تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

رأت صحيفة "تليجراف" البريطانية أن الهيمنة الأمريكية لم تعد كافية لفرض الحلول أو رسم ملامح السلام وأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي بنى سمعته على قدرته في إبرام الصفقات، يكتشف الآن أن العالم لا يسير وفق قواعده، وأن الأطراف المتصارعة لا تنتظر تعليماته.

وأشارت الصحيفة في مقال تحليلي سياسي اليوم الجمعة إلى أن ترامب يجد نفسه محاصرا بالواقع الجديد في قضايا مثل أوكرانيا وقطاع غزة وبكين وتل أبيب وهو: أمريكا لم تعد بالقوة التي كان يعتقدها.

وكان الرئيس الأمريكي، دائمًا يفتخر بقدراته في إبرام الصفقات وطوال حملته الانتخابية، تباهى بأن لديه القدرة على حل النزاعات بسرعة وبشكل فعال، وفي لقائه مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في فبراير الماضي، أثناء حديثه عن إمكانية إنهاء الحرب الأوكرانية الروسية قال: "أنا أبرم الصفقات، حياتي كلها صفقات".

لكن مع مرور الوقت، أصبحت تلك الفكرة محل تساؤل، حيث تظهر حقيقة أن القوة الأمريكية لم تعد كما كانت في السابق، وأن ترامب قد يتعلم بالطريقة الصعبة أن لا أحد في العالم على استعداد لتقديم تنازلات بناءً على إرادته وحده.

وقد تكون أوكرانيا هي أبرز مجالات تدخل ترامب في الساحة الدبلوماسية، حيث وعد بإيقاف الحرب في 24 ساعة، كان هذا وعدًا مبالغًا فيه منذ البداية، ولكنه يعكس العجلة التي شعر بها ترامب لإنهاء الصراع الذي كان يعتقد أن الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، كان يجب أن يحله منذ فترة طويلة.

وفي الأيام الأولى لإدارته، بدأ ترامب على الفور، وتحدث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وعين مستشاريه في السياسة الخارجية في العواصم الأجنبية لمحاولة التوصل إلى اتفاقات سلام قصيرة الأجل، ولكن كما يعرف أي وسيط خبير، لا يمكن تحقيق السلام الحقيقي دون أن تكون هناك ظروف ملائمة لذلك، ويجب أن تأتي الإرادة من الأطراف المعنية مباشرة.

فشل محاولات السلام

ومنذ بداية الحرب، كانت محاولات السلام تتعرض للفشل، وعندما وافقت واشنطن وكييف على هدنة لمدة 30 يومًا في مارس، تم عرقلتها من قبل بوتين، الذي كثف العملية بأسئلة فنية معقدة تسببت في انهيارها قبل توقيعها، ومع مرور الوقت، ظهرت مواقف متباينة بين بوتين وزيلينسكي حول بنود الاتفاقات، ما جعل المحادثات تتوقف بشكل كامل.

وفي النهاية، أصبح الأمر واضحًا: لا يمكن فرض السلام من الخارج، والقرار يجب أن يأتي من الأطراف المباشرة في النزاع، ولكن الأمر لا يقتصر على أوكرانيا فقط، فعلى جبهة أخرى، كانت محاولات ترامب للتوسط في الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني تسير في اتجاه مشابه، فبعد أن تمكن من فرض وقف إطلاق نار على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تبين أن الاتفاق لم يكن يحظى بتأييد كامل من قبل جميع الأطراف. فنتنياهو، الذي كان يواجه ضغوطًا داخلية من حلفائه السياسيين، كان يفضل استخدام القوة العسكرية بدلًا من المفاوضات، وترامب، الذي اعتاد الحصول على نتائج سريعة، بدا غير مبالٍ عندما خالف نتنياهو بنود الاتفاق بعد فترة وجيزة.

وحتى في ملف التجارة، حيث يسعى ترامب إلى فرض اتفاقيات جديدة مع الدول الكبرى مثل الصين، فإن الأمور لم تسر كما كان يأمل. فبالرغم من فرض الرسوم الجمركية العالية على البضائع الصينية، لم تتمكن الولايات المتحدة من دفع الرئيس شي جين بينج إلى طاولة المفاوضات، بل على العكس، يبدو أن الاستراتيجية الأمريكية كانت تدفع الصين بعيدًا. ومؤخرًا، بدأ ترامب يظهر علامات على التراجع في موقفه، ما يعكس فشل سياسته التجارية السابقة.

ويمكن إلقاء اللوم على ترامب في العديد من هذه الفشل، لكن من المهم أيضًا النظر في كيفية تغير موازين القوى العالمية، فالولايات المتحدة الأمريكية لا تزال القوة العظمى العسكرية والاقتصادية في العالم، ولكنها لم تعد تستطيع فرض إرادتها على الآخرين كما كانت في السابق، ففي عالم اليوم، تمتلك كل دولة مصالحها الخاصة التي لا يمكن تجاهلها، فبالنسبة لروسيا، فإن الخط الأحمر هو عدم الخسارة في أوكرانيا، وبالنسبة لإسرائيل، فهو ضمان عدم تمكن حركة حماس من الحفاظ على نفوذها في غزة، أما بالنسبة للصين، فإن الخط الأحمر هو الحفاظ على هيبتها الاقتصادية والسياسية.

وأشارت الصحيفة إلى أن الدرس الأهم هنا هو أن الرؤساء الجيدين يجب أن يتعلموا العمل ضمن الواقع الدولي، ومن الواضح أن الولايات المتحدة لا تستطيع حل كل النزاعات أو فرض إرادتها على بقية العالم، وفي النهاية، تقتضي السياسة الدولية أن تتعامل مع الحقائق على الأرض، وأن تفهم أن قوة التفاوض لا تأتي فقط من القوة العسكرية أو الاقتصادية، بل من قدرة الرئيس الأمريكي على فهم وتقدير مصالح الأطراف الأخرى والعمل ضمنها.

وخلصت الصحيفة بالقول إن ترامب، الذي كان يعتقد أن "إبرام الصفقات" هو كل ما يحتاجه لتحقيق السلام، بدأ يدرك ببطء أن السياسة العالمية تتطلب أكثر من مجرد وعود كبيرة.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: تليجراف الهيمنة الأمريكية ترامب صفقات ترامب الرئیس الأمریکی لم تعد

إقرأ أيضاً:

محافظ جنوب سيناء : شرم الشيخ كانت وستظل مدينة السلام العالمي

قال الدكتور خالد مبارك محافظ إن شرم الشيخ كانت و ستظل مدينة السلام العالمي ورسالتها الدائمة هي أن مصر أرض الأمن والاستقرار، وقيادتها تعمل بكل قوة لترسيخ قيم الحوار والسلام."

جاء ذلك خلال متابعة اللواء الدكتور خالد مبارك، محافظ جنوب سيناء، الاستعدادات النهائية بمدينة شرم الشيخ وذلك فى اطار جهود الدولة وكافة الأجهزة المعنية لاستضافة قمة شرم الشيخ للسلام، والمقرر انعقادها ، بمشاركة عدد من قادة وزعماء الدول العربية والأجنبية، لإنهاء الحرب في غزة، ودعم السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.

تُعد قمة شرم الشيخ للسلام واحدة من أبرز الفعاليات السياسية على الساحة الدولية، وتهدف إلى توحيد الجهود الإقليمية والدولية لوقف الحروب وتعزيز مسارات التنمية المستدامة ودعم الحوار بين الشعوب، انطلاقاً من الدور التاريخي لمصر كدولة داعمة للسلام والاستقرار في المنطقة والعالم.

وخلال متابعته الميدانية، تفقد المحافظ أعمال التجميل ورفع الكفاءة بطريق السلام و الميادين الرئيسية، موجهاً بسرعة الانتهاء من أعمال الرصف والتشجير والإنارة الحديثة لتظهر المدينة في أبهى صورها أمام ضيوف القمة. كما تابع المحافظ مواقع العمل بمحيط قاعة المؤتمرات والمناطق والطرق المحيطة بها.

وحرص المحافظ خلال جولته على لقاء العمال في مواقع العمل، ووجه لهم الشكر

 وأشاد بمجهوداتهم الكبيرة في إنجاز الأعمال بمعدلات قياسية، مؤكداً أنهم نموذج مشرف للعطاء والانتماء، وأن ما يبذلونه من جهد يعبّر عن حبهم لوطنهم وإصرارهم على إظهار شرم الشيخ في أبهى صورة.

وأشاد المحافظ  بالجهود المبذولة من جميع الجهات التنفيذية والعاملين، وحرص على لقائهم ميدانياً، موجهاً لهم الشكر والتقدير على تفانيهم في العمل، مؤكداً أن ما تشهده المحافظة من إنجازات ملموسة هو ثمرة تعاون وجهد جماعي يعكس روح الانتماء الوطني.

وقال المحافظ: "إن مدينة شرم الشيخ كانت وستظل مدينة السلام العالمي، ورسالتها الدائمة هي أن مصر أرض الأمن والاستقرار، وقيادتها تعمل بكل قوة لترسيخ قيم الحوار والسلام."

و أضاف المحافظ  أن توجيهات  الرئيس عبد الفتاح السيسي تركز على أن تكون جميع المشروعات والخدمات في شرم الشيخ على أعلى مستوى، لتبقى المدينة واجهة مشرفة لمصر أمام العالم.

واختتم المحافظ متابعته بالتأكيد على أن شرم الشيخ أصبحت جاهزة تمامًا لاستقبال ضيوف قمة شرم الشيخ للسلام، موجهاً جميع الجهات المعنية بالاستمرار في العمل بروح .


 

طباعة شارك جنوب سيناء محافظ جنوب سيناء شرم الشيخ السلام العالمي قمة السلام

مقالات مشابهة

  • محافظ جنوب سيناء : شرم الشيخ كانت وستظل مدينة السلام العالمي
  • حين تصطدم مصالح أميركا بدولة الاحتلال: الأولوية للأولى
  • مصر: واثقون من احترام جميع الأطراف المرحلة الأولى من اتفاق غزة
  • أحمد موسى: قمة السلام بشرم الشيخ تجمع الرئيسين السيسي وترامب وسط اهتمام عالمي غير مسبوق
  • الأمريكية كوكو غوف تتوج بلقب بطولة ووهان الصينية بتنس
  • هل تشهد الهيمنة الأمريكية الإسرائيلية أفولًا؟
  • ويتكوف وقائد القيادة المركزية الأمريكية يزوران موقعا للجيش الإسرائيلي في غزة
  • محمد موسى: الرئيس السيسي يستحق جائزة نوبل لإسهاماته في ترسيخ السلام بالشرق الأوسط
  • سلام يكتب بحروف مصرية
  • ويتكوف وكوشنر يصلّيان في الحائط الغربي لدعم صفقة الرهائن وتعزيز السلام بالشرق الأوسط