الشعب الجمهوري يكرم حفظة القرآن والأمهات المثاليات في كفر شكر بالقليوبية
تاريخ النشر: 23rd, March 2025 GMT
نظّمت أمانة كفر شكر لحزب الشعب الجمهوري بمحافظة القليوبية احتفالية كبرى لتكريم حفظة القرآن الكريم، والأمهات المثاليات، والفرق الفائزة بالدورة الرمضانية، وذلك بحضور النائب الدكتور عبد الله أحمد مبارك، أمين الحزب بمحافظة القليوبية، وبرعاية إبراهيم السيد ضوه، الأمين المساعد لحزب الشعب الجمهوري بكفر شكر .
وشهدت الاحتفالية تكريم 1000 متسابق من حفظة القرآن الكريم من مختلف قرى مركز كفر شكر، في لفتة تعكس حرص الحزب على دعم النشء في حفظ كتاب الله وتعزيز القيم الدينية. كما تم تكريم 50 أمًا مثالية، تقديرًا لعطائهن ودورهن العظيم في بناء الأجيال والمجتمع.
وعلى الصعيد الرياضي، تم تكريم الفرق الرياضية الفائزة في الدورة الرمضانية التي نظمتها أمانة الحزب بكفر شكر تحت إشراف أحمد منصور تأكيدًا على دعم الشباب والرياضة باعتبارهم ركيزة المستقبل كما تم تكريم الفائزين في المسابقة الرمضانية الكبرى التي أطلقتها أمانة الحزب على صفحات السوشيال والتي شهدت مشاركة واسعة من أبناء كفر شكر، تعزيزًا للوعي الثقافي والديني.
وفي مفاجأة مميزة أسعدت الحضور، أعلن إبراهيم ضوه الأمين المساعد للحزب بكفر شكر عن التبرع بـ6 رحلات عمرة، حيث تم إجراء سحب علني بين الحضور لاختيار الفائزين بهذه الجائزة المباركة، في مبادرة تعكس اهتمام الحزب برعاية أبناء كفر شكر ومكافأة المتميزين، وإتاحة الفرصة لهم لأداء مناسك العمرة.
الحضور بالاحتفاليةحضر الاحتفالية عدد من القيادات والشخصيات العامة، على رأسهم النائب أبو سريع إمام، عضو مجلس الشيوخ، والمهندس مصطفى أبو حجر، الأمين المساعد لشئون التنظيم بالقليوبية إلى جانب عدد كبير من أعضاء هيئة مكتب الحزب بالقليوبية وأمانة كفر شكر، كما حضر الشيخ سامي عمر، ممثلًا عن الدكتور ياسر الغياتي، وكيل وزارة الأوقاف.
وخلال الحفل شدد الدكتور عبدالله أحمد مبارك أمين الحزب على أهمية دعم حفظة القرآن الكريم لتعزيز القيم الإسلامية ودعم الأجيال المختلفة في المجتمع لافتاً إلى أن الحزب يعمل بشكل مستمر على تنظيم المبادرات والفعاليات التي تسهم في تكريم المتميزين بمختلف المجالات، لا سيما في حفظ القرآن، باعتبارهم قدوة يحتذى بها .
وفي كلمته، أكد إبراهيم ضوه أن الحزب سيظل داعمًا لأبناء كفر شكر في مختلف المجالات، مشددًا على أن هذه الفعاليات ليست مجرد احتفاليات عابرة، بل هي جزء من رسالة الحزب في دعم التفوق والتميز، وتعزيز التكافل الاجتماعي بين أبناء المجتمع.
واختُتمت الاحتفالية وسط أجواء من الفرحة والتقدير، حيث عبّر المكرّمون وأسرهم عن سعادتهم بهذه اللفتة الكريمة من الحزب، وخاصة الفائزين برحلات العمرة، مؤكدين أن هذه المبادرات تعكس الدور الحقيقي للحزب في دعم المجتمع والاهتمام بأفراده.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: حزب الشعب الجمهوري القليوبية الشعب الجمهوري كفر شكر الأمهات المثاليات المزيد حفظة القرآن کفر شکر
إقرأ أيضاً:
فتنة «الأمين والمقر»وبالونات الاختبار الإعلامية
رغم كل ما تمر به من أزمة وجودية تكاد تعصف بها -خاصة في السنوات العشرين الأخيرة- والتراجع الحاد في مستوى الثقة الشعبية في دورها وأهميتها وقدرتها على الفعل، عادت جامعة الدول العربية لتكون في دائرة الضوء خلال هذا الأسبوع، وأثارت جدلا إعلاميا واسعا لم يقتصر على وسائل الإعلام التقليدية، وامتد إلى شبكات التواصل الاجتماعي، وشاركت فيه قطاعات واسعة من النشطاء من مختلف الدول العربية.
الجدل الحالي الذي يحيط بالجامعة العربية لا يتعلق بمواقفها الحالية - خاصة من حرب الإبادة الجماعية في غزة -، والحروب والصراعات والأزمات العربية الأخرى، وإنما يتعلق بإعادة النظر فيها، وفي أدوارها، وفاعليتها؛ كونها مؤسسة العمل العربي المشترك الأكبر التي كان يعول عليها كثيرا في نصرة القضايا العربية.
مع قرب انتهاء الفترة الثانية للأمين العام الحالي للجامعة العربية أحمد أبو الغيط في سبتمبر القادم؛ سارع البعض إلى استباق الأحداث كالعادة، وأعاد طرح السؤال القديم الجديد، وهو: هل سيكون الأمين العام الجديد مصريا أيضا كمن سبقوه منذ تأسيس الجامعة في القاهرة في عام 1945، باستثناء فترة نقل مقر الجامعة إلى تونس في أعقاب المقاطعة العربية لمصر على خلفية توقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل؟ ومن هذا السؤال تفرعت أسئلة جديدة حول مقر الجامعة ولماذا يبقى في القاهرة، ولا يُدور بين الدول، أو ينقل إلى دولة أخرى محددة تظن أنها أكثر جدارة من مصر لاحتضان الجامعة؟
الطرح الذي كان قصيرا، وقدمه دون مبرر ودون سابق إنذار كاتب مصري تحول إلى نقاش وصراخ، وتكهنات، وحرب إعلامية تضمنت تقارير صحفية، وتلفزيونية، وملصقات، وتغريدات، واستطلاعات رأي على شبكات التواصل الاجتماعي، شارك فيها أعداد غفيرة من مستخدمي هذه الشبكات. وتبلور هذا النقاش في طرح اسم وزير خارجية خليجي سابق ليكون الأمين العام الجديد للجامعة، وطرح اسم مدينة عربية في نفس الدولة الخليجية ليكون مقرا للجامعة، والمبرر هو تراجع الدور المصري في المنطقة، وصعود قوى عربية جديدة تستحق أن تتولى بنفسها مسؤولية إدارة العمل العربي المشترك، وإدارة الجامعة العربية. يبدو هذا الطرح استكمالا لجهود سابقة استمرت لسنوات عبر جيوش إلكترونية تروج لما أسمته بـ«عاصمة القرار العربي». وهي الفكرة التي تتردد في الفضاء الرقمي منذ سنوات، ورسخت لدى البعض بوعي أو بدون وعي، وبحكم التأثير التراكمي طويل المدى قناعة خادعة بصحتها.
الكاتب المصري الذي أشعل فتيل فتنة «الأمين والمقر» كتب على صفحته بفيسبوك ملصقا يقترح فيه نقل مقر الجامعة العربية إلى عاصمة خليجية. ومن ذلك الملصق تولدت مئات الملصقات التي تعزف نفس النغمة بتعبيرات مختلفة، وشارك فيها كتاب ومثقفون، ومستشارون لحكام دول، مطالبين بتدوير منصب الأمين العام للجامعة الذي «حان وقت انتقاله إلى الخليج العربي؛ حيث مركز الثقل العربي الجديد»؛ حسب وصف أحدهم.
في تقديري أننا أمام بالونة أو بالونات اختبار إعلامية تستهدف التمهيد لقرار عربي قد يحقق رغبة البعض في شق الصف العربي الذي لم يعد يحتمل مزيدا من الشقوق، وإنهاء فكرة الجامعة العربية، والقضاء عليها؛ إرضاء لبعض القوى الإقليمية والدولية التي قد تزعجها بعض بيانات التنديد والشجب والاستنكار التي يصدرها الأمين العام، أو أمانة الجامعة بين الحين والآخر، والتي لا تتعدى مرحلة «الكلام»، وأصبحت محفوظة من كثرة تكرارها.
يعلم من أطلقوا هذه البالونات الحارقة أن المطلب الثاني الذي يتعلق بنقل مقر الجامعة من القاهرة غير واقعي، ويتعارض مع نص المادة العاشرة من الميثاق الصادر في مارس 1945، والتي تنص على أن «تكون القاهرة المقر الدائم لجامعة الدول العربية»، ويتطلب تحقيقه موافقة ثلثي الدول الأعضاء في مجلس الجامعة لتعديل ميثاق الجامعة وفق المادة التاسعة عشرة. أما المطلب الأول الخاص باختيار أمين عام غير مصري للجامعة؛ فإنه يواجه عقبات كثيرة خاصة أنه يتعارض مع العرف السائد في أن يكون الأمين العام من مواطني دولة المقر.
الخطورة في الأمر أن الرد المصري الشعبي وليس الرسمي بالطبع جاء حادا، وهو ما جعل الأمر برمته مقدمة لفتنة إعلامية ورقمية جارفة طالب فيها بعض النشطاء المصريين بانسحاب بلادهم من الجامعة العربية، بل بحذف كلمة «العربية» من اسم الدولة؛ ليصبح «جمهورية مصر». كما طالب البعض بأن يرافق عملية نقل المقر نقل نحو 16 مليون لاجئ عربي تحتضنهم مصر دون تمييز من أبناء سوريا، والسودان، وفلسطين، والعراق، واليمن إلى دولة المقر الجديدة !
هل تستحق الجامعة وأمينها ومقرها كل هذا الجدل؟ يكاد يجمع العرب على فشل منظومة الجامعة العربية بشكل عام. فقد فشلت في كل الاختبارات التي تعرضت لها، ولم تحقق إنجازا واحدا يمكن الفخر به. وحسب تعبير أحد المشاركين في استطلاع للرأي نشرته إحدى المنصات الإعلامية على فيسبوك «فإن الجامعة العربية فشلت في إقامة تحالف عسكري موحد، أو بناء جيش عربي موحد قادر على الدفاع عن الدول العربية. وفشلت في تشكيل حتى قوات حفظ سلام عربية قادرة على فرض السلم في مناطق النزاع العربية في السودان، والصومال، واليمن، وسوريا، وليبيا، وغزة. وفشلت في إقامة سوق عربي مشترك، وفي فتح الحدود بين الدول العربية، وفى إنشاء عملة عربية موحدة، وفي مد خطوط سكك حديدية لتسهيل التجارة.
والفشل الأكبر كان في قضية فلسطين بوجه عام والحرب الإسرائيلية الهمجية على غزة. ولعل من أطرف وربما أصدق الردود المنشورة، وأكثرها تكرارا في التعليقات الخاصة بهذا الاستطلاع هو اقتراح نقل المقر إلى تل أبيب، واختيار رئيس الوزراء دولة الكيان الصهيوني نتنياهو أو رئيس الولايات المتحدة الأمريكية أمينا عاما جديد لها !
أمام هذا الفشل وتراث عدم الثقة الشعبية العربية فيها؛ فإن السؤال الذي يفرض نفسه هنا هو: ما الذي يدفع البعض إلى هذه الحرب الكلامية غير الضرورية حول الجامعة وأمينها ومقرها؟ وهل سيؤدى نقل المقر، أو تغيير جنسية الأمين العام إلى إحداث أي تغيير في قوة وفاعلية الجامعة التي تعاني منذ سنوات حالة موت سريري؟
أعتقد أن الجامعة العربية لا تحتاج في الوقت الراهن إلى كل ذلك الجدل الإعلامي الذي لا يقدم ولا يؤخر، بقدر ما تحتاج إلى بعض الهدوء، حتى تنتهي بسلام.