للعام الثامن على التوالي، تتربع فنلندا على قمة مؤشر السعادة العالمي الصادر عن الأمم المتحدة، مستندة إلى مزيج من التوازن، والانسجام مع الطبيعة، والشعور بالرضا البسيط.

كيف تبدو الحياة فى أسعد دول بالعالم

ورغم هذا التصنيف، يواجه الزائرون واقعاً مغايراً بعض الشيء عند الوصول إلى هلسنكي.

في حين قد يتوقع البعض استقبالاً مليئاً بالضحكات والابتسامات، فإن فنلندا تميل إلى الواقعية والبساطة.

فالفنلنديون يتعاملون مع لقب "الأسعد في العالم" بفتور مشوب بالدهشة.

راتب غير تقليدي.. كيف يعيش بابا الفاتيكان ماديا؟من المصلحين.. سر اختيار اسم ليو الرابع عشر لـ بابا الفاتيكان الجديد

 وتعكس تصريحات الرئيس الفنلندي ألكسندر ستوب على وسائل التواصل الاجتماعي هذا التوجه، حيث كتب: "لا يشعر أحد بالسعادة طوال الوقت. الأمان والحرية والمساواة هي البداية، لكن تحقيق السعادة ليس أمراً دائماً".

مفهوم السعادة الفنلندية توازن ورضا

تتجاوز السعادة في فنلندا المعنى التقليدي المتمثل في البهجة والانشراح، لتتحول إلى حالة من الرضا والقناعة.

يرى تييمو أهولا، مدير العمليات الدولية في مؤسسة "زوروا فنلندا"، أن السعادة هنا تقاس عبر خمسة عناصر و التفاعل مع الطبيعة، ثقافة الساونا، الاستمتاع بالطعام المحلي، التصميم المستدام، والبساطة، “لكننا لا نقوم بقياسها كعنصر جذب مستقل”.

التفاعل مع الطبيعة 

ويعد التفاعل مع الطبيعة جزءا محوريا من التجربة الفنلندية، وهو ما تعززه مؤسسة "سايما لايف" التي تديرها ماري أهونين.

تقدم أهونين تجارب غامرة للزوار مثل "شينرين-يوكو" أو "الاستمتاع بالغابة"، والساونا التقليدية على ضفاف البحيرات، فضل عن رحلات الطهي في الهواء الطلق.

الثقافة والطعام مذاق السعادة الفنلندية

لا يقتصر الأمر على الطبيعة فحسب، بل يمتد إلى مشهد الطهي الذي يشهد نمواً لافتاً، حيث يبرز مطعم "تابيو" الحائز على نجمة ميشلان في منطقة روكا-كوسامو. 

كما تُعد منطقة "سايما لايكلاند" مركزا مزدهرا لفنون الطهي، إذ حصلت على لقب "منطقة فن الطهي الأوروبي" لعام 2024.

وتزخر مطاعم هلسنكي بمكونات طبيعية مثل الفطر والتوت والأسماك البرية، التي تتوفر بفضل قانون "حق كل إنسان"، الذي يسمح للجميع بالتجول في الغابات وجمع ثمارها.

التوازن النفسي مفتاح السعادة

في فنلندا، ترتبط السعادة بالقدرة على العيش بتوازن مع الذات والطبيعة، فقد تبدو الحياة بسيطة، لكنها محكومة بنمط معيشة يضمن الأساسيات، دون الإغراق في الطموحات المادية.

وهكذا، تبقى فنلندا نموذجاً لدولة تعيد تعريف السعادة من منظور أعمق وأكثر ثباتاً لا يعتمد على لحظات مؤقتة من البهجة، بل على شعور دائم بالرضا والتوازن.

طباعة شارك السعادة فنلندا أسعد دولة فى العالم الحياة داخل فنلندا

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: السعادة فنلندا مع الطبیعة

إقرأ أيضاً:

الصحافة الإسرائيلية: كيف تبدو إسرائيل بعد 12 يوما من الضربات الإيرانية؟

تناولت صحف إسرائيلية عدّة حال البلاد بعد الحرب التي استمرت 12 يومًا مع إيران، متوقفة عند دلالة أن يُلقى على الإنسان طنّ من المتفجرات، وكيف فقدت إسرائيل السيطرة على مسار الحرب التي لم تنتهِ بعد في غزة.

وقد تناولت صحيفة "هآرتس" الموضوع في تقريرين مختلفين، ركز أولهما على نظرة الإسرائيليين للحرب بعد ما عايشوه من قصف إيراني، في حين ركز الثاني على مدى إمكان التوصل إلى اتفاق نووي، وعلى التنازلات التي يمكن أن يقدمها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في هذا السياق.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2نيويورك تايمز: هل تثني الضربة الأميركية لإيران دولا أخرى عن امتلاك القنبلة؟list 2 of 2نيويورك تايمز: هل الضربة النووية الأميركية لإيران رادعة للآخرين أم محفزة لهم؟end of list

ومن ناحيتها، ركزت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" اهتمامها على ما حققته إسرائيل من حملتها العسكرية على إيران، دون أن تنسى كيف وجد نتنياهو نفسه فجأة هدفا لغضب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وفقد تحكمه بمسار الحرب.

قتلى ومصابون إثر سقوط صواريخ إيرانية في إسرائيل (مواقع التواصل)

أما موقع "+972" فرأى أن الإسرائيليين الذين أثارت لديهم الصواريخ الإيرانية قلقا وجوديا، سيظل شعورهم المحطم بالحصانة ملازما، حتى لو صمد وقف إطلاق النار.

حان وقف الحروب

وقالت هآرتس إن الوقت حان للتوقف والنظر إلى المدنيين الذين يدفعون الثمن، لإدراك أنه آن للحروب التي ابتليت بها منطقة الشرق الأوسط أن تتوقف، مشيرة إلى أن الإسرائيليين اعتادوا حلقات متكررة من صفارات الإنذار، ووقف إطلاق النار، لكن الحرب مع إيران بدت لهم مختلفة.

وأوضحت الصحيفة -في تقرير بقلم شيرين فلاح صعب- أن أول صاروخ إيراني لم يصب قلب تل أبيب فحسب، بل أصاب أيضا صمود الإسرائيليين الجماعي، ليدركوا أن إسرائيل ليست بمنأى عن القصف، وليروا بشاعة الحرب والثمن الذي يدفعه المدنيون الأبرياء في الصواريخ التي تسقط على رامات غان وطمرة ومدن أخرى.

وذكر الكاتب أن الصواريخ الإيرانية ضيقت الفجوة بين إسرائيل وغزة بشكل وحشي، حتى إن صور الدمار من تل أبيب ورامات غان أصبحت تذكر بصور بيت لاهيا ومدينة غزة، حتى يفهم المرء ما يعنيه أن يُلقى عليك طن ونصف من المتفجرات.

إعلان

وخلص الكاتب إلى أن إسرائيل لو نظرت إلى غزة، لا من خلال وعود "النصر الكامل" والاعتبارات الأمنية، بل من خلال عيون طفل محروم من الحماية، أو أم عاجزة عن حماية أطفالها، لربما طورت فهما أخلاقيا أعمق للعواقب المدمرة لاستمرار الحرب.

اندلاع الحرائق بعد سقوط الصواريخ الإيرانية على حيفا (مواقع التواصل الاجتماعي) توازن ردع جديد

وفي مقال آخر قلم عاموس هرئيل، ذكرت الصحيفة أن غزة ما دامت جرحًا داميًا ومؤلمًا، ستظل تكلف إسرائيل ثمنا باهظا بسبب عدم رغبة نتنياهو في السعي لإنهاء الحرب هناك، محاولا الترويج لقصة جديدة عن نصر شامل على الجبهة الإيرانية، لتبقى غزة مع الرهائن والقتلى، وحملة عسكرية عبثية تزهق أرواح العديد من المدنيين الفلسطينيين دون أن تنهي الصراع.

وتساءلت الصحيفة، إذا صمد وقف إطلاق النار، فهل تستطيع الولايات المتحدة التوصل إلى اتفاق نووي أكثر صرامة مع إيران، وهل وافق نتنياهو على تقديم تنازلات في غزة؟

وذكر الكاتب أن إعلان وقف إطلاق النار جاء صباح الثلاثاء بروحِ وأسلوب ترامب الذي قال "جاءتني إسرائيل وإيران في وقت واحد تقريبا، وقالتا: سلام! … ستشهد كلتا الدولتين حبا وسلاما وازدهارا هائلا في مستقبلهما".

لو نظرت إسرائيل  إلى غزة، لا من خلال وعود "النصر الكامل" والاعتبارات الأمنية، بل من خلال عيون طفل محروم من الحماية، لربما طورت فهما أخلاقيا أعمق للعواقب المدمرة لاستمرار الحرب

وأعرب ترامب عن غضبه من التهديد بمهاجمة إيران، وحث إسرائيل على "إعادة طياريها إلى الوطن فورا"، وهاجم إسرائيل علنا على غير عادته، قائلا "لست راضيا عنهم. لست راضيا عن إيران أيضا، لكنني مستاء حقا إذا خرجت إسرائيل هذا الصباح"، مشيرا إلى أن كلا البلدين انتهكا وقف إطلاق النار.

ومع ذلك رأى الكاتب أن القصف لم يعق البرنامج النووي الإيراني فحسب، بل أسس أيضا لتوازن ردع جديد، حيث أدرك النظام في طهران أنّ استثماره مئات المليارات من الدولارات في برامجه النووية والصاروخية، وفي دعم المنظمات في جميع أنحاء الشرق الأوسط، قد فشل.

ومن جانبه، أصدر نتنياهو بيانا مفصلا أعلن فيه زوال "التهديد الوجودي المزدوج الفوري النووي والباليستي"، وأن الحرب انتهت بعد أن حققت إسرائيل جميع أهدافها، وحذر من رد قوي على أي انتهاكات إيرانية.

وختم عاموس هرئيل بأن ترامب، هو الآخر لم يتخل عن حلمه بتحالف إقليمي جديد، يضم إسرائيل ودول الخليج السنية، ربما يكسبه أيضا جائزة نوبل للسلام.

هدف لغضب ترامب

أما صحيفة تايمز أوف إسرائيل، فركزت -في تحليل بقلم لازار بيرمان- على النتائج،  واستغربت كيف وجد نتنياهو نفسه فجأة هدفا لغضب ترامب بعد الضربات الأميركية على إيران، منبهة إلى أن برنامج طهران النووي تراجع، ولكن ليس إلى الأبد.

نتنياهو (يمين) وجد نفسه فجأة هدفا لغضب ترامب  (الجزيرة)

وأشار الكاتب إلى أن ترامب عندما هنأ كلا البلدين في بيانه لوقف إطلاق النار على "صمودهما وشجاعتهما وذكائهما"، كان من الصعب الجزم بأن أحدهما أقرب حليف لبلاده في الشرق الأوسط، والآخر عدو لدود.

ألقى ترامب باللوم على كلا البلدين لانتهاك وقف إطلاق النار وقال "لدينا في الأساس دولتان تتقاتلان منذ فترة طويلة وبشدة لدرجة أنهما لا تعرفان ما تفعلانه".

وخلص لازار بيرمان إلى أن نتائج هذه العملية ستعتمد من الآن فصاعدا على ترامب الذي تعهد بأن إيران لن تحصل على سلاح نووي في عهده، ولكن الإيرانيين يدركون أن البيت الأبيض سيستقبل رئيسا جديدا بحلول عام 2029، وقد تجد إسرائيل نفسها تواجه قرارات متجددة بشأن البرنامج النووي الإيراني.

إعلان

وفي نفس السياق، خلص موقع +972 إلى أن إعلان نتنياهو أن إسرائيل "أزالت تهديدا وجوديا" بهجماتها على إيران، لا يعني أن "الروتين" الذي يعود إليه الإسرائيليون لم يعد حروبا دائمة، حيث يواصل جيشهم إحداث كارثة في غزة.

وختم أورين زيف تقريره للموقع بأن نهاية صواريخ إيران قد تعيد شعور الإسرائيليين بالأمان، ولكن شعورهم السابق بالحصانة سيستغرق وقتا أطول بكثير قبل العودة.

مقالات مشابهة

  • «معلومات الوزراء»: مصر تتصدر منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في جذب استثمارات الشركات الناشئة
  • الصحافة الإسرائيلية: كيف تبدو إسرائيل بعد 12 يوما من الضربات الإيرانية؟
  • 7 لاعبين في القائمة.. حقيقة فرض عقوبات على لاعبي الأهلي بعد وداع مونديال الأندية
  • رئيس فنلندا يعترف: زمن هيمنة الغرب انتهى
  • شبكات التجسس تثير أزمة ثقة في إيران.. النظام يحذر من التفاعل مع صفحات ترتبط بإسرائيل
  • إصابة 3 أشخاص في مشاجرة بالأسلحة النارية بدار السلام.. والأمن يسيطر
  • نائب أمير نجران يثمن تسجيل محمية عروق بني معارض في القائمة الخضراء للاتحاد الدولي لصون الطبيعة
  • أمير منطقة عسير يستقبل سفير دولة فلسطين لدى المملكة
  • صور| تسجيل محمية عروق بني معارض في القائمة الخضراء لاتحاد حماية الطبيعة
  • تسجيل محمية عروق بني معارض في القائمة الخضراء للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة