بعد صفقة المعادن .. مباحثات هاتفية جديدة بن ترامب وزيلينسكي
تاريخ النشر: 9th, May 2025 GMT
أعلنت الرئاسة الأوكرانية، مساء الخميس، عن إجراء اتصال هاتفي وُصف بـ"الجيد للغاية" بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وفق ما نقلته وكالة "فرانس برس" عن مسؤول أوكراني.
وجاء الاتصال عقب مصادقة البرلمان الأوكراني على اتفاق ثنائي جديد مع واشنطن، يمنح الولايات المتحدة امتيازات في الوصول إلى الموارد المعدنية الحيوية داخل الأراضي الأوكرانية.
وينص الاتفاق على تطوير التعاون في قطاع المعادن الأرضية النادرة، ويُعد جزءًا من جهود إعادة إعمار أوكرانيا وتدعيم اقتصادها المنهك بالحرب.
وأكدت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني، يوليا سفيريدينكو، أن الاتفاق يضمن بقاء السيادة الأوكرانية الكاملة على الموارد، دون تغيير في نظام خصخصة أو إدارة الشركات المملوكة للدولة، مشددة على أن تنفيذه مشروط بموافقة البرلمان الأوكراني.
من جهتها، أوضحت وزارة الخارجية الأمريكية أن الاتفاق الاقتصادي الجديد لا يرتبط بالمفاوضات الجارية بشأن وقف إطلاق النار مع روسيا، بل يندرج ضمن جهود دعم الاقتصاد الأوكراني على المدى الطويل.
وأضافت الخارجية أن السلام المستدام لا يمكن تحقيقه في ظل استمرار سقوط الضحايا، مطالبة بوقف تام لإطلاق النار كشرط أساسي لأي اتفاق سياسي.
وفي أول تعليق علني له، أعلن ترامب الأسبوع الماضي خلال اجتماع لمجلس الوزراء أن الاتفاق الموقّع يمنح الولايات المتحدة حق الوصول إلى موارد المعادن في أوكرانيا، مما يعكس اهتمام إدارته المتزايد بالموارد الحيوية في دول الحلفاء، وحرصه على كسر الهيمنة الصينية في هذا المجال.
ويأتي الاتفاق في توقيت حساس، حيث تسعى واشنطن إلى تأمين سلاسل التوريد الاستراتيجية وتقليل الاعتماد على المنافسين الجيوسياسيين.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: اتفاق المعادن روسيا أوكرانيا زيلينسكي ترامب أمريكا
إقرأ أيضاً:
ما حجم التقدم في مباحثات ويتكوف وبوتين لإنهاء حرب أوكرانيا؟
تتصاعد التساؤلات بشأن حجم التقدم الذي أفرزته مباحثات المبعوث الرئاسي الأميركي ستيفن ويتكوف مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن مستقبل حرب أوكرانيا بعد حديث الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن مباحثات "مثمرة للغاية".
ويتمثل التقدم بإيجاد حلول وسط "قد تتضمن تنازلات روسية ليست جوهرية"، مثل توافق على وقف مؤقت للهجمات الجوية بين موسكو وكييف، وهدن إنسانية لتبادل الأسرى والجثث، وفق حديث الباحث السياسي والإستراتيجي رولاند بيجاموف لبرنامج "ما وراء الخبر".
وتمثل المباحثات بداية مناقشات نحو إطار جديد يتضمن التعامل مع شروط روسية -حسب كبيرة الباحثين في معهد كوينسي كيلي فلاهوس- مثل عضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، ووضع أوكرانيا بعد الحرب بحيث لا توجد قوات عسكرية أوروبية وأميركية على أراضيها.
ولا يمكن إحداث تطور جوهري والمضي قدما في مفاوضات حقيقية لإنهاء حرب أوكرانيا من دون "معالجة هاتين المسألتين"، فالتوصل لوقف إطلاق النار "غير ممكن" من دون تسوية ذلك.
ووفق فلاهوس، فإن هاتين المسألتين هما الأساس للتوصل إلى حل، وليس وقف إطلاق النار وفرض عقوبات وتعريفات جمركية، فهذه "أدوات دبلوماسية حربية لن تؤدِي إلى نتائج مرجوة".
أين مصلحة روسيا؟
لكن ليست من مصلحة موسكو وقف حرب أوكرانيا "إلا إذا نفذت مطالبها، وحصلت على ضمانات، ورفعت العقوبات عنها"، إذ "تكسب في ميدان الحرب وفي سباق التسلح"، حسب حديث بيجاموف.
وتتفق كبيرة الباحثين في معهد كوينسي مع ذلك، فموقف روسيا قوي، ويواصل جيشها مهاجمة أوكرانيا ويسيطر على مزيد من أراضيها، وباستطاعتها وضع الشروط على طاولة المفاوضات، وليست كييف التي تتموضع في موقع دفاعي.
وبناء على هذه المعطيات، تحاول روسيا كسب الوقت لكي تصبح الأمور لصالحها في ظل "أفضليتها العسكرية في الميدان، وقدرتها على إطالة الحرب أكثر من أوكرانيا".
مهلة ترامبكما تبدو روسيا هادئة مع اقتراب المهلة التي حددها ترامب لروسيا لوقف حرب أوكرانيا، إذ "لم تأخذها على محمل الجد، ولم يعلق عليها بوتين، في وقت أظهر فيه المسؤولون الروس صبرا إستراتيجيا"، وفق بيجاموف.
إعلانورجح مواصلة الحوار بين واشنطن وموسكو في ظل الحديث عن "شراكة إستراتيجية"، وقلل في الوقت نفسه من شراء أوكرانيا أسلحة أميركية جديدة بـ200 مليون دولار، مؤكدا أنه لا يمكن مقارنة هذه الصفقة بفترة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن.
وفي هذا الإطار، قال مسؤول أميركي رفيع إن اجتماع ويتكوف في روسيا "سار بشكل جيد"، مشيرا إلى أن "موسكو حريصة على مواصلة التنسيق مع الولايات المتحدة".
كما أن واشنطن قد لا تستمر طويلا في مساعيها الرامية لإنهاء حرب أوكرانيا، فترامب قد ينسحب تاركا هذه الساحة الأوروبية للتركيز على الصراع مع الصين، في حين "تستعد النخبة الأوروبية الأيديولوجية الحاكمة لحرب مع الروس عام 2030″، كما يقول بيجاموف.