الذكرى 96 لرحيله|إنجي أنور تستعيد مواقف لا تنسى في تاريخ سعد زغلول
تاريخ النشر: 23rd, August 2023 GMT
تناولت الإعلامية إنجي أنور ذكرى رحيل زعيم الأمة سعد زغلول وقالت "النهاردة 23 أغسطس.. الذكرى 96 على رحيل زعيم الأمة سعد باشا زغلول.. صاحب رحلة طويلة من النضال الوطني.. وزعيم ثورة شعبية فريدة من نوعها ضد الاحتلال الأجنبي.. الزعيم سعد زغلول صاحب الجنازة الشعبية المهيبة اللي يمكن تكون الأكبر في تاريخ مصر.
وأشارت إلى أن الأديب نجيب محفوظ عبر عن صدمة تلقيه خبر وفاة سعد زغلول في الحكاية رقم 23 من "حكايات حارتنا".. كتب نجيب محفوظ: "أرى أبي جالسا، أمي مستندة إلى الكونصول، الخادمة واقفة عند الباب الجميع يبكون.. أتساءل ماذا؟ وتهمس أمي في أذني بنبرة مختنقة.. سعد زغلول.. البقية في حياتك"، فضلا عن أن الأديب الكبير عباس محمود العقاد الف كتاب بعنوان .. "سعد زغلول.. سيرة وتحية"..
وأضافت : سعد زغلول ناضل وكافح الاحتلال الإنجليزي من غير لحظة يأس.. لم يفقد إيمانه باستقلال الوطن... بعد ما انتهت الحرب العالمية الأولى.. واتبخرت وعود بريطانيا لمصر بالاستقلال.. راح سعد زغلول ومعاه وفد من شخصيات وطنية حضروا مؤتمر باريس.. علشان يطالبوا باستقلال مصر.. لكن بريطانيا ردت بأنهم مش بيمثلوا الشعب المصري"
وتابعت : "سعد زغلول لم يستسلم ولم يفقد الأمل، واقترح فكرة التوكيلات الشعبية، وسعى الشعب بأكمله الي عمل تفويض للزعيم.. مما اقلق بريطانيا وآثار مخاوفها، وقررت التخلص من زغلول بنفيه لجزيرة مالطة، للقضاء على فكرة الاستقلال إلا أن الشعب المصري اتنفض وقامت ثورة 19.. وكانت الهتافات تهز جميع ارجاء المحروسة:
(سعد سعد يحيا سعد).. (الاستقلال التام أو الموت الزؤام).. (يحيا الهلال مع الصليب).. وانتصرت إرادة الشعب.. وسعد زغلول اصبح أول رئيس لوزارة شعبية بعد الاستقلال.. وأول زعيم مصري يلقى خطبة العرش الأولى وقت افتتاح الملك فؤاد البرلمان في مارس 1924.
وقالت إنجي أنور، إن الزعيم سعد زغلول كان يحترم الرأي والرأي الآخر.. وهو صاحب مقولة: "إن اختلاف الرأى لا يفسد للود قضية"..إلا ان زغلول ارتبط في الأذهان بالمقولة الشهيرة "مفيش فايدة".. والتي تشهد جدل تاريخي كبير..فهناك رواية تؤكد إنه قال لا هذه المقولة عندما تعثرت مفاوضاته مع الإنجليز.. ورواية أخرى تؤكد انه قالها لزوجته صفية زغلول عندما شعر عدم جدوى العلاج الذي يتناوله.
سعد زغلول زعيم الأمة وبيته كمان كان معروف باسم بيت الأمة
واختتمت "سعد زغلول زعيم الأمة وبيته كمان كان معروف باسم بيت الأمة.. وزوجته صفية زغلول اشتهرت بلقب أم المصريين.. والكلام يطول ولا ينتهي عن زعيم ملهم.. وتاريخ متفرد.. حكاية زعيم انتصر لحرية وطنه.. وشعب انتفض لحرية زعيمه".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: زعيم الأمة سعد زغلول بيت الأمة انجي انور سعد زغلول
إقرأ أيضاً:
أمة تتحرك من اليمن بقيادة قرآنية وزخم شعبي لا ينكسر
يمانيون / خاص
في ظل التحولات الكبرى التي يشهدها العالم الإسلامي، يبرز الشعب اليمني كنموذج استثنائي في الثبات والوعي، والتفاعل الإيماني العميق مع قضايا الأمة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والقدس الشريف. فمع أن اليمن يرزح تحت عدوان وحصار دامٍ منذ سنوات، إلا أن قضيته الكبرى ظلت أكبر من جراحه، وجهاده لم يتوقف عند حدوده، بل امتد إلى الموقف والمبدأ والوعي المتصل بالقضايا المركزية للأمة، وعلى رأسها فلسطين والقدس.
القدس في وعي الشعب اليمني .. من الموقف إلى الميدان:
لم تكن القدس يومًا قضية بعيدة أو هامشية في الوجدان اليمني. بل ظل حضورها حيًا في خطب المنابر، وفي سلوك الأفراد، وفي مواقف الجموع. من مظاهرات يوم القدس العالمي، إلى البيانات الشعبية والسياسية، إلى حملات الدعم الرمزية التي تعكس ما في القلب من صدق وإيمان، جسد الشعب اليمني روح الأمة التي لا تموت، وضميرها الذي لا يُباع ولا يُشترى.
المشروع القرآني .. منظومة وعي وبوصلة موقف:
يعود هذا الزخم الشعبي المتواصل إلى تبني الشعب اليمني للمشروع القرآني بقيادة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله، كمنهجية حياة وموقف. فقد استطاع المشروع القرآني أن يخلق حالة من الوعي العميق والبصيرة النافذة تجاه الأحداث والمواقف، ويعيد تصويب البوصلة نحو العدو الحقيقي، ويثبت الحق في مواجهة الباطل مهما كانت التضحيات.
هذا المشروع لم يكن مجرد خطاب تعبوي، بل تحول إلى وعي جمعي، وثقافة شعب، وموقف أمّة، لا تضل بوصلته رغم كثرة التشويش. ومن خلال هذا المشروع، أعاد اليمنيون تموضعهم الطبيعي في خندق الأمة، ورفعوا صوتهم عاليًا ضد الاستكبار العالمي، وفي مقدمته الكيان الصهيوني.
القيادة القرآنية… نموذج للثقة والتسليم
التفاف الشعب اليمني حول قيادة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله لم يكن مجرد ولاء سياسي، بل تسليم إيماني قائم على الثقة بالبصيرة والقيادة، وعلى إدراك عميق بأنه القائد الذي جسّد قيم الإسلام المحمدي الأصيل، وعبّر عن طموحات الأمة وآمالها، فكان صوته صادقًا، وموقفه واضحًا، وخطابه منسجمًا مع قيم الجهاد والحرية والكرامة.
وقد رأى اليمنيون في قائدهم، ذلك الصوت الهادئ الثابت، منارة في ظلمات الفتن، وراية عزٍ في زمن الذل، وصاحب مشروع لا تفرّقه الأهواء ولا تغيّره الظروف. فكان التجاوب الشعبي الهائل مع دعواته، والمشاركة الواسعة في كل ميادين الصمود، دليلاً على عمق التفاعل بين القيادة والشعب، والتقاء الإيمان بالمسؤولية.
رغم الجراح.. راية القدس لا تسقط
لقد قدّم اليمن، وما زال، أروع صور الصمود والتضامن، مؤكدًا أن القضية الفلسطينية ليست عبئًا على كاهله المثقل بالحرب، بل شرفٌ ومسؤولية. فحتى في أحلك الظروف، ظل اليمن يحتفي بيوم القدس العالمي، ويحيي القضية في كل مناسبة، ويُسمِع العالم صوتًا لا يمكن تجاهله: أن القدس قضيتنا، ولن نقايض بها، ولن نخونها، وأن تحريرها وعد الله، وهو آتٍ لا محالة.
دعم وإسناد غزة.. اليمن في خندق واحد مع فلسطين
لا يمكن الحديث عن الزخم الشعبي اليمني دون التوقف أمام موقفه الصلب والدائم في دعم الشعب الفلسطيني، وخاصة في مواجهة العدوان على غزة. لقد تجلّى هذا الموقف في أبهى صوره خلال المعركة المستمرة “طوفان الأقصى”، المتوج بمسيرات شعبية غير مسبوقة، هذا التفاعل لم يكن مجرد حالة تعاطف عاطفية، بل كان ثمرة مباشرة للمنهج القرآني الذي رسّخه المشروع القرآني في الوعي الجمعي، والذي يجعل من فلسطين بوصلة للموقف، ومن مقاومة العدو الصهيوني فريضة دينية وإنسانية. وقد جسّد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي هذا التوجه في خطابه، مؤكدًا:
الاستعداد الكامل للمشاركة العسكرية إلى جانب المقاومة إذا اقتضت الحاجة ورغم العدوان والحصار، يرى أبناء اليمن في غزة جزءًا من معركتهم الكبرى ضد قوى الهيمنة والاستكبار.
كما جاءت مبادرة السيد القائد بتخصيص قوافل دعم لغزة، وتنظيم حملات تبرع شعبية، دليلاً على أن ارتباط اليمن بالقضية الفلسطينية ليس شعارًا بل موقفًا عمليًا، يتجذر في الوعي ويتجسد في الميدان.
ولذلك، أصبح اليمن يُنظر إليه اليوم كـ”ضمير الأمة الحي”، وكـ”نموذج نادر” لأمة ما تزال تتحرك بمسؤولية إيمانية في زمن الصمت والتطبيع.
إن التفاعل الشعبي اليمني مع قضية القدس، وتبنيه المشروع القرآني، وتسليمه للقيادة الإلهية المتمثلة في السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله، ليس إلا صورة حية من صور النهوض الإيماني والبصيرة الثورية التي بها تُصنع الانتصارات، وتُهزم مشاريع الطغيان، ويعود للأمة مجدها وعزتها. وإن كان اليمن اليوم يصنع ملاحم في صموده، فإنه غدًا سيكون في طليعة من يصنعون فجر الأمة ويفتحون أبواب القدس محررة عزيزة بإذن الله.