شبكة اخبار العراق:
2025-06-08@14:00:30 GMT

أن تكون قتيلا في العراق

تاريخ النشر: 17th, March 2025 GMT

أن تكون قتيلا في العراق

آخر تحديث: 17 مارس 2025 - 11:24 صبقلم:فاروق يوسف يقول لك “لقد رأيت قتلى كثيرين في العراق” تقول له “أنا رأيت قتلى كثيرين في الحرب” يقول لك “ولكن القتلى الذين رأيتهم لم يكونوا محاربين” تقول له “كانوا يحملون سلاحا في بلد مسلح” يقول لك “أبدا. كانوا عزلا” تكتشف أن القاتل وحده مَن يحمل السلاح وهو يعرف أن خصمه على استعداد أن يكلمه إلى الفجر من غير أن يهدد حياته.

ربما شعر القاتل أن ما يجري عبارة عن إهدار للوقت. الوقت عزيز وحياة الآخر ليست عزيزة. سيكون ذلك الآخر عدوا مؤقتا ينبغي قتله. مَن تعلم أن السلاح هو وسيلته للتعبير عن ذاته لا بد أن يفعل ذلك. “لقد قتلته” سيقول لرفاقه.سيُضاف رقم جديد إلى سلسلة القتلى. لا أحد يسأله “هل كان القتيل يهددك بالقتل؟” ما بدا واضحا أن القاتل يفلت من العقاب في دولة لا يملك فيها القتيل الحق في الدفاع عن حقه في الحياة. الصحافي ليث محمد رضا قُتل إثر مشاجرة مع عنصر في حماية أحد المسؤولين. ليست هذه هي المرة الأولى الذي يُقتل فيها صحافي في العراق.في أوقات سابقة تم تصنيف العراق على أنه بلد خطر على الصحافيين. تبخرت كذبة حرية التعبير سريعا. كان هناك من يفاخر بأن الناس في العراق صاروا يقولون علنا ما كانوا يفكرون فيه بالسر. كل الذين قُتلوا من الصحافيين كانوا قد صدقوا تلك الكذبة فدفعوا حياتهم ثمنا لذلك الخطأ. وإذا ما كانت الميليشيات هي التي تقتل فإن الدولة ليست جادة في حماية المواطنين من القتل. بل إن الدولة في الجزء الأمني منها تُدار من قبل زعماء تلك الميليشيات. لكل صحافي قتيل ملف لا يُفتح لدى السلطات المعنية. فالقاتل، حتى لو ذهب إلى السجن محكوما عليه سيتم الإفراج عنه بسرعة لأن القتل ليس مشروعا شخصيا إلا في حالات نادرة. في كل الحالات كان القتل جزءا من سياسة تكميم الأفواه.قُتل في العراق بعد احتلاله أكثر من مئتي صحافي. في حين قُتل 69 صحافيا في الحرب العالمية الثانية وفي حرب فيتنام قُتل 63 صحافيا،تنحصر حرية التعبير في العراق في منطقة واحدة هي شتم النظام السابق ورئيسه. هناك اليوم في العراق إعلاميون بالمئات لا تزال مهمتهم محصورة في النبش في انتهاكات نظام صدام حسين لحقوق الإنسان ومصادرة حريته وامتهان كرامته على الرغم من مضي أكثر من عشرين سنة على سقوط ذلك النظام. تلك الآلة الإعلامية تعمل ليل نهار على غسل أدمغة العراقيين من أجل فرض واقع جديد تكون فيه إيران هي سيدته التي لا غنى عنها وتكون الطائفية المدعومة بالميليشيات هي البديل للمواطنة ويكون الفساد هو المحرك لحياة العراقيين. أما مَن يقف ضد تطبيع الهيمنة الإيرانية والتمزق الطائفي والفساد فإن رصاصة ستكون ثمن حياته. الكلمة ثقيلة فيما الرصاصة خفيفة. هناك الكثير من حملة السلاح مقابل أقلية لا تملك سلاحا سوى الكلمة. المسلحون لا يخسرون شيئا حين يتخلصون من رصاصة أما الكلمة فإنها تخسر الكثير حين يصمت واحد من حملتها. قُتل في العراق بعد احتلاله أكثر من مئتي صحافي. في حين قُتل 69 صحافيا في الحرب العالمية الثانية وفي حرب فيتنام قُتل 63 صحافيا. يتفوق العراق في قتل الصحافيين بسبب تواطؤ النظام السياسي مع الميليشيات التي تمارس القتل وهو ما يفسر عجز القضاء واتساع دائرة الإفلات من العقاب كما أن المنظمات الدولية المعنية بحرية الصحافة لا تمارس عملها بطريقة مهنية إذا تعلق الأمر بالعراق لكونه لا يزال محمية أميركية وكل ما حدث له وما يحدث فيه هو صناعة أميركية وإن بدا بغطاء إيراني. مشكلة الإعلاميين والصحافيين والكتاب الذين قُتلوا في العراق أنهم لم يقولوا سوى أجزاء صغيرة من حقيقة المشهد المأساوي الذي تم التعتيم عليه عالميا بسبب ارتباطه بالاحتلال الأميركي.ليث محمد رضا حياة تحولت إلى رقم حين انتصرت الرصاصة على الكلمة. قاتله في الواقع ليس مجهولا غير أنه سيكون كذلك في ملفات الشرطة. لا أحد بإمكانه أن يصطدم بمسلح في دولة تحكمها الميليشيات. وبلد تحكمه الميليشيات لا بد أن تكون الفوضى حاضنته. لقد رأى العالم كله الفيلم لذي صور كيف تضرب امرأة ضابط في شرطة المرور بنعلها وهي تصرخ باسم النائب الذي يحميها. مشهد لا يمكن أن يراه المرء في أي جزء من عالمنا. ذلك يحدث فقط في العراق وسيحدث دائما.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: فی العراق

إقرأ أيضاً:

التكبالي: الميليشيات ما تزال تتحكم في المشهد وتتصارع بشكل يومي دون رادع حقيقي

????️ طرابلس | التكبالي: ليبيا تغرق في الفوضى والحل لم يعد بيد الليبيين

ليبيا – صرّح عضو مجلس النواب علي التكبالي، بأن ليبيا تعيش حالة من التخبط والفوضى، معتبرًا أن الليبيين غير قادرين على تقديم مبادرة حقيقية للخروج من الأزمة، بسبب تغليب المصالح الشخصية على المصلحة الوطنية.

???? المبادرات المحلية غير قابلة للنجاح ????
التكبالي، وفي تصريحات لوكالة “سبوتنيك”، أوضح أن أي مبادرة صادرة من الداخل الليبي محكوم عليها بالفشل، قائلاً: “كل شخص يأتي ومصالحه وراء ظهره، ولا يريد مصلحة البلاد. أنا مسؤول وتحدثت مع معظم الأطراف، وأعرف كيف يفكرون”.

???? الحل السياسي رهينة الإرادة الدولية ????
وأضاف أن الحل لم يعد خيارًا داخليًا، بل أصبح مرهونًا بإرادة دولية تقودها الأمم المتحدة والدول الفاعلة، مؤكدًا: “سيُفرض على الليبيين حكومة ورئيس لفترة مؤقتة حتى تستقر البلاد وتعرف طريقها”.

???? ليبيا بلا نجاة وسط أمواج الصراع ????
التكبالي شبّه المشهد الليبي ببحر متلاطم من الصراعات والتجاذبات، مشددًا: “نحن نعوم في بحر متلاطم، وليس فيه نجاة، وكل شخص يريد أن يمسك بطوق النجاة وحده ويترك الآخرين”.

???? الميليشيات تتحكم والمجتمع الدولي غائب ⚠️
وأكد أن الميليشيات لا تزال تسيطر على الواقع اليومي، وتخوض صراعات مستمرة دون رادع حقيقي، مضيفًا: “الميليشيات تتقاتل يوميًا، وهي مطلوبة دوليًا، ومع ذلك لا تتحرك الأمم المتحدة إلا بالنصح والإرشاد”.

???? دعوة لتدخل دولي أكثر حزمًا ????
ووجّه التكبالي دعوة صريحة إلى المجتمع الدولي، مؤكدًا أن “الأمم المتحدة ليست مجرد مبنى، بل حصيلة إرادات أمم”، داعيًا إلى تحرك جاد لفرض النظام، محذرًا: “لن يكون هناك حل دون تدخل صارم”.

مقالات مشابهة

  • التكبالي: الميليشيات ما تزال تتحكم في المشهد وتتصارع بشكل يومي دون رادع حقيقي
  • العبدلي: نفوذ الميليشيات داخل الدولة يعرقل تفكيكها في طرابلس
  • بين نار غارات غزة والصوت السعودي.. 68 قتيلاً ودعوات دولية لوقف المعاناة
  • عادل عوض: المصريين القدماء كانوا يمتلكون مفاتيح التعبير البصري الحركي
  • مستشفيات غزة تستقبل 95 قتيلا و304 جرحى خلال 48 ساعة
  • سيارة تسلا الحمراء .. هل تكون أول ضحية لخلاف ترامب وماسك؟
  • سيارة تسلا الحمراء.. هل تكون أول ضحية لخلاف ترامب وماسك؟
  • عمرو أديب ساخرا: لعيبة بيراميدز كانوا متدربين على تنشين الكورة في العارضة
  • زعيم المعارضة الإسرائيلية يعلّق على تسليح الميليشيات في غزة
  • الناتو: يجب ضمان أن تكون القدرات النووية للحلف محل التفعيل