صحيفة الاتحاد:
2025-05-22@08:23:09 GMT

البابا فرنسيس.. إرث خالد من المحبة والتسامح

تاريخ النشر: 22nd, April 2025 GMT

عبدالله أبوضيف (القاهرة)

أخبار ذات صلة الإمارات والبابا.. علاقات ثنائية مبنية على الاحترام المتبادل البابا فرنسيس.. شخصية استثنائية وجنازة مختلفة

منذ توليه السدة البابوية، في عام 2013، حمل قداسة البابا فرنسيس على عاتقه رسالة السلام والمحبة بين الشعوب والأديان، وعلى مدى سنوات عديدة، كان صوتاً للضعفاء، وحاملاً لراية التواضع والعدالة الاجتماعية، وساعياً إلى ترسيخ قيم الأخوة الإنسانية.


ومع وفاة البابا فرنسيس، تتجه أنظار العالم إلى الفاتيكان، حيث يرفع المؤمنون من كل الأديان صلواتهم من أجل رجل الإنسانية الذي لطالما دافع عنهم بصوته وكلماته وأفعاله.
رسالة محبة
وصف الأب بطرس دانيال، مدير المركز الكاثوليكي المصري للسينما، البابا فرنسيس بأنه «صانع السلام وخادم للجميع»، مشيراً إلى أن تعاليمه تنطلق من محبة الآخر من دون تمييز، وستظل دعواته وأفكاره مستمرة لإرساء العدل والمساواة والتسامح بين البشر.
وقال الأب بطرس، في تصريح لـ«الاتحاد»، إن قداسة البابا فرنسيس كان يجول العالم ليحمل معه رسالة السلام الحقيقية، ويدعو الجميع إلى التواصل والحوار، احتراماً لكل إنسان، بغض النظر عن دينه أو معتقده، حيث دعم الحركات الإنسانية، وسعى إلى إذابة الفوارق بين طبقات المجتمع، من أجل تحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية.
وأضاف أن ما يميّز البابا فرنسيس هو بساطته، فقد رفض السكن في المقر البابوي، وفضّل العيش في دير بسيط، وكان دائماً يشارك رجال الدين والراهبات طعامهم. 
وفي رحلاته، كان يتخلى عن السيارات الفاخرة ويستقل المركبات العادية، ليكون قريباً من الناس.
وأدى البابا فرنسيس دوراً مهماً في إطلاق وثيقة الأخوة الإنسانية من أبوظبي، بالشراكة مع فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وهي الوثيقة التي أصبحت نموذجاً عالمياً للتسامح، وتجسد رؤية البابا للعالم كبيت واحد يجب أن يتعايش أفراده بسلام ومحبة.
بساطة وتواضع
قال أديب جودة الحسيني، أمين مفتاح كنيسة القيامة وحامل ختم القبر المقدس في القدس الشريف: «لقد كان لي شرف استقبال قداسة البابا فرانسيس في كنيسة القيامة عام 2014، في لقاء تاريخي جمع القادة الروحيين في لحظة رمزية تحمل رسالة محبة وسلام، وكان لهذا اللقاء أثر كبير في تعزيز قيم التعايش والاحترام المتبادل، وهو ما كان يعمل البابا من أجله بلا كلل أو ملل».
وذكر الحسيني لـ«الاتحاد» أن البابا فرنسيس كان يتميز بتواضعه الاستثنائي، فكان يكسر البروتوكولات الكنسية ليكون قريباً من الفقراء والمهمشين.
لم يتوقف البابا فرانسيس عند الدعوات النظرية للسلام، بل سعى إلى تطبيقها عملياً. في أكثر من مناسبة، قام بغسل أقدام المساجين والمشردين في تقليد يرمز إلى التواضع والخدمة، كما كانت له مواقف قوية في الدفاع عن اللاجئين والفقراء، حيث قال: «علينا أن نُعلِّم الأجيال القادمة أن الله خالق السماوات والأرض، وليس بحاجة إلى حماية من البشر، بل هو الذي يحمي البشر».
نموذج نادر
أكد الأنبا باخوم، المتحدث باسم الكنيسة الكاثوليكية في مصر، أن العالم كله يلتف اليوم للصلاة من أجل البابا فرانسيس الذي كسب قلوب الجميع بسبب حبه للسلام وسعيه الدائم لنشر المحبة، خاصة تجاه الفئات الأكثر احتياجاً، مثل اللاجئين والفقراء والمهمشين.
وقال باخوم، في تصريح لـ«الاتحاد»، إن كلمات ورسالة البابا فرانسيس ستظل باقية، تلهم الملايين حول العالم ليكونوا سفراء للسلام والمحبة، تماماً كما كان هو طوال حياته. وبينما تضاء الشموع في الكنائس والمساجد، وترفع الدعوات في مختلف أنحاء العالم، يبقى البابا فرنسيس نموذجاً نادراً للقائد الذي وهب حياته للإنسانية بلا تمييز.
رجل البيئة والسلام
لم تقتصر جهود البابا فرانسيس على الشأن الديني، بل امتدت لتشمل قضايا عالمية مثل التغير المناخي والعدالة الاجتماعية، حيث كان من أبرز المدافعين عن البيئة، وأصدر رسالته البابوية «كن مسبَّحاً»، داعياً إلى الحفاظ على الأرض كبيت مشترك للبشرية، كما دعا قادة العالم إلى اتخاذ إجراءات جريئة لحماية البيئة ومواجهة الفقر. وفيما يتعلق بالقضايا السياسية، لم يتردد البابا فرنسيس في انتقاد الحروب والصراعات، مؤكداً أن السلام هو الحل الوحيد للمشاكل الدولية، وكان دائم الدعوة للحوار بين الأمم، ولم يتوانَ عن التدخل لحل الأزمات، مثل تدخله في استعادة العلاقات بين كوبا والولايات المتحدة.
خادم الناس
منذ بداية جلوسه على المقعد البابوي، حرص البابا فرنسيس على الابتعاد عن مظاهر الفخامة والبذخ، حيث رفض العيش في القصر البابوي، وفضّل الإقامة في دار الضيافة البسيطة في الفاتيكان، ولم يستخدم السيارات المصفحة، بل فضّل المركبات العادية، وكان يقف في طوابير الطعام مع الكهنة، ليؤكد أن البابا ليس سوى خادم للناس. في إحدى زياراته لليونان، انتقد الأساقفة الذين استقبلوه بسيارات فاخرة، مفضلاً استخدام سيارته البسيطة، وهو ما جعلهم يخجلون ويستبدلون سياراتهم بأخرى متواضعة عند توديعه. 
بصمات واضحة
رغم رحيل البابا فرنسيس، سيظل إرثه خالداً، فبصماته واضحة في كل مبادرات الحوار والتقارب بين الأديان، وفي كل خطوة خطاها نحو بناء عالم أكثر عدلاً ورحمة. وكما قال البابا فرنسيس في كلمته الشهيرة خلال مؤتمر الأزهر للسلام: «إن مصر التي أنقذت الشعوب في زمن يوسف من المجاعة، مدعوة اليوم لإنقاذهم من مجاعة المحبة والأخوّة».

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الفاتيكان أميركا اللاتينية البابا فرنسيس بابا الفاتيكان الكنيسة الكاثوليكية البابا فرانسیس البابا فرنسیس

إقرأ أيضاً:

البابا تواضروس يستقبل الرئيس اللبناني | صور

استقبل قداسة البابا تواضروس الثاني في المقر البابوي بالقاهرة اليوم الاثنين، الرئيس اللبناني العماد چوزيف عون والوفد المرافق له.

رحب قداسة البابا بفخامة الرئيس والوفد المرافق  معربًا عن سعادته بهذه الزيارة التي تعد الأولى لمقر الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.

كما أعرب قداسة البابا عن سعادته بالتحسن الواضح للأوضاع في لبنان على المستويين الأمني والاقتصادي، عقب تولي الرئيس عون مقاليد الأمور، لافتًا إلى أن للبنان مكانة خاصة لدى المصريين، وعبر قداسته عن أمله في تستعيد لبنان صورتها البهية في القريب العاجل.

وتحدث قداسة البابا عن الكنيسة القبطية التي تأسست في القرن الأول الميلادي، مشيدًا بعلاقاتها القوية مع فخامة الرئيس عبد الفتاح، وكافة مؤسسات ومكونات الدولة المصرية، وأعرب عن تمنياته بالشفاء لغبطة البطريرك مار بشارة الراعي بطريرك الكنيسة المارونية بلبنان.

4 نقاط مهمة في كلمة البابا لاون في قداس بدء الحبريةرسالة تهنئة من الرئيس السيسي إلى البابا ليو الرابع عشر بمناسبة توليه منصبه الجديدبحضور 300 ألف مصل .. البابا لاون يترأس قداس بدء الحبرية | صوربث مباشر.. مراسم تنصيب البابا ليو الرابع عشر بساحة القديس بطرس في الفاتيكان

ومن جانبه قدم الرئيس اللبناني الشكر لقداسة البابا على حفاوة الاستقبال، مشيرًا إلى أنه يتطلع للأمام ومعه الحكومة اللبنانية ومجلس النواب، متجاوزين عن الفترة السابقة، الذى عانى فيه لبنان كثيرًا، مؤكدًا على عزمه بعدم السماح للماضي أن يعود، لكي يرجع لبنان كما كان. بفضل مساندة الأصدقاء والمحبين وعلى رأسهم مصر والرئيس السيسي، فمصر بكل من فيها قريبة إلى لبنان وإلى قلب اللبنانيين.

دعوة لزيارة لبنان 

ووجه فخامة الرئيس الدعوة لقداسة البابا لزيارة لبنان في أقرب وقت.

وعقب لقائه قداسة البابا دَوَّنَ الرئيس چوزيف عون كلمة في سجل كبار الزوار، ثم توجه والوفد المرافق لزيارة الكاتدرائية المرقسية حيث استمع لشرح لتاريخ تأسيسها ومكوناتها والأحداث الهامة التي شهدتها.

طباعة شارك البابا تواضروس البابا تواضروس الثاني الرئيس اللبناني الرئيس اللبناني العماد چوزيف الكنيسة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية

مقالات مشابهة

  • خالد عامر يكتب: الرئيس السيسي.. رسالة المنصب وأمانة المسؤولية
  • البابا تواضروس يستقبل ولي عهد إمارة الفُجَيْرة بالإمارات العربية المتحدة | صور
  • البابا ليو الرابع عشر يدعو إلى السماح بدخول المساعدات لغزة
  • البابا ليو يدعو إلى السماح بدخول مساعدات "كافية" إلى غزة
  • بابا الفاتيكان يطالب بإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة
  • خالد أبو بكر يوجه رسالة للحكومة والمواطن بشأن وحدة الجبهة الداخلية (فيديو)
  • البابا تواضروس يتفقد منطقة أبو مينا الأثرية بالإسكندرية | صور
  • البابا تواضروس يستقبل الرئيس اللبناني | صور
  • سلطنة عُمان تُشارك في مراسم تنصيب بابا الفاتيكان
  • الرئيس عون زار شيخ الأزهر في القاهرة