أحمد بن محمد يشهد توقيع تفاهمات بين «دبي للصحافة» وشركاء «صُنّاع محتوى دبي»
تاريخ النشر: 26th, March 2025 GMT
دبي - وام
شهد سموّ الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الثاني لحاكم دبي، رئيس مجلس دبي للإعلام، اليوم، توقيع مذكرات تفاهم بين نادي دبي للصحافة، والشركاء الإستراتيجيين لبرنامج «صُنّاع محتوى دبي» الهادف لتدريب المواهب الإعلامية الشابة على إنتاج محتوى إعلامي احترافي بإكسابهم المهارات التي تمكنهم من التميز بتعزيز قدرتهم على إيصال الرسائل الإعلامية بتميز عبر تكامل الجانبين المهني والإبداعي.
وأشاد سموّه بالبرنامج وأثره الإيجابي المنتظر على الساحة الإعلامية في دبي وضمن بيئتها الرقمية، مؤكداً سموه أن 'التعاون بين القطاعات المختلفة يدعم تقديم محتوى يواكب إنجازات الإمارة ويبرز تطورها السريع كنموذج تنموي فريد، بما يستدعيه ذلك من تقديم أشكال الدعم الممكنة كافة لتزويد صُنّاع المحتوى المنضمين إلى البرنامج بالأدوات اللازمة لتمكينهم من القيام برسالتهم على الوجه الأكمل بما يخدم المجتمع ويدعم مسيرة التنمية الشاملة في الإمارة.
وقال سموّه إن دبي حريصة على إثراء إعلامها بعقول وطاقات خلاقة قادرة على تقديم محتوى متميز يرفع سقف طموحاتها للمستقبل، مشيراً إلى أن المحتوى الرقمي اليوم يتصدّر المشهد الإعلامي وعليه مسؤولية كبيرة في تقديم ما ينفع الناس ويخدم المجتمع ويساهم في تعزيز مسيرة التطوير وإبراز ما يتحقق خلالها من إنجازات.
جاء ذلك تزامناً مع أعمال «خلوة الإعلام الإماراتي»، التي نظّمها نادي دبي للصحافة بمشاركة لفيف من الرموز والقيادات الإعلامية الإماراتية من رؤساء تحرير الصحف اليومية ومسؤولي المؤسسات الإعلامية والكُتّاب والقائمين على العمل الإعلامي في الدولة، حيث ناقشت الخلوة جملة من الموضوعات المهمة المتعلقة بمستقبل القطاع في الدولة.
كما ستركز البرامج المخصصة للتدريب على القيم المجتمعية، انسجاماً مع إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” عام 2025 ليكون «عام المجتمع» في دولة الإمارات.
قام بتوقيع مذكرات التفاهم منى غانم المرّي، نائب الرئيس والعضو المنتدب لمجلس دبي للإعلام، رئيسة نادي دبي للصحافة، مع هلال سعيد المرّي، المدير العام لدائرة الاقتصاد والسياحة بدبي، عن مسار «صُنّاع المحتوى الاقتصادي والسياحي»، وهالة بدري، مدير عام هيئة الثقافة والفنون في دبي، عن مسار «صُنّاع المحتوى الثقافي»، وأحمد درويش المهيري مدير عام دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي، ضمن مسار «صُنّاع المحتوى المجتمعي»، ومع الدكتور عامر شريف، المدير التنفيذي لدبي الصحية ورئيس جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، عن مسار «صُنّاع المحتوى الصحي والعلمي»، ومع خلفان بلهول، نائب رئيس مجلس دبي الرياضي عن مسار «صُنّاع المحتوى الرياضي».
ووجّهت منى المرّي بالغ الشكر والتقدير لشركاء برنامج «صُنّاع محتوى دبي».. وقالت إن هذا التعاون يساهم في تأكيد مكانة دبي كمركز رئيسي للإبداع والتطوير الإعلامي ويرسخ من دورها في إعداد وتأهيل الكوادر الإعلامية القادرة على المنافسة والمساهمة في الارتقاء بقطاع يلامس حياة الناس وعميق التأثير فيها، إذ يعكس البرنامج حرص دبي على إثراء الساحة الإعلامية لاسيما في بيئتها الرقمية بمحتوى رفيع المستوى يتحلى بأرقى المعايير المهنية من أجل تقديم رسالة نافعة للمجتمع تعكس إنجازاته وتواكب طموحاته للمستقبل.
وقالت إن البداية كانت مع «صُنّاع المحتوى الاقتصادي» بتعاون نموذجي من وزارة الاقتصاد التي كان لها دور كبير في تقدم برنامج تدريبي غني أثرى معارف المشاركين ومكنهم من اكتساب مهارات تعينهم على تقديم محتوى اقتصادي متميز، مشيرة إلى أننا اليوم نستهل مرحلة جديدة للبرنامج بالتعاون مع نخبة من الجهات الوطنية الرائدة لنستكمل العمل على قطاعات حيوية بالغة الأهمية.
وأضافت أن روح الفريق الواحد هي من أهم ركائز نجاح مبادرات دبي النوعية، ونحن في نادي دبي للصحافة حريصون على إقامة وتعزيز شراكات تؤكد تنافسية إعلام دبي لاسيما في البيئة الرقمية.
وفي هذه المناسبة قال هلال سعيد المرّي، المدير العام لدائرة الاقتصاد والسياحة بدبي إنه واستناداً الى علاقة التعاون الوثيقة التي طورناها على مدى السنين الماضية مع صُنّاع المحتوى المميزين، فإن المشروع الجديد سوف يدعم هذا التعاون أكثر فأكثر وذلك لتمكينهم من خلق محتوى فريد وسرد قصص مشوقة عن مدينة دبي وإيصالها لشريحة أوسع وأكبر من المتابعين والمهتمين حول العالم، كما أن هذا المشروع يؤكد التزامنا الراسخ مع شركائنا في القطاعين العام والخاص للترويج لدبي وإبراز هويتها وثقافتها الحضارية الراسخة إضافةً إلى عروضها السياحية المميزة.
وأشار إلى أنّ الترويج لدبي من خلال سرد القصص بطريقة مبتكرة سيساهم في التعريف بالإرث الفريد للإمارة إلى جانب توفير تجارب استثنائية تعكس تقاليدها الأصيلة، وهو ما يتماشى مع أجندة دبي الاقتصادية D33 الرامية إلى ترسيخ مكانة دبي كأفضل وجهة للعيش والعمل والزيارة.
وأضاف أنه في الوقت الذي تواصل فيه دبي تطورها والارتقاء بعروضها الثقافية، فإننا نحرص على دعم صناع المحتوى الناشئين الذين يستعرضون أفضل ما تقدمه الإمارة لشرائح واسعة من الجمهور عبر منصاتهم ومواقعهم التفاعلية المميزة.
من جانبها أكدت هالة بدري، مدير عام هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة» حرص الهيئة على دعم أصحاب المواهب في مختلف المجالات، وتحفيزهم على التعبير عن أفكارهم ورؤاهم الإبداعية من خلال مشاريع نوعية تساهم في إثراء الحراك الثقافي في دبي، لافتةً إلى أن «برنامج صُنّاع محتوى دبي» يُعد خطوة مهمة لتمكين المبدعين وتزويدهم بما يحتاجونه من أدوات جديدة تمكنهم من سرد تاريخ الإمارة وتراثها وحكاية تطورها وإنجازاتها ونقلها إلى العالم.
وقالت إن صناعة المحتوى تمثل ركيزة أساسية في الاقتصاد الإبداعي، وأحد روافد اقتصاد المستقبل القائم على المعرفة والابتكار، لقدرتها على مواكبة التطورات العالمية السريعة، وتكمن أهمية «برنامج صُنّاع المحتوى الثقافي» في قدرته على إنتاج محتوى ثقافي مميز قادر على إبراز تنوع وتفرد الثقافة المحلية، والمساهمة في توثيق مختلف عناصر التراث الإماراتي الأصيل'، مشيرةً إلى أن دعم الهيئة للبرنامج يأتي في إطار جهودها الهادفة إلى توفير بيئة إبداعية قادرة على استقطاب الكفاءات المميزة، وترسيخ مكانة دبي مركزاً عالمياً للثقافة، وحاضنة للإبداع، وملتقى للمواهب.
من جانبه، قال أحمد درويش المهيري مدير عام دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي إنه في إطار عام المجتمع وإستراتيجية الدائرة الرامية إلى أن تكون أقرب إلى المجتمع، يسعدنا الدخول في هذا التعاون بهدف دعم صناعة المحتوى المجتمعي وتمكين صناع المحتوى من تطوير مهاراتهم.
وأضاف أن دور «دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري» يشمل جوانب حياتية متعددة، ولدينا كفاءات إعلامية متميزة في مجالات الوعظ والإرشاد، والثقافة، والتواصل المجتمعي، تساهم في تقديم محتوى هادف ومؤثر يعزز القيم المجتمعية ويواكب احتياجات الجمهور بأسلوب فعال.
وأكد أن هذه الشراكة ستساهم في تطوير قدرات العاملين في الدائرة في مجال الإعلام المجتمعي، بما يعزز من مكانة دبي كنموذج رائد في الإعلام الهادف، مشيراً إلى أن الهدف أن نكون دائماً أقرب إلى المجتمع ما يستوجب أن نتحدث بلغته، ونقدم رسائلنا بأسلوب واضح ومبسط، يسهّل على الأفراد فهم رسالتنا والاستفادة من خدماتنا تحقيقاً لرؤيتنا المشتركة لمجتمع أكثر وعياً، وتلاحماً، وتفاعلاً.
بدوره، أكد الدكتور عامر شريف، المدير التنفيذي لدبي الصحية ورئيس جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، أهمية الشراكة مع نادي دبي للصحافة، التابع لمجلس دبي للإعلام باعتبارها خطوة إستراتيجية نحو تعزيز المحتوى الإعلامي الصحي والعلمي في دبي، بما يتماشى مع التطورات المتسارعة في القطاعين الطبي والإعلامي، مشيداً بالدور البارز الذي يضطلع به النادي في الارتقاء بالإعلام الوطني وترسيخ معايير الدقة والموضوعية في نقل المعلومات.
وقال د. شريف إن مجلس دبي للإعلام أطلق الخطط والبرامج الهادفة إلى إعداد كوادر متمكنة وقادرة على صنع رسائل إعلامية متميزة وتعزيز قدرتهم على صياغة وإيصال الرسالة الإعلامية الفعّالة التي تخدم أهداف دبي الإستراتيجية. أضاف أننا ندرك الدور الجوهري للإعلام الصحي، في تشكيل وعي المجتمع وتعزيز ثقافته الصحية، ما يوجب دعم خطاب إعلامي مستند إلى معلومات دقيقة وموثوقة.
ولفت إلى أنه من خلال هذه الشراكة، نهدف إلى إعداد جيل متخصص في صناعة المحتوى الصحي والعلمي، وتمكينه بالمعرفة والأدوات اللازمة لإبراز مدى جودة الخدمات الطبية والخطط والإستراتيجيات التطويرية الداعمة للقطاع الصحي في دبي، بما يرسخ مكانتها مركزاً رائداً للتميز الطبي والعلمي.
من ناحيته، قال خلفان بلهول، نائب رئيس مجلس دبي الرياضي إن مجلس دبي الرياضي تسره المساهمة في تحقيق أهداف برنامج «صُنّاع المحتوى الرياضي» والرامية إلى تزويد منتسبيه بالمعارف الضرورية وتأهيلهم للقيام بالدور الإيجابي المنتظر منهم، دعماً ومساهمةً في نشر ثقافة ممارسة الرياضة وقيمها النبيلة في المجتمع.
وأضاف أن القطاع الرياضي يجذب العديد من صنّاع المحتوى سواء كانوا من الإعلاميين أو الرياضيين السابقين والحاليين، ومن عشاق الرياضة، والبرنامج يساهم في تزويد صناع المحتوى الرياضي بالمعارف الضرورية ومهارة التعامل مع الفكرة وصناعة القصة والتقرير والتقنيات المطلوبة لصناعة محتوى أفضل، ويسرنا أن ندعم هذه المبادرة المرتبطة بالقطاع الرياضي، حيث أصبحت دبي مركزاً عالمياً للرياضة كما هي الحال في مختلف القطاعات الحيوية.
في الوقت ذاته، أكدت مريم الملا، مدير نادي دبي للصحافة بالإنابة، إن المردود الإيجابي من المشاركين في المسار الأول لبرنامج «صناع محتوى دبي» والذي ركّز على صناعة المحتوى الاقتصادي، أظهر نجاح البرنامج مع انطلاقته الأولى في تحقيق الأهداف المرجوة من ورائه، حيث أبدى المشاركون من صُنّاع المحتوى تقديرهم للفكرة وما يتيحه البرنامج من فرصة وصولهم إلى معلومات ومعارف وأدوات تزيد من تميزهم وقدرتهم على صياغة وتقديم محتوى رفيع المستوى يتسم بالدقة والمهنية العالية، لاسيما أن صانع المحتوى لابد أن يكون على قدر كبير من الثقافة والإلمام بمختلف جوانب القطاع الذي يعنى بما يقدمه من محتوى سواء نصي، أو مرئي أو مسموع.
يُذكر أن برنامج «صُنّاع محتوى دبي» يعد فرصة نموذجية للساعين إلى الارتقاء بمهاراتهم الاحترافية بالانضمام إلى نخبة من المتخصصين الذين يقودون التحوّل الرقمي في المجال الإعلامي، عبر سلسلة من المحاضرات والتدريبات العملية الهادفة إلى تطوير المهارات الإبداعية والتقنية للمشاركين، لإنتاج محتوى يحقق تأثيراً إيجابياً ويواكب التغيرات السريعة في عالم الإعلام الرقمي.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم مدينة دبي للإعلام نادی دبی للصحافة مجلس دبی للإعلام صناعة المحتوى تقدیم محتوى مکانة دبی مدیر عام محمد بن عن مسار فی دبی المر ی إلى أن
إقرأ أيضاً:
ندوة المركز القطري للصحافة تكشف تفاصيل إبادة الرياضيين في غزة
نظم المركز القطري للصحافة ندوة بعنوان: "الانتهاكات الإسرائيلية بحق الرياضة الفلسطينية"، ضمن سلسلة سوالف صحفية رياضية، بحضور عدد من الإعلاميين والمهتمين بالشأن الرياضي والإنساني، وسعادة السيد محمد ضحى، مستشار السفارة الفلسطينية بالدوحة.
أدار الندوة الإعلامي الرياضي علي عيسى، رئيس اللجنة الرياضية بالمركز القطري للصحافة، وشارك فيها كل من الإعلامي الفلسطيني أحمد رجوب، والمذيع الفلسطيني حسن بدر، اللذين قدما شهادات ميدانية ومعلومات موثقة حول حجم الأضرار التي لحقت بالرياضة الفلسطينية جرّاء العدوان الإسرائيلي، منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 وحتى اليوم.
واستعرضت الندوة التي أقيمت بقاعة "عبدالله بن حسين النعمة"، تفاصيل استهداف اللاعبين والمنشآت، والدمار الذي طال الأندية والملاعب والصالات، والتعتيم الإعلامي والصعوبات التي يواجهها الإعلام الرياضي الفلسطيني.
الشأن الإنساني
في البداية، أعرب الإعلامي الرياضي علي عيسى، عن سعادته باحتضان المركز القطري للصحافة هذه الفعالية، مؤكداً أن الندوة تندرج ضمن سلسلة من القضايا الجوهرية التي دأب المركز على طرحها للمناقشة في إطار اهتمامه بالشأن الإعلامي والإنساني.
وأكد عيسى أن الندوة حافلة بالمعلومات والبيانات والإحصاءات الدقيقة التي تقدم صورة حية عن حجم الاستهداف الممنهج للرياضة الفلسطينية من قبل الاحتلال، والذي تسبب في تدمير البنية التحتية الرياضية، وعرقلة تطور الرياضيين، وتدمير حياتهم وأحلامهم.
كما رحّب بالضيوف والمتحدثين المشاركين في هذه الندوة، مشيراً إلى أهمية مشاركتهم في إلقاء الضوء على جانب من معاناة الشعب الفلسطيني، التي تتجاوز الجانب السياسي لتطال الملاعب والرياضيين.
وأوضح عيسى أن الندوة تمثل منصة لطرح الأسئلة الجوهرية حول ما تتعرض له الرياضة الفلسطينية، مؤكداً أن دعم القضية الفلسطينية يجب ألا يغفل هذا الجانب الحيوي من حياة الفلسطينيين، متمنياً للشعب الفلسطيني التوفيق في مساعيه النضالية المشروعة، واستعادة حقوقه.
وأكد أن ما جرى للرياضة في فلسطين هو تدمير ممنهج يجب أن يلقى الاهتمام الكافي من المجتمع الدولي والمنظمات الرياضية.
أرقام صادمة
من جانبه، أوضح الإعلامي الفلسطيني أحمد رجوب أن الرياضة الفلسطينية ليست بمنأى عن معاناة الشعب الفلسطيني، بل تُعد جزءاً أصيلاً من هذه المعاناة.
لافتاً إلى أن قطاع غزة بشكل خاص يُعرف بحبه الكبير للرياضة، سواء من حيث الممارسة أو التشجيع، لكن الاحتلال الإسرائيلي تسبب في تدمير ممنهج لهذا القطاع الحيوي، حيث استُشهد أكثر من 600 رياضي فلسطيني منذ السابع من أكتوبر 2023، وتوقف النشاط الرياضي كلياً، ليس فقط في غزة، بل أيضاً في الضفة الغربية والقدس، باستثناء بعض الفعاليات التي استضافتها دولة قطر، وبعض الدول العربية.
وكشف رجوب عن استشهاد أكثر من 250 لاعب كرة قدم في غزة، وأكثر من 25 لاعباً في الضفة، وبلغ عدد الشهداء الرياضيين الشهر الجاري فقط 43 شهيداً، فيما استشهد جميع لاعبي منتخب فلسطين لكرة الطائرة، إضافة إلى أكثر من 25 لاعب كرة سلة، و15 لاعباً في التايكوندو، و10 في الجمباز، و10 في الجودو، و51 في الكشافة، و26 في الكاراتيه، و23 في الكرة الطائرة، بينهم 10 من المنتخب الفلسطيني، إلى جانب شهداء من الفنيين والإداريين ورؤساء اتحادات مثل محمد الدلو، رئيس اتحاد الكرة الطائرة، وكامل اليزيدي رئيس اتحاد القوة البدنية، ونايف الحطاب، رئيس نادي الشجاعية.
وشدد على أن الإعلام الرياضي لم يكن بمنأى عن هذه الخسائر، حيث استُشهد أكثر من عشرة صحفيين رياضيين، معظمهم تحولوا للعمل في الصحافة العامة؛ بسبب نقص الكوادر ومنع الاحتلال دخول الصحفيين إلى غزة، سواء من الصحافة المحلية أو الدولية، مؤكداً أن بعض المعلقين الرياضيين الذين اعتادوا التنقل بين الملاعب استشهدوا رغم عدم علاقتهم بأي نشاط سياسي.
وأكد رجوب أن منتخب فلسطين لكرة الطائرة انتهى بالكامل، ولا أحد يعرف متى يمكن أن يعود، مشيراً إلى أن المنتخب الفلسطيني لكرة القدم هو الوحيد القادر على تمثيل فلسطين حالياً، بفضل وجوده خارج البلاد منذ بداية العدوان الإسرائيلي.
وعلى مستوى المنشآت، أوضح رجوب أنه تم تدمير أكثر من 95% من المنشآت الرياضية بالكامل، منها 29 صالة رياضية مغطاة من أصل 35 منشأة، وتدمير 23 ملعب كرة قدم، منها 19 بالكامل، وتحولت بعض الملاعب مثل اليرموك وفلسطين والدرة إلى مراكز إيواء، كما تم تدمير 58 مقراً لنادٍ رياضي، ولم تنجُ سوى ستة أندية فقط، إلى جانب تدمير 3 مسابح، و15 ملعب كرة سلة خارجياً، و17 ملعباً خماسياً، كما تم القضاء على جميع الخيول العربية الأصيلة في الإسطبلات الفلسطينية.
واعتبر رجوب أن ما حدث هو تدمير شامل للرياضة الفلسطينية بكل تفاصيلها، مؤكداً أن إعادة البناء ستبدأ من الصفر في ظل تلاشي الشغف لدى الرياضيين بعد هذه الخسائر الكبيرة.
وقال: إن الإعلاميين الرياضيين لم يعودوا يجتمعون إلا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أصبح النشاط مقتصراً على ما وراء الشاشات دون وجود على أرض الواقع.
وأكد أن منتخب فلسطين يجمع شتات اللاعبين من الداخل والخارج، فهو المنتخب الوحيد في العالم الذي لا يستطيع التجمع داخل أرضه، لافتاً إلى أن الحرب منحت اللاعبين دافعاً أكبر للتضحية وتقديم أفضل ما لديهم.
وأوضح أن منتخب فلسطين يلقى دعماً جماهيرياً كبيراً من الفلسطينيين والقطريين، وكافة الشعوب العربية.
وتعليقاً على سؤال وجهه له مدير الندوة حول وضع فلسطين الأولمبي، أشار رجوب إلى التمييز الواضح في تعامل المؤسسات الدولية، لافتاً إلى أن الأعلام الأوكرانية كانت تُرفع في كل مكان، بينما يُحرم الرياضي الفلسطيني من أبسط حقوقه، وأن بعض اللاعبين الفلسطينيين لم يتمكنوا من تمثيل بلدهم في البطولات العربية؛ بسبب العدوان، فيما يتم غضّ الطرف عن مشاركة لاعب إسرائيلي شارك في الحرب وحصل على ميدالية في باريس، رغم الأدلة المنشورة ضده، بما يكشف أن المعايير يتم تطبيقها بطريقة انتقائية.
قصص مؤلمة
من جانبه، عبّر الإعلامي والمذيع الفلسطيني حسن بدر عن سعادته بالمشاركة في الندوة، مؤكداً أن ما تتعرض له الرياضة الفلسطينية هو جريمة إبادة مكتملة الأركان يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الرياضيين والمنشآت الرياضية، بل وبحق الإعلام الرياضي أيضاً.
وأكد أنه كان شاهداً على كثير من الجرائم التي ارتكبها الاحتلال بحق أندية رياضية ومنشآت ولاعبين خلال الأشهر الماضية في قطاع غزة.
وروى قصة مؤلمة عن اللاعب محمود الريفي، أحد نجوم كرة القدم في غزة، الذي تم استهداف منزله بشكل مباشر، مما أدى إلى استشهاده هو وأسرته، مؤكداً أن هذا المشهد يلخّص حجم المأساة التي يعيشها الرياضي الفلسطيني، والذي يمتلك الطموح والحلم لتمثيل وطنه، لكن الاحتلال يسلبه كل شيء.
وأشار إلى أن الوضع قبل السابع من أكتوبر 2023 كان مختلفاً تماماً، حيث كانت تُقام بطولات محلية، رغم بساطة الإمكانات، وكانت الأندية تنظم تدريبات دورية، وكان طموح اللاعبين دائماً هو تمثيل منتخب فلسطين في المحافل الخارجية، لكن بعد الحرب، اختفت الملاعب والتدريبات والتجمعات، ولم يتبقَّ شيء من الحياة الرياضية، مشيراً إلى أن بعض اللاعبين اضطروا لبيع ملابسهم الرياضية وأحذيتهم لتوفير لقمة العيش لأسرهم.
وتحدث بدر عن الدمار الهائل الذي لحق بالملاعب والمنشآت، حيث تحوّل ملعب اليرموك- أحد أعرق الملاعب في غزة- إلى موقع عسكري، بينما تحوّل ملعب فلسطين إلى مقبرة جماعية.
وقال: هذا الملعب كان شاهداً في السابق على مباريات ودية دولية، مثل المباراة التي جمعت منتخب فلسطين بنادي الزمالك، لكنه اليوم أصبح رمزاً للدمار.
وأكد أن الرياضة كانت المتنفس الوحيد لسكان غزة، وكانت المباريات تحظى بحضور جماهيري كبير، حيث كان آلاف المواطنين يحجزون التذاكر ويملؤون القاعات والملاعب، لكن الحرب دمرت هذا الواقع بالكامل، ولم تترك مجالاً للرياضة ولا للفرح.
وأوضح أن المشهد الرياضي قبل الحرب كان يعكس حب الحياة لدى الفلسطينيين، الذين كانوا يصنعون من القليل أملاً، لكن بعد الحرب، تلاشى كل شيء.
وأشار إلى أن الأوضاع في غزة وصلت إلى حد اختفاء الشوارع الصالحة للعب الكرة، بل وحتى المسابح والصالات الرياضية، لافتاً إلى أنه شخصياً تنقّل من شمال غزة إلى جنوبها عبر محاور مدمرة، وشهد المآسي، حيث تم اعتقال عدد من الرياضيين، ولا تزال أخبارهم منقطعة حتى الآن.
وتحدث عن تأثير الحرب على مشاركة المنتخب الفلسطيني لكرة القدم، منوهاً بأن الكثير من اللاعبين لم يتمكنوا من مغادرة القطاع للانضمام إلى المنتخب في مباريات دولية، بسبب الحصار وإغلاق المعابر.
وأوضح أن عدداً من رموز الرياضة الفلسطينية في غزة، ممن كان لهم دور كبير في دعم المنتخب، استُشهدوا أو فُقد الاتصال بهم، ما زاد من حدة المأساة.
وفي ختام كلمته، قال حسن بدر: إن الفلسطينيين قادرون على النهوض من تحت الركام، وإن الرياضة الفلسطينية ستعود، رغم كل ما تعرّضت له من دمار.
وقفة إعلامية
بدوره، أكد الأستاذ صادق محمد العماري، مدير عام المركز القطري للصحافة، أن ما يجري في فلسطين، وخاصة في قطاع غزة، هو مأساة حقيقية تستدعي وقفة إعلامية وأخلاقية جادة، مشيراً إلى أن العدوان الإسرائيلي مسح الخريطة الرياضية في غزة بالكامل.
وقال: التعتيم الإعلامي المفروض على ما يحدث، ومنع دخول وفود الصحافة الأجنبية إلى القطاع، يعمّق من فداحة الكارثة، ويجعل المسؤولية مضاعفة على الصحفيين الفلسطينيين الذين يواصلون نقل الصورة رغم تعرضهم المستمر للاستهداف والقتل، حيث تجاوز عدد الشهداء من الصحفيين حتى الآن 231 صحفياً وصحفية.
وأوضح العماري أن المركز القطري للصحافة نظم هذه الجلسة كلفتة رمزية تعكس مشاعر الإخاء والدعم الإنساني، مؤكداً أن معاناة أهالي غزة تمسّ ضمير كل إنسان.
وأعرب العماري عن أمله في أن تصل المساعدات القطرية والدولية إلى سكان غزة المحاصر في أقرب وقت، وأن يعمّ الأمن والسلام أرض القطاع، وتعود الحياة إلى طبيعتها.