سواليف:
2025-06-16@08:24:11 GMT

موقف عمومي

تاريخ النشر: 16th, April 2025 GMT

#موقف_عمومي

د. #هاشم_غرايبه

منذ أن فرض على الأردن قانون الصوت الواحد عام 1993 ، وأنا لا أشارك في الانتخابات، لأنني أعلم أن المجلس بات مجرد ديكور أراده الغرب للتظاهر باتباع الديموقراطية، التي يعلم أنها لا تطبق في ديار المسلمين، ولا يريدها أن تطبق على حقيقتها أصلا، لأنه لو أتيح الخيار الحر لشعوبنا لاختارت الإسلام كنظام سياسي، وذلك سيؤدي الى اعادة توحدها وتحررها من هيمنتهم، وهذا سيقوض جهودهم التي نجحوا فيها خلال القرن الماضي بإبقاء منطقتنا متشرذمة ضعيفة.


ولما أن مجلس النواب بات بلا أي دور رقابي أو تشريعي، بل مجرد مجلس شيوخ العشائر، لا يحل ولا يربط، فلم يتحرك يوما لمحاسبة فاسد ولا لمساءلة مسؤول، بل لم يقدم من ذاته أي مشروع قانون، فكل دوره يتوقف على الموافقة على المقدم من الحكومة كما ورد بلا اي تعديل، بعد مناقشته استعراضيا.
لذلك فأنا مثل أغلب المواطنين، لا أتابع ما يدور في مجلس النواب، لأنني لا انتظر منه نفعا للبلاد ولا للعباد، فكل ما أقره من قوانين أو تعديلات لقوانين أو لنصوص دستورية، لم يكن فيها مكتسبات للمواطن أو تخفيف عن كاهله أو خير للوطن، جميعها تندرج في باب تعظيم صلاحيات أصحاب القرار، والتضييق على الحريات وزيادة الرقابة، ورفع الرسوم والضرائب، أو جاءت تلبية لمتطلبات الجهات المانحة.
أثيرت في الآونة الأخيرة ضجة لا مبرر لها، ربما لجلب انتباه الجهات الغربية المهيمنة، التي تطالب الدولة الأردنية على الدوام بإثبات حسن السلوك والطاعة، والقضية التي ثار اللغط حولها كانت في الخلاف حول فقرة طالبت دائرة الإفتاء اضافتها الى ما قدمته الحكومة من مشروع تعديلات حول ما سمته بـ (لجنة حقوق المرأة)، والتي تمثل الاستجابة لما تبقى من قررات مؤتمر سيداو سيد الذكر، كانت الحكومة تحفظت على بعضها لتجاوز المعارضة الشعبية لتلك المقررات المخالفة للشريعة.
كانت الفقرة المضافة هي: “بما يتوافق مع الشريعة الإسلامية”، في الحقيقة هي نص بسيط ولا يمكن أن يعترض عليه أحد، لكنها كانت ذكية، إذ أنها كافية لنقض أي نص من التي يراد تمريرها حاليا وقادما.
انتبه إليها بعض نواب (الألو) فاعترضوا على ادراجها بحجة عدم الضرورة لايرادها، فتصدى لهم النواب المحسوبون على التيار الإسلامي، ودارت رحى حرب كلامية انتشرت الى خارج المجلس، فساهم ذوو الغرض من المؤلفة قلوبهم بالأعطيات والمكرمات، ومن الطامحين لنوال المناصب ويودون تسجيل حسن السلوك لدى الأجهزة الأمنية، وممن يضمرون سوء النية تجاه منهج الله ويوادون كل من يعاديه.
ساهمت هذه الفئات الثلاث في تسعير المعركة الإعلامية، وتوجهت سهامهم الى الإخوان المسلمين، رغم أنه معروف أن أكثر من نصف نواب التيار الإسلامي ليسوا من الإخوان، وحتى رئيس الكتلة الذي توجهه إسلامي مثل 90 % من الشعب الأردني لكنه ليس إخوانيا، لكن هؤلاء المهاجمين غارقون في الجهل بطبيعة الشعب الأردني، فهم يعتقدون أن الإخوان هم فقط من يؤمنون بأن منهج الإسلام هو الصحيح، ويجب اتباعه، ويظنون أن المسلمين غير الحزبيين بلهاء يمكن توجيههم حيث يشاؤون، ومن يطالبون بالحكم بموجب شرع الله هم الحزبيون فقط، لذلك يتوهمون أنهم لو تمكنوا من القضاء على الإخوان المسلمين سيفقد المسلمون البوصلة، وسيتمكنوا من تحويلهم عن اعتبار الإسلام منهجا سياسيا يجب العمل على اعتماده كنظام سياسي، الى تحولهم الى التدين الطقوسي، الذي لا يتدخل في السياسات ولا الشؤون العامة للأمة.
لقد أثبت التاريخ الطويل، أن معادي منهج الله أعداء الأمة الخارجيون ، ومعهم المنافقون من داخلها، لن يقر لهم قرار ولا يهدأ لهم بال حتى يتمكنوا من اطفاء نور الله المتمثل بهديه الى البشر من خلال الرسالة الخاتمة، لذلك نلاحظ أن شغلهم الشاغل، عقد المؤتمرات الهادفة الى إفشاء الرذيلة والفساد تحت مسميات براقة خادعة، وربط الأقطار الإسلامية بأخطبوط البنك الدولي لامتصاص خيراتها وإبقائها مرتهنة للغرب ليفرض عليها اتباع إملاءاته.
في كتاب الله دليل لكل ما سيتعرض له المسلمون له في كل الأزمنة: “وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا” [البقرة:217]، لكن من لا يقرأ كتاب الله ولا ينتهجه، لن ينتفع به، لذلك سيضل وسيشقى.

مقالات ذات صلة لمصلحة من انتهاء عملية المختطفين لدى حماس..؟. تساؤلات موجعة. 2025/04/15

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: موقف عمومي هاشم غرايبه

إقرأ أيضاً:

قائد أنصار الله: نؤيد الرد الإيراني وشركاء في الموقف بكل ما نستطيع

الجديد برس| أكد قائد أنصار الله في اليمن، عبد الملك الحوثي، السبت، أن “العدوان الإسرائيلي على الجمهورية الإسلامية في إيران جاء في سياق استهداف غربي يرى فيها أنموذجا مستقلا داعما للقضية الفلسطينية”، مبيناً أن “العدو الإسرائيلي بدعم أميركي وغربي يهدف إلى فرض معادلة الاستباحة على هذه الأمة”. وقال الحوثي في خطاب متلفز، إن “وضع الجمهورية الإسلامية في إيران متين ومتماسك على الصعد كافة والعدو الإسرائيلي تورط في عدوانه”. وأوضح أن “العدوان الصهيوني لن يتجه بإيران إلى الانهيار والضعف، بل هو فرصة لإلحاق الهزائم الكبيرة بالعدو والتنكيل به”. وأضاف أن ” إيران لها موقف متميز في نصرة الشعب الفلسطيني والرد الإيراني يحمل مصلحة لكل دول المنطقة”. وتابع :”المهم من كل الأنظمة العربية والإسلامية أن تكون ثابتة على موقفها في إدانة العدوان الإسرائيلي ومستمرة على موقفها السياسي والإعلامي، وعلى الأنظمة العربية والإسلامية ألا تخضع للإملاءات الأمريكية والغربية في اتخاذ موقف مغاير سرا أو علنا”، مؤكداً أن “العدو الإسرائيلي بدعم أميركي وغربي يهدف إلى فرض معادلة الاستباحة على هذه الأمة”. وقال قائد أنصار الله: نحن في اليمن نؤيد الرد الإيراني وشركاء في الموقف بكل ما نستطيع. كما أشار إلى أنهم ” مستمرون في الإسناد لغزة ونصرة الشعب الفلسطيني وفي حرب مفتوحة مع العدو الإسرائيلي”.

مقالات مشابهة

  • لاهاي تشهد أكبر تظاهرة في هولندا منذ 20 عاما تطالب بتغيير موقف الحكومة من إسرائيل
  • إدارة سجون الاحتلال تلغي جميع زيارات الأسرى التي كانت مقررة اليوم
  • الحكومة الإيرانية: ردنا على إسرائيل سيتواصل طالما رأت قواتنا المسلحة ضرورة لذلك
  • الحكومة الإيرانية: ردنا على إسرائيل سيتواصل كلما رأت قواتنا المسلحة ضرورة لذلك
  • متحدث الحكومة: قطع الغاز مؤقتا عن بعض القطاعات الصناعية.. أحمد موسى: القوافل يقودها الإخوان ومصر صاحية ومحدش هيدخل بلدنا بدون تأشيرة | أخبار التوك شو
  • غموض يلف موقف حزب الله بعد ضربة إيران.. ماذا تقول المعلومات عن أجوائه؟
  • قائد أنصار الله: نؤيد الرد الإيراني وشركاء في الموقف بكل ما نستطيع
  • مفتي عُمان يدين العدوان الغاشم على إيران ويدعو المسلمين إلى التوحد
  • خبراء يقيّمون للجزيرة نت موقف حزب الله من قصف إسرائيل لإيران
  • خطيب المسجد النبوي يوصي المسلمين بالمداومة على الحسنات وتجنب السيئات