التحديات البيئية والصحية في أعقاب الحروب وكيفية التعامل معها

في أعقاب النزاعات والحروب، تواجه المجتمعات المتضررة مشكلات صحية وبيئية خطيرة نتيجة تراكم بقايا الجثث البشرية وأطراف الآدميين، بالإضافة إلى مخلفات الأسلحة والذخائر غير المنفجرة. هذه المخلفات تشكل تهديداً مباشراً ليس فقط لصحة الإنسان، وإنما أيضاً للموارد البيئية مثل المياه، التربة، والهواء، خاصة في المناطق التي تفتقر إلى أنظمة دفن أو تطهير صحية.

التأثيرات البيئية والصحية

1. بقايا الجثث البشرية:

– *تحلل بيولوجي:* يؤدي إلى تسرب السوائل الملوثة التي تحتوي على بكتيريا ضارة و غازات جزء منها تعتبر ضارة بالبيئة والإنسان ، مثل الإيشيريشيا كولاي والسالمونيلا، إلى مصادر المياه، مما يزيد من خطر الأمراض. كما تتسبب الروائح الكريهة والغازات السامة في تلوث الهواء والإضرار بالجهاز التنفسي.
– *نقل الأمراض المعدية:* الجثث عادةً غير معدية إلا إذا كان الشخص المتوفى يعاني من أمراض وبائية، مما قد يسبب انتقال العدوى للعاملين في عمليات الدفن أو القاطنين بالقرب من تلك المناطق.

*2. مخلفات الحروب:*
– *التلوث بالمعادن الثقيلة:* تحتوي بقايا الأسلحة على مواد خطيرة مثل الرصاص واليورانيوم المنضب، التي تتسرب إلى التربة والمياه مسببة أمراض خطيرة مثل السرطان وتأخر النمو العقلي.
– *الذخائر غير المنفجرة (UXOs):* تمثل تهديداً دائماً بسبب إمكانية انفجارها المفاجئ أو تسرب مواد كيميائية منها.

*3. الأطراف البشرية الناتجة عن الانفجارات:*
تسبب تلوثاً بصرياً ونفسياً كبيراً، كما تساهم في نشر الأمراض من خلال الطيور المفترسة والكلاب الضالة التي تنجذب إليها.

*التوصيات *
– دفن الجثث بطريقة آمنة وفقاً للمعايير الدولية، عليه لا بد من معالجة الجثث المتوفية من مدة ولم يتم دفنها بواسطة السلطات مكونة من الدفاع المدني ووزارة الصحة والهلال الأحمر .
– حصر مواقع الذخائر غير المنفجرة ووضع إشارات تحذيرية واضحة والتبليغ للسلطات الأمنية المسئولة ليتم معالجتها بواسطتهم.
– إجراء تقييم بيئي شامل قبل إعادة السكان إلى المناطق المتضررة.
– توفير معدات الحماية الشخصية للعاملين في إزالة المخلفات.
– التعاون مع منظمات دولية و قومية مثل الصليب الأحمر والهلال الأحمر وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة لتطبيق بروتوكولات السلامة.

*ملحق إضافي: الوقاية من فيروس الهانتا *
*مصدر العدوى:* ينتقل عبر استنشاق الغبار الملوث بفضلات الفئران.
*الأعراض:* تشمل صداعاً، آلاماً عضلية، حمى نزفية، وفشل كلوي.
*إجراءات الوقاية:* ارتداء كمامات وقفازات، رش الأرضيات بالمطهرات، وسحب الأوساخ بممسحة رطبة بدلاً من المكانس الجافة.
ننصح بتوخي الحذر عند رمي الأوساخ ونظافة المنازل ورميها في المكان المحدد لها من قبل السلطات مع عدم حرقها لتجنب حدوث تفجيرات من بقايا الذخائر الغير متفجرة.

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

جراح الحروب أبو ستة: طواقم غزة الطبية تباد بشكل ممنهج وشعبنا لن يرحل

وأكد أبو ستة وهو طبيب فلسطيني بريطاني، في حلقة استثنائية من برنامج "المقابلة" على قناة الجزيرة، أنه لا يشعر بالنجاة رغم خروجه حيّا من مجزرة مستشفى المعمداني، معتبرا أن من ينجو من الموت في مثل هذه الأحداث يبقى أسيرا لتجربتها طوال حياته، ويحمل في داخله شعورا بالذنب وواجبا أخلاقيا بأن يكون صوتا للذين قضوا.

وأضاف أن العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة كشف عن رغبة صهيونية في تغيير البنية المجتمعية لمجتمعات المقاومة، سواء في فلسطين أو لبنان، عبر استهداف منهجي للعائلات وقتلها بأكملها، مؤكدا أن ما يميّز هذه الحرب هو التحول من استهداف أفراد إلى محو سلالات كاملة.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4غسان أبو ستة.. "طبيب الحروب" الشاهد على مجزرة المعمداني بغزةlist 2 of 4فرنسا تمنع دخول الطبيب الفلسطيني غسان أبو ستة إلى أراضيهاlist 3 of 4غسان أبو ستة يتحدى الحظر ويلقي محاضرة بمجلس الشيوخ الفرنسيlist 4 of 4استباحة حرمات المستشفيات والمدارس واستهداف إسرائيلي للجامعاتend of list

وتحدث الطبيب الفلسطيني عن صراعه الدائم بين مهنة الطب بوصفها ممارسة للحياة، وبين واقع الحروب الذي يقحم الأطباء في قلب الموت، مستذكرا لحظة استعداده للموت داخل غرفة العمليات في مستشفى الشفاء خلال قصف عنيف، حين جلس في الزاوية لمراجعة مسيرة حياته.

وأوضح أن وعيه السياسي والمهني بدأ منذ طفولته، وتحديدا في سن الـ13 حين شاهد على التلفاز مشاهد اجتياح بيروت عام 1982 واستهداف الطواقم الطبية، وهو ما جعله يقرر أن يصبح طبيبا في خدمة مشروع شعبه، وهو القرار الذي التزم به منذ ذلك الحين.

إعلان تجارب سابقة

وذكر أبو ستة أنه شارك متطوعا في الضفة الغربية وقطاع غزة أثناء الانتفاضة الأولى، وتوجه لاحقا إلى العراق بعد حرب الخليج الأولى ضمن فريق طبي لدراسة آثار الحرب، قبل أن يعمل في جنوب لبنان خلال عدوان "عناقيد الغضب"، ثم في سوريا واليمن لاحقا.

وأشار إلى أن انتقاله إلى الجامعة الأميركية في بيروت عام 2011 أتاح له تأسيس مسار أكاديمي في طب النزاعات، حيث دمج بين الممارسة الميدانية والبحث العلمي، مما ساعده في توثيق العلاقة بين الحرب وصحة الإنسان من منظور طبي ومجتمعي أوسع.

وكشف أن قطاع غزة كان بمثابة حقل تجارب لأسلحة الاحتلال الإسرائيلي، موضحا أن استخدام الفسفور الأبيض بدأ يظهر بشكل متكرر منذ عام 2009، وأنه شخصيا عاين الإصابات المروعة الناتجة عنه، حيث يحترق الجلد ويتفاعل الفسفور مع الأكسجين ليعود للاشتعال داخل الجسد.

وأوضح أن الطواقم الطبية في غزة عملت ضمن إمكانيات شحيحة، مشيدا بجهود وزارة الصحة في غزة التي استطاعت تطوير كوادرها الطبية رغم الحصار، ونجحت في تدريب فرق الإسعاف لتقديم الإسعاف الأولي المتقدم وتثبيت الإصابات في ظروف شبه ميدانية.

وتوقف عند أصعب اللحظات التي عاشها خلال العدوان، حين اضطر إلى إجراء عمليات جراحية للأطفال دون تخدير بسبب نفاد الأدوية، مؤكدا أن مثل هذه التجارب تترك أثرا نفسيا بالغا على الطفل، وتغيّر عتبة الألم لديه بشكل دائم.

فقد الأحبة

وتحدث بحرقة عن استشهاد عدد من زملائه الأطباء، ومن بينهم الدكتور مدحت صيدم والدكتور همام اللوح والدكتور عدنان البرش، الذين فقدوا حياتهم إما تحت القصف أو بعد الاعتقال، واصفا ما جرى بأنه استهداف متعمد للكوادر الطبية لِشلّ القطاع الصحي.

وأوضح أن أكثر من 1200 من الطواقم الطبية استشهدوا، وتم تدمير 33 من أصل 36 مستشفى، ولم يتبقَ إلا 4 غرف عمليات لا تعمل بطاقتها الكاملة، معتبرا أن إعادة بناء هذا القطاع ستحتاج إلى ما لا يقل عن 10 سنوات ماديًا، وجيل كامل بشريًا.

إعلان

ولم يتردد أبو ستة في تقديم شهادته أمام المحكمة الجنائية الدولية، متحدثا عن قصف مستشفى المعمداني واستهداف الجرحى داخل المستشفيات بطائرات مسيّرة، وقد تم اعتماد هذه الشهادة ضمن مذكرات الاعتقال الصادرة عن المحكمة، رغم الضغوط السياسية الهائلة لعرقلة المحاسبة.

وانتقد أبو ستة صمت المؤسسات الغربية الطبية والحقوقية، رغم تحرك العديد من الأفراد في أوروبا وأميركا، مشيرا إلى أن القيم الليبرالية التي تأسست عليها الدولة الأوروبية بعد الحرب العالمية الثانية يتم التضحية بها اليوم دفاعا عن مشروع الإبادة الإسرائيلي.

وحذر من أن قطاع غزة يواجه خطر التحول إلى منطقة غير قابلة للحياة، إذ إن الأطفال المصابين بالحرب يبلغ عددهم نحو 50 ألفا، وكل واحد منهم بحاجة إلى 8 إلى 12 عملية جراحية، مما يعني الحاجة إلى مئات آلاف العمليات بمجرد انتهاء الحرب.

تواطؤ الغرب

وأبدى استغرابه من تواطؤ النخب الحاكمة في الغرب مع هذه الجرائم، مقابل تعاطف شعبي كبير ظهر في الجامعات والشارع الغربي، مشيرا إلى أن أكثر من 3200 طالب أميركي اعتقلوا خلال مظاهرات دعم غزة، في حين تواصل الأنظمة الغربية قمع الأصوات المتضامنة.

وانتقد ضعف التفاعل في العالم العربي، لاسيما في الجامعات والمؤسسات التعليمية، مؤكدا أن هذه الحرب كشفت عزلة المجتمعات العربية عن القضية الفلسطينية، بل وغيابها عن التاريخ، وفق تعبيره، مقارنة بما يجري من حراك غربي متقدم.

وتحدث عن انتخابه رئيسا لجامعة غلاسكو بنسبة تأييد تجاوزت 80% من الطلاب، معتبرا أن ذلك يمثل رسالة رمزية مؤثرة، خصوصا أن بلفور نفسه كان رئيسا سابقا لنفس الجامعة، وها هو أحد ضحاياه يعود إلى المنصب ذاته، في دلالة تاريخية عميقة.

وعند سؤاله عن أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، رأى أبو ستة أن ما جرى كان محاولة لقطع الطريق على تصفية القضية الفلسطينية، لافتا إلى أن الوضع في غزة قبل العملية كان يشير إلى قبول دولي باستمرار الحصار وتهميش النكبة، مما عزز الشعور بضرورة التحرك.

إعلان

وختم بالتأكيد على أن الشعب الفلسطيني لن يرحل، وأن اللاجئ الذي تذوّق مرارة النكبة لن يقبل بإعادة إنتاجها، مضيفا أن من يعيشون في غزة يفضلون الموت الجسدي على الموت الاجتماعي المرتبط باللجوء، وأن هذه القناعة المتجذرة ستحول دون تمرير أي مشاريع ترحيل.

1/6/2025

مقالات مشابهة

  • الوزير خطاب: تنظيم داعش من أخطر التحديات التي نواجهها اليوم واستطعنا إحباط عدة عمليات له
  • عاجل | رويترز عن مسؤول سوري: جهات قد تسعى لزعزعة أمن المنطقة تضم بقايا مليشيات الأسد مرتبطة بإيران وتنشط بالقنيطرة
  • تطوير البنية التحتية والصحية بالمشاعر لراحة الحجيج
  • الإبادة الإسرائيلية تتفاقم بغزة عبر سلاح التجويع وعسكرة المساعدات
  • وزير البيئة والتغير المناخي: دولة قطر تعزز دورها العالمي في مواجهة التحديات البيئية ودعم التنمية المستدامة
  • كيف تغير التكنولوجيا استراتيجيات الحرب وأدواتها؟
  • موعد وكيفية صلاة عيد الأضحى وصيغة التكبيرات
  • صيغة التلبية في الحج.. توقيتها وكيفية أدائها
  • جراح الحروب أبو ستة: طواقم غزة الطبية تباد بشكل ممنهج وشعبنا لن يرحل
  • «لو ناوي تضحي».. آداب وكيفية توزيع الأضحية