رويترز: كيف دفنت غارة أمريكية أحلام مهاجرين أفارقة تحت الركام في اليمن؟
تاريخ النشر: 1st, May 2025 GMT
لم يسلم مهاجرون أفارقة تركوا بلدانهم بحثا عن الأمن والعمل، من النزاع في اليمن… اعتقلوا في صعدة في مركز تحول دمارا وأشلاء، بعد غارة جوية نُسبت الى الولايات المتحدة، وفق ما يروي أحدهم لوكالة
أعلنت سلطات الحوثيين الاثنين أن 68 شخصا على الأقل قُتلوا في قصف نُسب إلى الولايات المتحدة وأصاب مركز إيواء للمهاجرين الأفارقة في صعدة، فيما تشن واشنطن حملة قصف شبه يومية تستهدف المتمردين المدعومين من إيران.
ووقعت الضربة فجرا بينما كان المهاجرون نائمين في مبنى يشبه المستودع. وأظهرت حينها لقطات بثتها قناة “المسيرة” التابعة للحوثيين مشاهد مروّعة لجثث تحت الأنقاض، فيما عملت فرق الإنقاذ على انتشال الضحايا.
وداخل مجمّع السجن الاحتياطي في صعدة الخاضعة للمتمردين اليمنيين، بدت عدة مبان مدمرة كليا، تتناثر فيها بقايا صواريخ بين الركام.
واستقبلت المستشفيات المحيطة أعدادا كبيرة من الجرحى، وسط مشاهد مأسوية للجرحى المصدومين.
أحد هؤلاء الجرحى كان عبد إبراهيم صالح، وهو مهاجر إثيوبي يبلغ 34 عاما، نجا بأعجوبة من الضربة قبل أن يُنقل إلى المستشفى الجمهوري.
– “لا أريد أن أتذكر” –
بصوت منخفض ونظرات شاردة يقول صالح الذي لُفّ رأسه بشاش أبيض كما رجله اليسرى “في البداية ضرب الطيران مرتين قربنا، ثم الثالثة كانت علينا”.
ويضيف لوكالة فرانس برس “أسعفوني هنا إلى المستشفى الجمهوري. كل القتلى أشلاء مقطعة، لا يمكنني الوصف. يد هنا ورجل هناك. لا أريد أن أتذكر المشهد”.
يعيد هذا المشهد إلى الأذهان كارثة مركز احتجاز المهاجرين في صنعاء في العام 2021، حين قضى أكثر من 60 مهاجرا إثر حريق شبّ في أحد العنابر.
ورغم مرور أكثر من أربع سنوات، يبدو أن معاناة المهاجرين لا تزال مستمرة في بلد تمزقه الحرب.
ويخوض عشرات آلاف المهاجرين سنويا غمار الطريق الشرقي من القرن الأفريقي، هربا من الصراعات والكوارث الطبيعية وضعف الآفاق الاقتصادية، بارتياد البحر الأحمر نحو الخليج الغني بالنفط.
ويأمل كثيرون في الحصول على عمل في السعودية ودول الخليج، رغم أنهم يواجهون رحلة محفوفة بالمخاطر عبر اليمن.
من أمام أنقاض المركز، يقول إبراهيم عبد القادر محمد المعلم، رئيس الجالية الصومالية في اليمن، بنبرة غاضبة “نحن اليوم موجودون في مكان الجريمة البشعة، السجن الاحتياطي الخاص بالمهاجرين الأفارقة. الجريمة التي ارتكبها العدوان الأميركي على الأبرياء”.
ويضيف لفرانس برس “هذا العدوان الوحشي الذي قتل أبناء فلسطين وقتل أبناء الشعب اليمني، ها هو اليوم يستهدف المهاجرين المساكين الضيوف. هذه جريمة مكتملة الأركان، لا مبرر لها”.
ودعا الدول الأفريقية ورؤساءها إلى اتخاذ “موقف بحجم الجريمة”، كما توجه إلى المنظمات الدولية قائلا “اخرجوا عن صمتكم. هذه جريمة بحق البشرية”.
– غارات شبه يومية –
منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة إثر هجوم الحركة الفلسطينية على جنوب الدولة العبرية في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، شنّ الحوثيون عشرات الهجمات الصاروخية ضدّ إسرائيل وضدّ سفن في البحر الأحمر يقولون إنها على ارتباط بها.
وشلّت هجمات الحوثيين حركة الملاحة عبر قناة السويس، وهو شريان مائي حيوي يمرّ عبره عادة نحو 12 بالمئة من حركة الملاحة العالمية، ما أجبر العديد من الشركات على اللجوء إلى طرق بديلة مكلِفة حول رأس الرجاء الصالح في جنوب أفريقيا.
وعليه، تتعرّض مناطق الحوثيين في اليمن لغارات شبه يومية منذ أعلنت واشنطن في 15 آذار/مارس إطلاق عملية عسكرية ضدهم لوقف هجماتهم في البحر الأحمر وخليج عدن.
ومساء الاثنين، أعلن البنتاغون أن الولايات المتحدة ضربت أكثر من ألف هدف في اليمن منذ منتصف آذار/مارس، ما أسفر عن مقتل مئات المقاتلين المتمردين الحوثيين، بينهم أعضاء في قيادة جماعتهم.
– “معدلات مثيرة للقلق” –
لكن الولايات المتحدة لم تؤكد أو تنفِ مسؤوليتها عن الضربة في صعدة.
وردّا على سؤال وكالة فرانس برس، قالت القيادة العسكرية المركزية الأميركية إنها “على علم بمزاعم تفيد بوقوع خسائر بشرية في صفوف مدنيين على صلة بالضربات الأميركية في اليمن، وتأخذ هذه المزاعم على محمل الجدّ”.
وتابعت “يجري حاليا تقييم الأضرار وفُتح تحقيق”.
وأصدرت “هيومن رايتس ووتش” الثلاثاء بيانا يفيد أن القوات الأميركية “قصفت (…) مركزا لاحتجاز المهاجرين في صعدة في اليمن”.
وأضافت أن الغارات الأميركية “أسفرت على ما يبدو عن أذى بالغ بالمدنيين، ومن المرجح أن تكون قتلت وجرحت المئات منهم”.
واعتبرت المنظمة أن “التقاعس عن اتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة للتخفيف من الأضرار بالمدنيين يشكل انتهاكا للقانون الإنساني الدولي. الهجمات المتعمدة على المدنيين والبنية التحتية المدنية هي جرائم حرب”.
ونقلت المنظمة عن باحثة اليمن والبحرين في “هيومن رايتس ووتش” نيكو جعفرنيا قولها “يبدو أن الغارات الجوية الأميركية تسببت في قتل وجرح المدنيين في اليمن بمعدلات مثيرة للقلق على مدار الشهر الماضي في ظل إدارة ترامب”.
ولفتت المنظمة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تقصف فيها الأطراف المتحاربة في اليمن مركزا لاحتجاز المهاجرين وتقتل أعدادا كبيرة منهم.
ففي العام 2022، قصف التحالف بقيادة السعودية مركز احتجاز في المجمّع نفسه في صعدة، ما أسفر عن مقتل 91 شخصا على الأقل وإصابة 236 آخرين، و”هي جريمة حرب محتملة قد تكون الولايات المتحدة متواطئة فيها”، وفق المنظمة.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن صعدة مهاجرون افارقة غارة أمريكية حقوق الولایات المتحدة فی الیمن فی صعدة
إقرأ أيضاً:
ضغوط أمريكية على لبنان لنزع سلاح حزب الله
أنقرة (زمان التركية) – تمارس الولايات المتحدة ضغوطًا على لبنان لاتخاذ قرار رسمي بنزع سلاح حزب الله قبيل المواصلة في المباحثات.
وأكدت خمسة مصادر مطلعة في حديثها إلى وكالة رويترز أن واشنطن تعزز ضغوطها على بيروت لإصدار قرار حكومي رسمي سريع يتعهد بنزع سلاح حزب الله من أجل استئناف المباحثات المتعلقة بوقف إسرائيل عملياتها العسكرية على لبنان.
وأفادت المصادر ومن بينها مسؤولان لبنانيان ودبلوماسيان ومصدر لبناني مطلع أن الولايات المتحدة لن ترسل سفيرها لدى أنقرة، توم باراك، إلى لبنان لإجراء لقاءات مع المسؤولين اللبنانيين ولن تمارس ضغوطا على إسرائيل لوقف غاراتها الجوية أو سحب جنودها من جنوب لبنان.
تبحث واشنطن وبيروت منذ ستة أسابيع خارطة الطريق الأمريكية التي تقترح نزع سلاح حزب الله اللبناني كليا مقابل وقف الغارات الاسرائيلية وانسحاب الجنود الاسرائيليين من خمسة نقاط بجنوب لبنان.
وكان المقترح الأول يتضمن شرط إقرار قرار حكومي يتعهد بنزع سلاح حزب الله.
وأعلن حزب الله أمام الرأي العام رفضه لتسليم ترسانته بالكامل وأنه يبحث تقليص ترسانته بشكل خاص.
ويشدد حزب الله، الذي تصنفه الولايات المتحدة وجزء كبير من الغرب تنظيما إرهابيا، على ضرورة اتخاذ اسرائيل خطوة أولية بسحب جنودها وإيقاف الغارات بالمسيرات على مقاتليه ومخازن السلاح.
وأوضحت أربعة مصادر أن رئيس البرلمان اللبناني، نبيه بري، طالب الولايات المتحدة بضمان إيقاف الهجمات الاسرائيلية كخطوة أولية للتوصل إلى وقف إطلاق النار الذي أنهى المواجهات بين الطرفين التي استمرت لأشهر خلال العام الماضي.
وأكدت المصادر الأربعة أن اسرائيل رفضت مقترح بري الأسبوع الماضي.
وأفادت جميع المصادر أن الولايات المتحدة بدأت تصر لاحقا على التصويت على القرار فورا.
ووفقًا للمصادر فقد ذكر المسؤولون اللبنانيون أن رئيس الوزراء سيعمل على عقد جلسة خلال الأيام القادمة.
وكان باراك التقى رئيس الوزراء اللبناني الأسبوع الماضي وأبلغه أن واشنطن لن تُجبر إسرائيل على شيء.
ونشر باراك تغريدة عبر حسابه بمنصة إكس عقب الزيارة أن الكلمات لن تكون كافية طالما أن حزب الله لا يزال يحتفظ بالسلاح وأن الحكومة وحزب الله عليهم الالتزام التام والتحرك فورا لتجنب الحكم على الشعب اللبناني بالوضع الراهن المتعثر.
هذا وتشير جميع المصادر إلى تخوف القيادة اللبنانية من احتمالية أن يزيد عدم التعهد بشكل صريح بنزع سلاح حزب الله الهجمات الاسرائيلية بما يشمل أيضا بيروت.
Tags: الغارات الاسرائيلية على لبنانالمفاوضات الأمريكية اللبنانيةحزب اللهنزع سلاح حزب الله