صحيفة أمريكية: هل تتعرض السعودية والإمارات للقصف اليمني مع استمرار الحرب الأمريكية ؟
تاريخ النشر: 16th, April 2025 GMT
وأكدت أنه حتى في الأوساط الغربية نجد أن الحرب الأمريكية على اليمن لا تنفصل عن الحرب على قطاع غزة.. إذ حاولت إدارة بايدن عام 2024 الفصل بين الحربين، فكان الواقع يشهد بترابطهما الكامل، قبل أن يتعزز ذلك باتفاق وقف إطلاق النار بين "إسرائيل" وحركة حماس منتصف كانون أول/يناير 2025، حين توقفت عمليات اليمن لولا نكث حكومة نتنياهو بالاتفاق.
وذكرت أن واشنطن قد تسببت في تجميد التفاهمات الإنسانية والاقتصادية بين الرياض وصنعاء، بعد أن رفضت الأخيرة وقف مساندتها العسكرية لغزة، ضمن سياسة العصا والجزرة التي اكتملت بعرض أمريكي يقضي بمعالجة ملفات اقتصادية مقابل الحياد اليمني كحال بقية الأنظمة العربية..ومع ذلك وجد اليمن نفسه بين قرارين: إما الاستمرار في عمليات الإسناد مع القبول بتجميد المعالجات الداخلية وتحمل ما ينتج عنها من معاناة، أو الانخراط في حرب مع السعودية والإمارات إلى جانب الحرب على "إسرائيل".
وأوردت أن السعودية والإمارات لم تقبلا موقف اليمن بإيجابية، بل وجدت فيه فرصة للتنصل من التزاماتهما وفق اتفاقية التهدئة نيسان/أبريل 2022، وهذا التنصل لا ينفصل عن رغبتهما في معاقبة صنعاء عقب انخراطها في معركة الإسناد لغزة، وقد أحرج الموقف نظامي الرياض وأبوظبي، فالأخيرة منخرطة في التطبيع المباشر مع "إسرائيل" والأولى تقترب من ذلك، بينما اليمن الذي تعرض لعدوانهما منذ عام 2015 يسارع إلى دعم المظلومية الفلسطينية، رغم جراح سنوات الحرب والحصار.
وتابعت الصحيفة أن السعودية لجأت في مطلع تموز/يوليو 2024 إلى الإيعاز للحكومة الموالية لها لمحاولة نقل البنوك اليمنية من صنعاء إلى عدن، قبل أن يعلن السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي أن الخطوة تجاوزت الخطوط الحمر، واضعا إياها في سياق خدمة "إسرائيل" وطاعة أمريكا، كاشفا في خطابه يوم 7 تموز/يوليو 2024 بأن الأمريكي "أرسل إلينا برسائل بأنه سيدفع النظام السعودي إلى خطوات عدوانية ظالمة وسيئة وضارة بالشعب اليمني".
الصحيفة رأت أن سقف التهديد ارتفع ليعطي فرصة عاجلة للسعودية للتراجع عن الخطوة، أو الدخول في تصعيد واسع، ضمن معادلة: "البنوك بالبنوك، ومطار الرياض بمطار صنعاء، والموانئ بالميناء"..ومع ذلك فوجئت السعودية بردة الفعل القوية.. مضيفاً بأن المسألة ليست أننا سنسمح لكم بالقضاء على هذا الشعب، وإيصاله إلى مستوى الانهيار التام، كي لا تحصل مشكلة، فلتحصل ألف ألف مشكلة، ولتصل الأمور إلى أي مستوى كانت".
وبعد يوم من خطاب عبد الملك الحوثي خرج ملايين اليمنيين في مسيرات غاضبة ضد التصعيد السعودي، أعلن الخروج المليوني تفويض الحوثي في أي خطوات رادعة تجاه الرياض، مع إدراك الأخيرة أن المزاج الشعبي اليمني في أغلبه - حتى ما قبل تلك الأزمة - يدعو إلى قصف السعودية والإمارات، انطلاقا من القناعة الغالبة تجاه البلدين باعتبارهما السبب في صناعة الأزمة الإنسانية لليمنيين، والتي تم تصنيفها قبل حرب غزة بأنها الأسوأ في العالم.
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: السعودیة والإمارات
إقرأ أيضاً:
ماذا تسعى روسيا لتحقيقه من الصراع في اليمن؟.. قراءة عقب زيارة الرئيس اليمني
ترجمة وتحرير “يمن مونيتور”
المصدر: مركز ديل كارنيجي للدراسات، كتبه رسلان سليمانوف باحث غير مقيم، معهد التنمية والدبلوماسية (أذربيجان)
زاد الكرملين مؤخرًا اتصالاته مع المتمردين الحوثيين في اليمن، مما أثار آمالًا بأنه قد يستخدم نفوذه معهم للمساعدة في إيجاد تسوية للصراع هناك. ومع ذلك، ففي الوقت الحالي، موسكو ليست مستعدة ولا قادرة على كبح جماح الحوثيين.
في الأسبوع الماضي، أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين محادثات في موسكو مع نظيره اليمني، رشاد العليمي. تعول الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا على تلقي مساعدات اقتصادية وغذائية من روسيا – ومن المرجح أنها تأمل أيضًا أن تستخدم موسكو نفوذها مع المتمردين الحوثيين لتحسين الوضع في البلاد التي مزقتها الحرب.
جذور الصراع في اليمن وتدخل الأطراف الخارجية
لأكثر من عقد من الزمان، تسيطر على اليمن حرب أهلية وحشية تفاقمت بسبب المشاركة النشطة للقوى الخارجية. فإيران، على سبيل المثال، دعمت منذ فترة طويلة المتمردين من حركة أنصار الله، المعروفين باسم الحوثيين، الذين يسيطرون على حوالي ثلث الأراضي في شمال البلاد، بما في ذلك العاصمة صنعاء.
على الجانب الآخر من الصراع، تحظى الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا – ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي برئاسة العليمي – بدعم المملكة العربية السعودية، التي شنت مع حلفائها تدخلًا عسكريًا مباشرًا ضد الحوثيين في مارس/آذار 2015. لكن تلك الحملة، التي كان من المخطط أن تستمر لعدة أسابيع، استمرت لسنوات ولم تسفر عن النتائج المرجوة. وبناءً عليه، في أبريل/نيسان 2022، وافقت الرياض على هدنة مع المتمردين، على الرغم من أنها لم تفقد اهتمامها تمامًا بما يحدث في البلد المجاور. تقضي السلطات الرسمية في اليمن معظم وقتها في الرياض.
هناك أيضًا طرف آخر في هذا الصراع: المجلس الانتقالي الجنوبي. يعتمد هذا المجلس على دعم الإمارات العربية المتحدة ويدعو إلى انفصال المناطق الجنوبية من البلاد، على حدود جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، التي كانت موجودة من 1967 إلى 1990. وتشمل المناطق الخاضعة لسيطرة القيادة الجنوبية العاصمة المؤقتة للبلاد والميناء الرئيسي، عدن.
الأزمة الإنسانية وتدهور الوضع الاقتصادي
أدت سنوات الحرب الأهلية إلى غرق اليمن في أزمة إنسانية عميقة. يواجه حوالي نصف سكان البلاد البالغ عددهم 34 مليون نسمة الآن نقصًا حادًا في الغذاء، وانخفض نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي إلى أقل من نصف ما كان عليه في عام 2015.
تفاقم الوضع أكثر بعد أن بدأ الحوثيون في مهاجمة السفن في البحر الأحمر في خريف عام 2023. وردت الولايات المتحدة وحلفاؤها على الهجمات بقصف الأراضي اليمنية. ونتيجة لذلك، توقفت صادرات النفط عبر عدن فعليًا، مما تسبب في انخفاض إيرادات الحكومة المعترف بها دوليًا بنسبة 42 بالمائة في النصف الأول من عام 2024 وحده. البلد في أمس الحاجة إلى المساعدة الدولية، والتي يعتمد عليها على روسيا، من بين دول أخرى.
موسكو ليست مستعجلة لتقديم مساعدات إنسانية لليمن، لكنها مستعدة لمناقشة التعاون في بعض المجالات، مثل استكشاف حقول النفط اليمنية. كما يعتزم البلدان تكثيف العمل المشترك في قطاع الوقود والطاقة بشكل عام، كما اتفق مؤخرًا نائب وزير الطاقة الروسي رومان مارشافين والسفير اليمني في موسكو، أحمد الوحيشي.
أصبح اليمن أيضًا أحد أكبر مستوردي الحبوب الروسية، حيث اشترى حوالي 2 مليون طن العام الماضي. ومن المقرر عقد الاجتماع الأول للجنة الحكومية الدولية الروسية اليمنية هذا العام. لكن القضية الرئيسية في العلاقات بين البلدين تظل هي إمكانية مشاركة موسكو في تسوية الحرب الأهلية اليمنية.
لسنوات عديدة، لم يكن لروسيا اهتمام خاص بالصراع، ولم تدعم أي طرف على الآخر. ولا يزال المسؤولون الروس يؤكدون على حيادهم، ويلتقون بانتظام بممثلي الحكومة المعترف بها دوليًا والحوثيين، وكذلك الانفصاليين الجنوبيين. ولكن منذ بداية الغزو الروسي واسع النطاق لأوكرانيا، بدأ الحوثيون، بإيديولوجيتهم المتشددة المعادية للغرب وهجماتهم على السفن الغربية العابرة، في جذب اهتمام خاص من الكرملين، لدرجة تطوير التعاون العسكري.
يعمل مستشارون عسكريون من وكالة المخابرات العسكرية الروسية، GRU، في صنعاء، على سبيل المثال، ويبلغ خبراء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشكل متزايد عن محاولات تهريب أسلحة إلى اليمن بخصائص تقنية وعلامات مماثلة لتلك المصنعة في روسيا.
في الخريف الماضي، تبين أن الجانب الروسي كان يجري محادثات مع المتمردين (عبر وسيط إيران) بشأن نقل صواريخ ياخونت المضادة للسفن (المعروفة أيضًا باسم P-800 Oniks). أحد المفاوضين من الجانب الروسي هو فيكتور بوت، الذي حكم عليه سابقًا بالسجن لمدة خمسة وعشرين عامًا في الولايات المتحدة بتهمة الاتجار غير المشروع بالأسلحة، لكن تم إطلاق سراحه في تبادل أسرى عام 2022 بين موسكو وواشنطن.
المكاسب الروسية من دعم الحوثيين
أثبت الحوثيون فائدتهم للكرملين بشكل أساسي لأنهم يحولون انتباه وموارد الغرب بعيدًا عن دعم أوكرانيا. بالإضافة إلى ذلك، تبدو آفاقهم في الحرب الأهلية جيدة حاليًا: لقد عززت الغارات الجوية الأخيرة التي شنتها الولايات المتحدة وإسرائيل ضد اليمن الدعم الشعبي للحوثيين. وهم بدورهم يواصلون قصف الأراضي الإسرائيلية، ومن المحتمل أن موسكو متورطة هنا أيضًا، حيث تزودهم ببيانات الأقمار الصناعية.
في المقابل، دعم الحوثيون موسكو في القضايا المهمة بالنسبة لها، مضيفين صوتهم إلى ادعاءاتها بوضع زعيم معاداة الغرب عالميًا. ووفقًا للمتمردين اليمنيين، على سبيل المثال، فإن الحرب في أوكرانيا كانت بسبب السياسة الأمريكية. في صيف عام 2024، تضافرت جهود روسيا والحوثيين لخداع مئات اليمنيين للقتال في أوكرانيا.
في حين تنكر روسيا رسميًا أنها تقدم أي دعم عسكري للمتمردين، إلا أنها، إلى جانب إيران، واحدة من الدول القليلة التي تتفاعل بنشاط مع الحوثيين، بما في ذلك على المستوى الدبلوماسي. تقول القيادة الحوثية إنها تشترك في أهداف مشتركة مع روسيا في الشرق الأوسط، وقد دعت موسكو واشنطن إلى إعادة النظر في قرارها بتصنيف أنصار الله منظمة إرهابية.
آمال الحكومة اليمنية ومحدودية الدعم الروسي
هذا التقارب بين موسكو والحوثيين يجعل من المهم للأطراف الأخرى في الصراع اليمني بناء اتصالات مع روسيا أيضًا. بالإضافة إلى زيارة الرئيس الأسبوع الماضي إلى موسكو، التقى نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف بالسفير الوشيشي أربع مرات هذا العام وحده. من الواضح أن الحكومة اليمنية الرسمية تتوقع أن الكرملين يمكن أن يساعد في تحسين الوضع في البلاد، بما في ذلك عن طريق كبح أنشطة الحوثيين الراديكالية في الداخل.
على أي حال، ليس هناك أي طرف آخر يمكن اللجوء إليه باستثناء موسكو. حتى وقت قريب، كانت الحكومة اليمنية الرسمية تأمل أن تسمح الضربات الجوية الأمريكية بشن عملية برية ناجحة ضد المتمردين واستعادة السيطرة على الأراضي المفقودة. لكن التوقف السريع للعملية الأمريكية في أوائل مايو أظهر أن الأمريكيين ليسوا مستعدين للتورط في صراع طويل مع أنصار الله، خاصة وسط المفاوضات الجارية مع إيران.
في نهاية المطاف، فإن الآمال في الدعم الروسي لحل النزاع في اليمن على الأرجح غير مبررة. تستنزف الحرب في أوكرانيا الكثير من موارد موسكو، والكرملين بالتأكيد غير مستعد لإعادة توجيه تلك الموارد إلى الحرب الأهلية في اليمن. على العكس من ذلك، فإن نجاح الحوثيين، الذين شلوا حوالي 12 بالمائة من التجارة الدولية، مما يشتت انتباه الغرب، يناسب الجانب الروسي تمامًا. بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا العام الماضي، لم يعد لدى روسيا الكثير من الحلفاء في الشرق الأوسط، وهي ليست مستعدة للمخاطرة بالقلة المتبقية من أجل الاستقرار الدولي.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق أخبار محليةقيق يا مسؤولي تعز تمخض الجمل فولد فأرة تبا لكم...
المتحاربة عفوًا...
من جهته، يُحمِّل الصحفي بلال المريري أطراف الحرب مسؤولية است...
It is so. It cannot be otherwise....
It is so. It cannot be otherwise....