عميد تجارة كفر الشيخ يتفقد الاستعدادات النهائية لمؤتمر «البورصة والتنمية»
تاريخ النشر: 16th, April 2025 GMT
أجرى الدكتور وليد عفيفي، عميد كلية التجارة بجامعة كفر الشيخ ورئيس المؤتمر السنوي العاشر «البورصة والتنمية»، جولة تفقدية موسعة داخل الكلية، وذلك للوقوف على آخر الاستعدادات لانعقاد المؤتمر المقرر انعقاده غدا الخميس، بالتعاون مع البورصة المصرية، تحت رعاية الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، واللواء دكتور علاء عبد المعطي محافظ كفر الشيخ، والدكتور عبد الرازق دسوقي رئيس الجامعة، وأحمد الشيخ رئيس البورصة المصرية.
وشملت الجولة تفقد قاعة المؤتمرات الرئيسية التي ستشهد فعاليات المؤتمر، إلى جانب زيارة عدد من القاعات والمرافق الأخرى بالكلية، لمتابعة الجوانب التنظيمية والفنية، وضمان جاهزية جميع التجهيزات على أعلى مستوى، استعدادًا لاستقبال الضيوف والمتحدثين من خبراء الاقتصاد والاستثمار وسوق المال.
رافق الدكتور وليد عفيفي خلال الجولة التفقدية كل من الدكتور إبراهيم الطحان، وكيل الكلية لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والدكتورة إيمان المنطاوي، مدير مركز الخدمة العامة بالكلية.
من جانبه أكد عميد الكلية خلال الجولة أن المؤتمر هذا العام يمثل نقطة تحول مهمة في مسار التعاون بين الجامعة والبورصة المصرية، خاصة وأنه سيشهد توقيع بروتوكول تعاون هام بين الجانبين، بما يسهم في تعزيز الثقافة المالية لدى طلاب الجامعة، ويدعم الجهود الوطنية نحو تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة.
ويأتي توقيع هذا البروتوكول بين جامعة كفر الشيخ والبورصة المصرية تتويجًا لمسار متواصل من التعاون البنّاء، ويهدف إلى تعميق دور الجامعات في دعم التثقيف المالي، من خلال دمج المفاهيم الاقتصادية وأسواق المال في البرامج التعليمية، وتنظيم زيارات ميدانية وورش عمل تدريبية لطلاب الكلية داخل البورصة المصرية، بما يعزز جاهزيتهم لسوق العمل. كما يُعد هذا التعاون خطوة استراتيجية نحو نشر الوعي الاستثماري لدى الشباب، وتمكينهم من فهم آليات العمل داخل أسواق المال، مما يسهم في إعداد كوادر مؤهلة قادرة على المشاركة الفعالة في دعم الاقتصاد الوطني، خاصة في ظل ما تشهده مصر من توجه نحو بناء اقتصاد معرفي قائم على الابتكار والتعليم المتطور. ويُعَدّ هذا المؤتمر منصة فاعلة للحوار بين الأكاديميين والممارسين، مما يخلق بيئة تعليمية ثرية تُحفّز على التفكير النقدي وتبادل الخبرات بين الأطراف كافة.
وقال الدكتور وليد عفيفي، إننا نعمل بكل دقة واهتمام لضمان نجاح هذا الحدث العلمي الكبير، الذي نعتبره من أبرز الفعاليات السنوية بالكلية.
وأضاف «قد حرصنا على دعوة نخبة من المتخصصين في مجالات الاقتصاد وسوق المال للمشاركة في جلسات المؤتمر وتقديم خبراتهم للطلاب والمجتمع الأكاديمي، إيمانًا منا بأهمية الربط بين التعليم الأكاديمي وواقع السوق ومتطلبات التنمية».
اقرأ أيضاًالخميس.. تجارة كفر الشيخ تنظم المؤتمر العاشر تحت عنوان «البورصة والتنمية»
رئيس جامعة كفر الشيخ يتفقد الاختبارات الإلكترونية بكلية التجارة
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: البورصة المصرية جامعة كفر الشيخ التنمية الاقتصادية بروتوكول التعاون أسواق المال كلية التجارة أحمد الشيخ أيمن عاشور التثقيف المالي محافظ كفرالشيخ الثقافة المالية عبد الرازق دسوقي البورصة والتنمية البورصة المصریة کفر الشیخ
إقرأ أيضاً:
من قلب +8: أسئلة مؤجلة من المستقبل عن الهوية والتنمية وروح المجتمع
أكتب هذه السطور من قلب طوكيو، حيث لا تزال رائحة المطر تتسلل إلى نوافذ الفنادق الزجاجية، والضوء البارد ينساب على الإسفلت كما لو أنه هارب من فكرة الزمن. لم أغادر بعد، ولا أظن أنني سأغادر فعليًا، حتى بعد مغادرة المكان، لأن الأسئلة التي استيقظت داخلي بعد هذه الرحلة الممتدة من سيول إلى طوكيو سترافقني طويلًا. هذه ليست زيارة عابرة لمنطقة جغرافية نائية عنا بأزيد من 17 ساعة طيران، بل هي اقتراب مؤلم من نموذج حضاري يبدو في ظاهره مثاليًا، ولكنه في جوهره يعاني من فراغ إنساني ساحق.
المشاركة في المنتدى العالمي للعلوم السياسية كانت مدخلاً فكريًا بامتياز للتفاعل مع نخب أكاديمية قادمة من مختلف بقاع الأرض. لكن التجربة الحقيقية بدأت خارج جدران القاعات: في المترو، في الأسواق النموذجية، في المطاعم، في الرفوف الصامتة للمكتبات، وفي نظرات الناس الذين يتحركون بآلية صارمة، كأنهم جزء من آلة أكبر من قدرتهم على الفهم أو الرفض. هناك شيء متوتر في الهواء، شيء لا يُقال، لكنه محسوس. هدوء مفرط يكاد يكون صاخبًا في دلالته.
تجربتي الثانية في كوريا الجنوبية، التي امتدت إلى اليابان هذه المرة، أتاحت لي فرصة عميقة لتأمل ما وراء الصور النمطية. في الظاهر، نحن أمام مجتمعات متقدمة تقنيًا، منظّمة إلى درجة الانبهار، ناجحة اقتصاديًا، أنيقة في شوارعها ونظيفة في سلوكها العام. ولكن، ما معنى كل هذا حين يغيب الإنسان كقيمة؟ حين يتحول المجتمع إلى مجرد فضاء هندسي دقيق خالٍ من الفوضى، ولكنه أيضًا خالٍ من الدفء؟ لقد لاحظت، من خلال تفاعلي اليومي مع المواطنين هنا، أن العلاقات الاجتماعية شبه متلاشية، لا وجود للعفوية، لا أثر للعلاقات المفتوحة، حتى السلام أو التحيّة أصبحتا من الكماليات. الفرد هنا منغلق على نفسه، متوجس من الآخر، حتى قبل أن يقترب منه. هذا التوجس ليس مجرد موقف ثقافي أو اجتماعي عابر، بل هو نتاج لتراكمات تاريخية عنيفة لا تزال تشتغل في اللاوعي الجمعي. اليابان تحديدًا تحمل في ذاكرتها الجمعية جروحًا لم تندمل بعد: قنبلة نووية أمريكية دمرت مدينتين، وأبقت الندبة غائرة في وعي الأمة، فأصبح كل اقتراب من الآخر مشروع تهديد، وأضحى الحذر هو القاعدة في بناء العلاقات الإنسانية. لا يتعلق الأمر فقط بالحرب، بل بالتصورات العميقة التي ترسخت حول معنى الوجود، ومعنى السلام، ومعنى الثقة.
ومن جهة اخرى لا يمكن الحديث عن البنية النفسية للمجتمع الياباني دون التوقف عند إحدى أخطر الظواهر: ظاهرة الانتحار. اليابان تتصدر منذ سنوات لائحة البلدان ذات أعلى معدلات الانتحار في العالم، ليس فقط بسبب الضغوط الاقتصادية أو المهنية كما يُشاع، بل نتيجة نمط وجودي قائم على العزلة، على غياب التواصل العاطفي، على تفكك مفهوم الأسرة، بل وأحيانًا على انعدامه. الناس هنا يموتون صامتين كما يعيشون. هل يُعقل أن ينهار الإنسان في حضن واحدة من أكثر الدول تقدمًا وتطورًا؟ هل تكفي التكنولوجيا لملء الفراغ الوجودي؟ وهل يكفي النظام لسد الحاجة إلى دفء انساني لا يُعوّض؟
إن المفارقة التي تنكشف هنا مؤلمة ومثيرة للدهشة في آن واحد: هذه الدول التي لطالما قُدّمت كنماذج تنموية رائدة، تعاني اليوم من تحديات وجودية عميقة. الشيخوخة الديمغرافية تزداد، نسبة الولادات تنهار، العزوف عن الزواج يرتفع، والرفض الجماعي للهجرة يعمّق الأزمة. الدولة التي لا تُعيد إنتاج المجتمع، ولا تجدّد ذاتها ديمغرافيًا، تكون أمام خطر الزوال الناعم، حتى وإن كانت تبدو على السطح قوية ومزدهرة.
لكن السؤال الأكثر إلحاحًا يبقى: كيف يمكن لمجتمع متقدم، بلغ أعلى درجات التنظيم، أن يتحوّل إلى كيان هش على مستوى الروابط الاجتماعية؟ هل يمكن للفردانية المفرطة أن تبني أمة؟ وأين يذهب الإنسان حين يصبح النجاح الجماعي خاليًا من المعنى الفردي؟ ثم كيف نفهم هذا التناقض الفجّ بين البنية التحتية المتقدمة والبنية التحتية للروح التي تنهار بصمت؟ هل نعيش اليوم على أنقاض حداثة لم تفهم الإنسان؟ وهل نحن، في مجتمعاتنا المتوسطية بكل ما تحمله من فوضى وعفوية وعلاقات عائلية ممتدة، نعيش رغم كل شيء شكلًا من أشكال التوازن البديل، الذي يجب أن يُصان لا أن يُحتقر؟
رحلتي إلى كوريا الجنوبية واليابان كانت مناسبة لرؤية صورة الآخر من الداخل، ولرؤية أنفسنا من خلاله. لقد غادرت المسافة الجغرافية بيننا، لكنني اقتربت من مسافة أخرى، أعمق وأخطر: المسافة بين الإنسان وظلّه. وهذا ما يدفعني اليوم، وأنا لا أزال هنا، أن أكتب لا كسائح ينبهر، ولا كمثقف يدين، بل كإنسان يتساءل: من نحن؟ ومن هم؟ وإلى أين يمضي العالم حين تفقد الحضارة دلالتها، ويتحول التقدم إلى عبء، والنجاح إلى عزلة، والذاكرة إلى قيد؟ وهل في الإمكان بناء مستقبل مختلف لا يُقصي الإنسان باسم النظام، ولا يُغتال فيه الشعور باسم الصمت؟
الصورة مأخوذة من أعلى برج في اليابان هو برج طوكيو سكاي تري (Tokyo Skytree) بارتفاع: 634 متراً، وهو يُعد ثاني أعلى بناء في العالم بعد برج خليفة في دبي.