رغم الخسائر العالمية.. الصين تحشد أسلحتها الاقتصادية أمام رسوم ترامب الجمركية
تاريخ النشر: 8th, April 2025 GMT
تعهدت الصين الثلاثاء بمحاربة التعرفات الأمريكية "حتى النهاية" بالرغم من تهديدات دونالد ترامب بفرض رسوم جديدة عليها، في تصعيد بين القوتين الكبريين في الحرب التجارية التي أطلقها الرئيس الأمريكي وتسببت بانهيار الأسواق المالية العالمية.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1600588014572-0'); }); وأكد ترامب الاثنين استعداده لبدء مباحثات بشأن التعرفات الجديدة مع الأطراف الراغبة بذلك باستثناء الصين، ملوحًا بزيادة الرسوم في حال لم تتراجع بكين عن التعرفات التي فرضتها ردا على إجراءات الرئيس الأمريكي.
أخبار متعلقة زلزال بقوة 6.2 درجات يضرب سواحل جزيرة سومطرة الإندونيسيةصور| ثوران بركان في الفلبين.. وعمود من الرماد يرتفع 4 كيلومتراتفي ظل ذلك، حققت معظم البورصات الآسيوية مكاسب الثلاثاء، واستعادت أنفاسها بعد سلسلة من جلسات التداول التي خسر فيها المستثمرون مئات المليارات من الدولارات، منذ إعلان ترامب الأربعاء الماضي رسومه الجمركية المعممة، وحدها الأدنى 10%، على مجمل الواردات الى الولايات المتحدة.
خسائر عملاقة تتكبدها أسواق المال
وفي حين تبقى أسواق المال بعيدة عن محو الخسائر التي تكبدتها في أيام معدودة، أنهت بورصة طوكيو تداولات الثلاثاء بارتفاع 6,02%، بينما بدأت البورصات الأوروبية الرئيسية التداولات بشكل إيجابي، فكسبت باريس 1,68%، وفرانكفورت 1,59%، ولندن 1,47%.
ولا يزال الاقتصاد العالمي يواجه خطر المزيد من التصعيد في الحرب التجارية، إذ أخذ ترامب على بكين أنها "لم تأخذ بالاعتبار التحذير (الذي وجهه إليها) بعدم الرد" على الرسوم الجمركية الإضافية التي فرضها عليها، والبالغة نسبتها 34%.الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتوع بفرض الرسوم الجمركية الجديدة - أ ف بترامب
وتوعد الرئيس الأمريكي بكين الاثنين برسوم جديدة بمستوى 50% اعتبارا من الأربعاء على واردات منتجاتها إذا أبقت على الرسوم المضادة بنسبة 34% التي فرضتها على المنتجات الأمريكية، الا أن بكين بقيت متمسكة بموقفها.
الصين: سنحارب حتى النهاية
وأعلن المتحدث باسم وزارة التجارة أن "الصين لن تقبل بذلك أبدا"، مضيفًا "إذا أصرت الولايات المتحدة على انتهاج طريقها الخاص، فستحاربه الصين حتى النهاية"، داعيا في الوقت نفسه إلى "حوار متكافئ".
من جهته، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان "إذا كانت الولايات المتحدة تريد حقا إجراء محادثات، يجب أن تتخذ سلوكا ينم عن مساواة واحترام ومنفعة متبادلة".
وأضاف "إذا تجاهلت الولايات المتحدة مصالح البلدين والمجتمع الدولي وأصرت على حرب التعرفات الجمركية والحرب التجارية، فإن الصين ستقاتل بالتأكيد حتى النهاية".
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: بكين رسوم ترامب الجمركية الرسوم الجمركية الحرب التجارية الأمريكية الصينية الحرب التجارية الرئیس الأمریکی
إقرأ أيضاً:
لوموند: قمة بكين تكشف ضعف أوروبا الكبير في مواجهة الصين
ذكرت صحيفة "لوموند" الفرنسية إن القمة الـ 25 بين الاتحاد الأوروبي والصين التي عقدت في بكين يوم الخميس الماضي كشفت لرئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيس المجلس الاوروبي أنطونيو كوستا مدى قوة مضيفهم وحجم الخلافات العميقة في المجالين التجاري والدبلوماسي التي باتت تفصل "القارة العجوز" عن الصين .
وأوضحت الصحيفة الفرنسية ـ فى افتتاحيتها ـ أن القمة تحولت إلى ما يشبه حوار الطرشان ... حتى فيما يتعلق بمكافحة تغير المناخ، الذي يفترض أن يكون مجال توافق بين الصين واوروبا، احتاج الأمر إلى جهد كبير لصياغة بيان مشترك ، أما فيما يتعلق بالملفات الأخرى، فقد ظهرت الخلافات بشكل واضح خلال الاجتماعات التي استمرت ليوم واحد فقط، في حين كان من المقرر أن تستمر ليومين .
وقد رضحت فون دير لاين وأنطونيو كوستا لمطالب عقد القمة في العاصمة الصينية، بعدما أوضح الرئيس الصيني شي جينبينج أنه لن ينوي التوجه إلى أوروبا .
واشارت "لوموند" إلى أن الولايات المتحدة أدركت مبكرا التهديد الذي يمثله صعود الصين لما يشكله من تحد مباشر لهيمنتها العالمية ، أما أوروبا، وخصوصا شركات صناعة السيارات الألمانية، فكانت ترى في السوق الصينية فرصة واعدة، بينما كان البعد الأمني يبدو لها بعيدا وغامضا. ولم تدرك أوروبا حجم الخطر الذي تشكله الصين إلا عندما بدأت تتأثر بشكل مباشر .
وعلى الصعيد التجاري، يرى الاتحاد الأوروبي أن اختلال علاقته مع الصين يتفاقم، من دون أن يمتلك وسيلة للخروج من هذه الدوامة ، فخلال عشر سنوات، تضاعف العجز التجاري للاتحاد الاوروبي مع الصين، ليتجاوز 300 مليار يورو سنويا. وتعتبر بروكسل محقة في انتقاد حجم الدعم الحكومي الصيني، الذي يجعل المنافسة مع الصين غير عادلة، ويهدد الوظائف والصناعة في أوروبا، وفي اتخاذ إجراءات حمائية لم تتخل عنها الصين أبدا.
وترى الصحيفة الفرنسية ان فون دير لاين ربما لاحظت بنفسها خلال زيارتها أن هناك عالما جديدا قد نشأ في الصين: سيارات جديدة، أغلبها كهربائية أو هجينة، وعلامات تجارية جديدة، وخبرة صناعية أصبحت لا تضاهى.. ففي سباق تطوير البطاريات الأفضل، يبرز لاعبان صينيان فقط هما شركة "كاتل"، أكبر مورد بطاريات في العالم، والتي تزود شركات مثل ستيلانتيس، ورينو، وتيسلا، ورولز رويس، والشركة الصينية "بي واي دي"، التي تعد اليوم العلامة الكهربائية الأولى عالميا. لقد أصبح الأوروبيون مجرد متفرجين، بيما ترى الصين أن أوروبا لا يجب أن تلوم إلا نفسها.
لقد اعترفت فون دير لاين بأن العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي وصلت إلى "نقطة انعطاف واضحة"، لكن لا شيء يوحي بأن الاتحاد الأوروبي لديه بداية حل لهذه المشاكل.