نجاة عبد الرحمن تكتب: من طرف خفي 51
تاريخ النشر: 23rd, April 2025 GMT
كان من المفترض أن يكون ذلك المقال هو استكمال موضوع مقالة من طرف خفي 50 التي تناولت بها علاقة سيناء بتابوت العهد، الا انني فضلت التحدث هنا عن موضوع أكثر خطورة علي الأمن القومي و الهوية المصرية و العربية معا، نظرا لما حدث مؤخرا بشأن ظهور أحد الشخصيات بملابس غير لائقة أثناء تمثيله مصر في محفل دولي .
الفن الهابط أداة للسيطرة وتفكيك الانتماء و يعد أهم استراتيجية اعتمد عليها مشروع الشرق الأوسط الكبير لبرنارد لويس، و سبق و تحدثت عنها مرارا من خلال سلسلة مقالات من طرف خفي ، ومقالات أخرى، فضلا عن مجموعة كتب مغامرات صحفية لكشف الربيع العبري.
في ظل المتغيرات المتسارعة التي تشهدها المنطقة العربية، يتعاظم دور الفن والإعلام كأدوات تشكيل الوعي المجتمعي، إلا أن تساؤلًا بات يطرح نفسه بإلحاح: هل ما يُقدَّم على الشاشات الآن هو فنٌ حقيقي؟ أم أنه وسيلة لإلهاء الشعوب وإعادة تشكيل انتماءاتها؟
ولعل الإجابة تقودنا إلى مسارات أعمق ترتبط بما يُعرف بـ"مشروع الشرق الأوسط الكبير"، وهي خطة جيوسياسية تهدف لإعادة رسم خريطة المنطقة بما يخدم مصالح قوى كبرى، باستخدام أدوات ناعمة أبرزها الإعلام والفن.
الفن الهابط.. تغييب الوعي لا تنويره
الفن، كما يفترض أن يكون، هو انعكاس للواقع وتعبير عن آمال الناس آلامهم، لكنه في العقود الأخيرة، تحول –بشكل ملحوظ– إلى منتج استهلاكي يروّج للسطحية والانحلال القيمي. مسلسلات وأغاني وبرامج مليئة بالإثارة الإيحاءات، ومليئة أكثر بمحاولات نسف الهوية الثقافية والذوق العام.
يسهم هذا النوع من الفن في قتل الحس النقدي لدى المتلقي، ويخلق أجيالا تبحث عن الشهرة السريعة والمكاسب الرخيصة، بدلا من العلم والعمل والانتماء الحقيقي للأوطان.
السيطرة على الإعلام.. الماسونية
عبر تاريخها، سعت الجماعات السرية مثل الماسونية إلى اختراق مفاصل الإعلام والفن، انطلاقًا من فهمها العميق لتأثير الصورة والكلمة في تشكيل وعي الشعوب.
من خلال امتلاك شركات إنتاج عملاقة، وشبكات بث عالمية، استطاعت تلك القوى أن تفرض رسائل معينة بشكل ناعم ومتكرر: تمجيد الفردية، تفكيك الأسرة، تشويه الرموز الوطنية، والترويج لثقافة الاستهلاك، وكلها تصب في تقويض مفاهيم الانتماء والهوية الجماعية.
في كثير من الأعمال المنتشرة على نطاق واسع، نلحظ رموزًا ماسونية صريحة، أو رسائل مشفرة تخاطب اللاوعي وتخترق دفاعات العقل.
مشروع الشرق الأوسط الكبير.. تفكيك لا تطوير
أطلق هذا المشروع رسميًا في أوائل الألفينات كخطة لتحديث المجتمعات العربية وفق "نموذج ديمقراطي غربي"، لكنه في جوهره كان محاولة لإضعاف الدول المركزية، وإثارة الفوضى الخلّاقة، وإعادة تشكيل الانتماءات من الوطنية إلى الطائفية والعرقية.
الفن الهابط، والإعلام الموجّه، كانا جزءًا من أدوات تنفيذ هذا المشروع. فبدلًا من دعم الفنون الهادفة التي تعزز روح المقاومة والهوية، جرى تلميع "النجوم" المصطنعين، وتهميش الفنانين الحقيقيين، ومحاصرة الأصوات الحرة.
الانتماء.. الضحية الصامتة
في خضم هذه المنظومة، كان الانتماء أول الضحايا. الانتماء للأسرة، للهوية الثقافية، للوطن. فحين يُسخّف التاريخ، ويُستهزأ بالرموز، وتُشيطن الوطنية، يُصبح الفرد فريسة سهلة لأي مشروع خارجي.
ولذلك فإن مقاومة الفن الهابط ليست معركة ذوق فقط، بل معركة وعي ووجود. مقاومة إعلام التسطيح ليست ترفًا، بل ضرورة للحفاظ على ما تبقى من انتماء وهوية في وجه مشاريع التفتيت.
حين نربط بين الفن الهابط، السيطرة على الإعلام، المشروع السياسي الكبير، والانتماء، نكتشف أننا أمام معركة وعي شاملة. والرد لا يكون بالرفض فقط، بل بصناعة البديل: فن راقٍ، إعلام صادق، مشروع ثقافي نهضوي، يعيد بناء الإنسان المصري و العربي على أسس من الانتماء والكرامة والحرية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: من طرف خفي سيناء تابوت العهد مشروع الشرق الأوسط الكبير
إقرأ أيضاً:
شاهد.. نجاة منتخب نيجيريا من كارثة محققة
كشفت صحيفة ذا صن البريطانية عن نجاة منتخب نيجيريا من كارثة محققة أثناء عودته من أنجولا بعد الانتهاء من المشاركة في مباراة ليسوتو ضمن تصفيات كأس العالم بأمريكا وكندا والمكسيك.
وذكرت الصحيفة أن منتخب نيجيريا لكرة القدم نجا من كارثة بعد تعرض طائرته لتصدع الزجاج الأمامي أثناء عودته من أنجولا بعد مباراة ليسوتو في تصفيات كأس العالم 2026 .
هبوط اضطراري
أفادت أن نجاة منتخب نيجيريا لكرة القدم من كارثة محققة جاءت بعد تعرض طائرته لحادث في الجو أدى إلى هبوطها اضطراريا والعودة إلى مطار العاصمة الأنغولية لواندا وذلك بعد الهبوط اضطراريًا وإجلاء الجميع بسلام، وتم تجهيز طائرة بديلة لإكمال الرحلة.
وحقق منتخب نيجيريا الفوز على مضيفه ليسوتو بهدفين مقابل هدف مساء الجمعة الماضي في الجولة التاسعة للمجموعة الثالثة بالتصفيات الإفريقية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2026.
وغادرت بعثة المنتخب النيجيري إلى بلادها مساء السبت من أجل الاستعداد للمواجهة الحاسمة ضد بنين يوم الثلاثاء المقبل في ختام مشوار التصفيات.
وعاشت البعثة لحظات من الرعب بعد تشقق الزجاج الأمامي للطائرة بعد 25 دقيقة من الإقلاع من جنوب إفريقيا التي استضافت لقاء نيجيريا ضد ليسوتو.
وتعامل الطيار مع الموقف سريعا وأعاد الطائرة إلى مطار لواندا وتم إجلاء جميع الركاب من أفراد البعثة دون إصابات.
وأعلن الاتحاد النيجيري لكرة القدم في بيان رسمي اليوم الأحد أنه يعمل بالتعاون مع الجهات المعنية على تأمين طائرة بديلة لنقل البعثة من لواندا إلى نيجيريا للحاق بمباراة نظيره منتخب بنين.
ويتصدر منتخب بنين ترتيب المجموعة الثالثة برصيد 17 نقطة بينما يحتل منتخب نيجيريا المركز الثالث برصيد 14 نقطة بينما يحتل نظيره منتخب جنوب إفريقيا المركز الثاني برصيد 15 نقطة.