«فيلم المسلّح».. جندي روبوتي خارج عن السيطرة يلاحق عصابة بلا هوادة
تاريخ النشر: 11th, May 2025 GMT
لا شك أن أفلام الحركة والمطاردات لا تزال تجتذب جمهورا عريضا ولا تزال شركات الإنتاج تقدم المزيد من هذا النوع إلى الجمهور العريض الذي ينتظر بشغف ذلك النوع من الأبطال الاستثنائيين وخاصة فـي أفلام المطاردة والجريمة وبما ينطوي على ذلك من صراع بين الأخيار والأشرار وهي ثيمة أساسية تقوم على قطع الأنفاس والمفاجآت غير المتوقعة وهو ما يدهش الجمهور ويشجعه على المتابعة والانجذاب لهذا النوع الفـيلمي.
ومن ضمن هذا النوع هنالك الخبرات القتالية المكتسبة من طرف جنود وضباط المارينز الذين خاضوا صراعات دموية خارج الحدود، فمنهم من عاد بمتلازمة ما بعد الصدمة وهو مرض شائع يصيب آلافا مؤلفة من أولئك الضباط والجنود ومنهم من اتجه إلى الحياة المدنية بشكل أو بآخر.
ينتمي هذا الفـيلم للمخرج نيل ماكاي إلى النوع الأخير من الأفلام الذي يعرض جانبا من حياة ضباط المارينز وقد عادوا للحياة الطبيعية ظاهريا ولكنهم فـي الواقع عادوا إلى السلاح باتجاه سرقته والمتاجرة به.
سوف نتذكر هنا أفلاما مماثلة لحياة ضباط وجنود المارينز ومنها فـيلم ولد فـي الرابع من جولاي - 1989، وفـيلم السترة الحديدية -1987، وفـيلم جارهيد -2005،
وفـيلم رمال اوا جيما - 1949، وفـيلم بضعة رجال محترمين -1992 وفـيلم الباسيفـيك -2010، وفـيلم أعلام آبائنا 2006، وفـيلم معركة حديثة -2007، وفـيلم خلف خطوط العدو -2010، وفـيلم اتصل بالمارينز -1942، وفـيلم لا هروب -1994، وفـيلم الصخرة -1996، وفـيلم خداع بنما -1992 وفـيلم الحب والحرب -1958 وغيرها من الأفلام.
ها نحن فـي مدنية مشيجان الأمريكية فـي عام 1997، حيث تقع أحداث الفـيلم فـي عهد الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون وإبان حرب البوسنة وحيث يجتمع مجموعة من محاربي المارينز السابقين ممن يسمون أنفسهم (فدائيو الوطن) ويتفقون مع أحد مسؤولي مستودعات السلاح على سرقة أسلحة بعضها متطور ومنها صواريخ ستنغر والمشترون هم ثلة من (العرب)، بينما نجد أن تلك المجموعة كانت تتكلم الفارسية ويبدو أن فريق الفـيلم لا يميز بين الفارسية والعربية، لكن المفارقة عندما لا تعثر عصابة المارينز على ذلك النوع من الصواريخ وبالصدفة يقوم أحدهم بفتح أحد صناديق السلاح لتظهر على الشاشة برمجة إلكترونية من وجهة نظر شخص ما نجهله.
أولى مشاهد الصراع تتمثل فـي إجهاز ضباط المارينز على مجموعة مشتري السلاح وأخذ أموالهم، وتحاول العصابة الهرب بزعامة بيل - يقوم بالدور الممثل ريك ازمبوري فـيما هنالك المخطط والمدبر فرانك، يقوم بالدور الممثل عمر توسي، أما المتشكك على الدوام والذي تسيطر عليه نظرية المؤامرة فـيجسدها الممثل ماسون كرومويل فـي دور تشاك، لكن فـي هذه الأثناء سوف نفهم أن تلك البيانات الرقمية التي ظهرت على الشاشة ما هي إلا بيانات جندي روبوتي مخزون منذ سنوات فـي أحد صناديق السلاح.
يتحوّل الجندي الروبوتي المنسي إلى سلاح ضارب فتاك ولا سبيل للتخلص منه ويتحول أيضا إلى أداة الصراع الأساسية والرئيسية فـي الفـيلم، ولهذا سوف نستعد إلى مواجهات لا تنتهي مع ضباط المارينز فـي مشاهد متلاحقة يبنى عليها السرد الفـيلمي وقائما على بنية مكانية لا تتعدى كونها أماكن للاختباء.
من هنا يمكننا تحليل البناء السردي للفـيلم القائم على ثلاثة خطوط أو مسارات، الأول يتمثل بالشخصيات الأربع المشغولة بكيفـية إنقاذ ملايين الدولارات والهرب بها، تلك التي استولوا عليها ممن يسمونهم العرب، والخط الثاني يتعلق بالجندي الروبوتي الذي صار يصنع مواقف تفاجئ خصومه، أما الخط الثالث، فـيتمثل فـيما يقوم به تشاك وهو الذي تسيطر عليه نظرية المؤامرة ويسعى لإنقاذ نفسه من المأزق.
وفـي سياق مراجعته النقدية للفـيلم يقول الناقد جون فاريل فـي موقع جي تريند: « ينشغل الفـيلم بعرض التفاصيل مع وجود بعض اللقطات الجميلة التي لا تُنسى، واللقطات القريبة مُتقنة الحوار، إلا أن كل ذلك يتلاشى تقريبا مع انزلاق الفـيلم إلى دوامة من الفوضى، وتصاعد أحداثه مع تصاعد التوتر وإدراك الشخصيات لحقيقة قيامهم بحفر قبورهم بأيديهم. وحيث تُمثل هذه الشخصيات نقطة تعقيد أخرى، فجميعهم، مع كونهم جميعًا نسخة مُختلفة من مُحارب مُخضرم ذي شعر رمادي، قد يصعب التمييز بينهم. كان من الممكن حل هذه المشكلة بالاعتماد على ماضيهم. ربما كان أحدهم قناصا، وآخر مُسعفا، والأخير قائدا، لكن هذا المستوى من العمق غير موجود فـي فـيلم».
أما إذا انتقلنا إلى جغرافـية المكان، فإننا نجد أن أماكن الاختباء السائدة هي مجرد مستودعات وفضاءات مهجورة تشهد تبادل إطلاق النار بين ضباط المارينز والجندي الآلي وكل ذلك يجري فـي مشاهد ليلية وهي ظاهرة ملفتة للنظر وتدفعنا إلى التساؤل فـيما إذا كانت كل تلك الأحداث جرت خلال ليلة واحدة إلى درجة أنها لم نشهد مشاهد نهارية أو أن المخرج وكاتب السيناريو قد تغافلا عن مسألة تتابع الزمن الفـيلمي.
أما إذا انتقلنا إلى الحبكة المتصاعدة مصحوبة بعدد من الحبكات الثانوية، فسوف نشهد تصاعدا فـي التوتر من خلال ردود الأفعال العادية إلى ما هو استثنائي وأحيانا خيالي وخصوصا لجهة الجندي الروبوتي، يقودنا تفسير الحبكات إلى التساؤل حول ما يدور فـي عقول الشخصيات وهم يحاولون فهم حقيقة وضعهم وإيجاد طريقة للبقاء على قيد الحياة، ولعل ما يلفت النظر فـي هذا السياق الدرامي هو تعقب الجندي الروبوتي لعصابة المارينز وهو نشاط مستغرب، إذ كيف أدرك أنهم قد هربوا إلى مسافات بعيد واختبؤوا فـي مكان مهجور، بينما يأتي الجندي الروبوتي إلى المكان بواسطة سيارة الشرطة يقودها بنفسه.
من جهة أخرى، تجد مجموعة اللصوص نفسها محاصرة بعدو شبحي لا تعرف من أين سوف يخرج ويضرب ضربته التي لا ترحم، ولهذا يسترجع بيل ذكرياته يوم كان ضابطا فـي المارينز إبان غزو العراق قائلا:
« إنني أتذكر ما حصل فـي العراق، حيث طوقنا العدو من كل مكان وكان عددهم بالمئات، لكن نحن جنود المارينز نتفوق دائما».
ثم يسترجع سيرة العديد من محاربي أمريكا القدماء الذين تعرضوا للإهمال قائلا:«لا شك أن حكومتنا سوف تعدنا خونة، سوف يلاحقنا الجيش و(أف بي أي) والاستخبارات وسوف يُصدر لهؤلاء جميعا أمر واحد هو التخلص منا.. لقد علمونا القتال ثم أرسلونا لكي نقوم بأعمالهم الوضيعة ومن دون أية مستحقات». وبعيدا عن فكرة ما يسمى «خونة الحكومة» التي يرددها فرانك، لكن الفـيلم وبالإضافة إلى توظيف الحركة والقتال يكاد تحوّل تلك الفكرة إلى حقيقة موازية وهي أن الحرب تدمّر المحاربين القدامى وتُحوّلهم إلى رجال يائسين ومنكسرين ثم إلى ثلة من اللصوص الغارقين فـي الإحباط وخيبة الأمل لاسيما وهم يواجهون مصيرهم الأخير على يدي جندي روبوتي ربما فـي إشارة إلى انه سوف يكون البديل الواقعي عن البشر ولو كانوا من محاربي المارينز المضحين، إلا أنهم سوف يهزمون بلا هوادة.
إخراج / نيل ماكاي
سيناريو / تيري مكدونالد
تمثيل/ ريك اسمبوري في دور بيل، عمر توسي في دور فرانك، ماسون كرومويل في دور تشاك، غريغ جونستون في دور مورلي.
مدير التصوير/ مارتن ويسنيويسكي
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: فی دور
إقرأ أيضاً:
خطوة نحو علاج نهائي للمرض.. شفاء 10 مرضى سكري من النوع الأول بعلاج جديد
أثبت علاج تجريبي بالخلايا الجذعية فعاليته في إنهاء اعتماد عدد من مرضى السكري من النوع الأول على الأنسولين، بعد أن نجح في استعادة قدرتهم الطبيعية على إنتاجه.
ووفقاً لصحيفة “الديلي ميل” البريطانية، فبعد عام من تلقي العلاج، المعروف باسم “Zimislecel”، تمكن 10 من أصل 12 مريضاً من التوقف تماماً عن استخدام الأنسولين، بينما احتاج المريضان الآخران إلى جرعات أقل بكثير مما كانوا يعتمدون عليه سابقاً.
وحالياً، يستعد الباحثون للتقدّم بطلب رسمي للحصول على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية خلال السنوات الخمس المقبلة.
العلاج بخلايا جذعية يتم تعديلها
ووفقاً للدراسة التي نُشرت نتائجها في مجلة “New England Medicine”، يرتكز العلاج على خلايا جذعية يتم تعديلها في المختبر لتتحول إلى خلايا جزر بنكرياسية، وهي المسؤولة عن إنتاج هرمون الأنسولين. وبعد حقن هذه الخلايا في مجرى دم المريض، تتجه إلى الكبد، حيث تستقر وتبدأ بإنتاج الأنسولين بشكل طبيعي، لتعويض الخلايا التالفة في البنكرياس.
وأظهرت النتائج أن المرضى أصبحوا أكثر قدرة على تنظيم مستويات السكر في الدم، إذ ارتفعت النسبة التي قضوها ضمن النطاق الصحي للسكر من نحو 50% إلى أكثر من 93% خلال عام واحد، كما أصبحت تقلبات السكر بعد الوجبات أقل حدة.
وشملت الدراسة مرضى يعانون من نوع فرعي نادر من السكري من النوع الأول يُعرف بـ”عدم الوعي بنقص السكر في الدم”، وهي حالة لا تظهر فيها على المريض أعراض الانخفاض الحاد في السكر مثل التعرق أو الارتعاش، ما يزيد خطر الإغماء أو النوبات أو حتى الوفاة.
وكان من بين المشاركين أماندا سميث (36 عاماً) من لندن، التي قالت: “بعد ستة أشهر فقط من تلقي الحقنة، توقفت عن استخدام الأنسولين بالكامل. إنها بمثابة بداية لحياة جديدة تماماً”.
إنتاج الخلايا الجذعية بالكامل داخل المختبر
ويتميز العلاج الجديد بأنه لا يعتمد على خلايا مأخوذة من متبرعين متوفين، بل يتم إنتاج الخلايا الجذعية بالكامل داخل المختبر، ما يوفر مصدراً مستداماً وقابلاً للتوسع، بعيداً عن القيود المرتبطة بندرة المتبرعين.
ورغم فعالية العلاج، يتطلب البروتوكول الحالي من المرضى تناول أدوية مثبطة للمناعة، لمنع الجسم من رفض الخلايا الجديدة، وهي مسألة يسعى الباحثون لتقليلها في المستقبل.
وقال الدكتور تريفور رايخمان، الجراح والمعد المشارك في الدراسة: “لأول مرة، نُظهر إمكانية الاستعاضة البيولوجية الكاملة عن الخلايا المنتجة للأنسولين في إجراء واحد آمن وفعّال، وبأقل قدر من المخاطر”.
نحو علاج نهائي للسكري من النوع الأول
وأضاف: “هذه الدراسة تقرّبنا خطوة مهمة من علاج نهائي لمرض السكري من النوع الأول”.
الجدير بالذكر أن تطوير العلاج بدأ قبل 25 عاماً، على يد والد طفلة شُخّصت بالسكري من النوع الأول، والذي كرّس جهوده لإيجاد علاج شافٍ. وكانت أول تجربة ناجحة عام 2021 مع برايان شيتون، الذي كان يعاني من انخفاضات حادة في السكر تسببت له بحوادث وإغماءات متكررة، قبل أن يتعافى بعد العلاج. لاحقاً، توفي لأسباب غير مرتبطة بالعلاج، وفقاً لشركة “فيرتكس” المصنّعة للدواء.
سبق
إنضم لقناة النيلين على واتساب