يقول الله تعالى في كتابه العزيز: «شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون» صدق الله العظيم.

كان رمضان دائما مدرسة للتغيير الروحي والاجتماعي، لكنه اليوم يخضع لتحوّل صادم.

فما إن يهلّ هلال الشهر حتى تغرق منصات التواصل الاجتماعي بصور الموائد الفاخرة التي يتبارى فيها بعض أفراد الأسر لعرض أطباقهم بألوان متناسقة وإضاءة مثالية، وكأن المسابقة تدور حول جمال الطبق لا حول جمال الروح في جمعة الأصحاب والأهل.

لقد تحوّلت المائدة الرمضانية من مكان للاجتماع العائلي إلى مسرحٍ للتفاخر بالرفاهية ورغد العيش، حيث تُهدر ثلث الأطعمة تقريبًا في سلة المهملات، بينما تُنفق الأسر نحو أربعين بالمائة من ميزانياتها على الولائم والعزومات خلال الشهر الفضيل وذلك وفقا لإحصاءات منظمة الفاو.

لم يعد السؤال «كيف تقترب من الله؟»، بل «كيف تلفت الأنظار إلى إفطارك؟

في خضم هذا الغرق البصري، تصوم الكاميرات عن توثيق القيم الحقيقية للشهر المبارك. فالهاشتاجات عبر بعض المنصات التفاعلية تنتشر من خلال بعض الأسماء مثل «رمضان_كريم» و«إفطاري_اليوم» وغيرها من الهاشتاجات اليومية بحيث تعج بصور الأكل التي تطغى على صور الصلاة أو أعمال الخير التي يجب أن يتم الحديث عنها، حتى العبادات لم تسلم من التحوّل الرقمي؛ فقراءة القرآن صارت تحديات سريعة على تطبيق «تيك توك»، والتصدق على الفقراء فرصة لالتقاط صورة مع «حقائب الإغاثة» أو المساعدات التي يقدمها بعض الناس رياء وتشهيرا بالفقراء والمحتاجين وكم هو سلوك ذميم وتصرف مشين ينتشر عبر منصات التواصل الاجتماعي بشكل مستفز ومقزز للغاية.

بعض الشباب يعيشون ضغطا لتوثيق كل تفاصيل الأشياء التي تحيط بهم فقط من أجل إثبات أنهم «يعيشون التجربة بشكل صحيح»، كما أظهرت دراسة حديثة نشرتها جامعة القاهرة المصرية، بينما تُهمل روح الشهر المبارك التي تقوم على الصمت الداخلي والتواصل مع الذات والتوجه إلى الله بقلوب مؤمنة خالصة بالدعاء والأعمال الصالحة دون أن يكون هناك ضجيج أو رياء ينتشر بين الناس.

عندما نريد أن نسترجع شهر رمضان الذي نعرفه أو كما يجب أن يكون من براثن الاستهلاك والزيف، نحتاج إلى إحداث موازنة معتدلة ما بين الأصالة والحداثة. والتذكير بجوهر الصيام الذي قال عنه الرسول: «ليس الصيام عن الطعام والشراب، بل عن اللغو والرفث».

إذن دعونا جميعا نشجع حملات توعوية تهم المجتمع وتؤتي ثمارها مثل تبني مبادرة أو هاشتاج: «رمضان_بلا_هدر» التي تعيد توجيه التركيز نحو القيم الأصيلة لهذا الشهر الفضيل بدلا من المظاهر، ولنحوّل مباشرة نحو توثيق أعمال الخير التي تجرح إحساس الآخرين وتصغر منهم إلى الاتجاه نحو الممارسات الخفية كإفطار يتيم دون تصويره أو إلحاق الضرر به.

من هنا يمكن أن يكون هناك دور مهم لبعض الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي أن يبادروا بنشر المقاطع المصورة التي تحث على العبادات الهادئة ومساعدة المحتاجين، بدلا من تعميق هوس الصور التي لا تجدي نفعا سوى أنها تعمق الفجوات وتزيد الكراهية بين الناس.

إن شهر رمضان ليس شهرًا للامتناع عن الطعام والشراب فقط، بل الامتناع عن كل ما يبتعد بنا عن أنفسنا وقيمنا وعاداتنا العربية والإسلامية الأصيلة. السؤال الحقيقي ليس: «ماذا أكلت اليوم؟»، بل «ماذا قدّمت لنفسك ولمجتمعك؟». الخيار بين أيدينا: إما أن نعيد للشهر روحه، أو نتركه يتحوّل إلى احتفالية تنتهي بآخر صورة لقطر الندى!

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

طرق إضافة الكركم إلى الطعام.. نكهة مميزة وفوائد صحية مذهلة

يعد الكركم من التوابل الذهبية التي لا تقتصر أهميته على نكهته المميزة فحسب، بل تمتد إلى فوائده الصحية العديدة حيث يعرف بخصائصه المضادة للالتهابات والأكسدة، ويستخدم منذ قرون في الطب الهندي والصيني التقليدي. 

ومع ازدياد الاهتمام بالأطعمة الصحية أصبح من المهم معرفة الطرق المناسبة لإضافة الكركم إلى الوجبات اليومية بطريقة شهية وآمنة.

طرق إضافة الكركم إلى الطعامطرق إضافة الكركم إلى الطعام.. نكهة مميزة وفوائد صحية مذهلة1. إضافته إلى الأرز

من أكثر الطرق شيوعًا وسهولة هي إضافة نصف ملعقة صغيرة من الكركم إلى ماء سلق الأرز، مما يمنحه لونًا أصفر جذابًا ونكهة خفيفة ومميزة.

 يمكن تعزيز النكهة أكثر بإضافة القليل من الزعفران أو الهيل.

2. في تتبيلات اللحوم والدواجن

يعد الكركم عنصرًا أساسيًا في تتبيلات اللحوم، خاصة في المطابخ الآسيوية والعربية، حيث يخلط مع الثوم، الزنجبيل، الليمون، والزبادي، ليعطي طعمًا مميزًا ورائحة زكية عند الشوي أو الطهي.

3. مع الشوربة والخضروات

يمكن رش القليل من الكركم أثناء تحضير شوربة العدس أو الخضار ما يعزز اللون ويضفي قيمة غذائية عالية خاصة في الأكلات الشتوية التي تُركز على رفع المناعة.

4. داخل العصائر والمشروبات

دخل الكركم حديثا إلى عالم العصائر الصحية، حيث يضاف إلى مشروب "الحليب الذهبي" الذي يتكون من الحليب النباتي والكركم والعسل والفلفل الأسود.

 كما يمكن إضافته بكميات صغيرة إلى عصير البرتقال أو الليمون لتعزيز الفيتامينات.

الكركم في الطب الشعبي والحديث: من وصفات الأجداد إلى أبحاث المختبرات 5. في الطواجن واليخنات

يمكن خلط الكركم مع باقي البهارات في طواجن البطاطس أو يخنة البامية أو البازلاء. 

إضافة الكركم في بداية الطهي يعزز اللون ويمنح الطبق نكهة ترابية مميزة دون أن تطغى على باقي التوابل.

6. في العجائن والمخبوزات

بعض الطهاة العصريين يضيفون الكركم إلى عجائن الخبز أو الفطائر، للحصول على لون ذهبي جذاب، خصوصًا في المعجنات المحشوة بالخضار أو الجبن، ويمكن دمجه أيضًا في العجائن الخاصة بالـ "بان كيك" أو الكريب الصحي.

نصائح مهمة عند استخدام الكركم في الطهيلا تفرط في الكمية: فملعقة صغيرة كافية لإضفاء اللون والنكهة دون أن تكون مرة أو لاذعة.أضفه مع الدهون: يُفضل خلط الكركم بالزيوت أو الزبدة ليساعد على امتصاصه في الجسم بشكل أفضل.استخدم الفلفل الأسود: يعمل "البيبيرين" الموجود في الفلفل الأسود على تعزيز امتصاص مادة "الكركمين" الفعالة في الكركم. الكركم: استخدامات متعددة وفوائد مذهلة تتجاوز المطبخ

يعتبر الكركم من الإضافات البسيطة التي يمكن أن تحدث فرقا في الطعم والفائدة ومع التنوع الكبير في طرق استخدامه يمكن إدخاله بسهولة في الأكلات اليومية للاستمتاع بطعم مميز وصحة أفضل.

 

مقالات مشابهة

  • 8 فوائد جماليّة للفول السوداني
  • معارض تشادي بارز يضرب عن الطعام احتجاجا على اعتقاله
  • علي جمعة: إطعام المحتاجين أولى من العمرة
  • 5 مكاسب لإطعام الطعام .. سبب لدخول الجنة والنجاة من النار
  • غدًا تنطلق فترة تسجيل لاعبي المحترفين
  • 5 مكاسب لمن ينفذ وصية النبي بإطعام الطعام.. البحوث الإسلامية يوضحها
  • دعاء أوصى به الرسول.. أهم الأدعية التي كان يرددها النبي
  • الكركم في المطبخ اليومي.. كيف نحصل على فوائده دون أن نفسد طعم الطعام؟
  • ممثلة أمريكية شهيرة تكشف صيام ابنها اليهودي عن الطعام من أجل غزة
  • طرق إضافة الكركم إلى الطعام.. نكهة مميزة وفوائد صحية مذهلة