17 معيارًا محوريًا لحماية الأشخاص ذوي الإعاقة في المنشآت الاجتماعية
تاريخ النشر: 18th, April 2025 GMT
طرحت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية ”دليل اعتماد البرامج في المنشآت الاجتماعية للأشخاص ذوي الإعاقة“، عبر منصة ”استطلاع“؛ بهدف تنظيم جودة الخدمات المقدمة في المنشآت الاجتماعية غير الحكومية وتعزيز معايير الأمن والسلامة للأطفال من ذوي الإعاقة، بما يشمل تحديد اشتراطات الانصراف والحضور، وضوابط الوقاية من الإيذاء، ومعايير الخصوصية والرعاية المتكاملة.
ويحدد الدليل الجديد 17 التزامًا محوريًا يشترط توافرها في البرامج المقدمة للفئات المستهدفة، إلى جانب مواصفات دقيقة تتعلق بالبنية التحتية للمنشآت، وآليات التوثيق والمتابعة، ونوعية الكوادر العاملة؛ بهدف رفع كفاءة الخدمات وضمان حماية الأشخاص ذوي الإعاقة من التمييز أو الإهمال أو الاستغلال.
أخبار متعلقة ورشة عمل تستعرض مسوح المهارات ومبادرة ”المسرعة“ والتجارب الدوليةبدء تطبيق قرار رفع نسب التوطين لأربع مهن صحية في القطاع الخاصوزير الموارد البشرية يطلق "المنصة الوطنية للمهارات" في مؤتمر مبادرة القدرات البشرية 2025 .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } 17 معيارًا محوريًا لحماية الأشخاص ذوي الإعاقة في المنشآت الاجتماعيةتنوع الخدمات والفئات المستفيدةوتشمل الخدمات التي تقدمها المنشآت الاجتماعية للأشخاص ذوي الإعاقة، طيفًا واسعًا من البرامج، منها ما يُقدم مباشرة لذوي الإعاقة، ومنها ما يستهدف أسرهم، وتتضمن هذه الخدمات التدريب على المهارات الحياتية، مثل الإدارة المالية، والرعاية الشخصية، والتكيف الاجتماعي، بالإضافة إلى برامج تعديل السلوك، والبرامج الانتقالية التي تدعم الأشخاص في مراحل الانتقال الأكاديمي أو المهني.
ويشمل الدليل خدمات الإرشاد الأسري، وتوفير تقنيات مساعدة تسهم في تسهيل مشاركة الأشخاص ذوي الإعاقة في الحياة اليومية، وتولي الوزارة اهتمامًا كبيرًا بإعداد برامج انتقالية متكاملة لمرافقة الشخص ذوي الإعاقة من مرحلة إلى أخرى، سواء دراسية أو اجتماعية.اشتراطات دقيقة لاعتماد البرامجويفرض الدليل الجديد مجموعة من الاشتراطات الصارمة لاعتماد أي برنامج جديد، أولها ضرورة توافق البرنامج مع اللائحة التنظيمية للبرامج الاجتماعية والمهنية المعتمدة بقرار مجلس الوزراء رقم ”691“، وكذلك مع القواعد التنفيذية ذات الصلة الصادرة عن الوزارة.
وتشدد الاشتراطات على احترام حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وضمان مشاركتهم في اتخاذ القرار، ومراعاة الفروق الفردية بين المستفيدين حسب العمر، ونوع الإعاقة، والجنس، والقدرات الجسدية والمعرفية، بالإضافة إلى التأكيد على سرية المعلومات الشخصية.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } 17 معيارًا محوريًا لحماية الأشخاص ذوي الإعاقة في المنشآت الاجتماعية
ومن أبرز معايير الأمن والسلامة التي شدد عليها الدليل، وجود تدابير وقائية معتمدة تحمي ذوي الإعاقة من جميع أشكال الأذى الجسدي أو النفسي أو التمييز، مع ضرورة توفير كادر مؤهل ومرخص يخضع لمواصفات محددة من حيث العدد والتخصص.أنظمة توثيق إلكترونية متكاملةويشترط الدليل اعتماد كل منشأة اجتماعية على نظام إلكتروني موحد لتوثيق بيانات الأشخاص ذوي الإعاقة، وخططهم التدريبية، وسجلات الأداء، إلى جانب بيانات الكوادر البشرية، وتفاصيل الخدمات المقدمة، بما فيها الشكاوى ومؤشرات الجودة.
ويهدف هذا التوثيق إلى تحسين الرقابة ومتابعة تنفيذ الخطط، بالإضافة إلى رفع كفاءة المنشأة في تقديم الخدمات الشخصية والمجتمعية، وتحسين جودة الحياة للفئات المستفيدة.بيئة آمنة ومرافق مصممة بعنايةويشترط الدليل توفر مواصفات خاصة في بيئة الإقامة لضمان السلامة والراحة، مثل حماية زوايا الجدران بفواصل مضادة للحريق، وتوفير أثاث ذو زوايا دائرية، وسرير طبي للأشخاص طريحي الفراش أو المصابين بالشلل.
وحدد الدليل استخدام مفارش قطنية ناعمة بألوان هادئة، وتزويد المنشآت بغرف مراقبة محدودة الدخول لمتابعة جميع مرافق المنشأة عبر كاميرات عالية الجودة تشمل الفصول، الممرات، الساحات، المستودعات، والمداخل.
وشددت المعايير على ضرورة تكييف السبورات والمقاعد التدريبية لتناسب احتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة من حيث الارتفاع والسلامة والمقاسات، مع استخدام أدوات تفاعلية مناسبة مثل لغة الإشارة أو التواصل المكتوب.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } 17 معيارًا محوريًا لحماية الأشخاص ذوي الإعاقة في المنشآت الاجتماعيةخدمات شخصية ورعاية منزلية متكامل
ومن أبرز ما يميز دليل الاعتماد الجديد، هو شمولية الخدمات التي يمكن تقديمها ضمن برامج الرعاية المنزلية، حيث تضمنت قائمة طويلة من الأنشطة تشمل: تقديم وجبات غذائية متوازنة، والمساعدة في الاستحمام والعناية الشخصية، وتدريب على استخدام المرحاض، وتعليم ارتداء الملابس والتنقل في المنزل، وتقديم الدعم الاجتماعي والعاطفي.
وتضمنت أيضًا تنظيم مواعيد الأدوية والتذكير بها، وتدريب أفراد الأسرة على الرعاية، والتسوق وتوريد المستلزمات، والتعديلات المنزلية لتسهيل الحركة، والتدريب المنزلي وتطوير مهارات الاستقلال، وخدمات التنقل خارج المنزل.برامج الإرشاد الأسري
ويحظى برنامج الإرشاد الأسري بأهمية بالغة في دليل الوزارة، حيث تم تحديد 10 معايير رئيسية تضمن فاعلية هذه البرامج في تمكين الأسر ومساعدتها على تقديم الدعم المناسب لأبنائها.
ويشترط أن تُبنى الخطط وفق احتياج كل أسرة، في بيئة من الثقة والاحترام، مع إشراك الوالدين في الخطط التدريبية، والحفاظ على سرية المعلومات، وتعزيز مهارات الأسرة في التعامل مع الإعاقة باعتبارها شريكاً أساسياً في رحلة التأهيل.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } 17 معيارًا محوريًا لحماية الأشخاص ذوي الإعاقة في المنشآت الاجتماعيةالأنشطة الاجتماعية: شمولية وتنوع
ولضمان دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع، ألزمت الوزارة المنشآت الاجتماعية بالالتزام بقيم المجتمع السعودي عند تنظيم أي نشاط اجتماعي، مع إشراك المستفيدين وأسرهم في التخطيط والتنفيذ.
وشدد الدليل على تنوع الأنشطة لتشمل الجوانب الثقافية، الرياضية، والترفيهية، دون التركيز على نوع واحد، إضافة إلى الحصول على الموافقات اللازمة من الوزارة والمحافظة على مجانية المشاركة للمستفيدين.آلية الحضور والانصراف
ومن ضمن عناصر الحماية المباشرة التي أكد عليها الدليل، ضبط آلية حضور وانصراف الأطفال في المنشآت، وتوثيق ذلك إلكترونيًا، إلى جانب ضمان مرافقة آمنة في حالات الخروج للأنشطة الخارجية أو الرحلات، والحصول على موافقة أولياء الأمور المسبقة.
ويأتي هذا الإجراء ضمن توجهات الوزارة لرفع جودة خدمات الحماية، وضمان سلامة الأطفال ذوي الإعاقة أثناء وجودهم في المنشآت الاجتماعية، بما يعزز ثقة الأسر ويحد من أي مخاطر محتملة.
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: الدمام ذوي الإعاقة المنشآت الاجتماعية حماية ذوي الإعاقة رعاية ذوي الإعاقة وزارة الموارد البشرية ذوی الإعاقة من article img ratio img object position
إقرأ أيضاً:
“معيار الحق بين وضوح المفاهيم وتضليل الطابور الخامس” .
بقلم : علي الحاج ..
أن التمييز بين الحق والباطل يمثل جوهر الرسالة الحسينية والأمان الفكري للأمة، فالحق لا يقاس بالأشخاص، بل يعرف من خلال الرجوع الى القيم والمبادئ التي رسخها القرآن الكريم وأهل البيت “عليهم السلام”، هكذا افتتح سماحة الشيخ قيس الخزعلي في محاضرة له بالمجلس الحسيني الذي اقامته الحركة، مذكرا يقول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب “عليه السلام”: “اعرف الحق تعرف أهله”، وهي قاعدة محورية تمنع الانزلاق خلف الشعارات الزائفة أو خلف أولئك الذين يسعون لتحقيق مصالحهم الضيقة على حساب القيم الثابتة.
وفي ظل ما يشهده العالم من صراعات فكرية وسياسية، تصبح هذه القاعدة أكثر أهمية، إذ يشير سماحته إلى أن الصراع بين الحق والباطل صراع ممتد عبر العصور، بدأ منذ أول مواجهة بين قابيل وهابيل، وسيستمر حتى قيام الساعة، وفي كل زمن هناك طغاة يقودون جبهة الباطل، وهناك رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه يذودون عن جبهة الحق بثبات وإخلاص.
غير أن المشكلة الكبرى تكمن في وجود “الطابور الخامس”، وهم أولئك الذين يسعون إلى خلط الأوراق وتشويه الحقائق، فيلبسون الحق بالباطل لتضليل الناس وإبعادهم عن أئمتهم وقادتهم الحقيقيين، هؤلاء المضللون لا يتوقفون عن نشر الأكاذيب وتحريف الوقائع، مستخدمين الإعلام والمنصات الرقمية أحيانا كسلاح خطير، فهم يشيعون أن كل أزمة سياسية او امنية او حتى اقتصادية تقف خلفها “الفصائل”، في محاولة لتحويل الرأي العام عن الفاعل الحقيقي.
وهنا تصبح البصيرة والوعي ضرورة لا غنى عنها، فالتمسك بمقياس الحق هو السلاح الامثل لمواجهة هذا التضليل، ويرى سماحة الشيخ أن الحق واضح ومتين، فهو يستند إلى القرآن الكريم وأحاديث أهل البيت عليهم السلام، بينما الباطل يفتقد لأي أساس راسخ، مهما تجمل بالشعارات أو تحصن بالمال والإعلام.
ويؤكد أن العودة إلى النصوص الدينية والمرجعيات الصادقة أمر لا غنى عنه لتحديد الموقف الصحيح في أي قضية، فالمواقف لا تبنى على المزاجات أو العلاقات، بل على ميزان شرعي قويم، يعصم من الانحراف، ويرشد إلى سبيل النجاة.
وفي ختام هذه الرؤية، يشدد الشيخ الخزعلي على أن النصر الحقيقي يتحقق بالوقوف في صف الحق، حتى لو كان الطريق محفوفا بالمصاعب، فالله سبحانه وتعالى وعد بنصرة من ينصره:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾
وهذه البوصلة هي الضمانة الأكيدة لحفظ الأمة من الانحراف، ولبناء وعي راسخ لا يتأثر بمحاولات التضليل مهما كانت قوية أو منظمة.