حرب التصريحات وفرص نجاح الحوار الأمريكي الإيراني في عُمان
تاريخ النشر: 11th, April 2025 GMT
مسقط (زمان التركية) – تشهد العلاقات الأميركية الإيرانية تصعيداً حذراً مع عودة ملف المفاوضات النووية إلى الواجهة، وسط تباين في المواقف بشأن شكل اللقاء المنتظر.
ففي حين ترغب واشنطن في مفاوضات مباشرة، تتمسك طهران بالحوار غير المباشر عبر وسطاء، أبرزهم سلطنة عُمان، التي تستعد لاستضافة جولة جديدة من المشاورات ا
فهل يتم إبرام اتفاق نووي بين ايران و الولايات المتحدة فى ضوء مباحثاتتهما السبت في سلطنة عُمان؟ وهل ستكون مفاوضات مباشرة كما قالت واشنطن ام انها غير مباشرة كما شددت طهران على أن تمسكها بالمفاوضات غير المباشرة خيار إستراتيجي؟
تطرح كل هذه التساؤلات مع تصاعد حرب التصريحات المتبادلة بين المسؤولين من الجانبين فالبيت الأبيض استبق لقاء عمان بالتاكيد على إن المحادثات مع إيران ستكون مباشرة وستكون هناك عواقب وخيمة إذا لم تختر طهران الدبلوماسية، مضيفا أن الرئيس دونالد ترامب فرض عقوبات مشددة على إيران وأوضح أن أمامها خيار التوصل لاتفاق أو دفع ثمن باهظ .
وتأكيدا على الموقف الامريكى المتشدد قالت وزارة الخارجية الأميركية إن تركيز واشنطن حاليا ينصب “ضمن سياستنا تجاه إيران وهي منعها من امتلاك سلاح نووي، وما سيحدث في عُمان ليس مفاوضات بل محادثات لاستكشاف ما يمكن تحقيقه .
وفي السياق، نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن مستشار الأمن القومي الأميركي أن “أي اتفاق جديد يجب ألا يمكن إيران من تخصيب اليورانيوم، ولا نريد تكرار الجهود الفاشلة لإدارة (الرئيس السابق جو بايدن) لإحياء الاتفاق النووي كما أننا عازمون على إجراء مفاوضات مباشرة لتجنب محادثات مطولة”.
الموقف الإيراني
وفي المعسكر المقابل، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في مقال لواشنطن بوست إن “الاتفاق النووي قد لا يعجب ترامب لكننا نلتزم فيه بعدم حيازة سلاح نووي، وعلينا أولا أن نتفق على استحالة وجود خيار عسكري وترامب يدرك ذلك”.
ولوح عراقجي بأن “أي صراع سيكلف أضعاف ما أحرقه أسلاف ترامب في أفغانستان والعراق وسيمتد عبر المنطقة ويكلف تريليونات من أموال دافعي الضرائب”.
وأقر الوزير بأن “الأمور تسوء مع الإصرار الأميركي على سياسة الضغط الأقصى، ونحن نواجه جدارا كبيرا من انعدام الثقة ولدينا شكوك في صدق النية”، معتبرا أن “المفاوضات غير المباشرة مع الأميركيين فرصة بقدر ما هي اختبار”.
ورغم هذا المنحى التشاؤمي، قال عراقجي “مستعدون للعمل بجدية من أجل اتفاق وسنلتقي في سلطنة عمان السبت لإجراء مفاوضات غير مباشرة، ونحن نعتبر الاتصالات محاولة جادة لتوضيح المواقف وفتح آفاق جديدة للدبلوماسية، كما أن خيار التفاوض غير المباشر ليس تكتيكا أو انعكاسا لأيديولوجية بل خيار إستراتيجي
وبينما أعلن الرئيسُ الأمريكي دونالد ترمب، في اللقاء الذي جمعهُ، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، أن الولايات المتحدة ستُجري حواراً مُباشراً على مستوىً عالٍ مع مسؤولين إيرانيين يوم السبت (12 أبريل). وعلى الرغم من أنّ الجانب الإيراني نفى أنْ تكون المفاوضاتُ مع واشنطن مُباشرةً فإنه أكّد لقاءَ السبت، مُبيِّناً على لسان وزير الخارجية عبّاس عراقجي أنّ مسقط ستَستضيفُ هذا الحوار الذي سيكونُ “غيرَ مُباشرٍ”، وأنّ “الكُرة باتت الآن في ملعب الولايات المتحدة”.
حوارٌ ثنائيٌّ
يُشكِّلُ هذا الحوارُ الثنائيّ بين طهران وواشنطن، انتكاسةً لفكرة المفاوضات الموسّعة التي طالبت بها أطرافٌ إقليميّةٌ في فترة الرئيس جو بايدن، مؤكدةً أنها ترفُض مخرجات أيّ حوارٍ لا يُشْرِكُها في التّفاصيل والنتائج. ومن منطلق أنَّها مفاوضات ثنائية بين إيران والولايات المتحدة، فإن من الوارد جدّاً أنْ تُقدّم واشنطن مُبادراتٍ سريعة لتعبيد الطريق أمام التّوصُّل للاتفاق المنشود في خلال المهلة الزمنيّة المحدودة المتوافرة أمام المفاوضين. ويُساعدها في ذلك، أنّ العقوبات في المرحلة الراهنة ليست سوى عقوبات فرضتها الإدارة الأمريكية نفسها، لأن العقوبات الدولية مُؤجّلة بموجب نصّ الاتفاق النووي حتى أكتوبر المقبل على أقلّ تقدير.
من الوارد أن تُقدّم إدارة ترمب مُبادرات سريعة لتعبيد الطريق أمام التوصُّل لاتفاق مع إيران
عقبات متعددة ومخاوف إقليميّة ودوليّة
إنّ جُلوس الجانبين؛ الأمريكي والإيراني، على طاولةِ حوارٍ مُباشرٍ، أو غيرِ مُباشرٍ، يُمثِّلُ تطوراً كبيراً، وفتحاً لعُقدَةٍ مُستعصيةٍ. لكنّه لا يعني الوصول إلى برّ الأمان، كما لا يعني أنّ الطّريق مُعبّدةٌ وسهلةٌ أمام الجانبين للتوصُّل إلى اتفاقٍ سَلِسٍ؛ إذْ ثمّةَ عقباتٍ يمكن أنْ يضعها آخرون في طريق المفاوضات، ومنها: “آلية الزناد” التي يتضمّنها نصّ الاتفاق النووي، والتي تمنحُ المشاركين في الاتّفاق حقّ تفعيلها، لإعادة العقوبات الدولية على إيران من دون الحاجة إلى تصويت “مجلس الأمن”. وكان من المفترض أنْ يُستخدَم التلويحُ بتفعيل “آليّة الزناد” من أجل الضّغط على إيران، وإلزامها بالحضور إلى مفاوضاتٍ تُشارِكُ فيها أطرافٌ أوروبيّةٌ إلى جانب الولايات المتحدة. لكنّ تغييب الثلاثي الأوروبي عن مفاوضاتِ مسقط، قد يخلِطُ الأوراق على هذا الصّعيد. ويَبقى من الوارد أنْ تلجأ الأطرافُ الممتعضة – بمن فيها إسرائيل – إلى الثلاثي الأوروبي، مُطالبةً إياهُ بتفعيل “آلية الزّناد”، وذلك بُغية الضغط على موقف الولايات المتحدة، لإضافة ملفاتٍ أُخرى للحوار الذي تُجريه مع إيران.
علاوةً على ذلك، ثمَّة هوّة شاسِعةٌ بين ما تريده إيران، وبين ما تُريده الولايات المتحدة. وبغضّ الطّرف عن المنظور الاستراتيجي الذي يحكُم الرؤية الإيرانيّة، تسعى طهران في هذه المرحلة إلى خوض مفاوضاتٍ تؤول إلى حُلول مرحليّة، وتطمعُ في أنْ تحصل على حوافِز سريعةٍ من الجانب الأمريكي، تتمثّلُ في إلغاء بعضِ العُقوبات المؤثرة. وهذا ما أعلنه الإيرانيون في أكثر من مُناسبةٍ، كان آخرُها موقفُ وزير الخارجية الذي أكّد أنّ إيران تطلبُ عربون “حُسْن نوايا” من الجانب الأمريكي. لكنْ على الجانب الأمريكي، يُعلِنُ مسؤولو إدارة ترمب أنّهم لن ينزلقوا إلى فخِّ مُفاوضاتِ استنزافٍ، كتلك التي انزلق إليها الديمقراطيون وإداراتهم. ويؤكّدُ المسؤولون الجمهوريُّون اليوم، أنهم يريدون حواراً سريعاً، يُفضي بشكلٍ عاجلٍ إلى النتائج التي يرجونها، وهي: إنهاءُ البرنامج النووي الإيراني، بشكلٍ كاملٍ على الأقلّ، إنْ لم يكُن بالإمكان التوصُّلُ إلى اتفاقٍ شاملٍ يُنهي الملفات الخلافيّة العالقة كافّة.
من المؤكّد أنّ الإدارة الأمريكية ستلجأ في مفاوضاتها الراهنة مع إيران إلى مُمارسة تكتيك “الحوار تحت الضغط”
ومن المؤكّد أنّ الإدارة الأمريكية ستلجأ في مفاوضاتها الراهنة مع إيران إلى مُمارسة تكتيك “الحوار تحت الضغط”، وإجراء المفاوضات بالتزامُن مع استمرار التصعيد الميداني، والتلويح بالقضاء على البرنامج النووي الإيراني عبر القصف. وممّا يدفع الإدارة الأمريكيّة – ويدفع الجانب الإيراني كذلك – إلى الإسراع في التوصُّل إلى نتائج ملموسة في هذه المفاوضات، هو قُربُ انتهاء أجل الاتفاق النووي الذي سينقضي في غُضون ستّة أشهر؛ ما يستوجبُ التفكير في بدائل له في غُضون شهرين أو ثلاثة.
الحرس الثوري ورفض فكرة الحوار
ولا تزالُ المؤسسات الثورية في داخل إيران غير مقتنعةٍ بفكرة الحوار مع الولايات المتحدة. ومن الواضح أنّ قرار الذهاب إلى مسقط، اُتُّخِذَ على مضَضٍ. ولذلك فهو قرارٌ هشٌّ، على الرغم من رغبة الحكومة الإيرانيّة الإصلاحية/المعتدلة في تطبيقه وإنجاحه. ولعلّ أهمّ عقبةٍ سيتعيّنُ على حكومة الرئيس مسعود بزشكيان مواجهتها في الدّاخل، هي عقبة مُعارضة البرلمان الإيراني الذي أقرّ قبل عامين قانوناً يمنعُ التّنازل عن الإنجازات النووية التي تحققت لإيران بعد خروج الولايات المتحدة من الاتفاقية النووية لعام 2015. ويهيمنُ المحافظون على البرلمان الإيراني الحالي، وفيه كتلة برلمانيّة مُتشددةٌ للغاية، من المتوقع أنْ تُعرقِل مسارَ التوصُّل إلى اتفاقٍ سريع وسَلِسٍ. وثمّةَ حرب هيمنةٍ على القرار السياسي تجري في إيران، بين البرلمان وبين الحكومة، تزيدُ من تعقيد الأمور، وتضعُ عقباتٍ على طريقِ أيّ اتفاق من شأنه أنْ يدعم سطوة الحكومة على المشهد السياسي. وتطالبُ تلك القوى الثورية بضرورة إخضاع الاتفاق لإرادة البرلمان، لتكريس ظاهرة سطوة البرلمان على القرار السياسي الإيراني.
في المقابل، لن يكون الرئيس ترمب اللاعب الوحيد في المشهد السياسي الأمريكي، المؤثّر في هذه المفاوضات؛ ففي الدوائر السياسية الأمريكية هناك كتلةٌ كبيرةٌ من الجمهوريين، والديمقراطيين لا يحبذون فكرة التوافق الهشّ، أو التوافق المنقوص مع الجانب الإيراني. وأظهرَ هؤلاءِ مُؤخّراً تحرُّكاً لمنع تنازُل الولايات المتحدة، من طريق مشروعِ قانونٍ يتبنّاه الحزبان، ويُلزِمُ الإدارة الأمريكية بمُمارسة أقصى الضُّغوط على النّظام الإيراني، ودعم المُعارضين، ومن طريق مشاريع قوانين أخرى تُعزّز هيمنة البرلمان الأمريكي على مسار التعامل مع الملف الإيراني. ومن المرجح أنْ تلجأ الأطراف المُمتعِضة من قرار الانخراط في مفاوضات ثنائية إلى تلك اللوبيّات المتشدّدة، لردع الرئيس ترمب الذي قد لا يرغبُ بخوض مُشادّات مع حاضنته البرلمانية في ظلّ الضغوط التي تُواجهها إدارته بسبب السياسات الاقتصادية.
ولا يمكنُ الحديث عن نجاعة الحوار بين إيران والولايات المتحدة، حتى إذا كان مُباشراً، من دونِ تذليلِ تلك العقبات الواقعيّة، خُصوصاً في ضوء الهوّة الشاسعة بين ما تُفكّر فيه إيران، وما تبتغيه واشنطن من هذه المفاوضات؛ فأقصى ما تفكّر فيه إيران، هو العودة إلى بعضِ التزاماتِ الاتفاق النووي، مُقابلَ الحُصول على ما هو أكثر وأسرع ممّا حصلت عليه في ذلك الاتفاق، بينما تُريدُ واشنطن القضاء على برنامج إيران النووي بالكامل، وتجاوزه إلى خطوات ميدانيّة في ملفات خلافيّة أخرى.
ومع كل هذا التشاؤم فإنّ لجوء الجانبين الأمريكي والإيراني إلى حوارٍ ثنائيّ، من دون وسيطٍ حقيقيّ – حيثُ لا تمثّل عُمان دور الوسيط بمقدار ما تمثّل دور المستضيف – يبقى تطوُّراً مهماً. وقد يُفضِي إلى نتائجَ ميدانيّة بالغة الأهمية. وهو يُثيرُ مخاوف مُتعدّدة أيضاً، على رأسها تغييبُ الأطرافِ الإقليمية والدولية من مُجرياتِ الحوار. وبالتأكيد، فإن هذا ليس خبراً جيّداً لتلك الأطراف.
وفي التحليل النهائي
من المؤكد أنْ الوصولُ إلى الاتفاق المنشودِ لن يكون سهلاً وسريعاً، حتى إذا افترضنا أنّ الجانبين يبذلان كُلَّ جهودهما للتوصُّل إلى اتفاقٍ سريعٍ، وأنّهما قادران على جَسْر الهوّة الشاسِعة جدّاً بين رؤيتيهما، وأنّ اقتصار الحوار عليهما من دون الأطراف الأخرى سيُساعدهما في ذلك. إذْ لا بُدّ لكُلٍّ منهما ابتداءً، من التنسيق مع الحُلفاء، خصوصاً على الجانب الإيراني الذي لا يُمكنه المُغامرة بفقدانِ دعم حليفَيْه الشّرقيَّيْن. كما لا بُدّ لكُلٍّ منهما من التفكير في سُبُلٍ لمواجهة الاعتراضات الداخليّة، والعوائق القانونيّة والسياسية التي فرضها، ويفرضها الجدل الدّاخلي بشأن هذه المفاوضات. وكُلُّ ذلك ممّا يحُدُّ من التفاؤل بشأن نتيجةٍ سريعةٍ وحاسمةٍ للمفاوضات.
Tags: إيران ةوأمريكاالحوار الأمريكي الإيرانيالنووي الإيرانيسلطنة عمانمفاوضات إيرانالمصدر: جريدة زمان التركية
كلمات دلالية: النووي الإيراني سلطنة عمان مفاوضات إيران الإدارة الأمریکیة الإدارة الأمریکی الولایات المتحدة الجانب الإیرانی الاتفاق النووی هذه المفاوضات فی مفاوضات إلى اتفاق مع إیران من دون التی ت
إقرأ أيضاً:
جولة جديدة خلال أيام - صحيفة: حراك وتكثيف لمحاولات إحياء مفاوضات غزة
قالت صحيفة "الشرق الأوسط"، مساء اليوم الخميس 31 يوليو 2025، إن محاولات الوسطاء تتواصل لإحياء مفاوضات وقف إطلاق النار بين إسرائيل و" حماس "، وتتحرك الولايات المتحدة مجدداً باتجاه هذا الملف.
وأكدت مصادر من "حماس" وخارجها للصحيفة، أن هناك اتصالات مكثفة تجري في اليومين الأخيرين من أجل محاولة إعادة الحركة وإسرائيل إلى طاولة المفاوضات، مرجحةً أن تكون هناك جولة مفاوضات جديدة في الأيام المقبلة في ظل ضغوط الوسطاء المتواصلة.
وفي ذلك الإطار أوفدت الولايات المتحدة مبعوثها الخاص ستيف ويتكوف إلى إسرائيل، حيث بدأ اجتماعاته برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو . وكان مسؤول إسرائيلي قد أكد، مساء الأربعاء، أن إسرائيل قدمت ردها على ما طرحته "حماس" في إطار جولة المفاوضات التي جرت مؤخراً في الدوحة.
وتقول المصادر إنه تجري محاولات من الوسطاء لتقريب وجهات النظر من جديد وسد الفجوات، بهدف عودة المفاوضات واستكمالها عند نقاط الخلاف التي توقفت عندها.
ووصفت مصادر، واقع الاتصالات والمفاوضات بأنها صعبة جداً، مشيرةً إلى أن قيادة "حماس" تتعرض لضغوط قوية من الوسطاء وبعض الدول التي لها علاقات بالحركة.
وتوجه وفد قيادي من "حماس" في الدوحة إلى تركيا هذا الأسبوع لإجراء محادثات داخلية موسعة، وكذلك مع قيادات فصائل فلسطينية، وللقاء مسؤولين في الاستخبارات والخارجية التركية.
وقالت مصادر إنه في حال حدوث تقدم في الاتصالات الجارية، فإن مصر قد توجه الدعوة لوفود من الفصائل الفلسطينية لزيارتها للتباحث مع المسؤولين بجهاز المخابرات المصرية في ملف الهدنة.
وتحاول "حماس" في الأيام الأخيرة، إعلامياً أو من خلال اتصالات تجريها، إلى ربط قضية تحسين واقع إدخال المساعدات والسماح بتأمينها لوصولها بشكل آمن لأهل غزة باستئناف المفاوضات، الأمر الذي دفع الوسطاء لزيادة الضغوط عليها لمنع وضع أي اشتراطات.
والأمر ذاته بات يُنقل أيضاً لإسرائيل، التي هددت بالعمل على ضم أراض من غزة، خصوصاً في المنطقة العازلة التي تعمل على توسيعها على طول حدود القطاع، في حال لم تقدم "حماس" رداً إيجابياً يسمح بتقدم المفاوضات والتوصل إلى اتفاق قريب.
ويأتي ذلك بعد خطاب ألقاه الحيَّة منذ أيام وانتقد فيه ما وصفه بـ"خذلان" قطاع غزة، مطالباً مصر والأردن، قيادةً وشعباً، بالعمل على دعم غزة ودرء الجوع عنها.
ووجهت وسائل إعلام مصرية وأردنية، وشخصيات مؤثرة من صحافيين وناشطين عبر شبكات التواصل الاجتماعي، انتقادات حادة لخطاب الحية، وعدَّها البعض تحريضاً على مؤسسات الدولتين، فيما لم تصدر "حماس" أي تعقيب رسمي على تلك الاتهامات، والتزمت الصمت.
ولأول مرة، ينضم مسؤول رفيع من السلطة الفلسطينية، وهو حسين الشيخ ، إلى جوقة المعارضين لأي اتهامات بالتقصير لمصر والأردن. ووجَّه انتقاداً غير مباشر لخطاب الحية عبر تدوينة على حسابه بمنصة "إكس" صباح الخميس.
وكتب يقول: "وسط الهجمة المنظمة التي تستهدف مصر والأردن، لا يمكن تجاهل أن البلدين يقفان على خطوط تماس حساسة، ويحملان عبء استقرار المنطقة رغم التحديات".
وأضاف: "الهجوم عليهما ليس عفوياً، بل هو جزء من محاولات خبيثة لإضعاف مواقفهما وضرب أي توازن عربي".
وتابع: "من يهاجم مصر والأردن اليوم، يتجاهل عمداً دورهما في دعم القضية الفلسطينية، ووقوفهما سداً منيعاً ضد تهجير شعبنا، ودعم صموده وثباته على أرض وطنه، والجهد السياسي المشترك مع الأشقاء والأصدقاء لوقف حرب الإبادة والتجويع، وتوسيع دائرة الدول التي أبدت استعدادها للاعتراف بدولة فلسطين"، موجهاً التحية لـ"مصر والأردن قيادةً وشعباً على المواقف الراسخة والثابتة والمنتصرة لحق شعبنا في الحرية والاستقلال".
وصرحت مصادر من "حماس" للصحيفة، بأن مسؤولين مصريين من الذين يتابعون الملف الفلسطيني أبدوا خلال اتصالات مع قيادات من "حماس" انزعاجهم من تصريحات الحية.
وبينت المصادر أنه تم تفسير الخطاب داخل الحركة على أنه ليس تحريضاً أو انتقاداً لدور مصر والأردن، وإنما كان الهدف منه العمل على إغاثة سكان القطاع من خلال حث الشعوب والجهات الرسمية على التحرك بشكل أكبر لوقف المجاعة التي يعيشها القطاع.
وأضافت المصادر أنه تم توضيح ذلك للمسؤولين المصريين، وأنه يجري العمل على إعداد خطاب رسمي من قيادة الحركة سيوجَّه لمصر والأردن بهذا الشأن.
وقال مصدر قيادي من "حماس" في غزة إنه لم تجرِ استشارتهم بمحتوى الخطاب الذي ألقاه الحية.
المصدر : وكالة سوا - صحيفة الشرق الأوسط اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين الصحة العالمية: قطاع غزة يشهد حاليا أسوأ سيناريو للمجاعة مصر ترحب بإعلان كندا ومالطا اعتزامهما الاعتراف بالدولة الفلسطينية داخلية غزة تصدر بياناً بشأن فوضى توزيع المساعدات الأكثر قراءة جولة جديدة خلال أيام - صحيفة: حراك وتكثيف لمحاولات إحياء مفاوضات غزة تقارير إسرائيلية تكشف كواليس مفاوضات غزة بالدوحة ضغوط داخل الاتحاد الأوروبي للتحرك ضد إسرائيل بشأن غزة أوكسفام : الأمراض في غزة تشهد ارتفاعا خطيرة قد تتحول لكارثة قاتلة عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025