عاصرت 5 سلاطين.. وفاة أكبر معمّرة في سلطنة عمان
تاريخ النشر: 3rd, May 2025 GMT
مسقط - الرؤية
ودع أهالي ولاية نخل بمحافظة جنوب الباطنة، أمس الجمعة، الوالدة مريم بنت حمد بن موسى العبيدانية، عن عمر ناهز 133 عاما، والتي صرت خلالها خمسة من سلاطين البلاد.
وقد عاشت الفقيدة حياة امتدت عبر قرن وثلاثة عقود، وقد شهدت تلك الفترة تحولات كبرى في تاريخ سلطنة عُمان والمنطقة.
وكانت الفقيدة مريم العبيدانية، زوجة للمرحوم عبدالله بن حميد بن سعيد العبيداني، الذي عمل لمدة عامين في خدمة السلطان فيصل بن تركي (الذي حكم بين 1888 و1913).
وعرفت العبيدانية بحكمتها وشخصيتها الأصيلة، وقد عاشت معظم حياتها في "بيت بياق الكبير"، أحد المعالم التاريخية البارزة في ولاية نخل، حيث شهد منزلها جلسات عامرة بالحكايات الشعبية، وارتاده كثيرون من أهالي الولاية.
ويذكر أهالي نخل إن الفقيدة مريم العبيدانية كانت ذاكرة نادرة، تروي تفاصيل دقيقة عن حياة العمانيين خلال 100 عام وأكثر، وتعكس في حكاياتها ملامح من الزمن القديم الذي عاشه الأجداد.
وفاة أكبر معمرة في ولاية #نخل عن عمر يناهز ١٣٣ عاماً الوالدة مريم بنت حمد بن موسى العبيدانية التي عاصرت ٥ من سلاطين #عمان حيث عمل زوجها عبدالله بن حميد بن سعيد العبيداني لمدة عامين لدى السلطان فيصل بن تركي (١٨٨٨-١٩١٣). وعاشت معظم حياتها في بيت #بياق الكبير من معالم ولاية #نخل pic.twitter.com/8ZqJ6Li7gg
— سيف بن خلفان الكندي (@AlkindiSaif1) May 2, 2025
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
تدوير النفايات في سلطنة عمان.. ثقافة المواطن أم غياب البنية؟
د. داود البلوشي
في مقال نُشر مؤخرًا بجريدة "عمان"، طُرحت مسألة تدوير النفايات المنزلية كقضية مجتمعية، ودُفعت المسؤولية بشكل مباشر إلى المواطن تحت عنوان "نقص الوعي المجتمعي"، في حين غُيّبت بذكاء إشكالية جوهرية، وهي تأخُّر البنية التحتية البيئية والخدماتية الداعمة لهذا السلوك الحضاري.
لقد جاءت التوجيهات السامية لحضرةِ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المُعظّم -حفظهُ اللهُ ورعاهُ- واضحةً وصريحةً في مسألة تطوير المحافظات، إذ اعتبر جلالتُه تنميةَ المحافظات والمدن المستدامة من أولويات الرؤية المستقبلية لعُمان، وركيزةً استراتيجية لتحقيق تنميةٍ شاملةٍ ومستدامةٍ اقتصاديًّا واجتماعيًّا، بما يعزّز قدرةَ المحافظات على إدارة مواردها واستغلالها بكفاءة.
وقد أكّد جلالةُ السُّلطان -أعزّهُ اللهُ- في خطابهِ بمناسبةِ الانعقاد السنوي الأول للدورة الثامنة لمجلس عُمان 2023، قائلًا: إنّ الاهتمام بتنمية المحافظات وترسيخ مبدأ اللامركزية نهجٌ أسّسنا قواعده من خلال إصدار نظام المحافظات، وقانون المجالس البلديّة، استكمالًا لتنفيذ رؤيتنا للإدارة المحليّة القائمة على اللامركزية، سواءً في التّخطيط أو التنفيذ، ولتمكين المجتمع المحلي من إدارة شؤونه والإسهام في بناء وطنه.
من غير العدل تحميل المواطن عبءَ التقصير في غياب الحد الأدنى من الخدمات الأساسية. إذ لا تزال معظم الحارات والمجمّعات السكنية في السلطنة، حتى اليوم، تعاني من مشكلات مزمنة في جمع النفايات. فالحاوياتُ بعيدةٌ ومهترئة، والمخلفاتُ تتكدّس لأيام، والانبعاثات تنشر الأمراض والروائح، كيف نطلب من المواطن فرز نفاياته منزليًّا، في الوقت الذي لا تُوفَّر له حاوية مناسبة أو نظام واضح للتجميع؟
ما لا يجب تجاهله أنّ المواطن العُماني ليس غريبًا عن فكرة الفرز، كثيرٌ من المواطنين يفرزون الورق والكارتون والمعادن والزجاج دون توجيهٍ رسمي، فقط بدافعٍ أخلاقي. العُمانيون، بطبعهم، يحبون بيئتهم ونظافة مدنهم. المشكلةُ ليست في الوعي، بل في البنيةِ التي تأخرت عن اللحاق بهذا الوعي، وفي غياب أدواتِ الدعم والتشجيع.
منطقةٌ مثل سيح المالح، التابعة لشركة تنمية نفط عُمان، تُعدُّ نموذجًا مُشرقًا لما يمكن أن يكون عليه التخطيطُ البيئي السليم: حاويات ملوّنة للفرز، نظام جمعٍ متكامل، بنية طرق تخدم النقل البيئي، وسكان يتجاوبون مع النظام بسهولة. لماذا لا يتم تعميم هذا النموذج؟ ولماذا لا يكون حجرَ أساس في خطة وطنية تُطلقها هيئة البيئة بالشراكة مع المحافظات؟
للوصول إلى نظام متكامل ومستدام، لماذا لا يُؤسَّس كيان وطني جديد، شركة مساهمة عامة بيئية وخدمية، تُعنى بجمع النفايات وتدويرها، وتطوير مياه الصرف، والحدائق، والإنارة، والخدمات العامة، ويُسمح للمواطنين بالمساهمةِ فيها مباشرة؟ رسومُ الخدمات التي يدفعها المواطن اليوم لشركة "بيئة" يمكن تحويلها إلى رأسمالٍ تشغيلي لتلك الشركة الجديدة، في نموذجِ شراكةٍ فعليٍّ بين المواطن والدولة.
لا يمكن أن نطلب من المواطن ما لم تفعله الدولة. لا يجوز لومُ الناس على سلوكياتٍ لم تُعزَّز بخدمات مناسبة، ولا تحميلُ الوعي المجتمعي ما هو في الأصل مسؤوليةٌ حكوميةٌ وتشريعيةٌ وتنظيمية.
الخطوةُ الأولى لتدوير النفايات في عُمان ليست في نشرات التوعية، بل في خدمةٍ محترمة، وتشريعٍ مُلزِم، وحاويات مخصصة، وشراكة حقيقية بين القطاعين العام والخاص.
لقاء جعجع – جنبلاط... تحالف انتخابي ع القطعة