رمضان بين صحون الطعام وعدسات التصوير .. كيف نسترجع روح الشهر؟!
تاريخ النشر: 13th, March 2025 GMT
يقول الله تعالى في كتابه العزيز: «شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون» صدق الله العظيم.
كان رمضان دائما مدرسة للتغيير الروحي والاجتماعي، لكنه اليوم يخضع لتحوّل صادم.
لقد تحوّلت المائدة الرمضانية من مكان للاجتماع العائلي إلى مسرحٍ للتفاخر بالرفاهية ورغد العيش، حيث تُهدر ثلث الأطعمة تقريبًا في سلة المهملات، بينما تُنفق الأسر نحو أربعين بالمائة من ميزانياتها على الولائم والعزومات خلال الشهر الفضيل وذلك وفقا لإحصاءات منظمة الفاو.
لم يعد السؤال «كيف تقترب من الله؟»، بل «كيف تلفت الأنظار إلى إفطارك؟
في خضم هذا الغرق البصري، تصوم الكاميرات عن توثيق القيم الحقيقية للشهر المبارك. فالهاشتاجات عبر بعض المنصات التفاعلية تنتشر من خلال بعض الأسماء مثل «رمضان_كريم» و«إفطاري_اليوم» وغيرها من الهاشتاجات اليومية بحيث تعج بصور الأكل التي تطغى على صور الصلاة أو أعمال الخير التي يجب أن يتم الحديث عنها، حتى العبادات لم تسلم من التحوّل الرقمي؛ فقراءة القرآن صارت تحديات سريعة على تطبيق «تيك توك»، والتصدق على الفقراء فرصة لالتقاط صورة مع «حقائب الإغاثة» أو المساعدات التي يقدمها بعض الناس رياء وتشهيرا بالفقراء والمحتاجين وكم هو سلوك ذميم وتصرف مشين ينتشر عبر منصات التواصل الاجتماعي بشكل مستفز ومقزز للغاية.
بعض الشباب يعيشون ضغطا لتوثيق كل تفاصيل الأشياء التي تحيط بهم فقط من أجل إثبات أنهم «يعيشون التجربة بشكل صحيح»، كما أظهرت دراسة حديثة نشرتها جامعة القاهرة المصرية، بينما تُهمل روح الشهر المبارك التي تقوم على الصمت الداخلي والتواصل مع الذات والتوجه إلى الله بقلوب مؤمنة خالصة بالدعاء والأعمال الصالحة دون أن يكون هناك ضجيج أو رياء ينتشر بين الناس.
عندما نريد أن نسترجع شهر رمضان الذي نعرفه أو كما يجب أن يكون من براثن الاستهلاك والزيف، نحتاج إلى إحداث موازنة معتدلة ما بين الأصالة والحداثة. والتذكير بجوهر الصيام الذي قال عنه الرسول: «ليس الصيام عن الطعام والشراب، بل عن اللغو والرفث».
إذن دعونا جميعا نشجع حملات توعوية تهم المجتمع وتؤتي ثمارها مثل تبني مبادرة أو هاشتاج: «رمضان_بلا_هدر» التي تعيد توجيه التركيز نحو القيم الأصيلة لهذا الشهر الفضيل بدلا من المظاهر، ولنحوّل مباشرة نحو توثيق أعمال الخير التي تجرح إحساس الآخرين وتصغر منهم إلى الاتجاه نحو الممارسات الخفية كإفطار يتيم دون تصويره أو إلحاق الضرر به.
من هنا يمكن أن يكون هناك دور مهم لبعض الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي أن يبادروا بنشر المقاطع المصورة التي تحث على العبادات الهادئة ومساعدة المحتاجين، بدلا من تعميق هوس الصور التي لا تجدي نفعا سوى أنها تعمق الفجوات وتزيد الكراهية بين الناس.
إن شهر رمضان ليس شهرًا للامتناع عن الطعام والشراب فقط، بل الامتناع عن كل ما يبتعد بنا عن أنفسنا وقيمنا وعاداتنا العربية والإسلامية الأصيلة. السؤال الحقيقي ليس: «ماذا أكلت اليوم؟»، بل «ماذا قدّمت لنفسك ولمجتمعك؟». الخيار بين أيدينا: إما أن نعيد للشهر روحه، أو نتركه يتحوّل إلى احتفالية تنتهي بآخر صورة لقطر الندى!
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
القبض خلال ساعات .. قرار حكومي بشأن مرتبات شهر يونيو
يستعد الموظفون و العاملون بالقطاع الإداري بالدولة ب صرف مرتبات شهر يونيو غداً الأربعاء 18 يونيو وذلك بعد قرار رسمي من المالية بتبكير صرف مرتبات هذا الشهر .
موعد صرف مرتبات شهر يونيو
تبدأ وزارة المالية في صرف مرتبات شهر يونيو 2025 بداية من يوم الأربعاء المقبل، وذلك بعدما أعلنت تبكير صرف مرتبات شهر يونيو لتبدأ يوم 18 من الشهر الجاري بدلًا من يوم 24.
وأتاحت الوزارة العديد من الأماكن التي يمكن للمواطنين العاملين في الدولة صرف مرتبات شهر يونيو2025 من خلالها، ويمكن صرف مرتبات شهر يونيو2025 من خلال الأماكن التالية:
- ماكينات الصراف الآلي ATM.
- فروع البنوك المختلفة.
- البريد المصري.
أكد أحمد كجوك وزير المالية، أنه سيتم صرف مرتبات شهر يونيو الحالى للعاملين بالدولة يوم ١٨ من الشهر نفسه، أي بعد عيد الأضحى بأيام قليلة .
زيادة المرتبات 2025
وأوضح وزير المالية أنه سيتم تطبيق الزيادات الجديدة في الأجور، بدءًا من شهر يوليو المقبل.
تتراوح نسبة الزيادة في الحد الأدنى للأجور لموظفي الجهاز الإداري للدولة 13%، للدرجات العليا وإلى 18 % لموظفي الدرجة السادسة.
زيادة المرتبات بالأرقاموأعلنت الحكومة في بيان رسمي منذ أيام، عدة قرارات هامة، منها:
صرف المرتبات للعاملين بالدولة يوم ١٨يونيه.
● تطبيق الزيادات الجديدة في الأجور.. بدءًامن الشهر المقبل.
● أقل درجة وظيفية ستزيد ١١٠٠ جنيه في «إجمالي الأجر» شهريًا.. والحد الأدنى للأجور لا يقل عن ٧٠٠٠جنيه شهريًا.
● ١٠٪ علاوة دورية للمخاطبين بالخدمة المدنية و١٥٪ لغير المخاطبين بحد أدنى ١٥٠جنيهًا شهريًا.