بدرية الزيادي… فنانة يمنية تحول الكونكريت إلى تحف فنية تخطف الأنظار!
تاريخ النشر: 28th, April 2025 GMT
يمن مونيتور/ تعز / من إفتخار عبده
منذ عامٍ تواصلُ المرأة اليمنيةُ بدرية الزيادي التفنن بصناعة المباخر والتحف الفنية، وسط واقع مليئ بالتحديات الناتجة عن تدهور الوضع الاقتصادي في اليمن، الذي يشهد صراع مستمر منذ عقد من الزمن.
وتنتمي الزيادي( 40 عامًا ) إلى مديرية القاهرة – مدينة تعز، الأكثر كثافة سكانية، والأكثر تضررًا من الصراع الدائر في البلاد.
والمباخر والتحف التي تقوم بصناعتها ، تستخدم فيها مزيجًا خاصًا من الكونكريت والماء لتشكيل تصاميم أخاذة داخل قوالب مبتكرة، تضفي على المكان رونقًا خاصًا.
وهذه القطع الفنية لا تقتصر على جمال شكلها، بل تقوم بدرية بإضافة لمسة شخصية تزيدها تميزًا، وهي كتابة أسماء الزبائن بأناقة على كل تحفة بالإضافة إلى استخدامها ألوانًا جذابة تمتع عيون الناظرين.
وتخرجت الزيادي قبل أكثر من خمسة عشر عامًا من قسم البيولوجي- جامعة تعز، لكنها لم تحظَ بوظيفةٍ ذات دخل مناسب تكفي حاجتها وأسرتها؛ فسلكت طرقًا أخرى، منها صناعة البخور والعطور والتي عملت بها فترة زمنية ليست بالقليلة ثم تفرغت- بعد ذلك- للعمل بهذه الحرفة اللطيفة.
وعن ميولها إلى هذه الحرفة تقول بدرية” في بداية الأمر كنت أتابع عبر الإنترنت مثل هذه الأعمال وأعجبت بها كثيرًا فبدأت أبحث حتى وجدت مبخرة من هذا النوع مع إحدى الصديقات، جمالها لفت انتباهي فأخذتها بيدي وتأملتها كثيرا وكأني أشاهد تحفةً أثرية، فتحمست للعمل بهذا المجال”.
وأضافت الزيادي” بعد البحث عرفت أنه من الضروري أن أمتلك قوالب خاصة بهذا العمل، فتواصلت بصديقتي التي أخبرتني أنه ينبغي علي طلبها من الخارج ( شي إن ) وهذا ما قمت به وصنعت أول مبخرة والتي كانت بمثابة الخطوة الأولى لي في عمل أحبه وأحس بشغف تجاهه كونه شيء جديد وله قابلية في الواقع”.
وتحققُ الزيادي نجاحًا كبيرًا في مهنتها هذه؛ إذْ حظيت بإقبال كبير على منتجاتها من قبل الأهل والصديقات، كما لاقت قبولًا كبيرًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي تنشر فيها أعمالها.
وتعد الزيادي واحدة من النساء اليمنيات اللاتي تحدين ظروف الواقع المرير بإثبات قدراتهن على العمل في مجالات مختلفة وبشغف كبير يعُلن من خلاله أسرهن بكل حب.
وعن بداية مشوارها في العمل هذا تقول الزيادي” بعدما تعلمتُ أساسيات هذه الحرفة الجميلة عن طريق دراستي لدورة تدريبية استمرت ستة أيام فقط- وبعدها- قمتُ بصناعة بعض المباخر على حذر وقد كنت أقع في البداية في أخطاء لكني تعلمت منها حتى استطعت بعد فترة من الزمن إتقانها تمامًا”.
وتابعت” أعمل في اليوم الواحد على حسب الطلب، إذا كان هناك طلب كبير أعمل لساعات طويلة وأحيانا أعمل طوال النهار من أجل إنجاز كل الطلبات وأحايين أعمل في اليوم الواحد ساعتين أو ثلاث ساعات”.
*التحديات*
وعن العثرات التي تواجه بدرية في عملها تقول” في بداية الأمر واجهت صعوبات كبيرة في سبيل الحصول على المعلومة الصحيحة التي تحسن من الأداء، وتظهر العمل بشكل أكثر حرفية وجمالًا، كوني لم أدرس دوارت مكثفة في هذا الجانب سوى دورة قصيرة لست أيام فقط”.
وأردفت” هناك صعوبات في شراء القوالب، فهناك قوالب جميلة يطلب الزبائن بضاعة تكون مصنوعة بها، لكني عندما أبحث في موقع ( شي إن) عن أسعارها أجدها غالية الثمن لا أقدر على شرائها، فبعض القوالب يصل سعرها إلى ( 70 ) ريالا سعوديا ما يعادل( 40 )ألف ريال، ومنها ما يصل سعره إلى ( 150 ) ريالا سعوديا، ما يعادل( 99) ألف ريال وهذا ما يجعلني أسمتر بالعمل في قوالب معينة وعدم التجديد”.
وتابعت” من ضمن المعوقات أيضا أن أغلب البيع لا يكون نقدًا، هذه تؤجل دفع المبلغ إلى الشهر الفلاني وتلك تؤجله إلى الأسبوع أو اليوم الفلاني، لا يوجد شيء اسمه أنْ أكمل صناعة البضاعة وتخرج من بيتي يأتيني المال مباشرة، هناك تعب كبير ما بين مرحلة الصناعة إلى مرحلة الحصول على المال”.
*الطموح المستقبلي*
وتطمح بدرية إلى أن تتوسع في مشروعها بشكل أكبر، وألا يقتصر فقط على المباخر وبعض التحف الفنية؛ بل أن يشمل أمورًا أخرى تضفي للبيوت جمالًا آخرا وتعطي الناظر متعة كبيرة.
وأرسلت الزيادي رسالتها للمرأة اليمنية بألا تستسلم للصعاب مهما كانت كبيرة، فالحياة بحاجة إلى كفاح كبير؛ خاصةً في ظل الظروف المعيشية والاقتصادية الصعبة التي نعيشها اليوم، مؤكدةً” هذه الظروف التي نمر بها بحاجة ماسة إلى صمود المرأة وإلى مساندتها لأسرتها”.
واختتمت” ليس شرطًا أن يكون عمل المرأة في المجال الذي درسته لسنوات، ينبغي على المرأة أن تسلك طرقًا متعددة وتطرق أبوابًا كثيرة لترى في أي منها ستجد نفسها وشغفها وحبها للعمل”.
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: التصاميم الفن اليمن
إقرأ أيضاً:
“سدايا”: حجم الإنفاق على الذكاء الاصطناعي التوليدي يصل إلى 202 مليار دولار بحلول 2028م وسيحدث تحولًا كبيرًا على مستوى الأعمال والاقتصاد العالمي
أصدرت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا” تقريرًا متخصصًا بعنوان “الذكاء الاصطناعي التوليدي.. آفاق واعدة لمستقبل أفضل”، يسلّط الضوء على التحولات العالمية المتسارعة في هذا المجال، ويستعرض أبرز الفرص الاقتصادية والاستثمارية، إلى جانب التحديات المصاحبة وحجم الإنفاق المتوقع على هذه التقنية في الأعوام المقبلة.
ويأتي التقرير في ظل ما يشهده العالم من تطورات تقنية غير مسبوقة أدت إلى بروز عدد من الابتكارات المؤثرة التي غيّرت طريقة أداء الأعمال، وأبرزها الذكاء الاصطناعي، إذ أصبح جزءًا أساسيًا من ممارسات الأفراد والمؤسسات والدول على حد سواء، نتيجةً لما يتمتع به من قدرات في محاكاة الذكاء البشري وأداء المهام الروتينية والمعقدة، ابتداءً من أتمتة الإجراءات والتحقق من جودة المنتجات، وصولًا إلى تعزيز الإنتاجية في بيئات العمل.
ويشير مصطلح الذكاء الاصطناعي التوليدي (Generative AI) إلى مجموعة من تقنيات الذكاء الاصطناعي القادرة على تعلم الأنماط من بيانات ضخمة وإنتاج محتوى جديد بمختلف أشكاله، مثل النصوص، والصور، والمقاطع الصوتية والمرئية، والأكواد البرمجية، والمحاكاة، وتسلسلات البروتين، فيما يتميّز هذا النوع من الذكاء الاصطناعي عن التقليدي بقدرته على تنفيذ مهام أكثر تعقيدًا وإبداعًا، في حين يقتصر الذكاء الاصطناعي التقليدي على التنبؤات والتصنيف وتقديم التوصيات.
أخبار قد تهمك “سدايا” تنجز مهامها المعنية بوصول الحجاج وتمكين الجهات الحكومية خلال الحج وتستعد عبر منافذ المملكة لمغادرتهم إلى بلدانهم 11 يونيو 2025 - 8:43 مساءً “سدايا” تدعم منظومة الحج بكاميرات بعيدة المدى معززة بالذكاء الاصطناعي لتأمين التنقل بالحج 7 يونيو 2025 - 12:14 صباحًاويسهم الذكاء الاصطناعي التوليدي بشكل ملحوظ في خفض التكاليف التشغيلية بما يصل إلى (30%) أو أكثر، وفقًا لتقديرات شركة “ديلويت”، نتيجةً لأتمتة المهام والوظائف، كما أشارت دراسة استطلاعية أجرتها شركة “ماكنزي” على أكثر من (1300) شركة إلى أن إدارات الموارد البشرية استفادت بشكل أكبر من تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي في خفض التكاليف، بنسبة تراوحت بين (10%) و(37%)، بينما سجلت إدارات سلاسل الإمداد نسب نمو أعلى في الأرباح وصلت في بعض الحالات إلى أكثر من (6%).
وبحسب تقرير شركة IDC عام 2024م، من المتوقع أن يشهد الاستثمار العالمي في الذكاء الاصطناعي التوليدي نموًا متسارعًا يتجاوز معدل نمو سوق الذكاء الاصطناعي ككل، كما يُتوقع أن يصل الإنفاق على هذه التقنية إلى (202) مليار دولار أمريكي (758.7 مليار ريال سعودي) بحلول 2028م، ما يشكل (32%) من إجمالي الإنفاق العالمي على الذكاء الاصطناعي، والمقدر بنحو (632) مليار دولار أمريكي (2.4 تريليون ريال سعودي).
وفي منطقة الخليج العربي، أظهرت دراسة لشركة “ماكنزي” عام 2024م، شملت (140) جهة حكومية وخاصة، أن ثلاثة أرباع الجهات المشاركة تستخدم الذكاء الاصطناعي التوليدي في مجال واحد على الأقل، لاسيما في مجالات البيع والتسويق والهندسة البرمجية، نظرًا للقيمة العالية التي تحققها هذه التقنيات في هذه القطاعات، وأوضحت النتائج أن (57%) من الجهات تخصص (5%) من ميزانيتها الرقمية للاستثمار في الذكاء الاصطناعي التوليدي، فيما وضع (50%) منها خارطة طريق واضحة لتطبيق حالات استخدام ذات أولوية على نطاق واسع.
وتوقعت الدراسة أن يُحدث الذكاء الاصطناعي التوليدي تحولًا كبيرًا على مستوى الأعمال والاقتصاد المحلي والعالمي، حيث تعتمد هذه التحولات بدرجة كبيرة على مستوى تبنّي المؤسسات والحكومات لهذه التقنيات المتقدمة، وأشارت إلى مجموعة من السيناريوهات المستقبلية الواعدة المصحوبة بتحديات يجب التعامل معها بوعي وكفاءة.
وكشفت الدراسة كذلك عن تسارع تبني الذكاء الاصطناعي التوليدي عالميًا، إذ يتوقع أن تعتمد (80%) من المؤسسات حلولًا وتقنيات قائمة عليه بحلول 2026م، إلى جانب تطور النماذج المتخصصة لتصل إلى (50%) بحلول 2027م، واستخدام الروبوتات كمساعدين من قبل أكثر من (100) مليون شخص، في ظل توجه متزايد لدى المؤسسات نحو تطوير إستراتيجيات لاختبار هذه التقنيات.
ويأتي إصدار هذا التقرير ضمن جهود “سدايا” لنشر المعرفة المتخصصة، وتعزيز الوعي المجتمعي والتقني بتطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي، ومواكبة التحولات التقنية المتسارعة عالميًا في هذا القطاع الحيوي.
ودعت “سدايا” الراغبين بالاطلاع على التقرير كاملًا، لزيارة الرابط الإلكتروني: https://sdaia.gov.sa/ar/MediaCenter/KnowledgeCenter/ResearchLibrary/GenerativeAI.pdf