دعم وتنمية قدرات أطفال متلازمة داون مسؤولية مشتركة
تاريخ النشر: 20th, March 2025 GMT
أكد اختصاصيون أن دعم أطفال "متلازمة داون" مسؤولية مشتركة بين الأسرة والمجتمع، كما أن دعم أسر هذه الفئة يعد أمرًا بالغ الأهمية في تعزيز تطور الطفل، سواء من النواحي التعليمية أو الاجتماعية أو النفسية، حيث إن توفير بيئة داعمة ومتكاملة لهذه الفئة يعزز من تطور الأساليب الداعمة لضمان اندماجهم في المجتمع.
وتواجه بعض أسر هذه الفئة العديد من التحديات وفق أمهات أطفال متلازمة داون اللاتي أوضحن في استطلاع لـ"عُمان"، ضعف التأهيل وتبعثر وتناثر الخدمات المقدمة لهذه الفئة وعدم وجود مناهج متخصصة لهم بالرغم من أن الكثير من حالات متلازمة داون قابلة للتعلم.
وقالت شريفة بنت حمد البلوشية والدة الطالبة صفاء البلوشية: "تعتمد استراتيجيتي في تربية ابنتي على مزيج من الحب والصرامة والتوجيه، وأحرص على غرس الأخلاق الحميدة وتعزيز شعورها بالمسؤولية والاستقلالية، بالإضافة إلى الاستماع إلى احتياجاتها وتوفير بيئة آمنة للتعبير عن مشاعرها ومخاوفها، ومنحها مساحة لاكتشاف الذات ضمن حدود واضحة وتعزيز ثقتها بنفسها، وفي المقابل أعاني أحيانًا بعض التحديات مثل العناية بالصحة البدنية، والتغذية السليمة والنشاط الرياضي، والتأقلم مع طرق التدريس المختلفة، وبشكل عام، المراكز التي تعنى بهذه الفئة تقدم جهودًا جيدة، لكن هناك حاجة إلى مزيد من التوسع والتطور لضمان حصول كل طفل على الدعم الكامل الذي يحتاجه".
وقالت نائلة بنت عبدالله العميرية: "تربية ابني لا تختلف كثيرًا عن أي أم غير أننا نحن أمهات أطفال متلازمة داون يقع علينا العبء الأكبر بحكم أن أبناءنا يعانون من مشاكل صحية متعددة التي تستدعي المتابعة، وتقوم وزارة التنمية الاجتماعية بدور كبير في السعي من أجل توفير التأهيل المناسب لهذه الفئة، ولكن ما زلنا نعاني من قلة الجلسات، وربما يكون السبب تزايد الحالات أو قلة التعاون بين الجهات الأخرى، وفيما يتعلق بالتعليم، نشكر الجهود المبذولة من قبل الجهات المختصة ولكن نحتاج إلى إعادة النظر في بعض الأمور، من ضمنها عدم وجود مناهج متخصصة لهذه الفئة بالرغم من أن الكثير من حالات متلازمة داون قابلة للتعلم، فلماذا لا تتاح لهم فرصة في إكمال مشوارهم التعليمي؟ بالإضافة إلى غياب الوعي باحتياجات هذه الفئة، فنجد إن الخدمات التي من المفترض تقديمها لهم مبعثرة ومتناثرة بين أكثر من جهة، وولي الأمر هو من يبحث عن هذه الجهات، والمفترض وجود هيئة اختصاصية موحدة تضم جميع الجهات التي تقدم خدمات لأطفالنا وهي المسؤولة عن توجيهنا وإرشادنا لما فيه صالحهم، إضافة إلى شح التأهيل، حيث نجد قلة الجلسات التأهيلية وتأخرًا في تقديمها نظرًا لطول جدول الانتظار".
أما لبنى بنت سعيد الجابرية والدة الطفل فقالت: "ابني لديه إعاقة بسيطة، وهذا ما ساعدني أن يندمج مع أخوته بكل سهولة، أما من الناحية التعليمية، أتمنى أن تكون هناك مدارس خاصة لكل المراحل التعليمية كحال أقرانه، حيث بذلت جهدًا في إلحاق ابني في مركز "همس الأثير" منذ عمر ست سنوات وبعدها مركز ورعاية وتأهيل المعوقين بالخوض، ولله الحمد، ابني أصبح متمكنًا في القراءة والكتابة".
تعزيز تطور الطفل
وقالت أسماء بنت حسن، أخصائية تربية خاصة بجمعية الأطفال ذوي الإعاقة بمركز السيب التأهيلي: "دعم أسر أطفال متلازمة داون يعد أمرًا بالغ الأهمية في تعزيز تطور الطفل، سواء من النواحي التعليمية أو الاجتماعية أو النفسية، فالأسرة هي أول بيئة يتعامل فيها الطفل مع العالم، ودعمها يؤدي دورًا كبيرًا في تعزيز الثقة بالنفس، وتطوير المهارات، وتحقيق النجاح في مختلف جوانب الحياة، لذا على الأسرة أن تتعرف على متلازمة داون وفهمها بشكل عميق من خلال قراءة الكتب وحضور حلقات عمل ودورات تدريبية تخص متلازمة داون والتواصل مع مختصين أو جمعيات تدعم هذه الفئة".
وأفادت أن بعض أطفال متلازمة داون لا يوجد لديهم تفاعل اجتماعي أو عاطفي مع الآخرين، وهنا لا بد من دعم الأسرة لتشجيع الطفل على المشاركة في الأنشطة الاجتماعية لتنمية مهارة التواصل والتعبير عن المشاعر بطرق صحية، وقد يمر الطفل في فترات معينة بحالة نفسية يجب على الأسرة أن تحتويه والتحدث معه وتقديم الدعم العاطفي وتوفير العلاج النفسي والسلوكي له.
وأضافت: "دمج أطفال متلازمة داون في المدارس يعد خطوة مهمة نحو تحقيق بيئة تعليمية شاملة ومتنوعة، تتيح فرصة التفاعل مع أقرانهم وتعلم المهارات الأكاديمية والاجتماعية، لكن هذا الدمج يتطلب تخطيطًا خاصًا وتوفير بيئة مدرسية مناسبة لضمان نجاحهم في تحقيق أفضل نتائج، وتدعم الاختلافات الفردية وتساعد في تعزيز الشعور بالانتماء، كما يجب وجود معلمين أو مساعدي تعليم ذوي الخبرة في العمل مع الطلبة من ذوي الإعاقة لضمان دعم احتياجاتهم التعليمية والاجتماعية، مع مراعاة تعديل المنهج الدراسي ليكون أكثر مرونة لتلبية احتياجات الطلبة ذوي متلازمة داون لأنهم يحتاجون إلى دعم أكاديمي مستمر، وكذلك دعم اجتماعي لبناء مهاراتهم الشخصية والتواصلية".
الأساليب التعليمية
من جانبها، قالت بدرية بنت خلفان الحسنية، فنية نطق وتخاطب بجمعية الأطفال ذوي الإعاقة بمركز السيب التأهيلي: "من الضروري اتباع استراتيجية تدريس فعالة تتناسب مع احتياجات أطفال متلازمة داون، تؤثر على قدراتهم المعرفية والبدنية وتعزز مهاراتهم وقدراتهم الأكاديمية والاجتماعية، ومن أفضل الطرق المتبعة في التدريس استخدام أسلوب التعليم البصري، حيث وجد تفاعل أطفال متلازمة داون بشكل أفضل مع المعلومات المرئية واستخدام الصور، والرسوم البيانية، والفيديوهات، والبطاقات التعليمية، بالإضافة إلى التكرار الذي هو عامل رئيسي في عملية التعلم حتى يتقن الطالب المهارات والمفاهيم الجديدة، إضافة إلى تعزيز التفاعل بين الطلبة من خلال الأنشطة الجماعية مثل الألعاب التعليمية والتمارين التعاونية، وتحفيز بعضهم على التفاعل في بيئة ممتعة وآمنة".
وأضافت الحسنية: "تواجه بعض المعلمات التفاوت الكبير في القدرات المعرفية بين طلبة متلازمة داون مما يجعل من الصعب وضع خطة دراسية واحدة تتناسب مع جميع الطلبة، فبعضهم قد يواجه صعوبة في الفهم أو في تطبيق المهارات الأكاديمية، وأحيانًا قد تحتاج المعلمة إلى تعديل المناهج وتكييف الأنشطة التعليمية لتناسب مستوى قدرات الأطفال، مما يتطلب وقتًا وجهدًا إضافيًا لتوفير محتوى متنوع يتناسب مع احتياجات كل طفل، كما يعاني بعض الطلبة من صعوبة في التركيز لفترات طويلة ويكون من الصعب عليهم إتمام الأنشطة أو الحفاظ على انتباههم طوال الوقت، كما أن بيئة التعلم تكون مكتظة مما يسبب التشتت للطلبة وتؤثر بشكل كبير على قدرتهم على التركيز على المهام، مما يتطلب بيئة تعليمية هادئة ومنظمة".
وأوضحت الحسنية أن بعض طلبة متلازمة داون يواجهون صعوبة في فهم القواعد الاجتماعية أو في التفاعل مع أقرانهم، ويتطلب الأمر جهدًا من المعلمة لتعليمهم مهارات التواصل الاجتماعي مثل المشاركة، وتبادل الأدوار، وفهم مشاعر الآخرين، وبعض الطلبة يظهرون سلوكيات غير متوقعة مثل العدوانية أو التشتت المفرط، التي قد تشكل صعوبة في التعامل معها داخل الفصل.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: أطفال متلازمة داون لهذه الفئة هذه الفئة صعوبة فی فی تعزیز
إقرأ أيضاً:
المال العام أمانة.. الأزهري: حماية الطرق مسئولية مشتركة بين الدولة والمواطن
قال الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، إن العدد الجديد من مجلة الوزارة "وقاية لبناء الإنسان"، تحت شعار "المال العام.. أمانة"، يناقش الجهود والتنسيق المتكامل بين الوزارات المعنية لمواجهة التعديات على المال العام بمختلف أشكالها.
جاء حديث الأزهري، خلال اجتماع الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مساء اليوم بمقر الحكومة بمدينة العلمين الجديدة، لمتابعة إجراءات مجابهة حوادث الطريق الدائري الإقليمي.
السلوكيات الخاطئة تؤدي لإهدار المال العاموأضاف الوزير، أن المجلة تناقش وتفند بالأدلة الشرعية عددا من السلوكيات الخاطئة التي تؤدي لإهدار المال العام والتعدي عليه، فضلاً عما يؤدي إليه التعدي على المال العام من تعطيل للتنمية، مُؤكداً أن حماية والحفاظ على الممتلكات العامة مثل الطرق وغيرها مسئولية وطنية مشتركة بين الدولة والمواطن.
وتحدث الدكتور أسامة الأزهري عن دور الإعلام كأداة مهمة في تسليط الضوء على أهمية الحفاظ على المال العام وعواقب التعدي عليه، وذلك من خلال تقديم الأمثلة الدينية الملهمة.
واستعرض وزير الأوقاف جهود الوزارة في التصدي لظاهرة التعدي على المال العام، مُوضحاُ أنه تم تخصيص 18 خطبة جمعة لهذا الأمر، بالإضافة إلى عقد عدد من الندوات التثقيفية، والمنابر، ولقاءات الجمعة للأطفال. كما نوه إلى توصيات مجلة "وقاية" لمنع التعدي على المال العام، مُشيراً إلى أنه سيتم تكثيف الرسائل التي تسهم في توعية المواطنين بكل ما يخص مخالفات القيادة وأضرارها على المجتمع.
تعزيز الاهتمام بالصيانة الدورية للطرقوخلال الاجتماع، أكد المهندس شريف الشربيني، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، أن الدولة حققت تقدمًا كبيرًا في المشروع القومي للطرق خلال الفترة الأخيرة، ما أسهم في تحسين تصنيفها العالمي، مؤكدا ضرورة تعزيز الاهتمام بالصيانة الدورية للطرق، بالإضافة إلى توجيه التركيز نحو تحسين السلوكيات، سواء من جانب قائدي المركبات أو المواطنين الذين يستخدمون الطرق كمشاة.
مدبولي: لا ننكر مشكلات الطرق.. وسنعالجها بتحسين الصيانة وجودة التشغيل
تغليظ عقوبات مخالفات القيادة .. مدبولي يوجه بمراجعة شاملة لصيانة جميع الطرق
وأوضح الوزير أنه رغم الجهود البارزة التي تبذلها وزارة الداخلية، بما في ذلك تركيب عدد كبير من أجهزة الرادار لضبط حركة المرور، يظل التعاون المجتمعي ضروريًا لضمان الالتزام بالسلوكيات المرورية الصحيحة، كما دعا إلى تنفيذ إجراءات صارمة ورادعة بحق المخالفين لتحقيق أعلى مستوى من سلامة الطرق للجميع.
وخلال الاجتماع، قال اللواء عمرو البيلي، مساعد وزير الداخلية لقطاع المرور والحماية المدنية، إن هناك تكليفات من وزير الداخلية بأن تكون هناك لجان من الوزارة على كل البوابات على الطريق الدائري الإقليمي، وأن تكون هناك حملات مستمرة لتحليل المخدرات لمختلف السائقين، مُستعرضاً ما تم ضبطه من مخالفات في هذا الشأن.
وأكد "البيلي" أيضاً وجود رادارات متحركة على الطريق الدائري الإقليمي حالياً، وأنه تم رصد عدد من المخالفات وتحرير المحاضر اللازمة في هذا الصدد، كما سرد عدداً من المخالفات سواء على الطريق الدائري الإقليمي أو غيره من الطرق.
وفى ختام الاجتماع، وجّه رئيس الوزراء بالعمل على مجموعة من التعديلات التشريعية التى من شأنها أن تسهم فى تشديد العقوبات الرادعة على مختلف الظواهر السلبية، بداية من إلقاء الطوب على القطارات، ومروراً بالمخالفات المرورية، وانتهاء بالقيادة تحت تأثير المخدرات وغيرها من المخالفات.
كما وجّه الدكتور مصطفى مدبولي بالعمل على زيادة الفعاليات التوعوية الخاصة بسلوكيات القيادة، وذلك بما يسهم فى الحد من المخالفات على الطرق.