تعتبر محمية وادي الحيتان الصحراوية بالفيوم، أو كما يُطلق عليها قديمًا "قارة جهنم" ويرجع سبب التسمية كما يقولون لارتفاع درجة الحرارة ولاتساع مساحتها الصحراوية النائية، ويقال أن هذا الوادي كان منذ ملايين السنين عبارة عن محيط أو بحر يُسمى «التيثي»، وتُعد من المناطق الأثرية ذات قيمة عالية، ويقبل عليها الزوار من كافة أنحاء العالم؛ لمشاهدة الحفريات والآثار.

وترصد جريدة «البوابة نيوز» مشاهد توضح جمال وطبيعة محمية وادي الحيتان بالفيوم، وأبرز الحفريات التي تم العثور عليها داخل الوادي، وكذلك سنأخدكم في جولة داخل المتحف المفتوح بوادي الحيتان، وذلك خلال السطور التالية:

 

 

موقع وادي الحيتان

يوجد وادي الحيتان داخل محمية وادي الريان الصحراوية بالفيوم، تبلغ مساحته 400 كيلو متر مربع ويبعد عن القاهرة بـ150 كيلو متر، ويقع الوادي في منطقة صحراوية نائية في الشمال الغربي بالقرب من سفح جبل جهنم.

 

هياكل لـ حيتان وأسماك متحجرة

كما يحتوي وادي الريان على مجموعة كبيرة من الهياكل المتحجرة تعود لحيتان بدائية وأسنان سمك القرش وأصداف وتم عرض هذه الحفريات بالشكل الذي تم العثور عليه في الصحراء وذلك بعد ترميم بعض تلك الحفريات، وغيرها من الحيوانات البحرية التى تعتبر متحفًا أثريًا مفتوحًا لجميع الزوار والسائحين.

 

وللوادي أهمية كبيرة وذلك لأنه يحتوي على هياكل عظمية كاملة للحيتان تم العثور عليها في صحراء الوادي ويعود تاريخ تواجدها بالمنطقة لـ40 مليون سنة  وفي هذا الزمن البعيد كانت هذه المنطقة من المحيط تعرف بـ«بحر تيثي»؛ مما يؤكد أن المنطقة في هذا التاريخ كانت جزءًا من محيط يحتوي على الكثير من الأحياء المائية.

 

تطور الحيتان وعروس البحر

وتوثق المحمية تطورات الحيتان في العالم أجمع، فهي حفريات نادرة تبلغ حوالي 400 حفرية للحيتان، كما بها هياكل الكثير من الحيوانات والأسماك الأخرى مثل،‏ القروش والأسماك العظمية وعروس البحر والدرافيل‏ والسلاحف والثعابين البحرية وفصيلة "الباسيلوسورس" الدينصورية التي يصل طولها إلى نحو 22 متر.

حيتان ذو الأذرع منذ ملايين السنيينحفرية لعروس البحر

 

كما يوجد العديد من الحيوانات الثديية البحرية، وبقايا نباتات المانجروف المتحجرة، وبعض أنواع القردة المنقرضة، والتي وجدت على جبال الوادي، مثل جبل القطراني، وكذلك بعض أنواع الأفيال التي أرجع العلماء زمنها إلى عصرين متتالين، الأيوسين والألوجسين.

 

المتحف المفتوح بوادي الحيتان

متحف الحفريات

يعتبر المتحف المفتوح بوادي الحيتان، المنطقة الأعظم على مستوى العالم، وذلك لأنه يربط طبيعة تطور الكائنات والتغيرات المناخية التي حدثت والتي أثرت على تطور تلك الكائنات وذلك من خلال المعروضات بالمتحف، حيث أنّه الوحيد الذي يعرض الحياة البحرية والتغيرات التي مرت بها عبر الزمن من خلال 18 موقع في متحف مفتوح طوله حوالي 2 كيلو متر مربع، تعرض خلاله الحفريات في الهواء الطلق.

وحينما تتجول داخل المتحف سترى نماذج لهياكل متحجرة لحيتان تظهر تطورات الكائنات الحية على مر الزمن، فهي حفريات نادرة جدًا تبلغ حوالي 400 حفرية نادرة للحيتان، كما بها هياكل الكثير من الحيوانات والأسماك الأخرى مثل؛‏ القروش والأسماك العظمية وعروس البحر والدرافيل‏ والسلاحف والثعابين البحرية وفصيلة "الباسيلو سورس" الدينصورية التي يصل طولها إلى نحو 22م.

 

عرض حفريات الحيتان بالهواء الطلق
والمتحف يعد الأشهر في العالم والذي يقوم بعرض حفريات في الهواء الطلق من خلال 18 موقعا في متحف مفتوح يبلغ طوله حوالي 2 كيلو متر مربع، رغم التحدي الذي يواجهونه القائمون عليه؛ وذلك لاحتياجه إلى الكثير من الوقت والجهد لكي يظهر بتلك الصورة الرائعة، وتعد تلك الطريقة هي الأفصل لإيصال وإيضاح التغيرات المناخية.

 

أفيال والقرود

كما يوجد في الوادي حيوانات ثديية بحرية وبقايا لنباتات المانجروف المتحجرة وبعض أنواع القرود المنقرضة التي وجدت على الجبال الموجودة في الوادي مثل جبل القطراني، وكذلك بعض أنواع الأفيال التي أرجع العلماء زمنها إلى عصرين متتالين هما الأيوسين والألوجسين.

 

صخرة الألمان.. هل هو جندي مفقود؟!

وتعتبر صخرة الألمان أو الجندي الألماني من أشهر معالم الوادي، والتي تم العثور عليها  وعليها علامات مدونة باللغة الألمانية تشير إلى هوية أحد الطيارين المقاتلين الألمان الذي في الغالب سقط بطاقم طائرته بالقرب من الصخرة عام 1942 وذلك أثناء الحرب العالمية الثانية.

 

اكتشاف أحد أصغر الحيتان المبكرة 
عثر علماء وباحثون على حفرية تنتمي لأصغر أنواع الحيتان التي كانت متواجدة منذ ما يقرب من 41 مليون عام تقريبا، وذلك بعد دراسة علمية للحفرية، وتم اكتشافها بالقرب من وادي الحيتان في مصر، والذي يُعتبر موقعًا مُدرجًا ضمن قائمة منظّمة اليونسكو للتراث العالمي.

 

بيئة طبيعية للحيوانات المهددة بالانقراض

ويعتبر الوادي بيئة طبيعية يمكن استغلالها للحفاظ على الحيوانات المهددة بالانقراض، مثل: ثعلب الرمل والذئب والغزال الأبيض والغزال المصرى وثعلب الفنك والطيور المهاجرة النادرة مثل: صقر شاهين وصقر الغزال والصقر الحر والعقاب النساري، وكذلك أنواع أخرى من الطيور المهاجرة مثل: أنواع البط والسمان والتفلق وأنواع البلشون والعنز وغيرها، ومن النباتات البرية مثل: الأتل - الرطريط الأبيض - العاقول - السمار - الغاب - البوص - الغردق - الحلفا وغيرها.

 

انضمام الوادي للمحميات الطبيعية

وعقب اكتشاف الوادي واستخراج الحفريات منه التي تعدود لملايين السنين، قررت الحكومة الحفاظ عليه ولذا حينما أعلنت الحكومة المصرية رسميًا أن وادي الريان محمية طبيعية عام 1989.

واختارت هيئة «اليونسكو» منطقة وادي الحيتان كأفضل منطقة للتراث العالمي التي تحتوي على هياكل العظمية للحيتان في عام 2005 وعلى هذا تم تصنيفها كمنطقة تراث عالمي.

وانضمت وادي الحيتان للمحميات الطبيعية بقرار منظمة الأمم المتحدة للثقافة والعلوم "اليونسكو"، رسميًا كأول محمية طبيعية مصرية وسادس محمية عربية يرجع عمرها إلى 40 مليون سنة.

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: البوابة نيوز الفيوم حيتان عروس البحر من الحیوانات محمیة وادی الکثیر من تم العثور کیلو متر

إقرأ أيضاً:

بقيادة جامعة الشارقة.. دراسة تمنح الأمل لمرضى أحد أنواع السرطان

كشفت دراسة دولية حديثة، قادها باحث من جامعة الشارقة، ونُشرت في المجلة الأوروبية لأمراض الدم، عن نتائج واعدة قد تسهم في تحسين استجابة مرضى المايلوما المتعددة، وهو أحد أنواع سرطانات الدم، للعلاج، خصوصًا لدى المرضى الذين يعانون من قدرة بدنية منخفضة.
قاد الدراسة الدكتور أحمد أبو حلوة، الأستاذ المساعد في كلية الصيدلة بجامعة الشارقة، بالتعاون مع معهد برجيل للسرطان في الإمارات، وجامعة فليندرز في أستراليا، ومركز موفيت للسرطان وجامعة نورث كارولينا في الولايات المتحدة الأميركية.
شملت الدراسة تحليل بيانات من ثلاث تجارب سريرية كبرى، ضمّت ما مجموعه 1804 مرضى من مختلف أنحاء العالم.
أظهرت نتائج الدراسة أن المرضى، الذين أبلغوا عن شعورهم بضعف جسدي قبل بدء العلاج بعقار "الداراتوموماب"، حققوا فائدة أكبر من غيرهم، حيث تراجع لديهم خطر الوفاة بنسبة 47%، وخطر تطور المرض بنسبة 66%. في المقابل، انخفض خطر الوفاة لدى المرضى الذين كانوا في حالة بدنية جيدة بنسبة 14% فقط، وخطر تطور المرض بنسبة 47%.
وأوضح الدكتور أحمد أبو حلوة، الباحث الرئيسي للدراسة، أن الشعور الذاتي للمريض بحالته الجسدية قبل بدء العلاج كان مؤشرًا أدق من التقييم الطبي التقليدي في التنبؤ بالاستجابة للعلاج.
وقال "تُظهر دراستنا أن شعور المريض بحالته البدنية لا يؤثر فقط على جودة حياته، بل يرتبط مباشرة بفرصه في البقاء على قيد الحياة وأن الاعتماد على تقييم المريض لذاته يُعد تحولًا في كيفية اتخاذ القرارات العلاجية".
وأكد أن هذه النتائج قد تسهم في تطوير نماذج علاجية جديدة أكثر تخصيصًا، تأخذ في الاعتبار مشاعر المرضى وتقييمهم الذاتي، وليس فقط المؤشرات السريرية المعهودة.
من جانبه، قال البروفيسور حميد الشامسي، المؤلف المشارك في الدراسة من معهد برجيل للسرطان "تبرز هذه النتائج أهمية الرعاية المتمحورة حول المريض في علم الأورام، فالاستماع إلى تقييم المريض لحالته قبل العلاج يمكن أن يُحدث فرقًا حقيقيًا في تحديد أفضل مسار علاجي، خاصة لكبار السن والمرضى الأكثر هشاشة".
تأتي هذه الدراسة في ظل ارتفاع ملحوظ في حالات الإصابة بالمايلوما المتعددة عالميًا، حيث تم تسجيل نحو 188 ألف إصابة جديدة و121 ألف حالة وفاة في عام 2022، وسط توقعات بارتفاع هذه الأرقام بأكثر من 70% بحلول عام 2045.
ودعا الباحثون، في ختام الدراسة، إلى دمج التقييمات الذاتية للمرضى ضمن الخطط العلاجية، وتشجيع اعتمادها كمؤشرات معتمدة في التجارب السريرية، والرعاية الروتينية، والتصميم المستقبلي للأدوية.

أخبار ذات صلة نهيان بن مبارك يفتتح المؤتمر السنوي لمستشفيات ومراكز السرطان في ميديكلينيك بأبوظبي عجلان الزاكي.. قصة ملهمة المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • متى فرض الحج؟.. اعرف الوقت الراجح من أقوال العلماء
  • بقيادة جامعة الشارقة.. دراسة تمنح الأمل لمرضى أحد أنواع السرطان
  • مصادرة 250 كيلو لحوم ودواجن وأسماك مدخنة رنجة مجهولة المصدر بالغربية
  • حجم التبادل التجاري بين مصر ودول القارة الإفريقية.. يسري الشرقاوي يستعرض بالأرقام
  • نسخة عملاقة من درب التبانة عمرها 11 مليار سنة.. هذا ما حير العلماء
  • أنواع الحج في الإسلام وأفضلها .. تعرف عليها
  • جريمة عمرها ربع قرن .. قصة خاطفة الدمام مع 3 أطفال ومواطن يمني انتهت بالإعدام
  • شيب وشباب يحصدون.. حنطة الحقول الصحراوية بالنجف تصل السايلو (صور)
  • لغز يحير العلماء.. اكتشاف وشم فريد على وجه مومياء عمرها 800 عام
  • العسل ومرهم البخار الأبرز.. علاجات مذهلة للتخلص من السعال الليلي