لماذا أصبحت المقلاة الهوائية خيارا مفضلا في المطابخ الحديثة؟
تاريخ النشر: 15th, April 2025 GMT
يزعم محبّو المقالي الهوائية أن البطاطا المقلية تصبح أكثر قرمشة، والسلمون أشد طراوة، والبروكلي المشوي أكثر هشاشة عند طهوها باستخدام مقلاة سريعة وخالية من الدهون. فالطهاة الهواة يحبّون هذه الأجهزة المتعددة الاستخدامات التي لا تملأ المطبخ بروائح الطهو.
سريع وقليل الدهونتقول مدوّنة الطعام الألمانية شتيفي سينزينيش إن "المقلاة الهوائية جهاز منزلي يمكن استخدامه للقلي، أو الشوي، أو الخَبز، أو الطهو باستخدام الهواء الساخن".
وتتابع سينزينيش "الهواء الساخن الدوّار يجعل الطعام يُطهى بشكل متساوٍ، وعادة ما يكون أسرع من الفرن التقليدي". ولأن المقلاة الهوائية تعمل بفرن مغلق، فلا تصدر روائح الدهون في المطبخ، ولهذا يفضل كثيرون استخدامها لطهو البرغر وكرات اللحم. ومعظم الأجهزة مزودة ببرامج مُسبقة بدرجات حرارة وأوقات طهو معدّة خصيصا لأصناف مثل البطاطا، والخضراوات، واللحوم، والخبز، مما يجعل استخدامها سهلا.
تحتوي مدونة سينزينيش على العديد من وصفات المقلاة الهوائية، منها مكعبات السلمون المقرمشة والعصيرية. طريقة التحضير بسيطة: قَطّع السلمون إلى مكعبات، ثم امزجها في وعاء مع قليل من زيت الزيتون، وعصير الليمون، وتوابل مثل البابريكا والأوريغانو، بحسب الذوق.
إعلانبعد ذلك، ضع السلمون في سلة المقلاة الهوائية، واطهه على حرارة 200 درجة مئوية لمدّة تراوح بين 6 إلى 8 دقائق، مع رجّ السلة مرة أثناء الطهو. قد تختلف مدة الطهو بحسب نوع الجهاز، وبعض الطرز تحتاج إلى تسخين مُسبق.
لكن بخلاف ذلك، يمكن تقديم مكعبات السلمون المقرمشة بسرعة. تقول سينزينيش إن "السلمون يبقى طريا عند طهوه في المقلاة الهوائية. يصبح جاهزا خلال أقل من 10 دقائق، ولا تفوح من المطبخ رائحة السمك. يمكنك أيضا طهو البطاطا أو البروكلي المشوي في المقلاة الهوائية. ومكعبات السلمون لذيذة كإضافة على السلطة أو مع صلصة شهية".
موفّرة ممتازة للوقتأما مدوّنة الطعام ومؤلفة كتب الطهو جوستينا شاموكا، فتعد أيضا من المتحمسين لاستخدام المقلاة الهوائية، وتعرض العديد من وصفاتها على مدونتها.
تقول إن "المقلاة الهوائية مثالية للعائلات، أو الأفراد، أو الأزواج. فهي توفّر كثيرا من الوقت، حيث تُخبَز لفائف الخبز في 4 إلى 5 دقائق، أو تُطهى بيتزا مجمدة في 8 إلى 10 دقائق. بالنسبة لي، أعتبر المقلاة الهوائية نقطة تحوّل حقيقية".
وتُضيف أن الجهاز يصلح أيضا لأطباق الطهو في وعاء واحد، أو لتسخين الطعام من اليوم السابق، أو حتى لتحميص الخبز، "وهذا يغنيك عن الحاجة لمحَمّصة خبز مستقلة".
شاموكا تُبدي إعجابها بشرائح جبنة الحلوم المقلية في المقلاة الهوائية، وتوصي بتناولها وهي طازجة وساخنة. تقول إن "الحلوم يميل إلى قوام مطاطي قليلا عندما يبرد، أما حين يكون دافئا فهو مذهل تماما".
وتنصح بتجربة تغليفه بالبقسماط، أو برقائق البطاطا المتبقية، أو المقرمشات المسحوقة.
وتتابع "عند الحديث عن شرائح الحلوم في المقلاة الهوائية، فإنك بالتأكيد توفّرين الوقت، وقبل كل شيء، السعرات الحرارية، لأنها لا تُطهى في الزيت. إنها تصبح مقرمشة ولذيذة في وقت قياسي".
قبل شراء مقلاة هوائيةإذا كنت تفكر في شراء مقلاة هوائية، فاطلب النصائح من المستخدمين ذوي الخبرة أولا.
إعلانتقول سينزينيش "فكّر في ما ستستخدم المقلاة من أجله، ومدى تكرار الاستخدام". والسؤال الأهم هو: "هل سأستخدمها لتحضير وجبات للعائلة بأكملها، أم فقط لجزء صغير من البطاطا بين حين وآخر؟".
تتوفر في السوق أجهزة مدمجة لا تشغل حيزا كبيرا في المطابخ الصغيرة، وأخرى أكبر بحجرتين للطهو.
فكّر في المساحة المتوفرة لديك في المطبخ، وعدد الأشخاص الذين تنوي الطهو لهم باستخدام المقلاة الهوائية.
ومتى ما اتخذت قرارك، ستجد أمامك عالما واسعا من الوصفات لتجربتها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات فی المقلاة الهوائیة
إقرأ أيضاً:
بالخيط والقماش والذاكرة يستمر حنين العودة إلى غزة
في الوقت الذي يرتكب فيه الكيان الصهيوني مجازر الإبادة الجماعية وسياسة التجويع لأكثر من مليوني ونص المليون انسان داخل قطاع غزة المحاصر منذ ما يقارب العامين عن طريق الأسلحة الثقيلة وقصف الطائرات ومنع المساعدات.. نجد السكوت المطبق من العالم الا من القليل في عدد من الدول العربية والإسلامية، لكن القليل مع الحق سيصبح أعظم وأكثر تأثيرا..
وعلى الرغم من تشتت الكثير من الفلسطينيين في معظم دول العالم إلا أن حنين العودة إلى الوطن باق ما بقت أرواحهم تدب على هذه الأرض، ومن وقت إلى آخر نسمع ونشاهد الكثير منهم يمارسون هواياتهم في مختلف الفنون لأثبات حقهم في وطنهم وتطلعاتهم للعودة إلى منازل الآباء والأجداد، ولا شك أن الحق لا يضيع إذا ظل وراءه مطالب ومناضل، فما بالك بالملايين من المناضلين في كافة المجالات.
مها الداية، فنانة فلسطينية من غزة توثق ماسي الحرب بالتطريز من باريس حيث لجأت مع أسرتها بعد معاناة تحت القصف، تنسج من خلال فنها ذاكرة الدمار والحنين، وتحويل الألم إلى فعل مقاومة فني وإنساني.
في إحدى الزوايا الهادئة لمشغلها الباريسي، تلمع خيوط داكنة تحت ضوء خافت بينما تنهمك فنانة فلسطينية مها الداية في غرزة جديدة، تمسك إبرة وخيطا، لكن عملها الحرفي لم يعد كما كان، تعبر بألم وحسرة ووضوح بالقول: “قبل الحرب، كنت أطرز للمناسبات السعيدة، أما اليوم فاطرز الألم”.
الداية، البالغ من العمر 41 عامًا، واحد من مئات الآلاف الذين فروا من قطاع غزة بحثاً عن ملاذ آمن. رفقة زوجها وأطفالها الثلاثة يحاولون في فرنسا أن يعيدوا بناء حياتهم، وأن تبقى فنها شاهدا فنها على ما يحدث في وطنها المحاصر.
في أعمالها التي عُرضت مؤخرًا في معهد العالم العربي بباريس، تبدو مها وقد دمجت الحرفة الفلسطينية التقليدية بمضمون سياسي وإنساني ثقيل، على قطع قماشية داكنة، نسجت بخيوط سميكة رسائل مثل “أوقفوا الإبادة الجماعية”، ورسمت خريطة لقطاع غزة تضيء بالأحمر مناطق الدمار، حتى الألوان التي تستخدمها لاسيما الرمادي والأسود تعكس واقعاً مليئاً بالحزن والانكسار.
حين أهدت الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قطعة مطرزة كتب عليها “وين بدنا نروح”، لم تكن فقط تسلمه عملاً فنياً، بل كانت تنقل صوت الفلسطينيين الذين يتكرر نزوحهم داخل قطاع محاصر ومشتعل، تقول: “هذه العبارة يرددها الجميع في غزة، لأننا نُهجر باستمرار”.
رحلة مها إلى باريس بدأت في غزة، في أعقاب هجوم السابع من أكتوبر. تقول: “تركت شرفتي المزينة بالأزهار في مدينة غزة وغادرت إلى خان يونس. ظننت أنني سأغيب لبضعة أيام فقط، لكن الغباب طال الأشهر”.
في ديسمبر، وقع قصف عنيف على المنزل الذي كانت تحتمي فيه، فأصيب اثنان من أبناء أخيها بجروح بالغة أحدهما بترت ساقه. لم تجد الأسرة ملاذا سوى خيمة، قضوا فيها أربعة أشهر في برد قارس ومطر غزير “كنا نعيش في ظروف لا تليق بالبشر” تقول مها بأسي.
في القاهرة، بعد رحلة خروج باهظة الثمن من غزة بلغت أربعة آلاف دولار لكل فرد بدأت مها وزوجها، وهو فنان أيضا باستعادة ما تبقى من حياتهما. تقول: “في القاهرة شعرت كأنني طائر خرج من قفص، كانت عودتي إلى الرسم والتطريز بمثابة تنفس بعد الاختناق.
ساهمت مبادرة “معا”، التي أطلقت لدعم فناني غزة خلال الحرب، في إيصال ملف مها إلى معهد كولومبيا في باريس ومعهد العلوم السياسية، حيث حصلت على إقامة فنية ضمن برنامج “بوز” وهو برنامج أسسته الحكومة الفرنسية عام 2018 لدعم الباحثين والفنانين في حالات الطوارئ.
وصلت العائلة إلى باريس في مطلع عام 2025. التحقت مها ببرنامج الإقامة وبدأت تعلم الفرنسية صباحاً، بينما تطرز بعد الظهر. وفي المساء، تجلس مع زوجها وأطفالها الثلاثة، يافا وريما وآدم حول مائدة واحدة في مسكن طلابي مؤقت.
رغم الراحة النسبية، لا تشعر مها بسلام داخلي تقول: “أحب باريس، لكن هناك شيء ينكسر بداخلي كل يوم. كيف أهنا وأنا أعلم أن أهلي لا يزالون وسط الحرب؟”
عام 2023، قدمت مها معرضاً بعنوان ليس مجرد ركام”، أرادت فيه أن تعيد للأنقاض صوتا، لم تنظر إلى المباني المهدمة كأطلال فقط بل كمواقع شهدت حياة وعائلات وذكريات. قالت آنذاك: ” البنايات التي أصبحت ركاما كانت مأهولة، وبعضها رغم الصواريخ بقي واقفا، إذا البنايات رفضت السقوط فما بالك بالبشر”.
وفي إحدى لوحاتها، أظهرت حبلاً للغسيل يتدلى من شرفة متصدعة، في إشارة رمزية إلى وجود حياة كانت هنا، حبل الغسيل يعني أن أحدا كان يقطن هنا، أن هناك حياة لم تمح بالكامل، لا ترى مها في التطريز مجرد تقليد فني، بل وسيلة للبقاء، تقول “أنا لا أطرز فقط لأوثق ما حدث، بل لأحافظ على صوتنا حيا لأقول إننا باقون رغم كل شيء”.
تأمل مها الداية أن تعود يوماً إلى وطنها، رغم إدراكها أن العودة لا تعني بالضرورة الأمان. “الكل يحلم بالعودة لكننا في النهاية نبحث عن حياة أفضل لأولادنا الأمان هو ما نحتاج إليه.”، وبين الغرز، تواصل مها كتابة تاريخ غزة، لا بالحبر أو الورق، بل بالخيط والقماش والذاكرة.