ماقا والتكفير والسودان: الإقتصاد السياسي للرأسمالية المعاصرة
تاريخ النشر: 19th, March 2025 GMT
ماقا والتكفير والسودان:
الإقتصاد السياسي للرأسمالية المعاصرة:
يانيس فاروفاكيس إقتصادي ماركسي، ومثقف وفيلسوف من الطراز الأول، ومن أهم المفكرين المعاصرين علي مستوي العالم. كتب يانس اليوناني كتاب سماه “الإقطاع التكنولوجي – القضاء على الرأسمالية: عصر “إقطاعيات السحابة””
يقول يانس في كتابه أن الرأسمالية قد تم دفنها وحلت محلها منظومة جديدة قائمة على التكنولوجيا، لا يقوم منطقها على الربح كما في السوق الراسمالي، بل على الريع كما في عصر الإقطاع.
ولتوضيح النقطة، خذ مثلا شركة أمازون، وهي شركة لا تنتج سلعة كما في عصر الراسمالية الصناعية ولكنها تملك الغوريثم ومنصة ياتيها المنتجون من كل فج عميق ويعرض كل منهم بضاعته ثم يدفع لأمازون حوالي ٣٠% من قيمة ما باع. كما كان السيد الإقطاعي في الماضي يستولي علي جزء من المحصول مقابل السماح للأقنان بفلا حة الأرض التي يملكها، كذلك يفعل جيف بيزو ويستولي علي نسبة عالية مما ينتجه غيره ويبيعه في أرضه الأسفيرية المسماة أمازون. وهنا تبرز علاقة إنتاج وتوزيع جديدة تختلف جذريا عما يحدث في نمط الإنتاج الراسمالي التقليدي حيث يبني البرجوازي مصنعا، يستغل فيه طبقة عاملة، وينتج سلعة في مصنعه ويبيعها بينما أمازون المهيمنة لا تنتج شيئا بل تبيع ما ينتجه غيرها وتتحكم فيهم تماما وتمتص عرقهم. وبهذا تصبح شركات التكنولوجيا المهيمنة علي العالم إقطاعيات وليس شركات في نمط إنتاج راسمالي يقوده الربح ويحكمه منطق السوق. وهكذا ننتقل من منطق الربح الراسمالي إلي منطق الريع الإقطاعي وهكذا يودع العالم مرحلة راسمالية السوق ويدخل في مرحلة أكثر ظلاما تعيد ذكريات عصر الإقطاع.
وعلي مستوي هذا الفيسبوك، فنحن كمستعملين ننتج يوميا كميات مهولة من المحتوي بلا مقابل. ويوفر تفاعلنا قاعدة بيانات عريضة لشركة ميتا، مالكة الفيسبوك، لتحول الشركة هذه البيانات إلي أرباح ميليارية بلا مقابل لنا، وهكذا نصبح أقنانا نعمل مجانا كالعبيد لمالكي فسيبوك. كما يوفر وجودنا للشركة فرصة تسويق مدفوع الثمن تحصل مقابله علي ميليارات لا يصيبنا منها فلس.
من داخل البيت الماركسي، يجادل المفكر الكبير، ديفيد هارفي، بان ملاحظات يانس مهمة وعميقة ولكنه يرفض مقولة الإنتقال لنمط إنتاج جديد. يقول ديفيد أن التحور المستمر من صفات راس المال وفي حمضه النووي وكل ما يحدث الآن لا يعدو أن يكون تحورا من تحورات الراسمالية التي لا تكفي للقول بموتها لصالح نمط إنتاج جديد.
وحسب علمي، لم يشتم ديفيد يانس، ولم يكفره ولم يتهمه بالزندقة والخروج عن ملة ماركس الثورية. كما لم يشتم يانس ديفيد ولم يشكك في نزاهته الفكرية والسياسية ولم يدع احدهما إمتلاك الحقيقة النهائية التي كل ما عداها ضلال وخيانة.
ستيف بانون، المؤسس الذي ولدت من رحمه الآسن حركة ماقا التي أتت بترمب، متهم بانه يميني متطرف، عنصري، فاشي. دخل ستيف في صراع مع جناح ماقا الثروي، الأوليغاركي الذي يمثله ايلون مسك. في خضم هذا الصراع كثيرا ما يستشهد ستيف بيانس فاروفاكس ويردد مصطلح “الإقطاع التكنولوجي”.
لو جرت هذه السلسلة من الاحداث في السودان ربما أتهم يانس من قبل واحدة أم قرون أو أشوس يدعي استنارة بانه ترمبى أو مغفل نافع لليمين الفاشي بسبب أن ستيف بانون يكثر الإستشهاد بكتابه. ولكن ما هو أسوأ، لو حدث هذا في السودان ربما أتهم “ماركسيون” حملة اختام الرسالة يانس بانه انحرف وصار خادما في بلاط ترمب ويمينه الفاشي.
معتصم اقرع
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
بعد الإفراج عنه.. أول تصريحات للمرشح السياسي المفرج عنه أحمد الطنطاوي
قال المرشح الرئاسي المصري "أحمد الطنطاوي" إن السلطات تعمدت إخفائه قبل الإفراج عنه لعدم معرفة مؤيديه وأهله مكانه حتى وصوله إلى المنزل.
وأضاف في أول مقابلة بعد الإفراج عنه إن أول التهم التي وجهت له كانت "محاولة قلب نظام الحكم عبر القوة العسكرية".
وبين أنه أخلي سبيله في قضية دعم فلسطين كون الداعي للتظاهرات هو رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي وليس له.
بعد ساعات من إطلاق سراحه من سجن دام "سنة ويوم" التقينا السياسي المعارض والبرلماني السابق #أحمد_الطنطاوي في بيت عائلته في مدينة قلين بكفر الشيخ. pic.twitter.com/EhYcgb1MkW — المنصة (@Almanassa_AR) May 29, 2025
والأربعاء أفرجت السلطات المصرية عن الطنطاوي الى منزله بمحافظة كفر الشيخ، بعد انتهاء فترة حبسه كاملة.
وفي أول تعليق له بعد العودة، وجّه الطنطاوي رسالة شكر لكل من دعمه خلال فترة احتجازه، قائلًا: “أشكر كل من وقف إلى جانبي، سواء بكلمة، أو دعاء، أو رسالة دعم. لقد كانت محبتكم وثباتكم سندًا حقيقيًا في كل لحظة صعبة".
وأعلنت رشا قنديل مقدمة البرامج السابقة في هيئة الإذاعة البريطانية، وزوجة المعارض والمرشح الرئاسي السابق أحمد الطنطاوي، أن السلطات المصري أفرجت عنه، الأربعاء.
في وقت سابق الشهر الجاري، أفرجت نيابة أمن الدولة المصرية عن قنديل بكفالة بعد أن استجوبتها بتهمة "نشر أخبار كاذبة"، بحسب ما أفاد محاميها نبيه الجنادي.
وبعد استجوابها، أُطلق سراحها بكفالة قدرها 50 ألف جنيه مصري (حوالى 880 يورو)، على ذمة مزيد من التحقيقات.
وبحسب الدفاع، فإن الاتهامات تستند إلى ثلاثة عناصر: شكاوى مواطنين بشأن منشورات لها على وسائل التواصل الاجتماعي، وتقرير تحريات للأمن الوطني، ومراجعة النيابة لحساباتها الشخصية على منصات فيسبوك وإنستغرام وإكس.
الشهر الماضي، أعلن المحامي الحقوقي المصري خالد علي، أن نيابة أمن الدولة العليا بدأت التحقيق مع الطنطاوي في قضية جديدة.
وقال في بيان له إن التحقيق يأتي قبل شهر واحد من انتهاء مدة عقوبته الحالية، التي تقضي بحبسه لمدة عام.
وقد أيدت محكمة جنح مستأنف المطرية في أيار/ مايو 2024 حكم حبسه، الذي صدر في قضية "التوكيلات الشعبية" المتعلقة بمحاولته الترشح للانتخابات الرئاسية. وقد تم حرمانه من الترشح لأي انتخابات لمدة خمس سنوات.
من الجدير بالذكر أن الطنطاوي كان قد أعلن انسحابه من السباق الرئاسي لعدم اكتمال عدد التوكيلات المطلوبة، إلا أن السلطات اعتبرته مخالفًا للقانون، وأصدرت ضده حكمًا بالحبس. وقد تم القبض عليه من قاعة المحكمة لتنفيذ الحكم، في خطوة أثارت انتقادات حقوقية واسعة.