سالم بن نجيم البادي

 

ظاهرة غياب الطلبة قبل الإجازات الرسمية والامتحانات تحتاج إلى حلول جذرية ووقفة حاسمة للحد منها إن لم يكن القضاء عليها تمامًا، ولكن قبل ذلك ينبغي معرفة الأسباب العميقة لهذه الظاهرة.

لا توجد دراسات لمعرفة أسباب غياب الطلبة قبل الإجازات أو الامتحانات النهائية، ولم يجر أحد أي حوارات ميدانية مع الطلبة وإدارات المدارس وأولياء أمور الطلبة لمعرفة الأسباب التي تدفع الطلبة إلى الامتناع عن الذهاب إلى المدرسة واستغلال كل فرصة سانحة لاتخاذها حجة لعدم الحضور إلى المدارس، ومنها الأيام التي تسبق الإجازات الرسمية وقبل الامتحانات النهائية.

وهذا الأمر يُثير أسئلة كثيرة عن أسباب هذا الغياب، وأذكر هنا بعض الأسباب التي يعتقد أنها تُسهم في غياب الطلبة: أن بيئة مدارسنا قد تكون بيئة غير جاذبة للطلبة، كما إن المناهج وطرق التدريس والتقويم المستمر والواجبات المنزلية، علاوة على تعامل بعض إدارات المدارس والمعلمين مع الطلبة بتعامل لا يُراعي العدالة بين الطلبة؛ حيث يتم أحيانا التركيز على بعض الطلبة في المدرسة، وهؤلاء يتكرر حضورهم في كل المناسبات والفعاليات التي تقام في المدرسة، ويكون لهم كذلك نصيب الأسد من زمن الحصص الدراسية وهم فئة المجيدين في التحصيل الدراسي بينما يكون حظ أقرانهم من فئة متدني التحصيل الدراسي أقل.

علاوة على أنَّ بعض المعلمين والمعلمات يوحون للطلبة بالغياب بطرق مباشرة وغير مباشرة كأن يتم الانتهاء من المنهج مبكرا أو التلكؤ في الذهاب إلى الحصص قبيل موعد الامتحانات النهائية.

ومن الأسباب أن العقوبات المقررة في لائحة شؤون الطلبة والمتعلقة بالغياب غير رادعة، وكذلك دور بعض أولياء الأمور الداعم للغياب وعدم الحزم في جعل أبنائهم يلتزمون بالدوام الرسمي.

أيضًا دور وزارة التربية والتعليم والمديريات العامة للتربية والتعليم في المحافظات؛ إذ يقتصر هذا الدور على مخاطبة إدارات المدارس لحث الطلبة على الدوام وطلب تقارير يومية عن نسب الغياب والحضور طول اليوم الدراسي وما يتبع ذلك من إرهاق شديد للطلبة.

أضف إلى ذلك المبالغة في تطبيق لائحة شؤون الطلبة في الصغيرة والكبيرة، والتهديد الدائم بتسجيل العقوبات في البوابة التعليمية، وانتقال عدوى عدم الدوام من مديرية تعليمية إلى أخرى؛ حيث تنتشر أخبار عدم دوام الطلبة بسرعة رهيبة وتتخذ حجة لعدم الدوام مادام أن بعض الطلبة في المديريات التعليمية الأخرى لا يلتزمون بالدوام. وعندما تلتزم بعض المدارس بالدوام لا أحد يلتفت لها بالشكر والتقدير والمدارس التي لا تلتزم لا تتعرض للمساءلة، وبذلك تتساوى المدارس الملتزمة بالدوام والمدارس التي لا تلتزم.

من الأسباب كذلك، اعتقاد بعض الطلبة أن لا جدوى من الدراسة؛ إذ إن أعدادًا كبيرة من الطلبة لا يتم قبولهم في مؤسسات التعليم العالي بعد الحصول على شهادة الدبلوم العام، وأن الحصول على وظائف صار صعب المنال، وأن آلافًا من الشباب يلتحقون كل عام بقوافل الباحثين عن عمل.

كذلك وجود فئة من أولياء أمور الطلبة يستخفون بالمدرسة ويتكلمون بسوء وقلة احترام عن المعلمين أمام أبنائهم وهذا يؤثر سلبًا على حُب وتقدير الطلبة للمدرسة والعاملين فيها. وغياب التوعية المستمرة والفاعلة بضرورة الالتزام بالدوام الرسمي، تلك هي بعض أسباب غياب الطلبة عن الدوام قبل الإجازات والامتحانات.

في المقابل نضع بعض المقترحات للحد من هذه الظاهرة، وأولها: خفض ساعات دوام الطلبة، من خلال إمكانية إلغاء الحصة الثامنة، أو تطبيق ذات الدوام الذي يطبق في رمضان على مدار العام، أو التحول إلى نظام المحاضرات والساعات المعتمدة وزيادة زمن الاستراحة. وجعل بيئة المدارس جاذبة للطلبة، مع وجود مرافق مثل الملاعب الملائمة والصالات المغلقة لممارسة الأنشطة الرياضية، ووجود مطعم يقدم الأطعمة المتنوعة وخلق بيئة من الفرح المرح والنشاط للقضاء على الروتين والخروج عن المعتاد والمألوف والرتابة. وأيضًا إضافة عقوبات أشد في لائحة شؤون الطلبة على الطلبة الذين يتغيبون قبل الإجازات والامتحانات تشمل الفصل لمدة طويلة مع تعهد الطالب وولي الأمر بالالتزام بالدوام وإذا تكرر غياب الطالب يمكن حرمانه من دخول الامتحان النهائي.

ويتعين توعية أولياء أمور الطلبة بضرورة للالتزام بالدوام وحبذا لو تم التواصل مع أولياء أمور الطلبة من قبل المحافظ والوالي والشيوخ والرشداء؛ لأن الناس في المجتمع يقدرون هؤلاء أكثر من غيرهم.

كما نقترح إلغاء الواجبات المنزلية، واتخاذ إجراءات صارمة ضد المعلمين إذا ثبت أنهم يحرضون الطلبة على الغياب. ولا شك في أنه ليس كل المعلمين يحرضون الطلبة على الغياب والذين يحرضون هم قلة قليلة من المعلمين.

وتقدير المدارس التي تلتزم بالدوام ومحاسبة المدارس التي لا تلتزم، واتباع أساليب وطرق تدريس غير تقليدية وجاذبة ومشوقة عوضا عن الأساليب التقليدية، وكذلك العدالة والمساواة بين جميع طلبة المدرسة في التعامل وفي توزيع زمن الحصة وفي إشراكهم في الأنشطة والفعاليات والرحلات مع التسليم بوجود الفروق الفردية بين الطلبة.

وإلزام المدارس عبر تعميم مُلزِم بإجراء الاختبارات القصيرة في الأسبوع الذي يسبق الإجازات أو الاختبارات ومن يتغيب من الطلبة، يفقد الدرجات ولا يعاد له الاختبار، وأهمية عدم الانتهاء من المناهج إلا مع بداية الامتحانات النهائية.

يجب أيضًا مد يد العون لمدير المدرسة من قبل المديريات العامة ولا يُترك وحده دون سند؛ فهو لا يمتلك الأدوات اللازمة التي تساعده في مواجهة هذه الظاهرة، ولو أنه قام بتأجيل الامتحانات القصيرة حتى بداية الإجازات والامتحانات النهائية، فإذا اتفق كل طلبة المدرسة أو أكثرهم على عدم الحضور، فماذا بإمكانه أن يفعل؟

ومدير المدرسة يقوم بجهود مضنية؛ فهو ينبه الطلبة في طابور الصباح بضرورة الالتزام بالدوام وبشكل يومي ويمر على الفصول لحثهم على الدوام ويأمر بتعليق صورة من لائحة شؤون الطلبة والمتعلقة بعقوبة الغياب في الفصول واللوحات المنتشرة في المدرسة وإرسال نسخ منها إلى أولياء أمور الطلبة. ويتواصل مدير المدرسة مع أولياء أمور الطلبة ليخبرهم بضرورة التزام أبنائهم بالحضور إلى المدرسة، لكنه لا يجد الاستجابة المطلوبة الآن الطلبة قد اتفقوا على عدم الحضور إلى المدرسة.

وبعض الطلبة يخدعون أولياء أمورهم بالقول إن المدرسة منحتهم إجازة وإن المعلم الفلاني قال لهم لا تأتوا إلى المدرسة وذاكروا في بيوتكم، وكل ذلك غير صحيح في الغالب.

مدير المدرسة الذي يجتهد في إقناع الطلبة وأولياء أمورهم بالدوام قبل الإجازات والامتحانات يتلقى اللوم من أولياء أمور الطلبة ومن المعلمين والطلبة، ويقولون له تلك العبارة المكررة: "الطلبة في كل المناطق ما مداومين وحال مدرستنا من حالهم".

ويُراد من مدير المدرسة أن يكون "سوبر مان" والرجل الخارق وصاحب العصا السحرية، في حين يكتفي من هُم أعلى منه بالمراقبة عن بعد وإسداء التوجيهات والتعليمات والنشرات التي لا تغير من الواقع شيئًا.

وتبقى ظاهرة غياب الطلبة قبل الامتحانات والإجازات تتفاقم وتتكرر في غياب الحل الحازم، ونحن مقبلون على إجازة عيد الأضحى، وامتحانات نهاية الفصل الدراسي الثاني، فماذا أنتم فاعلون؟!

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

ارتياح بين الطلاب.. أولياء أمور مصر ترصد أراء الطلاب في امتحان اللغة الأجنبية الأولى

رصدت داليا الحزاوي، مؤسسة ائتلاف أولياء أمور مصر، مستوى امتحانات الثانوية العامة اليوم الأحد، والذي أدى فيها الطلاب مادة اللغة الأجنبية الأولى.

امتحان اللغة الأنجليزية سهل وبسيط

وأضحت الحزاوي، أن طلاب وأولياء الأمور أجمعوا على أن امتحان اللغة الإنجليزية جاء في مستوى الطالب المتوسط، لكن كانت الشكوى لبعض الطلاب من سؤال القطع فقد احتاج تركيز عالي ووقت كبير، حيث احتوى علي بعض الكلمات الصعبة على حد قولهم.

أراء الطلاب في امتحان اللغة الأجنبية الأولى أراء الطلاب في امتحان اللغة الأجنبية الأولى

وتابعت الحزاوي، أن الطلاب في المجمل عبروا عن ارتياحهم من امتحان اللغة الأجنبية الأولى المنعقد لهم اليوم الأحدالموافق 29 يونيو، والذي عوضهم عن امتحان صعوبة امتحاني الفيزياء والتاريخ.

عدم الزحام أمام مقار اللجان الامتحانية

وناشدت «الحزاوي»، أولياء الأمور عدم الزحام أمام مقار اللجان الامتحانية واللجوء لأرقام الشكاوى المعلنة من الوزارة للتبليغ عن أي مشكلات، حيث يمكن التواصل مع غرفة العمليات المركزية لمتابعة الامتحانات وتقديم الشكاوى من خلال الأرقام التالية: 20545083 - 20545082 - 20545095.

ماهي محظورات امتحانات الثانوية العامة 2025

حددت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، عدة محظورات على الطلاب تجنب أدائها أثناء امتحانات الثانوية العامة، وهي:

- تجنب تظليل أكثر من دائرة في اختيار الإجابة الصحيحة لنفس السؤال.

- عدم الكتابة في إجابات أسئلة امتحانات الثانوية العامة 2025 المقالية.

أراء الطلاب في امتحان اللغة الأجنبية الأولى

- كتابة بيانات الطالب ورقم نموذج أسئلة امتحانات الثانوية العامة 2025.

- عدم كتابة عبارات خارج سياق الإجابة عن أسئلة امتحانات الثانوية العامة 2025.

- عدم تدوين أو كتابة أي علامات في كراسات الإجابة وخاصة في الأسئلة المقالية.

- عدم القيام بأي أعمال شغب من شأنها الإخلال بأعمال امتحانات الثانوية العامة 2025.

- عدم حيازة التليفون المحمول داخل لجان امتحانات الثانوية العامة 2025.

- يحظر على الطالب ترك بياناته فارغه بورقة الإجابة لأن ذلك يؤدي إلى رسوبه في المادة.

- في حالة حيازة الهاتف المحمول، يتم تحرير محضر غش وتوقيع عقوبة الحرمان من الامتحان.

- تجنب ترك ورقة إجابة امتحانات الثانوية العامة 2025 فارغة دون اختيار الإجابة عن أي من الأسئلة.

- عند اختيار الإجابة، يجب عدم التظليل على أكثر من اختيار أو دائرة، هذه الحالة تعرض الطالب للحرمان من الامتحان.

- عدم التأخر عن موعد بدء امتحانات الثانوية العامة 2025 بحد أقصى 20 دقيقة من بدء الامتحان إذا كان هناك عذر مقبول يقبله رئيس اللجنة.

اقرأ أيضاًامتحانات الثانوية العامة 2025.. «التعليم» ترد على مزاعم تداول امتحان اللغة الأجنبية الأولى

جروبات الغش تزعم تداول امتحان اللغة الأجنبية الأولى.. والتعليم تحقق

للنظامين.. انطلاق امتحان اللغة الأجنبية الأولى للثانوية العامة 2025

مقالات مشابهة

  • في ظاهرة نادرة استخراج ١١٥ مسمار من معدة شاب في لحج
  • موعد إجازة 30 يونيو 2025 للقطاعين العام والخاص بعد قرار الحكومة
  • أقربها الخميس المقبل.. تعرف على الإجازات المتبقية في 2025
  • بعد ارتفاع مصروفات الخاصة 30%.. أولياء الأمور بسوهاج يبحثون عن مدارس بديلة لأبنائهم
  • ارتياح بين الطلاب.. أولياء أمور مصر ترصد أراء الطلاب في امتحان اللغة الأجنبية الأولى
  • أولياء أمور غاضبون بسوهاج لزيادة مصروفات إحدى المدارس الخاصة بنسبة 30%
  • بحضور أولياء الأمور مدير سفاجا التعليمية يكرم أوائل الشهادة الإعدادية بسفاجا
  • موعد إجازة 30 يونيو 2025 بعد ترحيلها بقرار رسمي
  • هل يوم الخميس إجازة رسمية؟.. موعد الإجازات المتبقية في 2025
  • موعد إجازة 30 يونيو 2025 للقطاع الخاص والعام والبنوك والمدارس