تواصل الجدل في إسرائيل بشأن تصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو التي قال فيها إن الانتصار في الحرب أهم من استعادة الأسرى، ووفقا لمحللين فإن تصريحاته تنسجم مع نوايا الحكومة لتصعيد العملية العسكرية في قطاع غزة.

فقد قال نتنياهو أثناء الاحتفال بما يعرف بعيد الاستقلال قبل أيام إن استعادة الأسرى هدف مهم، لكنه أضاف أن تحقيق الانتصار هو الهدف الأهم.

وعلى الفور، هاجم ذوو الأسرى نتنياهو بعد هذه التصريحات، مؤكدين أن استعادة الموجودين في غزة يجب أن تكون الهدف الأسمى الذي يحرك الحكومة، حيث أكدت والدة الأسير متان عيناف أن "هدفها أصبح إسقاط نتنياهو وحكومته الدموية".

كما أعربت الأسيرة السابقة شارون كونيو -التي لا يزال زوجها في غزة- عن صدمتها وخوفها الشديد بعد كلام نتنياهو الذي يتماشى مع حديث وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، الذي قال فيه قبل أيام إن الأسرى ليسوا أولوية بالنسبة لإسرائيل.

نتنياهو يتماشى مع سموتريتش

وقالت كونيو إن نتنياهو كرر خلال الشهور الأخيرة أن الضغط العسكري هدفه استعادة الأسرى "ثم ها هو اليوم يبدي تماشيا مع سموتريتش"، مضيفة "لدي خوف لا يمكن وصفه، وأشعر بأنهم يرمون زوجي للكلاب".

وفي السياق، أفاد الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية، عاموس مالكا، بأن نتنياهو أكد نهاية العام الماضي تفكيك 24 من كتائب حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ثم أعلن وزير دفاعه الجديد يسرائيل كاتس أن الحركة هُزمت من الناحية التنظيمية. وتساءل مالكا "لماذا تختلقون عملية عسكرية جديدة إذن؟".

إعلان

وتابع مالكا حديثه قائلا "هل تعرفون ما هو الانتصار؟ إن كنتم عاجزين عن تحقيق الانتصار فلتذهبوا إلى بيوتكم، لأن الانتصار يكون أولا باستعادة المخطوفين (الأسرى)".

أما المتحدث السابق باسم الجيش، آفي بنياهو، فتوقع أن الأمر قد يتدحرج إلى حرب بلا مغزى كما حدث في لبنان سنة 1982، وقال إن إسرائيل قد تجد نفسها في حرب لا تعرف لماذا تستمر ولا متى ستنتهي.

ولفت بنياهو إلى أن مستشار وزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر، قال إن الحرب سوف تنتهي بعد 12 شهرا، وتساءل "هل تطيلون الحرب حتى موعد الانتخابات؟ هل مهمة ديرمر هي الحفاظ على الحكومة؟". وأكد أن وزير الأمن القومي  إيتمار بن غفير عاد إلى الحكومة بعد أن تعهدوا له بأن الحرب ستستمر.

بنيامين نتنياهو يتوسط إيتمار بن غفير (يمين)، وبتسلئيل سموتريتش (وكالات) توجه نحو توسيع الحرب

بدوره، قال مراسل الشؤون السياسية في القناة 12، يارون أبراهام، إن نتنياهو حرص خلال الشهور الماضية على وضع استعادة الأسرى والانتصار في الحرب بمكانة واحدة، لكنه أظهر الآن تدرجا في الأهمية.

وكشف أبراهام أن الحكومة تتجه حاليا نحو توسيع العملية العسكرية في غزة بما في ذلك التوغل البري واحتلال مزيد من الأراضي، مضيفا أن استدعاءات واسعة قد تصدر لجنود الاحتياط.

وأكد أن وزير الدفاع ورئيس الأركان، صادقا على الخطط التي تتطلب موافقة نتنياهو. وأضاف "نحن لسنا أمام عملية برية واسعة في غزة"، مشيرا إلى أن الجيش "قدم عدة خيارات لتصعيد العمليات لكنه لم يقدم عملية شاملة حتى الآن، لأنه يترك مجالا للمفاوضات".

وفي وقت سابق اليوم السبت، نشرت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة حماس- مقطعا مسجلا لأسير إسرائيلي مصاب إصابات بالغة، قال إنه تعرض هو وزميل له للقصف مرتين منذ استئناف الحرب قبل نحو شهرين.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات استعادة الأسرى فی غزة

إقرأ أيضاً:

سموتريتش يكشف نفاد رصيده السياسي: الاستقالة تسقط الحكومة ولا توقف الصفقة

كشفت تسريبات إسرائيلية محادثة أجراها زعيم حزب "الصهيونية الدينية" وزير المالية الإسرائيلي المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، تحدث فيها عن موقفه المعقّد تجاه صفقة تبادل الأسرى المحتملة، وعلاقته السياسية مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في هذا السياق.

وسُمع سموتريتش وهو يشرح قرار احتواء التغيير الإسرائيلي في قطاع غزة: "كيف يبدو أن الجميع يريد (صفقة) ورئيس الوزراء يستسلم لضغوطنا السياسية؟.. التهديد بإسقاط الحكومة لا يوقف بالضرورة الصفقة، ولكنه يُسقطها"، بحسب ما نقلت موقع "حادري حريديم".

في ظل صمت سموتريتش الطويل بعد تغيير موقف "إسرائيل" بشأن إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، والذي ادعى في نهايته أن سبب إدراجه القرار هو "أننا نروج لخطوة استراتيجية جيدة"، يُسمع الوزير في التسجيل وهو يشرح ما أدى إلى ذلك. 


وقال سموتريتش: "لا أملك أي مصداقية عامة، لقد بددتُ كل مصداقيتي العامة، كيف يُعقل أن الجميع يريد (صفقة) ورئيس الوزراء يستسلم لضغوطنا السياسية؟".

وأضاف: "لقد بقيت في الاتفاق السابق، واستقال إيتامار، ولم أستقِل، وبقيت وقلتُ إننا سنذهب من أجل القرار، والآن، من الواضح أننا سنذهب إلى الانتخابات لإسقاط الحكومة، ولا أرى لاعبين آخرين في الميدان قادرين على الاستمرار بعزيمة وإصرار". 

وحسب قوله، "لقد قُدِّرتُ في الاتفاق السابق أنه حتى لو جئتُ أنا وإيتامار إلى رئيس الوزراء وقلنا له:"نحن نُسقط حكومتك"، فإن ذلك لن يُوقف الاتفاق".

أوضح "لا أعرف حقًا إن كان ذلك سيوقف الصفقة أم لا. أستطيع القول إنه إن لم يوقفها، فسيؤدي ذلك بالطبع إلى سقوط الحكومة، سأوضح: أنا لا أُهدد، لأنني لا أُهدد عندما لا أُنفذ ما وعدت به".

وفي وقت سابق، تناول سموتريتش مسألة المساعدات الإنسانية، قائلاً: "لن يسمح لنا أحد في العالم بتجويع مليوني مواطن، ولذلك يجب إدخال المساعدات. يجب ألا تصل هذه المساعدات إلى حماس.

وإذا كنت لا أزال في الحكومة، فلديّ على الأرجح أساس معقول للافتراض بأن أمورًا جيدة ستحدث تستحق هذا الإذلال".

وأظهر استطلاع رأي أن 50 بالمئة من الإسرائيليين يؤيدون إجراء انتخابات مبكرة، مقابل معارضة 35 بالمئة، فيما قال 15 بالمئة إنهم لا يملكون رأيا محددا.


وكشف الاستطلاع أن ربع الإسرائيليين يؤيدون استمرار محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتهم الفساد.

ويواجه نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية لارتكابه جرائم حرب في قطاع غزة– تهم الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة منذ عام 2019، وبدأت محاكمته في عام 2020.

وتنتهي ولاية الكنيست الحالي -التي تستمر 4 سنوات- نهاية العام المقبل، ولا تلوح بالأفق انتخابات قريبة إثر رفض نتنياهو إجراء انتخابات مبكرة.

مقالات مشابهة

  • إعلام إسرائيلي يستبعد التوصل إلى صفقة قريبة لوقف الحرب على غزة
  • إعلام إسرائيلي: العالم يتكتل ضدنا بعد أن اتحد لدعمنا في 7 أكتوبر
  • نتنياهو في ورطة.. تصاعد غضب أهالي الأسرى بعد بث مشاهد جديدة من غزة لـ محتجز إسرائيلي
  • إعلام إسرائيلي: العالم يرانا متوحشين وحماس ذكية وتلقننا درسا
  • وزير إسرائيلي يدعو لاحتلال غزة بالكامل والتخلي عن الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة
  • لبيد ينتقد حكومة نتنياهو بعد نشر فيديو لأسير إسرائيلي بغزة
  • إعلام إسرائيلي: خلافات جدية بين نتنياهو ورئيس الأركان
  • سموتريتش يكشف نفاد رصيده السياسي: الاستقالة تسقط الحكومة ولا توقف الصفقة
  • تزامناً مع لقاء نتنياهو وويتكوف.. أهالي الأسرى لدى حماس يتظاهرون في القدس للمطالبة باتفاق لإعادتهم
  • ويتكوف يصل إسرائيل للقاء نتنياهو وزيارة غزة