البوابة نيوز:
2025-06-26@18:27:09 GMT

أطفال أبو دقة.. بين الركام وآلام الحرب في غزة

تاريخ النشر: 20th, March 2025 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في غزة، حيث تلتقي الأرض بالدماء، تصمت الكلمات في مواجهة آلام غير قابلة للوصف. لكن وراء كل قصة معاناة، هناك بشر لا يزالون يحتفظون بالأمل رغم كل شيء. هذه هي قصة أطفال عائلة أبو دقة، الذين نجا بعضهم من غارات جوية إسرائيلية دمرت حياتهم إلى الأبد، وحولتهم من أطفال يلعبون تحت الشمس إلى شهداء وأيتام يعيشون في صمتٍ مدمّر.

8 أكتوبر 2023: بداية الكابوس

في السابع من أكتوبر 2023، كانت الساعة تشير إلى الثالثة فجراً حين استهدفت الطائرات الحربية الإسرائيلية منزل عائلة أبو دقة في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة. منزل كان يوماً ملاذًا للفرح والأمل، قبل أن يتحول إلى كومة من الأنقاض بعد أن ألقت عليه قنابل الطائرات.

في تلك اللحظات، كانت الطفلة "آيلا" لا تزال في سريرها، لا تدرك أن الحياة التي عرفتها ستتغير للأبد. عندما تم انتشالها من تحت الركام، كانت رائحة الموت والدمار تملأ المكان، فيما كان جسدها الصغير يهتز خوفاً. لكن قلبها، الذي كان يحمل براءتها، كان لا يزال ينبض. والديها، اللذان ظلا حريصين على توفير الأمان لها منذ ولادتها، لم يكونا محظوظين. فقد فقدت آيلا أمها وأباها في تلك اللحظات المأساوية.

محمد وفاطمة: عيون لا تعرف النوم

"محمد" الذي كان في السابعة من عمره، شاهد أمام عينيه شقيقه الأكبر "سامر" وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة، بينما كانت والدته "أم سامر" تصارع الموت. قبل تلك اللحظات، كان محمد يركض مع شقيقه في شوارع خان يونس، يلعب بكرة القدم ويضحك مع أصدقائه. لكن في لحظة واحدة، تغير كل شيء. "لقد فقدت كل شيء. فقدت عائلتي وطفولتي في لحظة"، هكذا قال محمد، الذي أصبح يشعر وكأن الحياة قد انتهت بالنسبة له.

 "فاطمة"، التي كانت تحب أن تلعب مع دُماها وتغني للأطفال في الحي، تحوّلت اليوم إلى طفلة تخاف من الظلام وتكره الهدوء الذي يسبق انفجار القنابل. "أريد فقط أن أعيش في مكان آمن حيث لا توجد طائرات ولا صواريخ"، تقول فاطمة، وهي تضع يدها على قلبها وكأنها تحاول تجميع شتات أحلامها الصغيرة التي تحطمت بفعل الحرب.

18 مارس 2025: ضربات لا تنتهي

في 18 مارس 2025، استهدفت الطائرات الحربية مرة أخرى منزل عائلة أبو دقة في بلدة عبسان، شرقي خان يونس، مخلفة دماراً هائلًا. هذه المرة، كانت الغارة أكثر دموية؛ فقد سقطت العديد من القنابل على المنزل في نفس اللحظة، مما أدى إلى استشهاد ستة أفراد من العائلة، من بينهم "بهاء أبو دقة" وزوجته وطفلهما.

عندما وصل المسعفون إلى المكان، كانت الأشلاء متناثرة على الأرض، وكان رجال الإنقاذ يحاولون استخراج الجثث والناجين وسط الدخان الكثيف. هذا المشهد الذي كان يكرر نفسه، أصبح مألوفًا في حياة هؤلاء الأطفال الذين نشأوا بين ركام البيوت وأصوات القنابل.

آلام الأيتام... وأمل السلام

ورغم جميع تلك الفظائع، يبقى الأمل في قلوب الأطفال الذين نجوا. "محمد" يحاول اليوم أن يجد طريقة ليعيش، بينما يتساءل "هل يمكن للسلام أن يعود؟"، في حين أن "فاطمة" لم تتوقف عن التفكير في حياة آمنة بعيدًا عن صراعات لا ذنب لها فيها.

"آيلا"، رغم فقدانها لأبويها، تحاول الآن التعلق بأي شخص في محيطها، فربما كان هذا هو السبيل الوحيد لإعادة الحياة إليها. لكن السؤال الكبير يبقى في قلبها: "هل هناك مكان آمن لي ولأصدقائي؟".

التأثير العالمي على حياة الأطفال

تاريخ عائلة أبو دقة، ومعاناة أطفالها، لا يقتصر فقط على غزة. هي قصّة تتكرر في العديد من أماكن النزاع، حيث يعيش الأطفال في دائرة من العنف المستمر، محاطين بحروب لا يفهمون أسبابها. لكن رغم ذلك، لا يزال هؤلاء الأطفال يتمنون الأمل في الغد.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: خان يونس غزة

إقرأ أيضاً:

دارفور.. حياة وسط ثلاثية الحرب والأمطار والأوبئة

منتدى الإعلام السوداني دارفور، 25 يونيو2025، (مواطنون)- على مدى 5 أيام متتالية شهدت منطقتي (جبل مرة) و(طويلة) بشمال ووسط دارفور أمطاراً غزيرة ومستمرة، أدت إلى غمر تجمعات النازحين بالمياه، مما فاقم الوضع وتسبب في خسائر فادحة، وفقاً للمنسقية العامة للنازحين واللاجئين، تضاف إلى خسائر الحرب الأخيرة المندلعة بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وحذرت منسقية اللاجئين من انتشار واسع للأوبئة والأمراض المعدية، مثل الكوليرا، الملاريا، وسوء التغذية، بسبب النقص الحاد في خدمات الصرف الصحي، والكوادر الطبية داخل المعسكرات وتجمعات النازحين الذين يعانون أصلاً من أوضاع صعبة وحالات حرجة سيفاقم منها هطول الأمطار المتوقع لخريف هذا العام، خاصة في الشهور من يونيو حتى أكتوبر.

وفي ظل الحصار المستمر على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، وتفاقم الأوضاع الإنسانية جراء العمليات العسكرية المتواصلة، وشح المواد الغذائية والغلاء الفاحش، يواجه عشرات الآلاف من النازحين في إقليم دارفور، وخاصة في منطقتي (طويلة) و(جبل مرة) الآمنتين نسبياً، كارثة إنسانية متصاعدة.

ومع بداية فصل الخريف وهطول الأمطار الغزيرة، يعاني النازحون، الذين فروا من ويلات الحرب والاقتتال المروع بين الجيش وقوات الدعم السريع، ظروفاً معيشية قاسية، تفتقر لأبسط مقومات الحياة، بما في ذلك مواد الإيواء، الأغطية، الأدوية، والخيام.

هذه الأوضاع المزرية دفعت المنظمات الدولية لتصنيف ما يجري بـ”الكارثة الإنسانية الأكبر”.

يصف آدم رجال، المتحدث الرسمي باسم المنسقية العامة للنازحين واللاجئين، الأوضاع في التجمعات الكبيرة للنازحين بـ (جبل مرة) و(طويلة) ومناطق أخرى بدارفور، بأنها “مأساوية ومريرة”، ويؤكد أن سكان مدينة الفاشر والمخيمات يعانون ظروفاً إنسانية كارثية، حيث ارتفعت أسعار المواد الغذائية بما يفوق قدرتهم الشرائية، في ظل انعدام السيولة النقدية وتفشي تجارة الأزمات.

يضيف رجال أن الخطر لا يقتصر على الأمطار الغزيرة فحسب، بل يمتد ليشمل انتشار الأمراض الناجمة عنها، مما يؤثر بشكل خاص على الأطفال والنساء وكبار السن، ويظل شبح الجوع والمجاعة وسوء التغذية والعطش يهدد الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات باستمرار، إلى جانب الندرة الشديدة في مواد الإيواء.

وتشير آخر الإحصاءات أن عدد الفارين إلى (طويلة) وحدها يقدر بأكثر من 700 ألف شخص يواجهون نقصاً حاداً في الغذاء والخدمات. فيما أكدت مفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين أن مئات الأشخاص الفارين من مخيمات (زمزم) و(أبو شوك) بدارفور يواجهون ظروفا كارثية. وتخضع (طويلة) التي تقع على بعد 55 كيلومتراً غرب الفاشر، و(جبل مرة) لسيطرة حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد نور، واصبحت المنطقتان مؤخرا مقصداً للفارين المقدر عددهم بمئات الآلاف من العنف المتصاعد بشمال دارفور.

انتهاكات ونداءات للمساعدة

في بيان لها بتاريخ 17 يونيو 2025، وصفت المنسقية العامة للنازحين ومخيمات اللاجئين الوضع في دارفور بـ “المُمزق بشكل شبه كامل”، محذرة من خروجه عن السيطرة، ومن كارثة إنسانية تلوح في الأفق. ودعت المنسقية الأمم المتحدة ووكالاتها والمنظمات الدولية إلى تكثيف جهودها لمعالجة هذه الأوضاع الإنسانية المزرية، لاسيما مع استمرار النزوح اليومي من الفاشر إلى طويلة وجبل مرة، اللتان أصبحتا أكبر مراكز للنزوح في الصراع الدائر.

وبحسب بيان المنسقية، فقد تم توثيق انتهاكات جسيمة على الطريق بين الفاشر وطويلة، شملت 95 حالة عنف قائم على النوع الاجتماعي، و15 حالة وفاة بسبب الجوع والعطش، و24 حالة صدمات نفسية، و17 حالة إطلاق نار مباشر، و3 حالات قتل فردي في منطقة (كاس)، و4 حالات في منطقة (بنديس).

كما حذر البيان من تفشي أمراض خطيرة، مثل الكوليرا والملاريا وسوء التغذية، لدى الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات، بالإضافة إلى التهابات وأمراض أخرى، في ظل نقص حاد في الكوادر الطبية ومشكلات الصرف الصحي التي تعد مصدراً للأوبئة.

ويشير آدم رجال مجدداً إلى استمرار الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان بسبب تمزق النسيج الاجتماعي جراء الحرب، مما أفرز مصطلحات وعبارات جديدة تعمق خطاب الكراهية، وتقسّم البلاد بناءً على مصالح ضيقة لفئة تستفيد من الصراع. وتستمر أطراف الصراع في ارتكاب الفظائع، فقوات الدعم السريع تقصف معسكر أبوشوك يومياً، ما يسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، بينما تشن قوات الجيش السوداني غارات جوية على مناطق مأهولة بالسكان في أنحاء دارفور، مستخدمة أسلحة ثقيلة محرمة دولياً .

قصص من قلب معاناة

تروي مواطنة من الفاشر تفاصيل رحلة نزوحها الشاقة إلى طويلة التي استغرقت 3 أيام متواصلة سيراً على الأقدام، مستغلة في بدايتها “عربات الكارو” التي تجرها الحمير لنقل بعض الأمتعة، ومروراً بمناطق خطرة مثل (شيخو) و(قرنة)، حيث اضطرت للإقامة في العراء. من جانبها، تقول إحسان محمد عبدالله، نازحة من حي الثورة بالفاشر، إنها نزحت وسط إطلاق نار كثيف وتدوين عشوائي، وتعرضت للنهب والسرقة والعطش خلال مرورها بـ (قرنة)، قبل أن تستغل الشاحنات برفقة كبار السن والأطفال للوصول إلى (طويلة)، حيث استقر مقامهم جميعا تحت الخيام بانتظار المساعدات الإنسانية. وبالمثل، تشكو مشكاة آدم النازحة من الفاشر إلى جبل مرة، انعدام الدواء وخدمات الصرف الصحي في معسكرها الجديد الذي وصلته بعد رحلة شاقة من الجوع والعطش والنزوح الطويل.

التحديات

في الأثناء، يستمر تدفق اللاجئين من السودان إلى تشاد المجاورة. وقد أشارت منظمة اليونيسف إلى أن أكثر من 700 ألف طفل لاجئ سوداني قد وصلوا إلى تشاد وحدها. ومنذ اندلاع القتال في السودان في أبريل 2023، نزح أكثر من مليوني طفل بسبب الحرب الوحشية. ويشكل الأطفال 61% من إجمالي اللاجئين السودانيين بتشاد البالغ عددهم 860 ألفاً، و68% من العائدين التشاديين البالغ عددهم 274 ألفاً. وتواجه تشاد، كونها واحدة من أفقر بلدان العالم، ورابع أعلى معدل لوفيات الأطفال، تحديات هائلة في ظل أزمة اللجوء؛ فالحصبة وسوء التغذية منتشران، ويظل خطر انتشار وباء الكوليرا من السودان إليها مرتفعاً.

“مئات الآلاف من الأطفال الأكثر ضعفاً يتحملون وطأة الحرب في السودان ونقص الخدمات الأساسية لأولئك الذين فروا إلى تشاد” قالت المديرة التنفيذية لليونيسف كاثرين راسل بعد زيارة إلى تشاد اختتمتها في 23 من يونيو الجاري، التقت فيها بأطفال اللاجئين والأسر النازحة. راسل وصفت حال نساء وأطفال الذين وصلوا إلى شرق تشاد: “وصلوا لا يحملون سوى الذكريات المروعة عن عمليات القتل والاغتصاب الجماعي وحرق المنازل”. كما زارت عائلات وصلت حديثاً إلى أدري، وهي بلدة حدودية مكتظة تستضيف الآن 6 لاجئين مقابل كل مقيم، حيث طفل واحد فقط من كل 3 أطفال مسجلون في المدرسة، والخدمات الأساسية على حافة الهاوية.

وتشير مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إلى أن أكثر من 844 ألف لاجئ سوداني عبروا إلى تشاد منذ بدء الحرب في أبريل 2023، إضافة إلى 409 ألفاً فروا من موجات سابقة من الصراع في دارفور منذ عام 2003.  فيما ذكرت المفوضية أن عدد اللاجئين قد تضاعف 3 مرات منذ تكثيف الهجمات على المدنيين في شمال دارفور. فقد وصل ما يقرب من 69 ألف شخص إلى تشاد خلال ما يزيد قليلا عن شهر، وبلغ متوسط ​​عدد الذين يعبرون الحدود يوميا 1400 شخص .

* ينشر منتدى الإعلام السوداني والمؤسسات الأعضاء فيه هذه المادة من إعداد صحيفة (مواطنون) في إطار عكس الأزمة الإنسانية والانتهاكات بإقليم دارفور حيث المعارك والاشتباكات، خاصة في مناطق شمال دارفور التي لازالت فيها موجات النزوح مستمرة بسبب تصاعد القصف وأعمال العنف.

منتدى الاعلام السوداني الوسومآدم رجال السودان الفاشر النازحين جبل مرة دارفور طويلة منتدى الإعلام السوداني منسقية اللاجئين

مقالات مشابهة

  • دارفور.. حياة وسط ثلاثية الحرب والأمطار والأوبئة
  • إيران: خسائر إسرائيل في الحرب كانت كبيرة
  • اصطدام ربع نقل بالرصيف .. إصابة 8 أشخاص من بينهم 4 أطفال بالدقهلية
  • بين الركام والانهيار المالي.. كيف أثقلت الحرب ضد إيران كاهل الاقتصاد الإسرائيلي؟
  • نتنياهو: لو كانت لدينا تقديرات بإمكانية إسقاط النظام الإيراني لكنا واصلنا الحرب
  • مدينة الخليج العربي وضحكات الأطفال تُنبت الحياة في أرضٍ كانت جرداء
  • بنك ناصر الاجتماعي يدعم أطفال الشلل الدماغي بأحدث الأجهزة العالمية
  • فوق الركام: الطالبة سارة تحوّل أنقاض منزلها في خان يونس إلى صف دراسي
  • أستاذة قانون: ضربات ترامب على إيران كانت غير قانونية.. لهذه الأسباب
  • بينهم 3 أطفال.. إصابة 6 من أسرة واحدة في حادث انقلاب ميكروباص ببني سويف