عواقب بيئية منسية وخيمة في الحرب الكارثية

حيدر المكاشفي

ضج المواطنون وتضجروا وجأروا بالشكوى في مناطق متعددة وعلى رأسها العاصمة الخرطوم بمدنها الثلاث، من الانتشار الكثيف للبعوض وﺍﻟﺬﺑﺎﺏ ﻭﺍﻟﻬﺎﻣﻮﺵ ﻭﺍﻟﻨﺎﻣﻮﺱ والصراصير ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ من ﺍﻟﺤﺸﺮﺍﺕ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺓ ﻭﺍﻟﺰﺍﺣﻔﺔ، التي وجدت ﻓﻲ البيئة التي زادت تدهوراً وتردياً بسبب الحرب ﺍﻟﺤﺎﺿﻦ ﺍﻟﻤﺜﺎﻟﻲ ﻟﺘﻨﺎﻣﻴﻬﺎ ﻭﺗﻜﺎﺛﺮﻫﺎ، ﻭازﺩﺍﺩ ﺍﻷﻣﺮ ﺳوءﺍً ﻋﻠﻰ ﺳﻮﺋﻪ ﻭأصبح ﻛﺜﺄﻃﺔ ﺯﻳﺪﺕ ﺑﻤﺎﺀ ﻋﻨﺪﻣﺎ تحالف ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺳﻮﺍﺩ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺣﻠﻜﺘﻪ ﻣﻊ ﺟﻴﻮﺵ ﺍﻟﺒﻌﻮﺽ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺎﺩﺓً ﻣﺎ ﺗﺒﺪﺃ ﻏﺎﺭﺍﺗﻬﺎ ﺗﺤﺖ ﺟﻨﺢ ﺍﻟﻈﻼﻡ ﻭﻓﻲ ﺃﺟﻮﺍﺀ ﺍﻟﻜﺘﻤﺔ ﺑﺎﻧﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺀ، ﻭﻣﺎ ﻳﺴﺘﺘﺒﻊ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﻟﻸﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ بسوء ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ﻭﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﻤﻴﺎﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻤﻴﺎﺕ (الملاريا وحمى الضنك والتايفويد) ﻭﺍلإﺳﻬﺎﻻﺕ ﺍﻟﻤﺎﺋﻴﺔ والكوليرا ﻭﺍﻟﻨﺰﻻت ﻭﺍﻻﻟﺘﻬﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﻮﻳﺔ ﺍﻟﺦ، ويتضاعف سوء الحال بتحالف جحافل الذباب مع جيوش البعوض بإضافة ما يسببه الذباب وينقله من أمراض، هذه الثنائية المزعجة التي تتناوب النشاط لإقلاق راحة الخلق ومنامهم، فمنذ الصباح الباكر وإلى مغيب الشمس تسيطر جحافل الذباب على الوضع تماماً وتتولى مهمة الإزعاج وتعكير المزاج وإقلاق الراحة، وأزعج ما يسببه الذباب هو تلك الثقالة والرذالة المعروف بها، فمهما هششته وطردته فلن يرعوي بل يعود بإلحاح لاضجارك، ولهذا قيل إنه ما سمي ذبابا إلا لأنه كلما ذبه الإنسان عنه وأبعده فإنه يعود إليه (فالذباب اذا ذُبّ آب)، أما البعوض أجاركم الله فهو يستلم الوردية الليلية من الذباب وتتفنن أنثاه المتخصصة في ايذاء الناس بامتصاص دمائهم، ومضايقتهم بلسعاتها المتكررة وطنينها المزعج، وعادة ما تبدأ غاراتها تحت جنح الظلام وفي أجواء الكتمة مع انقطاع التيار الكهربائي، ومع الإمكانيات الصحية المتدهورة أصلاً والتي زادت ضعفاً وهشاشة بفعل الحرب، ازداد الحال ولا شك سوءاً مضاعفاً على سوئه المعلوم.

. وللأسف رغم هذا الوضع المزعج الممرض لم نشهد أي تحرك فعلي ذا أثر حتى الآن لمكافحة الذباب والبعوض والحشرات ما ينذر بخطر كبير..

ما ذكرناه أعلاه هو غيض من فيض ما تسببه الحرب من كوارث وأخطار وعواقب وخيمة على البيئة والإنسان والحيوان والنبات، فمن المعلوم بالبداهة أن أيما حرب لها أضرار كارثية وعواقب وخيمة على البيئة، ولنأخذ حرب السودان مثالاً، فالحرب التي دخلت عامها الثالث وما تزال مثل جهنم تقول هل من مزيد للدمار والهلاك، قد فعلت فعلها في المجتمعات والأسر، وعطلت تنمية النسيج الاجتماعي والاقتصادي بل زادتهما هلهلة وتدهوراً، وخلّفت آثاراً جسدية ونفسية طويلة المدى على الأطفال والكبار، فضلاً عن انخفاض رأس المال المادي والبشري ، ولم يكن عدد القتلى الذين تساقطوا زرافات ووحدانا بألالوف سوى قمة جبل الكوارث والإحن والمحن، فالحرب إنما هي آلة ومشروع للموت والدمار وليس للحياة والإعمار، فوفقاً لدراسات متخصصة ومتعمقة (كاتب هذا المقال يحمل درجة الماجستير في البيئة ومهتم بشؤونها وقضاياها)، تتسبب الحرائق والانفجارات المصاحبة للحرب، والغازات والأدخنة المنطلقة مع الذخيرة والمقذوفات مع وجود كميات كبيرة من العناصر الكيميائية الثقيلة والشظايا والدانات وغيرها من مقذوفات غير المتفجرة، تتسبب في تلوث الماء والهواء والتربة، هذا غير تدميرها للبنية التحتية المدنية والصناعية، فالحرب دمرت مناطق صناعية كثيرة داخل وحول العاصمة الخرطوم، في بحري وأمدرمان وجياد والباقير وهي منشآت صناعية تتمثل خطورتها في أنها تقع بالقرب من المناطق السكنية، وتحتوي مخازنها على مواد كيميائية ومواد خام تعرضت للتدمير والحرق، وتسربت إلى التربة ومصادر المياه. ولعل ذلك ما يفسر حالات التسمم بالمياه التي وقعت بالفعل، إضافة إلى تدمير بعض المصانع العسكرية وتسرب مواد عالية الخطورة منها قد تمتد آثارها إلى سنوات طوال، مما يؤدي في المحصلة إلى تسرب مواد كيميائية خطرة وزيوت إلى مصادر المياه العذبة؛ مما يؤدي بدوره إلى تلوث المياه وأيضاً هناك التلوث الناجم عن الجثث المتحللة غير المدفونة، والذي يتسبب في تدهور نظام الصحة العامة، هذا من جهة مناطق زون الحرب التي تشهد عمليات عسكرية، أما من جهة المناطق التي شهدت عمليات نزوح كثيفة، فقد تمثلت الأضرار والعواقب في زيادة إنتاج النفايات والصرف الصحي في مكبات وبرك في الشوارع والأسواق والأحياء والمرافق الصحية؛ مما تسبب فعلياً في انتشار الأمراض مثل حمى الضنك والملاريا والتايفويد بصورة كبيرة. كما ازدادت أعداد المرضى بالأمراض التنفسية والصدرية نتيجة للتخلص من النفايات بواسطة الحرق. وانتشار الإسهالات المائية بصورة كبيرة على مستوى مراكز الإيواء نسبة لانعدام أبسط مقومات النظافة. وتفاقم الوضع مع انهيار النظام الصحي ومحدودية الإمدادات الطبية في الولايات.. وبعد.. هذه إشارات للعواقب البيئية الكارثية التي تسببت وماتزال تتسبب فيها الحرب، وهي للأسف رغم خطورتها وكارثيتها ماتزال منسية وتجد التجاهل التام..

الوسومأم درمان التايفويد الحرب السودان الملاريا حمى الضنك حيدر المكاشفي

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: أم درمان الحرب السودان الملاريا حمى الضنك

إقرأ أيضاً:

الدعم السريع وشهية الحروب التي فُتحت في الإقليم

تدخل الحرب في السودان مرحلة جديدة، ليس على مستوى القتال على الأرض داخل حدوده الترابية، ولكن بوصول شظايا الحرب وتداعياتها إلى دول جوار السودان والإقليم.

وهذا ما حذّر منه قادة سودانيون غداة اندلاع الحرب، إلى جانب قادة إقليميين ومنظمات دولية يتابعون من كثب تطورات الصراع المسلح وآثاره. وبدا واضحًا خلال الأشهر الماضية أنّ تلك التحذيرات قد لامست الواقع لتقف المنطقة كلها على شفير الهاوية.

ولا يساورنّ أحدًا شكٌ في أن المواجهة السودانية مع قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر في ليبيا باتت حتمية، بعد تورط قوات حفتر التي تعمل في الجنوب الشرقي لليبيا، عندما هاجمت مع قوات الدعم السريع نقطة حدودية سودانية عند (جبل العوينات)، واحتلت مثلث الحدود المشتركة بين السودان، ومصر، وليبيا.

 كما توغلت قوات من مليشيا الدعم السريع داخل الحدود المصرية يوم 10 يونيو/ حزيران 2025، الأمر الذي خلّف ردود أفعال قوية داخل مصر، وأصبح الوضع مفتوحًا على كل الاحتمالات، مع بدء الطيران السوداني شن غارات جوية لاستعادة المنطقة.

يجاور السودان سبع دول هي: مصر، وليبيا، وتشاد، وأفريقيا الوسطى، وجنوب السودان، وإثيوبيا، وإريتريا، ويبلغ طول حدوده مجتمعة مع هذه الدول حوالي 7.500 كيلومتر، بينما يصل طول الساحل السوداني إلى ما يقارب 700 كيلومتر على البحر الأحمر، حيث تُضاف المملكة العربية السعودية كدولة لها جوار بحري مع السودان عند الساحل الشرقي.

وتتداخل أوضاع الدول السبع مع بلدان أخرى تتأثر بما يدور في السودان، وهي: أوغندا، وكينيا، والكونغو الديمقراطية، وهي دول كانت لها حدود مباشرة مع السودان حتى عام 2011 قبل انفصال جنوب السودان، وتقع ضمن دائرة التأثيرات الجانبية للحرب السودانية.

وتُعتبر كينيا متورطة بالكامل في الحرب، إذ تؤوي قيادات مليشيا الدعم السريع وحلفاءها السياسيين والحركات المسلحة المتحالفة معها، كما تشارك السلطات الكينية في عمليات نقل العتاد الحربي عبر مطاراتها وأجوائها لمليشيا التمرد في مطار نيالا غربي السودان.

إعلان

 بينما طالت أوغندا اتهامات بدعمها للتمرد السوداني، إلى جانب دخول قواتها جنوب السودان لقتال المناهضين لحكومة الرئيس سلفاكير ميارديت، ويُقدّر عدد القوات الأوغندية في جنوب السودان بأكثر من عشرة آلاف جندي.

في دول الساحل وغرب ووسط أفريقيا، وصلت شظايا حرب السودان لبعض البلدان، خاصة النيجر، ومالي، ونيجيريا، والكاميرون، وبوركينا فاسو، وغينيا كوناكري، باعتبارها منبعًا وموردًا رئيسًا للمقاتلين المرتزِقة العابرين للحدود.

وتتقاطع الأوضاع في هذه البلدان مع نشاطات أخرى لحركات مسلحة معارضة داخلية، وتفاعلات صراع دولي يعلو أواره ويخفت باستمرار، مما ينذر بمستقبل قريب محفوف بالمخاطر.

عقب الهجمات التي تمّت مطلع مايو/ أيار الماضي على مدينة بورتسودان، وجهت حكومة السودان اتهاماتها لأطراف إقليمية باستخدام قواعد تابعة لها في جمهورية أرض الصومال لإطلاق المسيرات التي نفذت الهجوم، الأمر الذي يضيف بُعدًا إقليميًا آخر يضم منطقة القرن الأفريقي.

وتقف الخلافات الإثيوبية – الصومالية، والكينية – الإثيوبية، والإريترية – الإثيوبية، شاخصةً تنتظر قدح زنادها في أي وقت، وتنشأ معها تحالفات وتدابير إقليمية من خارج منطقة القرن الأفريقي لها صلة بما يدور في السودان، أيضًا بسبب الاصطفافات وتداخل المصالح في المنطقة مع مصالح قوى أخرى.

وتشير معلومات في العاصمة الكينية نيروبي خلال الأيام الماضية إلى أن قائد القوات الأميركية المخصصة لأفريقيا (AFRICOM – القيادة الأميركية في أفريقيا) قد أبلغ عددًا من وزراء الدفاع في المنطقة بأن بلاده تطلب منهم الاعتماد على أنفسهم في مكافحة الإرهاب، وأن الدعم الأميركي سيتوقف عدا تبادل المعلومات الاستخبارية.

 وهذا يعني أن قدرات هذه الدول، بدون الولايات المتحدة التي كانت تتحكم وتضبط الأوضاع في الإقليم، ستتجه إلى حالة من الفوضى والاضطراب إذا تصاعدت الاضطرابات الداخلية والخلافات بين هذه الدول المتخمة بالحركات المعارضة والجماعات المسلحة.

على كل، تقفز الآن تداعيات الحرب السودانية على جوارها إلى الواجهة، مقرونة بالتورط المباشر لليبيا حفتر في الصراع السوداني، وتُجرى عملية تصنيع حرب إقليمية شاملة، لا بدّ من النظر إليها عبر عنصرين أساسيين:

انحسار الحرب وتمركزها في غرب السودان

يتقدم الجيش السوداني نحو تلك المناطق، مع نذر الانهيار العسكري والمعنوي لمليشيا التمرد وحلفائها، بجانب فشل المشروع السياسي بتكوين حكومة موازية وإنشاء سلطة في غرب البلاد، وتراجع الدعم القبلي لصالح مليشيا الدعم السريع.

 كما أسفر ذلك عن هروب أعداد كبيرة من المرتزِقة الأجانب، ما جعل داعمي المليشيا يستعجلون فتح جبهات قتال أخرى، خاصة على بعض النقاط الحدودية لتأمين تدفق الإمداد، وإشعال المنطقة، وتخفيف الضغط على مسارح العمليات الحالية في غرب البلاد، وتحقيق نصر عابر وسريع عند منعرج الحرب الضيقة.

استشعار دول الجوار دقة الأوضاع

تراجع الدعم السريع، وفشلها في إدارة الحرب، وخطر تمددها غربًا أو شرقًا، دفع ذلك دولًا مثل أفريقيا الوسطى، وإثيوبيا إلى إرسال مديري مخابراتها إلى السودان؛ (زيارة مدير مخابرات أفريقيا الوسطى كانت في 29 مايو/ أيار الماضي، وزيارة مدير المخابرات الإثيوبي ومستشار رئيس الوزراء في 2 يونيو/ حزيران الجاري).

إعلان

كما وردت إشارات إيجابية من تشاد، اعتبرها بعض المراقبين محاولة لتدفئة الخطوط، وتلمس الطريق نحو تطبيع العلاقات. تمثل هذه التحركات انتكاسة للتمرد قد تدفعه نحو الهروب إلى الأمام، ونقل حريق الحرب إلى الجوار وَفقًا لتحالفاته المريبة مع جماعات وحركات متمرّدة على السلطة في بلدانها.

تعود التوقعات بتدهور الأوضاع في المنطقة إلى أن حرب السودان أنعشت الكثير من المجموعات المسلحة المتمردة في هذه البلدان، وفتحت شهية بعضها لتقوم بدور مماثل لما قامت به الدعم السريع في السودان. خاصة أن دولًا مثل تشاد، وأفريقيا الوسطى، وجنوب السودان، وإثيوبيا تضم عددًا كبيرًا من الحركات المتمردة (تشاد: 9 حركات مسلحة أساسية – ووقّعت 34 حركة على اتفاق الدوحة عام 2022. أفريقيا الوسطى: 12 حركة. جنوب السودان: 5 حركات. إثيوبيا: 7 حركات من الأقاليم الأخرى).

وتعيش ليبيا بدورها تحت نذر الحرب والمواجهات في الجنوب والشرق والغرب، وسط تفاعلات سياسية وعسكرية دقيقة قد تجرّ ليبيا كلها إلى دُوامة عنف.

بين هذا وذاك، تبرز نذر حرب إقليمية سيكون جنوب السودان المرشح الأقرب لاندلاعها، ومسرح عملياتها الأول، وذلك بسبب التنافس بين إثيوبيا وأوغندا حول النفوذ في المنطقة الأفريقية، وهو تنافس قديم.

بيدَ أنه، مؤخرًا، رفضت إثيوبيا تدخل الجيش الأوغندي في أراضي جنوب السودان في مارس/ آذار الماضي، ووصوله إلى ولايات أعالي النيل المتاخمة للحدود الإثيوبية (أعالي نهر السوباط)، ضمن صراع قوات حكومة جوبا مع فصائل النوير، وهي قبيلة مشتركة بين جنوب السودان وإثيوبيا.

سارعت أديس أبابا إلى تعزيز قواتها على الحدود مع جنوب السودان، وراجت معلومات عن نية الجيش الإثيوبي التدخل عسكريًا في مناطق أعالي النيل إذا لم تنسحب القوات الأوغندية. كما أرسلت أديس أبابا وفدًا أمنيًا عسكريًا رفيعًا مطلع يونيو/ حزيران الجاري إلى السودان، وجنوب السودان، وأبلغت موقفها من التواجد الأوغندي في الجنوب، وتركت الباب مواربًا أمام أي رد فعل من جانبها.

كذلك أبلغت إثيوبيا العواصم المجاورة بتطورات الأوضاع بينها وبين جارتها إريتريا بشأن جبهة التيغراي، حيث تقول أديس أبابا إن نشاطًا مزمعًا لمتمردي التيغراي المدعومين من أسمرا قد يقود إلى نزاع مسلح طاحن، بينما تستضيف إثيوبيا حاليًا جماعات من المعارضة الإريترية.

كما أن التنافس الكيني – الأوغندي حول جنوب السودان، سيعقد الأوضاع، وقد يدفع بمزيد من التوترات. ولكل من البلدين حلفاؤه في جوبا، الملبدة سماؤها بغيوم سوداء، تحدد نوع تطوراتها حالة الاستقطاب الحالية والتنافس الإقليمي.

في ذات الإطار، تجري في أوساط المعارضة التشادية المسلحة والسياسية اتصالات مكثفة ما بين عدة عواصم في بلدان الساحل، تمهد لانطلاق موجة جديدة من الصراع المسلح في تشاد. فقد استفادت بعض حركات المعارضة المسلحة التي شاركت في القتال بالسودان لصالح الدعم السريع من العتاد الحربي، والسيارات القتالية، والأموال المتدفقة، والتجهيزات المختلفة، وستنتهز الفرصة لبدء معركتها الرئيسية في تشاد.

لم تكن حرب السودان سوى فرصة للتحضير لهذه المعركة. وبدأت هذه المعارضة تجهيز معسكرات لها غربي أفريقيا الوسطى وجنوبها، وربما داخل إقليم دارفور، بينما تنشط حركات أخرى في اتصالات سياسية وتحركات دبلوماسية في عواصم أفريقية وأوروبية.

وعلى ضوء ما يجري على الأرض، والخسارة الفادحة لمليشيا الدعم السريع لأعداد هائلة من قواتها، وخاصة المرتزِقة القادمين من الجوار السوداني وأفريقيا جنوب الصحراء، فإن انتقال الحرب، لعوامل موضوعية، إلى هذه المناطق لم يعد احتمالًا مستبعدًا، بل أصبح واقعًا يتجسد في وقائع بعينها، تصدّق ما كان يُقال عن الأبعاد والامتدادات الإقليمية لحرب السودان، وعوامل تمددها السياسية والاجتماعية والجيوسياسية في بيئة عامة لا تقبل المراهنات.

إعلان

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • "أسطول الظل" الروسي تحت المجهر.. كارثة بيئية وشيكة في خليج عُمان
  • بوتين يحذر ألمانيا: هذه الخطوة ستجر عواقب وخيمة في الحرب الأوكرانية
  • إسرائيل تتراجع عن قصف محطة بوشهر النووية وروسيا تحذر من عواقب وخيمة
  • الحرب تتصاعد بين اسرائيل وايران وسط احتمالات بتطورات خطيرة ومخاوف دولية من عواقب كارثية
  • السيد الخامنئي: نحذر أمريكا من عواقب الانخراط في الحرب
  • خامنئي: أي هجوم أميركي سيكون له عواقب وخيمة لا يمكن إصلاحها
  • ما الأضرار الكارثية إذا قصفت فوردو ومنشآت إيران النووية؟
  • البعثة الدولية: تصاعد الحرب في السودان يؤدي إلى عواقب مميتة للمدنيين
  • عواقب مميتة للمدنيين.. البعثة الدولية تحذر من تصاعد الحرب في السودان
  • الدعم السريع وشهية الحروب التي فُتحت في الإقليم