ابتسامة الكشاف السعودي.. لغة العطاء في خدمة ضيوف الرحمن
تاريخ النشر: 17th, March 2025 GMT
في رحاب المسجد الحرام، حيث يلتقي ضيوف الرحمن من مختلف بقاع الأرض، يبرز مشهد مألوف لكنه لا يتكرر بنفس التفاصيل: كشافة سعوديون، بابتسامات مشرقة، يتحركون بين الزحام، يوجهون الحجيج، يساعدون كبار السن، ويطمئنون التائهين.
إنها ليست مجرد مهمة تطوعية، بل التزام أخلاقي ينبع من قيم راسخة، تجعل من الخدمة شرفًا لا يضاهى.
أخبار متعلقة 10 ملايين وجبة إفطار في الحرمين الشريفين خلال النصف الأول من رمضانلا يتجاوز اسمه 25 حرفًا.. ضوابط جديدة لتسجيل الخيل العربية الأصيلة .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } ابتسامة مشرقة من كشاف سعودي تنعكس على وجه معتمرة الكشاف (باسم) أحد بنود قانون الكشافة حديث باسم بين رجل أتى للصلاة بالحرم مع كشاف سعودي var owl = $(".owl-articleMedia"); owl.owlCarousel({ nav: true, dots: false, dotClass: 'owl-page', dotsClass: 'owl-pagination', loop: true, rtl: true, autoplay: false, autoplayHoverPause: true, autoplayTimeout: 5000, navText: ["", ""], thumbs: true, thumbsPrerendered: true, responsive: { 990: { items: 1 }, 768: { items: 1 }, 0: { items: 1 } } });الإخلاص في مساعدة المعتمرينمع اقتراب أذان المغرب في أحد أيام رمضان، وبينما يعمّ المسجد الحرام زخم الطواف والسعي، كان "محمد"، أحد الكشافة السعوديين، يسابق الزمن لمساعدة معتمر مُسن يبحث عن طريقه إلى باب المروة.
وبعينين مرهقتين، لكن بابتسامة لم تفارقه، أمسك بيد الرجل ليقوده إلى وجهته، وقبل أن يفترقا سأله المعتمر بحنان: "ألا تشعر بالتعب يا بني؟" فجاء الرد بعفوية تنطق بالإخلاص: "نحن نرتاح عندما ترتاحون، يا عمّي".
وفي موقف آخر، وقفت معتمرة آسيوية في أحد أروقة الحرم، تتلفت حولها بقلق واضح، تحاول التواصل بلغة لم يفهمها أحد. لم يطل انتظارها حتى اقترب منها أحد الكشافة، مستخدمًا إشارات يدوية ونبرة ودودة، فبدأت ملامح الخوف تتلاشى من وجهها.
وما إن أوصلها إلى وجهتها، حتى نظرت إليه بامتنان قائلة بلكنة مكسّرة: "ابتسامتك طمأنتني قبل أن تفهمني!"الكشافة السعوديون في الحرمما يقدمه الكشافة السعوديون في الحرم ليس مجرد خدمة لوجستية، بل هو انعكاس لروح البذل والتفاني، حيث تصبح الابتسامة لغة عالمية تتجاوز حواجز اللغة والجغرافيا.
وسط الازدحام وضغط المسؤوليات، تبقى هذه الابتسامة علامة فارقة، ورسالة صامتة تقول لضيوف الرحمن: "أنتم في أيدٍ أمينة"، إنها ليست مجرد ابتسامة، بل بصمة إنسانية تنبض بروح الكشافة، وتترجم أحد أهم مبادئهم: "الكشاف باسم". لا لأنها قاعدة مكتوبة، بل لأنها أسلوب حياة يعكس قيم العطاء بلا مقابل.
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: عبدالعزيز العمري مكة المكرمة ضيوف الرحمن المسجد الحرام بقاع الأرض كبار السن الطواف والسعي
إقرأ أيضاً:
بـ39 مركزًا لـ«نُسك عناية».. وزارة الحج والعمرة تعزّز خدمة ضيوف الرحمن خلال موسم الحج
أعلنت وزارة الحج والعمرة توسّع مراكز "نُسك عناية" عبر أكثر من 39 مركزًا، و142 نقطة خدمة إضافية خلال موسم الحج، في مواقع حيوية بمكة المكرمة، والمدينة المنورة، وجدة، والمشاعر المقدسة، والمنافذ البرية والبحرية والجوية، وذلك استكمالًا لعمل 15 مركزًا دائمًا تقدم خدماتها لضيوف الرحمن على مدار العام.
وتُعد "نُسك عناية" منظومة خدمية متكاملة أطلقتها وزارة الحج والعمرة عام 2019، تهدف إلى الارتقاء بتجربة ضيوف الرحمن من خلال تقديم خدمات إنسانية وإرشادية وصحية لحظة بلحظة، عبر فرق ميدانية مؤهلة وموزعة في المواقع الحيوية، وتُعد هذه المراكز نقطة الاتصال الأولى مع الحجاج، وتستقبل البلاغات والاستفسارات، وتوفّر حلولًا فورية لمختلف التحديات التي قد تواجههم.
وقدّمت هذه المراكز، منذ تدشينها في (2019)، أكثر من (8) ملايين خدمة، تنوّعت بين الإرشاد والتوجيه، واستقبال الشكاوى والملاحظات، والرد على الاستفسارات، إلى جانب الخدمات الصحية الأولية مثل تقديم الإسعافات الفورية وقياس العلامات الحيوية، بالتعاون مع الجمعية الأهلية للتوعية الصحية، وشملت خدماتها الدعم للقطاعات العاملة في خدمة الحجاج، ما يسهم في رفع مستوى التنسيق والجاهزية، وضمان تقديم الدعم الفني والإداري بشكل متكامل طوال موسم الحج.
وتُدار "نُسك عناية" بنموذج خدمة استباقي، يركّز على المبادرة والوصول المبكر للحجاج عبر فرق تنتشر في مختلف المواقع، مما يرفع كفاءة الخدمة ويُقلل من أوقات الانتظار، وتعمل هذه الفرق بكوادر وطنية مؤهلة تتحدث (11) لغة، بينها لغة الإشارة، لضمان التواصل مع أكبر شريحة ممكنة من الحجاج باختلاف جنسياتهم وخلفياتهم الثقافية، وترتبط هذه المراكز تقنيًّا بمنصة "نسك"، ما يتيح تنسيقًا لحظيًا للبيانات بين الجهات الخدمية، ويُمكّن من اتخاذ قرارات سريعة مبنية على المعطيات الميدانية، وتستخدم المراكز أدوات إلكترونية متقدمة لقياس رضا المستفيدين في الوقت الحقيقي، بما يسمح بتحسين الخدمات بناءً على التغذية الراجعة المباشرة.
وتؤكد وزارة الحج والعمرة أن توسعة "نُسك عناية" تأتي ضمن مستهدفات رؤية المملكة 2030، الهادفة إلى تحسين جودة الحياة، وتقديم خدمات إنسانية وتقنية متكاملة لضيوف الرحمن، بما يُجسّد التزام المملكة بجعل تجربة الحج نموذجًا عالميًا في جودة الخدمة، وامتدادًا طبيعيًا لهويتها الدينية والوطنية الراسخة.