سلط تقرير نشرته صحيفة "الإندبندنت"، الضوء على انقطاع التيار الكهربائي الشامل في إسبانيا والبرتغال وأجزاء من فرنسا، ما أثار ساعات من الفوضى قبل عودة التيار الكهربائي، ولا تزال آثاره محسوسة. 

استبعد مُشغّلو شبكات الكهرباء في إسبانيا والبرتغال احتمال وقوع هجوم إلكتروني، لكن سبب الانقطاع لا يزال قيد التحقيق، حسب التقرير الذي ترجمته "عربي21".



صرح إدواردو برييتو، رئيس شركة الكهرباء الإسبانية "ريد إلكتريكا"، بأن حادثتين متتاليتين، وقعتا الساعة 12:32 ظهرا يوم الاثنين، ثم حادثة أخرى بعد ثانية ونصف من ذلك، تُشير إلى "انقطاع في توليد الكهرباء" أدى إلى قطع التيار الكهربائي في جميع أنحاء شبه الجزيرة. وفي حين أن النظام صمد أمام الحادثة الأولى، إلا أنه لم يصمد أمام الثانية. 

سارع البعض إلى القول إن سعي إسبانيا نحو استخدام الطاقة المتجددة كان له تأثير. في العام الماضي، شكلت مصادر الطاقة المتجددة 53% من توليد الطاقة في البلاد.


وأظهرت بيانات "ريد إلكتريكا" أن الطاقة الشمسية الكهروضوئية شكلت 59% من كهرباء إسبانيا وقت انقطاع التيار الكهربائي، وطاقة الرياح ما يقرب من 12%، والطاقة النووية ما يقرب من 11%، ومحطات الغاز ذات الدورة المركبة 5%. 

في غضون خمس دقائق فقط، بين الساعة 12:30 ظهرا و12:35 ظهرا بالتوقيت المحلي يوم الاثنين، انخفض توليد الطاقة الشمسية الكهروضوئية بأكثر من 50% إلى 8 غيغاوات من أكثر من 18 غيغاوات، وفقا للبيانات. 

كانت هناك تقارير تفيد بأن نقص "القصور الذاتي" في الشبكة ربما يكون قد ساهم في انقطاع التيار الكهربائي. يساعد قصور الشبكة في الحفاظ على إمدادات الكهرباء بتردد ثابت، ويتم إنشاؤه بواسطة مولدات ذات أجزاء دوارة - مثل التوربينات التي تعمل في مولدات الوقود الأحفوري أو الطاقة الكهرومائية - والتي لا تمتلكها الألواح الشمسية وتوربينات الرياح. في حالة انقطاع التيار الكهربائي، يجب إعادة بناء القصور الذاتي قبل إعادة تشغيل الشبكة. 

لكن رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، استبعد احتمال أن يكون فائض الكهرباء المولدة من مصادر متجددة هو سبب انقطاع التيار الكهربائي. 

وصرح سانشيز يوم الثلاثاء أن الفنيين ما زالوا يحاولون تحديد السبب الدقيق للانهيار، وسيتم استخدام نتائج تحقيقاتهم لتعزيز النظام، مضيفا أنه "ما حدث بالأمس لا يمكن أن يتكرر أبدا". 

وفي حديثه لصحيفة "الإندبندنت"، أشار كريستيان روبي، الأمين العام لمجموعة صناعة الكهرباء الأوروبية "يور إلكتريك"، إلى وجود مشكلة فنية في كابل الجهد العالي الذي يربط بين شبكتي الكهرباء الفرنسية والإسبانية. 

مع ذلك، حذر روبي من أن الأمر سيستغرق "أسابيع، إن لم يكن أشهرا" قبل إجراء تحليل فني دقيق يؤكد سبب العطل، وأضاف أنه من غير المرجح أن يكون هذا التحليل وحده هو سبب المشكلة.  

وأوضح قائلا: "ربما يكون نظام الطاقة هو أكثر الآلات تطورا وتعقيدا في العالم". إنه مزيج من ملايين الوحدات المختلفة التي تضخ الطاقة في النظام نفسه، والذي ينقلها بدوره إلى ملايين المستخدمين النهائيين. 

وتابع روبي قائلا: "لكنه مصمم بحيث لا يتسبب تعطل أحد الأصول الحيوية، مثل موصل كهربائي أو محطة توليد طاقة، في انقطاع الكهرباء عن مجموعة كاملة من الدول لفترة طويلة". 

وبشكل عام، يُشكل النمو المزدهر لمصادر الطاقة المتجددة تحديا كبيرا لأنظمة نقل الكهرباء، والتي قد يعود تاريخها في أوروبا إلى نصف قرن أو أكثر، وفقا للتقرير.

ويرجع ذلك إلى أن مولدات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح التي تعتمد على الطقس تتميز بمعدلات انقطاع عالية، وتتطلب تقنيات جديدة للحفاظ على توازن الشبكة. 

وقال روبي إن ما هو واضح هو أن "شبكات الطاقة بحاجة إلى تعزيز وتقوية أسرع بكثير مما هو عليه الحال اليوم" للحفاظ على توازنها مع تزايد استخدام مصادر الطاقة المتجددة في النظام. 


لكنه شدد على أن هذا لا يعني أن على الدول إبطاء وتيرة نشر مصادر الطاقة المتجددة. قد تكون هناك مخاطر جديدة في إدخال المزيد من مصادر الطاقة المتجددة إلى النظام - لكن مخاطر ترك الأمور على حالها أكبر.  

وقال: "ليس لدينا خيار في هذا الأمر. لا يمكننا التوقف لأنه يبدو معقدا بعض الشيء. نحن نفعل ذلك لأسباب تتعلق بتغير المناخ، وأمن الطاقة، والأمن العسكري". 

وقال روبي إن هناك حاجة إلى مصادر الطاقة المتجددة من أجل الإصلاح المناخي على وجه التحديد. والتهديد المتزايد للطقس المتطرف على أنظمة الكهرباء يُظهر ضرورة معالجة تغير المناخ، والاستثمار في تحديث أنظمة الطاقة لدينا وجعلها أكثر مرونة. 

بالإضافة إلى ذلك، قال روبي إن نشر مصادر الطاقة المتجددة ضروري حتى لا تضطر الدول الأوروبية إلى الاعتماد على الغاز أو النفط من روسيا أو غيرها من "الأنظمة غير المستقرة"، وهو العامل الرئيسي الذي تسبب في فوضى أسواق الطاقة الأوروبية في السنوات القليلة الماضية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية فرنسا الكهرباء اسبانيا فرنسا الكهرباء صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة انقطاع التیار الکهربائی مصادر الطاقة المتجددة

إقرأ أيضاً:

بعد توقيع مذكرة التفاهم بمجال الطاقة… مواطنون يبدون تفاؤلاً كبيراً بتحسن الواقع الكهربائي بدمشق وريفها

دمشق-سانا

أبدى عدد من المواطنين في عدة مناطق بدمشق وريفها ارتياحهم بتحسن الواقع الكهربائي، خاصة بعد توقيع مذكرة التفاهم بين وزارة الطاقة ومجموعة شركات دولية وانعكاساتها عليهم، بما يسهم في تخفيض ساعات التقنين، والإسراع بعودة المهجرين لمناطقهم، وتحسين بيئة عملهم.

سانا استطلعت آراء عدد من المواطنين الذين أكدوا على الآثار الإيجابية لتحسن الواقع الكهربائي، التي تشمل مستوى المعيشة والخدمات المقدمة، ومن منطقة القدم بدمشق أوضح عبد الله العش صاحب ورشة صيانة برادات، أن ساعات التغذية بمنطقته وصلت إلى ثلاث ساعات في كل فترة تغذية، متأملاً بتحسنها خلال الفترة القادمة، لافتاً إلى أهمية الكهرباء بدوران عجلة الإنتاج، وإعادة بناء الاقتصاد بعد سنوات من الدمار.

ومن منطقة مخيم اليرموك بدمشق، أشار محمد صلاح رمضان إلى أن المنطقة تشهد عودة كبيرة للأهالي، خاصة مع تحسن واقع الخدمات، وزيادة عدد ساعات التغذية الكهربائية، بينما رأى سعيد حناوي أن تحسن الواقع الكهربائي ساعد الأهالي في ترميم منازلهم والإسراع بالعودة إليها.

كما بين المدرس بسمان إبراهيم أنه يقوم حالياً بإعادة تأهيل منزله بعد غياب دام 13 عاماً، معرباً عن أمله بأن تسهم الاتفاقية التي وقعتها الدولة السورية مؤخراً بتحسين واقع الكهرباء لأثره الكبير في عودة الخدمات.

ومن مدينة داريا بريف دمشق، أشارت الشابة لميس المغربي إلى أن الكهرباء أصبحت مستقرة من حيث ساعات التغذية، وأن تحسن واستقرار الواقع الكهربائي يسهم بزيادة الأنشطة التجارية والصناعية.

بينما اعتبر زهير الكوشك صاحب بقالية أن تحسن الكهرباء مؤخراً ساعده في تشغيل العديد من الأدوات الكهربائية، لحفظ السلع المتنوعة بشكل أفضل وبأعلى جودة.

بينما لفت زاهر الزهر إلى أن تحسن الواقع الكهربائي ساعد الحرفيين في زيادة ساعات عملهم، وتخفيض التكاليف عليهم، مثل الإضاءة وتشغيل المعدّات، وأدوات التدفئة والتبريد والتهوية في منشآتهم.

ومن مدينة حرستا بريف دمشق، ترى السيدة سمر صديق أن توافر الكهرباء يساعد في تحسين مستوى المعيشة، وتوفير الراحة لربات المنزل من خلال تشغيل الأجهزة المنزلية الضرورية للحياة اليومية، بينما أشار محمد عبيد إلى أن تخفيض ساعات التقنين مكنه من شحن بطاريات منزله، بما يضمن استمرار عمل الأجهزة الإلكترونية المهمة، مثل الهواتف المحمولة، وأجهزة الإضاءة.

من جهته، يأمل مصطفى حكمت أن تكون الاتفاقية بداية لواقع كهربائي أفضل يسهم بتحريك العجلة الاقتصادية، كما رأت ابنته الشابة صباح أن الكهرباء تلبي العديد من الاحتياجات الأساسية في مجال الدراسة والتعليم.

تابعوا أخبار سانا على 

مقالات مشابهة

  • وزير الكهرباء يتفقد أكبر محطات الطاقة الكهرومائية في أوروبا
  • بعد توقيع مذكرة التفاهم بمجال الطاقة… مواطنون يبدون تفاؤلاً كبيراً بتحسن الواقع الكهربائي بدمشق وريفها
  • استثمارات الصين الخارجية بالطاقة المتجددة تتجاوز الوقود الأحفوري
  • الاقتصاد الأصفر.. «معلومات الوزراء» يستعرض فرص التحول نحو الطاقة الشمسية في مصر
  • العوفي: بدء تنفيذ 6 مشروعات جديدة لإنتاج الطاقة المتجددة من الرياح والشمس
  • وزير الكهرباء يتوجه إلى فرنسا لتعزيز التعاون في مجالات الطاقة النظيفة ومشروعات الضخ والتخزين
  • انقطاع التيار الكهربائي بشكل متكرر في شرق البلاد مؤخرا
  • لليوم الثالث.. انقطاع الكهرباء بمطار الدمام يُعطل أجهزة قراءة التذاكر
  • العام الجاري .. بدء تنفيذ 5 أو 6 مشروعات لإنتاج الطاقة المتجددة
  • برلمانى يثمن تعهدات الحكومة بعدم تخفيف أحمال الكهرباء خلال الصيف