يمانيون/ تقارير ارتكبت الجماعات المسلحة التكفيرية في سوريا، خلال الأيام القليلة الماضية، جرائم الإبادة البشعة والمجازر الفظيعة بحق المدنيين العزل في مناطق الساحل السوري تحت ذرائع وحجج واهية وبدعم وتمويل دول التطبيع.

وحرضت الجماعات التكفيرية أتباعها من المسلحين والمرتزقة الأجانب على ارتكاب المجازر ضد المدنيين، والتي أدت إلى استشهاد المئات منهم في وقائع مؤلمة وقاسية فيها من البشاعة الكثير، مما يؤكد وحشية وهمجية هذه الجماعات.

ووفق مصادر إعلامية فقد شهدت سوريا أسوأ موجة من العنف منذ سقوط النظام في أواخر العام الماضي.
وذكرت مجموعة مراقبة حقوقية مستقلة مقرها المملكة المتحدة، وهي الشبكة السورية لحقوق الإنسان (SNHR)، أن مئات الأشخاص على الأقل قُتلوا في أعمال العنف الأخيرة، من بينهم عشرات المدنيين الذين سقطوا ضحايا لعمليات إعدام ميدانية واسعة ارتكبتها القوات التابعة لوزارة الدفاع التابعة للجماعات التكفيرية الحاكمة هناك، بحق الشباب والبالغين، على خلفيات طائفية.

ولبشاعة تلك الجرائم وفضاعتها، حثت منظمة العفو الدولية، اليوم الإثنين، السلطات القائمة هناك على السماح لمحققين مستقلين محليين ودوليين بتقصي الحقائق في غرب البلاد، بعدما أودت الجرائم بأكثر من ألف مدني غالبيتهم الساحقة من العلويين، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقالت مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المنظمة هبة مرايف في بيان “يجب على السلطات أن تمنح محققين مستقلين محليين ودوليين إمكان الوصول إلى سوريا، بما في ذلك المناطق الساحلية، حتى يتمكنوا من تقصي الحقائق بأنفسهم”.

وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن مناطق الساحل السوري وجبال اللاذقية شهدت عمليات تصفية على أساس “طائفي ومناطقي”، راح ضحيتها مئات المدنيين من أبناء الطائفة العلوية في سوريا.

ووفق المرصد بلغ عدد “المجازر” في الساحل السوري عشرات المجازر منذ اندلاع التصعيد في 6 مارس، بعد هجمات نفذها مقاتلون قالوا إنهم ينتمون إلى “درع الساحل” ضد قوات تابعة للنظام الجديد في سوريا، لترد القوات الحكومية الجديدة المكونة من عشرات الفصائل التكفيرية المسلحة بتنفيذ اعدامات ميدانية وعمليات تطهير عرقي بحق مدنيين عزل، بدأت في 7 مارس وما زالت مستمرة حتى الآن.

ووفقًا لذات المصدر، فقد تخطى عدد الضحايا المدنيين عتبة الألف توزعوا على محافظات اللاذقية، طرطوس، حماة، حمص.

كما سجل المرصد السوري “مجازر” جديدة في حارة القنيطرة بطرطوس، ومدينة بانياس، وحي الدعتور في اللاذقية، وقرية الرملية وقرية الرصافة في ريف مصياف.

وبهدف القبول بالاحتلال الأمريكي والتركي والإسرائيلي لمناطق في سوريا ، تقدم الجماعات التكفيرية الأعداء على أنهم حماة ومنقذين للشعب السوري ولسوريا.

وقال قائدة الثورة، السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، “إن جرائم الجماعات التكفيرية في سوريا فظيعة للغاية ووحشية جدًا وبشعة بكل ما تعنيه الكلمة”.

وأضاف:” ينبغي أن يكون للجميع موقف واضح يستنكر تلك الجرائم في سوريا ويتبرأ منها ويسعى أيضا للضغط لإيقافها. موضحا أن ” هناك تسميات جديدة للجماعات التكفيرية لا تغير من الحقيقة شيئا عن واقعها”.

وقال:” ينبغي للقنوات الفضائية التي تنقل الحقائق للناس أن تبذل الجهد في نقل الصورة الحقيقية لشعوب أمتنا ليعرفوا سوء ما تفعله تلك الجماعات”.

وتابع: “المسلك الإجرامي والنمط السلوكي الذي تقتدي فيه الجماعات التكفيرية بالصهاينة يبين مدى ارتباطها بها وبنهجها الإجرامي”.

وأردف: “كان بإمكان الرعاة الإقليميين للجماعات التكفيرية أن يتصلوا بها أو أن يوجهوا مندوبيهم في سوريا بإيقاف ما يجري لكنهم كما يظهر لم يفعلوا “.

وأشار إلى أن” مشاهد الجرائم في سوريا فظيعة للغاية وإجرام كبير وهي تعكس أن تلك التصرفات ليست فردية إطلاقا”.

وقال قائد الثورة: “أنصح كل شعوب أمتنا ألا تعتمد على وسائل الإعلام التابعة للرعاة الإقليميين لتلك الجماعات التكفيرية فيما يتعلق بما يحدث في سوريا”.

واعتبر “محاولة التغطية على الجرائم في سوريا هو جرم بحد ذاته وهي تغطية على إبادة جماعية ومحاولة لجحود الحقائق الواضحة المعروفة”.

وبين قائد الثورة أن ” الجماعات التكفيرية من بعد سيطرتها على سوريا لم تطلق ولا رصاصة ضد العدو الإسرائيلي بالرغم من اجتياحه لجنوب سوريا”.

وأكد السيد عبد الملك الحوثي، “أن ما يحصل في سوريا مؤسف جدا، والعرب والمسلمون ساكتون من أجل أن يقدم الأمريكي والأوروبي والعدو الإسرائيلي أنفسهم حماة للشعوب”.

ومنذ ديسمبر الماضي، عندما دخلت الجماعات التكفيرية أو ما يعرف بهيئة تحرير الشام دمشق، أشعلت تلك الجماعات في سوريا موجة من العنف غير المسبوق على صعيد القتل والتنكيل والملاحقات والاعتقالات والإخفاء القسري والأعمال الوحشية من حرق المنازل وقتل الأبرياء.

وأفادت منظمات حقوقية بحدوث عشرات من عمليات القتل الانتقامية التي استهدفت الطائفة العلوية من قبل الجماعات التكفيرية والمرتزقة الأجانب.

من هم القتلى؟
معظم الشهداء من الطائفة العلوية، التي تتركز في المحافظات الساحلية، بما في ذلك مدينتا اللاذقية وطرطوس.

وتقدر منظمات حقوق الإنسان أن المئات من المدنيين قد استشهدوا على أيدي الجماعات التكفيرية والمرتزقة الأجانب.

وتخضع سوريا حاليًا لحكم حكومة انتقالية خاضعة للجماعات التكفيرية برئاسة أحمد الشرع الملقب “بالجولاني” ، وهو قائد سابق فيما يسمى “هيئة تحرير الشام”.

استهداف العلويين
وقال سكان من المنطقة الساحلية إن العديد من منازل العائلات العلوية تعرّضت للنهب وأُحرقت. وقد تحدثوا من أماكن اختبائهم بشرط عدم الكشف عن هويتهم، خوفًا على حياتهم.

من جانبها، ألقى النظام الحالي في سوريا اللوم على ما اسماه “تصرفات فردية” فيما يتعلق بالعنف واسع النطاق ضد المدنيين، زاعما أن قوات الأمن الحكومية كانت ترد على المسلحين الموالين للحكومة السابقة.

وقامت الجماعات المسلحة التكفيرية خلال الأشهر الثلاثة الماضية بأعمال قتل وملاحقة وسلب ونهب واعتداءات مستهدفة خصوصا العلويين في محافظتي اللاذقية وطرطوس على ساحل البحر الأبيض المتوسط،.

وتُظهر مقاطع فيديوهات تم نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي منذ، الخميس، خسائر بشرية كبيرة بين صفوف “المدنيين” شباب يلبسون الزي المدني ” وعددا من الرجال القتلى.

وأظهر فيديو آخر نساء ينتحبن بين جثث عشرة رجال على الأقل بملابس مدنية يبدو أنهم قُتلوا بالرصاص.

وأظهر فيديو آخر قوات الأمن وهي تطلق النار بكثافة ليلا.

كما أظهر مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، الجمعة، تعزيزات عسكرية كبيرة تتجه إلى المنطقة. كما تم فرض حظر تجول في مدينة طرطوس حتى السبت.

وتظهر مقاطع فيديو أخرى تقدم قوات الأمن التابعة للجماعات التكفيرية إلى الشمال على طول الساحل، إلى مدينة جبلة، الجمعة، بالقرب من القاعدة الجوية الروسية في حميميم.

وأظهرت أخرى قوات تدخل القرداحة، مسقط رأس عائلة الأسد، وسط انفجارات وأعمدة من الدخان.

وأثارت الأعمال الوحشية التي تقوم بها الجماعات التكفيرية مظاهرات منددة بالجرائم وأعمال القتل والحرق والنهب، داعية السلطات القائمة هناك والخاضعة للجماعات التكفيرية إلى فرض الأمن والقيام بواجبها في منع المجازر بحق المدنيين .

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن أعمال العنف والاشتباكات أدت بالفعل إلى مقتل ألف شخص معظمهم من المدنيين، لليوم الرابع على التوالي في بلدات ومدن على ساحل البحر المتوسط.

وفي الأمم المتحدة بنيويورك، قال دبلوماسيون إن الولايات المتحدة وروسيا طلبتا من مجلس الأمن عقد اجتماع مغلق اليوم الاثنين لبحث تصاعد العنف في سوريا.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الجماعات التکفیریة المرصد السوری التکفیریة فی فی سوریا

إقرأ أيضاً:

اتصال حماسي من الرئيس السوري لحجاج بلاده.. وأردوغان يعلن عودة الرحلات قريباً

في لفتة مؤثرة، أجرى الرئيس السوري أحمد الشرع مساء الاثنين مكالمة عبر الفيديو مع مجموعة من الحجاج السوريين في المملكة العربية السعودية، اطمأن خلالها على أحوالهم أثناء تأديتهم مناسك الحج، موجهاً كلمات مليئة بالود والدعاء والأمل.

وخلال الاتصال، عبّر أحد الحجاج عن مشاعره قائلاً: “كنا نأتي سابقاً لأداء الحج، لكن هذه المرة شعرنا بقيمة الإنسان السوري… انعزينا”، في إشارة إلى تحسن النظرة تجاه السوريين. وردّ الشرع بتأكيده أن “الشعبين السوري والسعودي شعب واحد في بلدين”، مثمناً كرم الضيافة السعودي وداعياً الحجاج إلى أن يكونوا “أفضل رسل لسوريا”.

وطلب الشرع من الحجاج الدعاء للسوريين في الداخل والخارج، وخاصة النازحين، بالعودة إلى وطنهم، قائلاً: “ادعوا لسوريا المريضة.. نريد الخير، ولا نريد أن يظهر من الحجاج السوريين إلا كل ما يشرّفهم”.

الفيديو الذي بثته وسائل إعلام محلية ودولية ولاقي تفاعلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، نقل صورة إنسانية لرئيس بدا حريصاً على تعزيز قيم التواصل والانتماء الوطني، وسط مشهد إيماني يجمع السوريين في الخارج بوطنهم.

أردوغان يزف بشرى للسوريين: استئناف رحلات الطيران بين سوريا وتركيا قريباً ودعم كامل لوحدة دمشق

أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن خطوة طال انتظارها تمسّ حياة ملايين السوريين، مؤكداً أن رحلات الطيران بين سوريا وتركيا ستُستأنف قريباً، في تطور وصفه مراقبون بأنه يحمل دلالات سياسية واقتصادية وإنسانية كبرى.

جاء ذلك خلال تصريحاته عقب اجتماع مجلس الوزراء في المجمع الرئاسي بأنقرة، حيث قال أردوغان إن الخطوط الجوية السورية ستستأنف رحلاتها إلى تركيا، إلى جانب بدء شركة الطيران التركية “AJet” بتنظيم رحلات منتظمة إلى سوريا في المستقبل القريب.

ووجّه الرئيس التركي رسالة دعم واضحة للسوريين، قائلاً: “نقف إلى جانب الشعب السوري بكل ما أوتينا من قوة”. وأضاف أن استقرار سوريا وسلامة أراضيها سيعود بالنفع على جيرانها وكافة دول المنطقة، مشدداً على أهمية تعزيز وحدة الأراضي السورية.

ولم يكتف أردوغان بالإعلان عن استئناف الطيران، بل قدّم تهنئة إلى الحكومة السورية على جهودها في الحفاظ على وحدة البلاد وسلامتها رغم “كل محاولات العرقلة”، على حد تعبيره.

كما عبّر عن ترحيبه بقرار عدد من الدول الأوروبية رفع العقوبات المفروضة على سوريا، وذلك عقب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن خطوة مشابهة وصفها أردوغان بـ”التاريخية”، معتبراً أنها تفتح الباب أمام حقبة جديدة من الانفراج في العلاقات الإقليمية والدولية مع دمشق.

الخطوة الجديدة من أنقرة تحمل آمالاً كبيرة للسوريين المقيمين في تركيا وأماكن أخرى، وتعد مؤشراً على تحولات مرتقبة في ملف العلاقات السورية-التركية بعد سنوات من القطيعة.

وزير الداخلية السعودي يلتقي نظيره السوري في جدة لتعزيز التعاون الأمني ودعم استقرار سوريا

التقى الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف، وزير الداخلية السعودي، يوم الإثنين في جدة، بنظيره السوري أنس خطاب، في لقاء تناول سبل تعزيز التعاون الأمني بين المملكة العربية السعودية والجمهورية العربية السورية، بالإضافة إلى مناقشة عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.

وأكد وزير الداخلية السعودي، في تصريح نقلته صحيفة “الشرق الأوسط”، أن هذا الاجتماع يأتي تنفيذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، بهدف تعزيز أواصر التعاون الأمني بين البلدين، مع حرص القيادة السعودية على تقديم كل أشكال الدعم ونقل الخبرات بما يحقق أمن واستقرار سوريا.

وذكر الأمير عبد العزيز بن سعود عبر حسابه الرسمي على منصة “إكس” للتواصل الاجتماعي، أن الاجتماع تناول وضع آليات مناسبة لتنفيذ توجيهات ولي العهد في تقديم الدعم الكامل ونقل الخبرات للأشقاء في سوريا، بما يضمن تحقيق الاستقرار والأمان للشعب السوري.

يأتي هذا اللقاء في ظل دعم المملكة المستمر لسوريا، حيث أعلنت السعودية وقطر سابقاً عن تقديم دعم مالي مشترك للعاملين في القطاع العام السوري لمدة ثلاثة أشهر، في إطار الجهود الرامية لتعافي الاقتصاد السوري وتعزيز الاستقرار في المنطقة.

اشتباك مسلّح عند مدخل أشرفية صحنايا.. الأمن الداخلي يعلن القبض على أحد المهاجمين وملاحقة الفارين

أعلن قائد الأمن الداخلي في محافظة ريف دمشق، العميد حسام الطحان، عن اندلاع اشتباك مسلح عصر أمس عند مدخل مدينة أشرفية صحنايا، بعد تعرض حاجز أمني لإطلاق نار من قبل مجموعة مسلّحة تستقل سيارة من نوع “بيك آب”.

وأوضح الطحان أن المهاجمين فتحوا النار بشكل مفاجئ باتجاه عناصر الحاجز، دون تسجيل أي إصابات في صفوف العناصر، مما دفع القوات الأمنية إلى الرد الفوري والمباشر على مصادر إطلاق النار، لتندلع اشتباكات عنيفة في المنطقة.

وأكد أن الاشتباك أسفر عن إلقاء القبض على أحد أفراد المجموعة المسلحة وإصابة آخر، بينما تمكن الباقون من الفرار مصطحبين المصاب معهم، وتركوا خلفهم السيارة التي استخدموها في الهجوم.

وأضاف الطحان أن الجهات المختصة في مديرية الأمن الداخلي بمنطقة أشرفية صحنايا باشرت عملية ملاحقة واسعة للفارين تمهيداً لإلقاء القبض عليهم وتقديمهم للعدالة، مؤكداً أن وزارة الداخلية “لن تتوانى عن ملاحقة كل من تسوّل له نفسه المساس بأمن المواطنين”، في إشارة إلى استمرار العمل الأمني حتى استعادة الاستقرار الكامل للمنطقة.

ويأتي هذا الحادث في وقت تشدد فيه السلطات السورية الرقابة الأمنية في محيط العاصمة دمشق وريفها، في ظل تزايد التحديات المرتبطة بمحاولات التسلل والأنشطة الخارجة عن القانون، وسط تأكيد رسمي على أن الأمن والاستقرار خط أحمر لا يُسمح بتجاوزه.

بن فرحان وروبيو يبحثان هاتفياً الأوضاع في سوريا وغزة وأوكرانيا

أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية اليوم الثلاثاء (2 يونيو 2025)، أن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أجرى اتصالاً هاتفياً مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، حيث ناقشا عدة قضايا إقليمية ودولية حساسة.

وتركز الحديث بين الوزيرين على استقرار الأوضاع في سوريا، والتطورات الميدانية في قطاع غزة، بالإضافة إلى مستجدات محادثات روسيا وأوكرانيا، في ظل التوترات المستمرة في المنطقة وأثرها على الأمن الدولي.

وأكد البيان الصادر عن الخارجية الأمريكية أن روبيو شكر بن فرحان على كرم الضيافة خلال زيارة الرئيس دونالد ترامب إلى السعودية، معبراً عن أهمية الشراكة الاستراتيجية بين البلدين في مواجهة التحديات الإقليمية.

الولايات المتحدة تبدأ تقليص وجودها العسكري في سوريا وتنسحب من أكبر قواعدها

أعلن المبعوث الأميركي إلى سوريا، توماس باراك، أن الولايات المتحدة بدأت تنفيذ خطة تقليص وجودها العسكري في سوريا، تشمل إغلاق معظم قواعدها والإبقاء على واحدة فقط، في خطوة وُصفت بأنها من أبرز التحولات في السياسة العسكرية الأميركية شمال شرقي البلاد.

وقال باراك في مقابلة مع قناة “NTV” التركية، مساء الاثنين: “انتقلنا من ثماني قواعد إلى خمس، ثم ثلاث، وسنبقي على الأرجح على قاعدة واحدة فقط.”

ويأتي هذا التصريح بعد تقارير ميدانية أفاد بها المرصد السوري لحقوق الإنسان، تحدث فيها عن انسحاب مفاجئ للقوات الأميركية من قاعدتين رئيسيتين في محافظة دير الزور، وهما: حقل العمر النفطي وحقل كونيكو للغاز، وهما موقعان استراتيجيان ضمن مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) المدعومة أميركيًا.

وبحسب المرصد، بدأ الانسحاب تدريجيًا في 18 مايو، قبل أن تتسارع وتيرته خلال الأيام الماضية، وسط تحليق مكثف للطائرات التابعة للتحالف الدولي بقيادة واشنطن.

وشوهدت أرتال عسكرية أميركية تضم مركبات مدرعة ومعدات لوجستية، وهي تغادر تلك المواقع. كما تم، عقب الانسحاب، نشر قوات خاصة من “قسد” لتأمين المواقع التي تم إخلاؤها.

وتُعد قاعدة حقل العمر من أكبر القواعد الأميركية في سوريا، وكانت تمثل مركزًا لوجستيًا وعسكريًا رئيسيًا للعمليات ضد تنظيم “داعش” في المنطقة.

ورغم أهمية الخطوة، شدد المرصد على أن ما يجري لا يُعد انسحابًا كاملًا من سوريا، بل يمثل عملية إعادة تموضع كبرى للقوات الأميركية، في وقت تتزايد فيه التوترات الإقليمية وتُثار تساؤلات حول مستقبل الدور الأميركي في النزاع السوري.

ويأتي هذا التطور في سياق تحولات في السياسة الخارجية الأميركية تجاه منطقة الشرق الأوسط، وسط دعوات داخل واشنطن للتركيز على أولويات أخرى وتقليل الانخراط العسكري المباشر، مع الإبقاء على قوة محدودة قد لا تتجاوز 500 جندي، وفق توصيات سابقة من مراكز بحثية وسياسية.

وزير النقل السوري يكشف عن خطة ربط سككي مع الخليج ومشروع مترو دمشق قيد التحديث

أعلن وزير النقل السوري يعرب بدر عن ملامح خطة شاملة لإعادة تأهيل قطاع النقل في سوريا، مشيراً إلى مشاريع استراتيجية يجري العمل على إطلاقها، أبرزها ربط شبكة السكك الحديدية السورية بدول الخليج، ومشروع “مترو دمشق” المتوقف منذ عام 2011.

وخلال لقاء متلفز مع قناة “الإخبارية السورية”، قال بدر إن البنية التحتية لقطاع النقل تعرضت لتدهور واسع النطاق نتيجة “الإهمال المتعمّد من النظام البائد”، مؤكداً أن الوزارة بدأت بإعادة بناء القطاع وفق رؤية ترتكز على تحديد الأولويات وإشراك القطاع الخاص.

وأضاف أن سوريا خسرت جزءاً كبيراً من شبكة السكك الحديدية، وتعرضت شبكات الطرق لأضرار جسيمة بسبب غياب الصيانة.

وأوضح أن خطة الوزارة تقوم على محورين: تشخيص الواقع وتحديد الأولويات، وثانياً العمل وفق صيغة تشاركية مع القطاع الخاص، حيث تتولى الحكومة التخطيط والتنظيم، فيما ينفّذ ويستثمر القطاع الخاص.

وأكد الوزير أن هناك اهتماماً دولياً متزايداً بقطاع النقل السوري، مشيراً إلى دخول مؤسسات تمويل دولية على خط التعاون، من بينها البنك الدولي ومؤسسة التمويل الدولية (IFC)، لتمويل أو دراسة مشاريع السكك الحديدية.

كما كشف عن تقدم ملموس في مشروع إعادة تأهيل الخط الحجازي الرابط بين دمشق وعمان، إضافة إلى خطة لإطلاق خط حديث للنقل السككي بين دمشق والحدود الأردنية بسرعة تصل إلى 250 كيلومتراً في الساعة، بكلفة تقدّر بـ250 مليون دولار في الجانب السوري، في إطار خارطة إقليمية وضعتها لجنة “الإسكوا” لربط سوريا بالخليج عبر الأردن والسعودية.

وحول مشروع “مترو دمشق”، أوضح بدر أن الوزارة تنتظر تحديث دراسة الجدوى الاقتصادية التي أنجزتها شركة “سيسترا” الفرنسية عام 2011 بتمويل من البنك الدولي، مؤكداً أن تحديث هذه الدراسة يُعد شرطاً أساسياً للمضي في المشروع الذي يرتبط بمحطة الحجاز وخطوط السكك الحديدية الإقليمية.

وفيما يخص النقل الداخلي، أشار الوزير إلى تسلّم 50 حافلة من بيلاروس وتوزيعها على مدن دمشق، حلب، حمص واللاذقية، لافتاً إلى أن هناك توجهاً متسارعاً من مستثمرين محليين نحو الاستثمار في هذا القطاع الحيوي، ما سيؤثر إيجاباً وبشكل مباشر على حياة المواطنين.

وأكد الوزير في ختام حديثه أن الحكومة السورية لا تنوي الاستدانة لتمويل هذه المشاريع، بل تسعى إلى جذب استثمارات نوعية تضمن تطوير قطاع النقل دون تحميل الدولة أو المواطن أعباء مالية جديدة.

بدء عملية “تبييض السجون” في حلب ضمن اتفاق جديد بين الحكومة السورية و”قسد” يشمل تبادل 400 موقوف

انطلقت في مدينة حلب عملية “تبييض السجون” بين مديرية الأمن الداخلي السورية و”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، في خطوة تهدف إلى تسوية ملف الموقوفين والمعتقلين ضمن اتفاق ثنائي يشمل حيي “الشيخ مقصود” و”الأشرفية”.

وذكرت وكالة “سانا” الرسمية أن العملية بدأت فعلياً وتشمل تبادل نحو 400 موقوف بين الجانبين، في إطار تفاهم أمني-سياسي أوسع أُعيد تفعيله مؤخراً بعد مشاورات بين الطرفين.

وتأتي هذه الخطوة بعد استئناف تنفيذ بنود اتفاق العاشر من مارس، الموقع بين رئيس الجمهورية السورية أحمد الشرع والجنرال مظلوم عبدي، القائد العام لـ”قسد”، وقد أعلن العميد زياد العايش، عضو اللجنة المكلفة بمتابعة الاتفاق، أنه تم التوافق خلال لقاء مع وفد “قسد” على تشكيل لجان فرعية تخصصية للإشراف على تطبيق البنود المتفق عليها.

وأوضح العايش أن الاتفاق يهدف إلى تثبيت الأمن والاستقرار في حيي الشيخ مقصود والأشرفية شمال مدينة حلب، والعمل على معالجة الملفات العالقة التي تعيق استقرار الوضع المدني والمعيشي في المنطقة.

ويُعد هذا الاتفاق من أبرز محاولات التهدئة والتنسيق بين الحكومة السورية و”قسد”، في وقت تشهد فيه العلاقات بين الطرفين توترات متقطعة على خلفية تباين المواقف السياسية والعسكرية، ويُنظر إلى عملية تبادل الأسرى الجارية حالياً كخطوة ملموسة نحو بناء الثقة وتخفيف الاحتقان في مناطق التماس.

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية السوري: اتفاق سوري قطري على توريد الغاز إلى سوريا عبر الأردن
  • نائب وزير الخارجية الروسي يبحث الوضع السوري مع بيدرسن
  • اتصال حماسي من الرئيس السوري لحجاج بلاده.. وأردوغان يعلن عودة الرحلات قريباً
  • استئناف عملية تبادل الأسرى بين الأمن السوري وقوات قسد
  • وزير النقل السوري يتحدث عن قطار سريع يربط سوريا بدول الخليج ومشروع "مترو دمشق"
  • تصعيد أمريكي خطير يهدد أمن سوريا والمنطقة وهذا ما حدث (تفاصيل)
  • الصحة في غزة تستنكر اتخاذ العدو الصهيوني “مراكز المساعدات” مصائد لقتل المدنيين
  • العميد العايش لـ سانا: الطرفان أكدا التزامهما بالحوار البنّاء والتعاون المستمر، بما يصبّ في خدمة وحدة سوريا وسيادتها، وتحقيق تطلعات الشعب السوري في الأمن والاستقرار، وتم الاتفاق على تحديد اجتماع آخر في القريب العاجل، لاستكمال النقاش ومتابعة تنفيذ ما تم ال
  • توقيف عشرات العسكريين في نيجيريا هرّبوا أسلحة للجماعات المسلحة
  • واشنطن بوست: سوريا قد تُساق لحرب أهلية من جديد!