جريمة هزت سوهاج.. عز قُـ.تل على يد والده ودفن بالخرسانة
تاريخ النشر: 10th, May 2025 GMT
لم يكن صباح الحادي عشر من نوفمبر لعام 2023 يومًا عاديًا في حياة الطفل عبد المعز، صاحب السنوات التسع، الذي لم يكن يعلم أن خطواته الأخيرة ستكون في اتجاه والده، لا لتلقي الحب أو الحنان، بل نحو الموت.
كان عبد المعز، أو "عز" كما يناديه الجميع، طفلًا صغيرًا يحمل من البراءة ما يكفي ليملأ وجوه من حوله بالابتسامة، عاش مع والدته بعد انفصالها عن والده، في كنفها الدافئ، محاطًا برعاية تخفف عنه مرارة الانفصال، إلا أن يد الغدر امتدت إليه من أقرب الناس إليه، من والده، الذي كان يفترض به أن يكون الحامي، لا القاتل.
استدرجه الأب بحجة زائفة، وربما وعد كاذب اعتاد ترديده، ثم أخذه إلى منزله حيث نفذ جريمته الشنعاء، خنقه بحبل حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، في لحظة تجرد فيها تمامًا من إنسانيته، ولم تردعه صرخات الطفل أو توسلاته.
لكن الأب لم يكتفِ بالقتل، بل مضى أبعد من ذلك، وضع جثمان طفله في برميل، ثم دفنه في حفرة أعدها مسبقًا داخل المنزل، صب فوقها الخرسانة، ثم وضع قطعة أثاث "نيش" فوق الموقع ليخفي آثار جريمته.
وفيما كانت الأم تبحث عن طفلها بدموع لا تنقطع، كانت الحقيقة مدفونة تحت الأسمنت، وبعد تحريات مكثفة من رجال الشرطة، وتضييق الخناق على المتهم، انهار واعترف بجريمته، ودل على مكان الجثة.
أثبت تقرير الطب الشرعي أن الوفاة نتجت عن "الخنق"، كما أكد الطب النفسي أن المتهم سليم العقل وقت ارتكاب الجريمة.
لم يكن هناك مبرر، ولا شبهة، سوى الحقد والانتقام من أم الطفل، الذي أراد والده أن يعاقبها من خلال فلذة كبدها،
وفي الرابع من فبراير 2025، أصدرت محكمة جنايات سوهاج حكمها بالإعدام شنقًا على المتهم، وأحالت أوراقه إلى فضيلة مفتي الديار المصرية لأخذ الرأي الشرعي.
واليوم، السبت 10 مايو 2025، أيدت محكمة استئناف سوهاج الحكم، وأحالت الأوراق مجددًا إلى المفتي، تمهيدًا لتنفيذ القصاص العادل بحق من قتل طفله عمدًا وعدوانًا.
هكذا أسدل الستار على واحدة من أبشع الجرائم التي شهدها المجتمع، جريمة اهتزت لها القلوب قبل العقول، بمحافظة سوهاج.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: سوهاج اخبار محافظة سوهاج حوادث محافظة سوهاج قتل المفتي محكمة
إقرأ أيضاً:
القصة الكاملة لشاب هدد فتاة بنشر صورها على مواقع التواصل في سوهاج
أسدلت محكمة جنايات سوهاج الستار على واحدة من القضايا التي شغلت الرأي العام، بعدما قضت بالسجن لمدة 5 سنوات على شاب أدين بتهديد فتاة بنشر صورها عبر «فيسبوك»، بهدف الضغط عليها والحصول على منافع غير مشروعة، في واقعة صادمة تعكس خطورة الابتزاز الإلكتروني وآثاره المدمرة على الضحايا.
تعود بداية الواقعة حينما تقدمت المجني عليها ببلاغ رسمي إلى النيابة العامة، أوضحت فيه أنها تعرضت لتهديدات متكررة من المتهم، والذي كان يحاول ابتزازها بنشر صور شخصية تخصها، وإفشاء تفاصيل من شأنها الإساءة لسمعتها وخدش حيائها؛ مما تسبب لها في حالة من الخوف والانهيار النفسي، خاصة مع تطور محاولات الضغط عليها بصورة مستمرة.
التحقيقات التي أجرتها النيابة العامة كشفت عن أن المتهم لم يكتفِ بمجرد إرسال رسائل تهديد، بل تعمد انتهاك خصوصيتها والاعتداء على حرمة حياتها الأسرية، في سلوك يناقض القيم الأخلاقية للمجتمع.
ويُعد تعديًا صارخًا على القواعد القانونية المنظمة لاستخدام وسائل الاتصال الإلكترونية، كما أثبتت التحقيقات قيامه بإزعاج المجني عليها عبر الهاتف ووسائل التواصل، في محاولة يائسة لإجبارها على الرضوخ.
وبالتنسيق بين جهات التحقيق والأجهزة الأمنية بمديرية أمن سوهاج، تم تنفيذ التحريات اللازمة التي أكدت صحة أقوال الفتاة، ليتم ضبط المتهم وتقديمه للعدالة، وأمام جهات التحقيق، اعترف المتهم بارتكاب الواقعة، ليتم إحالته إلى محكمة الجنايات التي نظرت القضية خلال جلسات متتابعة.
وبعد الاطلاع على الأدلة الفنية وتقارير الفحص الإلكتروني وأقوال الطرفين، أصدرت المحكمة حكمها بمعاقبة المتهم بالسجن خمس سنوات، في رسالة واضحة وحازمة بأن القانون يقف بقوة ضد أي محاولة لابتزاز أو تهديد عبر الإنترنت، وأن الاعتداء على الخصوصية جريمة لا تسقط ولا يُتهاوَن معها.