الضيق.
كل مؤسسة صغيرة كانت او كبيرة عامة او خاصة، هي في النهاية انعكاس لطريقة ادارتها .
وفي النهاية ان من يختار الشللية طريقا يختار الضعف والانهيار ولو بعد حين.
المصدر: صراحة نيوز
كلمات دلالية: اخبار الاردن عرض المزيد الوفيات عرض المزيد أقلام عرض المزيد مال وأعمال عرض المزيد عربي ودولي عرض المزيد منوعات عرض المزيد الشباب والرياضة عرض المزيد تعليم و جامعات في الصميم ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي تعليم و جامعات منوعات الشباب والرياضة ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام
إقرأ أيضاً:
راشد بن حميد: دعم الكفاءات الشابة التزام وطني
عجمان (الاتحاد)
أخبار ذات صلةاستقبل الشيخ راشد بن حميد النعيمي، رئيس دائرة البلدية والتخطيط في عجمان نائب رئيس مركز الشباب العربي، معالي الدكتور سلطان بن سيف النيادي وزير دولة لشؤون الشباب نائب رئيس مركز الشباب العربي، في مقر الدائرة، بحضور عبدالرحمن محمد النعيمي مدير عام دائرة البلدية، وعدد من المسؤولين.
ورحب الشيخ راشد بن حميد النعيمي في مستهل اللقاء بمعالي الدكتور النيادي والوفد المرافق له، مشيداً بالجهود المبذولة والخطط الطموحة التي يبذلها مركز الشباب العربي في تعزيز دور الشباب في مسيرة التنمية الوطنية، مؤكداً أن دولة الإمارات تنظر إلى شبابها باعتبارهم المحرك الأساسي للتقدم، والثروة الحقيقية التي يُبنى عليها المستقبل المستدام.
وأكد الشيخ راشد بن حميد النعيمي، أن دعم الكفاءات الشابة وتمكينهم من تولي زمام المبادرة، هو التزام وطني واستراتيجي، حيث تؤمن كافة الجهات والدوائر والمؤسسات بأنهم الأساس المتين لريادة المجتمع والدولة وتقدمها في كافة المحافل.
وأضاف أن الاستثمار في قدرات الشباب وتوفير بيئة حاضنة للإبداع، يمثل أولوية قصوى ضمن الأجندة الوطنية، مثمناً الدور البارز الذي يقوم به مركز الشباب العربي لتمكين الشباب وتزويدهم بالمهارات والخبرات المتنوعة.
من جانبه، ثمّن معالي الدكتور سلطان النيادي، جهود الشيخ راشد بن حميد النعيمي في دعم وتمكين الشباب.
وقال النيادي، إن دولة الإمارات قدمت نموذجاً عالمياً رائداً في تمكين الشباب، وذلك من خلال السياسات الداعمة والرؤى المستقبلية التي أرستها القيادة الرشيدة، ما أتاح للشباب أن يكونوا شركاء حقيقيين في صناعة القرار والمساهمة في صياغة مستقبل الوطن.
وتخلّل اللقاء مناقشة عدد من المشاريع والمبادرات المستقبلية في مركز الشباب العربي، والتي تهدف إلى تعزيز مكانة الشباب الإماراتي كقادة وروّاد للتغيير، وتسليط الضوء على قصص النجاح والإبداع؛ التي تزخر بها الساحة الشبابية.
كما تم بحث آليات التطوير وتوسيع نطاق المشاركة المجتمعية للشباب، من خلال تبنّي مبادرات نوعية تواكب متغيرات العصر، وتعزّز من مساهمتهم في مختلف القطاعات الحيوية، مثل التكنولوجيا، الاستدامة، وريادة الأعمال.
وشدّد اللقاء في الختام على أهمية توحيد الجهود بين الجهات الحكومية والمؤسسات المجتمعية، لبناء منظومة متكاملة لدعم الشباب، وتوفير مسارات واضحة تُمكّنهم من تحويل أفكارهم وطموحاتهم إلى مشاريع رائدة وإنجازات ملموسة في مختلف القطاعات.