علي جمعة: الإمام الأشعري كان رائدا في فهم النصوص الشرعية وربطها بالواقع
تاريخ النشر: 21st, April 2025 GMT
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ومفتي مصر الأسبق، إن الإمام أبو الحسن الأشعري رضي الله عنه كان من أبرز العلماء الذين اجتهدوا في فهم النصوص الشرعية ومواءمتها مع العقل والواقع.
وأضاف عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ومفتي مصر الأسبق، في بودكاست "مع نور الدين" على قناة الناس، أن الإمام الأشعري بدأ حياته على مذهب المعتزلة، ولكنه بعد دراسة عميقة وتمعن في الكتاب والسنة، أدرك أن الأئمة والأفكار التي حاولت استنباط العقيدة لا يمكن أن توازي النصوص الواضحة في القرآن والسنة.
علي جمعة: من أراد النجاح فليطلبه بالله.. والتوكل عليه سر الطمأنينة وتحقيق المقاصد
وأوضح جمعة أن الإمام الأشعري كان لديه من الفهم الدقيق أن الكتاب والسنة هما المصدرين الأساسيين في تشكيل العقيدة، وأن التمسك باللغة العربية وتطبيق العقل هما السبيل الأفضل لفهم النصوص الدينية، مؤكدا أن الأشعري طرح منهجًا وسطًا في التعامل مع النصوص، وهو منهج يتوافق مع ما جاء في القرآن الكريم: "وكذلك جعلناكم أمة وسطًا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدًا"، حيث كان الإمام يشدد على ضرورة الوسطية والاعتدال في فهم الشريعة.
وأشار جمعة إلى أن الإمام الأشعري كان لديه قولان رئيسيان في معالجة المسائل الدينية: الأول كان منهج التأويل في مواجهة المخالفين من خارج الإسلام، والآخر كان منهج التفويض في بعض الحالات التي تقتضيها النصوص.
كما بيّن أن الأشعري لاحظ عند دراسته لآراء المسلمين أن بعضهم كان يصر على تفسير النصوص بشكل حرفي، مما يتجاهل السياق العام للنصوص القرآنية، التي يجب فهمها في سياقها الداخلي والخارجي.
وأضاف الدكتور علي جمعة أن الإمام الأشعري قدم لنا فهمًا متميزًا للغة العربية، فبين أن هناك فرقًا بين الحقيقة والمجاز، مشيرًا إلى أن المجاز لا يتعارض مع الحقيقة، بل يضيف لها عمقًا ووضوحًا، موضحا أن رفض المجاز وتفسير النصوص بشكل حرفي يعد تجاوزًا للغة العربية الصحيحة، التي تعتمد على السياق والتشبيه.
وشدد على أن فكر الإمام الأشعري لا يزال منارة للمفكرين والعلماء في العصر الحديث، وأن التمسك بمنهجه الوسطي يساهم في تجنب الانحرافات الفكرية ويعزز من فهم الدين بشكل صحيح ومتوازن.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الدكتور علي جمعة علي جمعة الأزهر مفتي مصر الأسبق الأشعري المزيد علی جمعة
إقرأ أيضاً:
لا ينسب لساكت قول.. علي جمعة يكشف عن أحد أصول الفقه الإسلامي
كشف الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، عن أصول من أصول الفقه الإسلامي والقضاء، وهو (لا ينسب لساكت قول).
وقال علي جمعة، في منشور له عن أحد أصول الفقه (لا ينسب لساكت قول) أنه كذلك من أصول العدالة والإنصاف، وهذا قول الإمام الشافعي بعد تأمل الشريعة من ناحية والحياة من ناحية أخرى.
وتابع علي جمعة: وللأسف فإن كثيرا من الناس خرجت عن هذه القاعدة فحادت عن مقتضى العدالة وأخذ الساكت بجريرة غيره، وطالبوا المفترى عليه أن يتكلم وإلا صح الافتراء وثبت الاتهام، ولابد أن نعود في تأصيل ثقافتنا إلى مقتضيات العدل قال تعالى : (إنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ).
وأشار إلى أن الإنسان إما أن يصدر منه قول أو فعل يحكي عنه، أو لا يصدر عنه لا قول ولا فعل فينسب إليه، أما الحكاية عنه فتعتريها العوارض البشرية؛ ولذلك فقد تكون حقاً وقد تكون باطلة، فإذا كانت دقيقة وصادقة فلا إشكال. وعلى هذا تكون الشهادة لله قال تعالى : (وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاًّ) وإقامة الشهادة تستلزم الصدق فيها ومحاولة عدم الوقوع في العوارض البشرية، والعوارض البشرية هي، السهو : وهو إذا ذَكّره أحد تذكر، والنسيان : وهو إذا ذكره أحد لا يتذكر. والغفلة : وهي حالة يخلط فيها الناقل بين الأحداث.
وأوضح أن الخطأ يتمثل في الفهم غير الصحيح للقول أو الفعل، وقد يأتي هذا الخطأ من التحمل، أو من الحمل، أو من الأداء، وأخطاء التحمل تتعلق بسماع جزء من الكلام، أو بالخطأ في دلالة الألفاظ على معانيها أو نحو ذلك.
وذكر علي جمعة، أن أخطاء الحمل تأتي من الجهل بالحقيقة والمجاز، أو بحمل المشترك على معنى غير مراد للمتكلم، أو عدم فهم النقل في اللغة، أو التفريق بين المترادفات، أو الجمع بين المتفرقات، أو نزع الكلام من سياقه وسباقه ولحاقه، أو الخطأ في التعميم وعدم مراعاة الشروط المقيدة للإطلاق، وأخطاء الأداء تتمثل في العبارة التي يؤديها الناقل حيث لا تكون منطبقة على ما تحمل أو ما يريد لعجز في القدرة اللغوية أو الاستهانة بها.