نهضة زراعية وتنموية متكاملة في سيناء.. تعاون دولي لتعزيز التنمية المستدامة بـ أرض الفيروز
تاريخ النشر: 24th, April 2025 GMT
يواصل مركز بحوث الصحراء التابع لوزارة الزراعة تنفيذ سلسلة من البرامج والمشروعات التنموية المتكاملة التي تستهدف تطوير الزراعة وتحسين حياة المواطنين في شمال وجنوب سيناء، وخاصة في المناطق النائية والأكثر احتياجًا، وذلك تزامناً مع الاحتفال بالعيد القومي لمحافظة سيناء، وفي إطار استراتيجية الدولة لتعمير وتنمية شبه الجزيرة.
صرح الدكتور حسام شوقي رئيس مركز بحوث الصحراء، أن المركز يعمل ضمن خطة شاملة لتعمير وتنمية سيناء، من خلال إنشاء 18 تجمعًا زراعيًا وتنمويًا على مساحة تتجاوز 11 ألف فدان تستهدف استقرار نحو 2122 أسرة، موزعة بين شمال وجنوب سيناء. وتشمل الخطة إنشاء ثلاثة مراكز خدمات زراعية في مناطق الحسنة، نخل، وطور سيناء، وتوزيع أكثر من 500 ألف شتلة زيتون و3 آلاف شكارة سماد عضوي على صغار المزارعين.
كما تم دعم هذه المشروعات بـآبار جوفية ومعدات زراعية حديثة لتحسين كفاءة استخدام الموارد المائية وتعزيز الإنتاج، إلى جانب تطوير بنية تحتية زراعية مستدامة تعتمد على الطاقة الشمسية ومحطات تحلية المياه.
وفي سياق مواجهة التحديات المائية، أشار شوقي إلى تنفيذ محطة تحلية مياه في وادي فيران بطاقة 10 م³/يوم، إضافة إلى خمس محطات أخرى بطاقة 25 م³/يوم. كما تم إنشاء محطة طاقة شمسية وخط نقل مياه بطول 2 كم لخدمة النشاط الزراعي في المناطق الصحراوية، بما يعزز من استدامة الموارد الطبيعية.
على صعيد الدعم الفني والإرشاد الزراعي، نفذ المركز أكثر من 80 مدرسة حقلية في محاصيل مثل القمح، الشعير، النخيل، الزيتون، والفول، شملت تدريبات عملية على تقنيات الري الحديث، الخدمة الشتوية، وتقليم الأشجار. كما تم تنفيذ 35 حقلًا إرشاديًا في الشيخ زويد، وتوزيع شتلات أكاسيا وتقاوي محاصيل علفية.
وقد شهدت مدينة الطور تخريج أول دفعة من المزارعين ضمن هذه المدارس، التي تم دعمها بمعدات زراعية من منظمة الفاو، بهدف تعزيز قدرات المزارعين وتحسين الإنتاجية الزراعية.
من أبرز المبادرات التي أطلقها المركز، تأتي مبادرة "اسأل واستشير قبل ما تدفع كتير"، والتي تنفذ جولات ميدانية في شمال ووسط وجنوب سيناء لتقديم استشارات فنية مجانية، والإجابة على استفسارات المزارعين في كافة التخصصات الزراعية والإنتاج الحيواني، مع تقديم توصيات تطبيقية لتحسين جودة الإنتاج وتقليل الفاقد.
كما أُطلقت مبادرة "اسأل خبير" للتواصل اليومي مع المزارعين، من خلال زيارات مباشرة داخل الحقول وورش عمل تفاعلية، تقدم حلولًا ميدانية للتحديات الزراعية.
ضمن مساعي المركز لحماية الثروة الحيوانية، تم تسيير قوافل بيطرية مجانية إلى مناطق مثل رأس سدر، الطور، والشيخ زويد، حيث تم علاج آلاف الحالات البيطرية، وتشخيص أمراض تناسلية وباطنية، وتوفير اللقاحات والمستلزمات البيطرية بشكل مجاني.
ركز المركز على دعم المرأة في سيناء عبر دورات تدريبية متخصصة للمرأة المعيلة والفتيات، شملت تصنيع الغذاء، تربية الدواجن، إنتاج الكمبوست، وتسويق المنتجات الزراعية. كما تم توزيع بطاريات تربية الدواجن وأعلاف مجانية على 30 أسرة، ضمن برنامج تمكين المرأة وتحسين الدخل الأسري.
تنمية وتعاون مؤسسي واسع النطاق
شهدت الفترة الأخيرة توقيع عدد من بروتوكولات التعاون مع جهات محلية ودولية، أبرزها:
جمعية تنمية المجتمع بالجورة، وشركة تنمية الريف المصري، والبنك الزراعي المصري، ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، والمنظمة العربية للتنمية الزراعية.
كما تم تمويل 40 مشروعًا زراعيًا ضمن المرحلة الأولى للمبادرة في جنوب سيناء، وتوزيع 10 آلاف شتلة لوز في الشيخ زويد ورفح، و5 آلاف شتلة زيتون في مدينة نخل، ضمن المبادرة الرئاسية "زراعة 100 مليون شجرة".
دعم البحث العلمي والتغيرات المناخية
حرص المركز أيضًا على تعزيز البنية البحثية من خلال تطوير محطات البحوث في رأس سدر، القنطرة شرق، والمغارة، وإعادة إحياء بنك الجينات النباتية في الشيخ زويد، للحفاظ على الأصول الوراثية للنباتات الصحراوية. كما تم تنظيم دورات تدريبية متخصصة في مجالات مثل الزراعة العضوية، الإدارة المتكاملة للأسمدة الذكية، والتكيف مع التغيرات المناخية.
رؤية متكاملة للتنمية المستدامة
وأكد الدكتور حسام شوقي أن كل هذه الجهود تأتي ترجمة لرؤية القيادة السياسية التي تضع تنمية سيناء في قلب الأولويات الوطنية، مشيرًا إلى أن ما يتحقق اليوم من إنجازات على الأرض هو انعكاس واضح لسياسات التنمية المتكاملة التي تستهدف الارتقاء بحياة المواطن السيناوي وتحقيق الأمن الغذائي والاستقرار المجتمعي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: بحوث الصحراء مركز بحوث الصحراء المرأة السيناوية سيناء أرض الفيروز کما تم
إقرأ أيضاً:
مسؤول حكومي: إسرائيل تمارس إبادة زراعية وبيئية في غزة
خاص- الجزيرة نت
تستهدف إسرائيل في حربها على غزة تدمير المساحات الزراعية بشكل ممنهج، ضمن مخططاتها للتدمير الشامل وجعل القطاع غير قابل للعيش، ويقترن ذلك مع إمعان في التدمير البيئي وصفته منظمات دولية وإقليمية ومسؤولون بكونه يشكل "إبادة بيئية".
وقال مسؤول في وزارة الزراعة الفلسطينية إن قوات الاحتلال الإسرائيلي دمرت 80% من الأراضي الزراعية في قطاع غزة، وذلك بحسب مسح ميداني أجرته الوزارة قبل اندلاع الموجة الأخيرة من العدوان في 18 مارس/آذار 2025.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4نظرة علمية من الفضاء على الإبادة الزراعية في غزةlist 2 of 4أصوات من غزة.. استهداف وتدمير ممنهج للقطاع الزراعيlist 3 of 4الصمود بالزراعة.. هكذا يواجه أهل غزة المجاعة والحربlist 4 of 4الفاو: إسرائيل دمرت 95% من الأراضي الزراعية في غزةend of listوتوقع المدير العام للتربة والري بوزارة الزراعة بغزة بهاء الدين الأغا أن يمتد الدمار إلى جميع المساحات الزراعية التي تصل إلى نحو 180 دونما (180 كيلومترا مربعا) من المحاصيل الشجرية مثل الزيتون والنخيل والدفيئات المزروعة بالخضروات والمحاصيل الحقلية، وذلك بسبب استمرار عمليات التجريف لمساحات جديدة من الأراضي.
وأوضح الأغا -في حديث خاص للجزيرة نت- أن العدوان الإسرائيلي أفقد أكثر من 50 ألف مزارع وعامل في القطاع الزراعي أعمالهم، كانوا يرعون نحو ربع مليون شخص من أفراد أسرهم.
وحذر المسؤول الحكومي من أن قصف الاحتلال الإسرائيلي مباني وأراضي قطاع غزة بعشرات آلاف الأطنان من الذخائر المحتوية على معادن ثقيلة ومواد سامة يصعب التخلص منها على المدى القصير، وسيكون لها تبعات كارثية على التربة التي لم تعد صالحة للزراعة، وتواجه تحديات تلوث الأرض والموارد المائية والهواء ببقاياها.
وشدد الأغا على أن المواد الخطرة الموجودة في الذخائر تسبب سميّة مباشرة وفورية للنباتات والحيوانات، مما يؤدي لزيادة عدد الوفيات، وانخفاض النمو، والإجهاد، والأمراض، وتلف الكائنات الحية.
وأوضح أن آثار المواد المتفجرة ستمتد إلى عقود عبر التراكم البيولوجي من خلال شبكات الغذاء، وتركيز كميات من هذه المواد في بعض الكائنات الحية.
إعلانونوه إلى أن آثار بعض أنواع المواد الخطرة تبقى في التربة والمياه الجوفية ومياه البحر والرواسب البحرية لفترات طويلة قد تستمر لعقود.
وأشار الأغا إلى أن الخصائص الكيميائية للمواد المتفجرة تبقى في الحطام، وقد يؤدي إزالتها أو معالجتها إلى مخاطر التعرض لها بشكل مباشر.
وشدد الأغا، الذي يعد خبيرا في الشأن البيئي، على أن آثار المتفجرات على صحة الإنسان تصل لدرجات قاتلة، حيث يُعدّ "تي إن تي" (TNT) مادة مسرطنة محتملة، ويمكن أن يؤدي التعرض طويل الأمد لها إلى تلف الكبد والكلى، بينما يؤثر شرب المياه الملوثة بمادة "آر دي إكس" (RDX) على الجهاز العصبي، وقد يصيب الإنسان بنوبات صرع وتشنجات وغثيان وقيء.
وذكر أن المعادن الثقيلة شديدة السمية، وخاصة الزرنيخ والكادميوم والكروم والرصاص والزئبق يمكن أن تسبب تلفا في العديد من الأعضاء حتى عند التعرض لمستويات منخفضة منها، كما أن التعرض المُزمن لمستويات منخفضة من الرصاص يؤدي إلى تأخر في النمو وتأثيرات طويلة المدى على الدماغ، والصحة العامة.
وتطرق الأغا إلى دراسة أجريت بعد الحروب السابقة على غزة، وركزت على عينات من التربة المأخوذة من حفر القنابل في الأراضي الزراعية، حيث أظهرت وجود مستويات مرتفعة من النيكل والكروم والنحاس والمنغنيز والرصاص، وهو ما يشكل خطرا كامنا على حياة أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون في قطاع غزة.
وبحسب الأغا، فإن تعافي التربة من التراكمات السامة يحتاج عقودا من الزمن، وهو ما من شأنه أن يفشل أي عملية إعادة زراعة الأرض مجددا على المدى القريب.
ونبه لضرورة فهم مدى ونوع التلوث الذي طال طبقة المياه الجوفية الساحلية، لضمان عدم تعرض الناس لمزيد من المواد الكيميائية الخطرة والمعادن الثقيلة في مياههم أو غذائهم.
إعلانويعتقد أن وقف العدوان على قطاع غزة أولوية قصوى للبدء بعمل شاق لاستعادة الخدمات مثل معالجة مياه الصرف الصحي وجمع النفايات الصلبة، واستعادة ظروف معيشية آمنة لقطاع من الأراضي المكتظة بالسكان، والتي تعاني من ندرة المياه والتلوث وتتطلب تخطيطا دقيقا للغاية.
ودعا الأغا إلى تكاتف جهود المؤسسات الدولية للمساهمة فور وقف العدوان بعملية إزالة الأنقاض بما تحتويها من ملوثات، لضمان عدم انتشارها، وتجنب خلق مخاطر جديدة على سكان غزة.
وأكدت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) في تقييم لها أن 95% من الأراضي الزراعية في قطاع غزة لم تعد صالحة للزراعة بسبب الدمار الذي خلفته الحرب الإسرائيلية المدمرة على القطاع.
وأكد التقييم الذي بني على صور أقمار صناعية أن حرب إسرائيل التي تستهدف الحجر والبشر في القطاع لم تترك سوى ما يعادل تقريبا 4.6% من المساحة الزراعية في القطاع.