في ذكرى ميلاده 22…مسارٌ حافل في تكوين شخصية ولي العهد بحجم رجل دولة
تاريخ النشر: 9th, May 2025 GMT
زنقة 20. الرباط / هيئة التحرير
أكمل ولي العهد الأمير مولاي الحسن، اليوم الخميس 8 ماي، عامه الثاني والعشرين.
فمنذ طفولته، كانت مشاركته في الأنشطة الرسمية متواصلة وإن بدت متحفظة، وكأن المؤسسة الملكية ربت فيه، بهدوء، الإحساس بثقل الزمن وبالاستمرارية الرصينة.
على عكس بعض الأسر الملكية عبر العالم، التي تُكثر من الظهور العلني لورثتها، اختار المغرب تكوين الأمير الشاب في كنف الهدوء، بعيداً عن الضجيج والبهرجة الإعلامية.
وُلد مولاي الحسن، الابن البكر للملك محمد السادس، يوم 8 ماي 2003 في الرباط. تلقى تعليمه في الكلية الملكية، ويتابع اليوم دراسته في مجال الحكامة والعلوم الاجتماعية بجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية.
يجمع تكوينه بين الدراسة الأكاديمية والتربية المؤسسية: الاستماع، تمثيل الوطن برزانة، وفهم دقيق لرموز البروتوكول. إنها مدرسة إعداد وريث لعرشٍ ضارب في عمق التاريخ، وحاملٍ لآمال متجددة.
خلال السنوات الأخيرة، بدأ ظهور ولي العهد الأمير مولاي الحسن يتزايد في المهام الرسمية: حضر قمماً دولية، استقبل رؤساء دول، وترأس مراسم رسمية.
وقد أثارت بعض إطلالاته تفاعلاً خاصاً بسبب إيماءة لافتة: رفضه تقبيل يده، وهو ما اعتبره كثيرون دلالة على وعيٍ جديد بالأعراف، لا على التمرد. إشارة سبقه إليها جده الملك محمد الخامس.
تعكس شخصيته نوعاً من التحول في النظرة إلى السلطة الملكية: تراجع عن المظاهر الفخمة، وتقدم نحو القرب والبساطة. ليس في الأمر قطيعة مع التقاليد، بل انسجام هادئ معها. حضوره يعكس طابعاً طبيعياً، مشبعاً بأثر تربية والده الملك محمد السادس، وبخبرة تُبنى بصمت في مدرسة المسؤولية الهادئة.
وفي سياق يتزايد فيه دور المغرب إقليمياً ودولياً، لا يمكن اعتبار إعداد ولي العهد مجرد واجب بروتوكولي. بل هو استثمار في الاستقرار، وتأهيل مدروس لوريث يتمتع ببصيرة، ووعي بالتحديات، وقدرة على التفاعل بلغة العصر، انطلاقاً من عمق التاريخ.
في سن الثانية والعشرين، يتحدث مولاي الحسن بحضوره المتزن، الصامت حيناً، المعبر كثيراً. يمثل وجهاً هادئاً لمؤسسة تتطور، وترافق تحولات المغرب بروح شابة ومتمسكة بالجذور. شبابه وعدٌ يتبلور بهدوء، بلا استعجال ولا ضجيج.
وتحل اليوم الخميس الذكرى الثانية والعشرون لميلاد صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، وهي مناسبة سعيدة تحتفل بها كل مكونات الشعب المغربي، لتجديد آصرة التلاحم المكين بين العرش العلوي المجيد والشعب، وتعبر من خلالها عن مشاطرة الأسرة الملكية الشريفة أفراحها ومسراتها.
وتعد هذه الذكرى فرصة يحيي فيها الشعب المغربي الفرحة التي عاشها يوم 8 ماي 2003، اليوم الذي أشرقت فيه جنبات القصر الملكي العامر بميلاد ولي العهد، الذي اختار له صاحب الجلالة الملك محمد السادس، اسم مولاي الحسن، ويستحضر من خلالها الاحتفالات البهيجة التي أعقبت الإعلان عن ميلاد سموه.
وتعد مشاركة الشعب المغربي الأسرة الملكية احتفالها بهذا الحدث السعيد، عربونا على أواصر التلاحم والترابط التي ظلت على الدوام تجمع العرش بالشعب، وتأكيدا على تعلق هذا الأخير بقائد الأمة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أيده الله، ضامن وحدة البلاد وتماسكها واستقرارها وتطورها ونموها.
وقد جاء إطلاق اسم مولاي الحسن على ولي العهد، تعبيرا عن قيم ومبادئ الوفاء لملكين عظيمين في تاريخ البلاد هما السلطان مولاي الحسن الأول وجلالة المغفور له الملك الحسن الثاني، وتجسيدا لاستمرارية العرش العلوي واستقرار البلاد وتماسكها عبر التاريخ.
وينطوي تخليد ذكرى ميلاد ولي العهد على رمزية تاريخية وعاطفية بالغة الدلالة، فهو تعبير عن الاستمرارية، التي تطبع تاريخ الدولة العلوية الشريفة، التي حافظ ملوكها، طيلة أزيد من ثلاثة قرون، على القيم والمبادئ، التي تأسست من أجلها، ألا وهي الدفاع عن وحدة الوطن واستقلاله وصيانة مقدساته، التي يجسدها شعار المملكة “الله الوطن الملك”.
المصدر: زنقة 20
كلمات دلالية: ولي العهد مولاي الحسن محمد السادس مولای الحسن الملک محمد ولی العهد
إقرأ أيضاً:
الأردن.. الأميرة رجوة الحسين تحضن ولي العهد بصورة الملك والعائلة تنشرها الملكة رانيا العبدالله
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)—نشرت الملكة رانيا، زوجة العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، صورة للعائلة الملكية الأردنية تضم الملك والملكة والأبناء الأمراء والأميرات والحفيدتين.
الصورة نشرتها الملكة رانيا على صفحتها الرسمية بمنصة فيسبوك، وتظهر فيها الأميرة رجوة الحسين، وهي تلف ذراعيها حول زوجها، ولي العهد الأردني، الأمير الحسين بن عبدالله.
وقالت الملكة رانيا في تعليق على الصورة المنشورة، السبت: "أمنياتنا لكم بعام جديد يحمل السلام وتمتد فيه أغصان الأمل بين الأجيال".
ويظهر في الصورة الأمير هاشم، شقيق ولي العهد الأردني، والأميرة إيمان بنت عبدالله وزوجها جميل ألكساندر ترميوتس وابنتهما، أمينة، وكذلك الأميرة سلمى بنت عبدالله، بالإضافة إلى ابنة الأمير الحسين وزوجته رجوة الحسين، الأميرة إيمان التي ولدت في أغسطس/ آب العام 2024.