بارزاني: قرار العمال الكردستاني خطوة تاريخية تفتح فصلا جديدًا للمنطقة
تاريخ النشر: 12th, May 2025 GMT
أنقرة (زمان التركية) – رحّب رئيس إقليم كردستان العراق، نيجيرفان بارزاني، بقرار حزب العمال الكردستاني بحل تنظيماته، والانصياع لدعوة قائده عبد الله أوجلان.
وأكد بارزاني أن هذه الخطوة التاريخية ستفتح صفحة جديدة للمنطقة، كما أشار بارزاني إلى إسهامات أردوغان في العملية قائلا: “نقِّدر موقف وجهود الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الداعمة للعملية”.
وعقد تنظيم العمال الكردستاني مؤخرا مؤتمره بمشاركة 232 من لجانه، حيث أعلن التنظيم اليوم تفكيك صفوفه وإنهاء نضاله المسلح.
وأكد بارزاني على مواصلة كردستان العراق دعمها لشتى الجهود الرامية لحل المشكلات بالطرق السلمية.
وقال بارزاني: “نرحب بتخلي العمال الكردستاني عن الصراع المسلح وانصياعه لدعوة السيد أوجلان. وننظر إلى هذا الإجراء كخطوة تاريخية ستفتح صفحة جديدة للمنطقة.
هذه الخطوة دليل على النضج السياسي وستمهد الطريق لحوار حقيق سيعزز الحياه والاستقرار في تركيا وسائر المنطقة. هذه الخطوة المهمة للجميع جاءت في وقتها كخطوة أخرى لازمة وطبيعية ويجب أن تُقابل بشكل إيجابي من جميع الأطراف المعنية.
هذا التطور قد يشكل أساس سلام دائم وشامل وقيد يحمل المنطقة إلى أفق تقدمي جديد بإنهائه العنف والألم والانهيار المتواصل منذ عشرات السنوات.
نُقدِّر موقف وجهود السيد أردوغان الداعمية للمرحلة ونؤكد مرة أخرى أن إقليم كردستان سيواصل دعم شتى الجهود الرامية لجل المشكلات بالطرق السلمية كما كنا دائما. ونأمل أن تتحول هذه المبادرة إلى عملية حل مشتركة وتكلل بالنجاح.
ونؤكد أننا مستعدون لتقديم شتى صور الدعم والعون لإنجاح هذه الفرصة التاريخية”.
Tags: إقليم كردستان العراقتنظيم العمال الكردستانيعبد الله أوجلاننيجيرفان بارزاني
المصدر: جريدة زمان التركية
كلمات دلالية: إقليم كردستان العراق تنظيم العمال الكردستاني عبد الله أوجلان نيجيرفان بارزاني العمال الکردستانی
إقرأ أيضاً:
40 عاما من النزاع.. هذه أبرز محطات الصراع بين العمال الكردستاني وتركيا
أعلن حزب العمال الكردستاني "بي كي كي" (PKK)، الاثنين، حل نفسه وإنهاء الصراع المسلح مع الدولة التركية، واضعا بذلك نقطة النهاية لأحد أطول النزاعات المسلحة في الشرق الأوسط، والذي استمر على مدى أكثر من 40 عاما.
وقالت وكالة "فرات" المقربة من "العمال الكردستاني"، المدرج على قوائم الإرهاب في تركيا، إن "الجماعة أنجزت مهمتها التاريخية"، موضحة أن "الأحزاب السياسية الكردية ستضطلع بمسؤولياتها لتطوير الديمقراطية الكردية وضمان تشكيل أمة كردية ديمقراطية".
وجاء الإعلان الذي وصف بالتاريخي عقب جهود قادها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحليفه زعيم الحركة القومية دولت بهتشلي من أجل إنهاء ملف الصراع، ضمن مساعي أنقرة لتحقيق هدف "تركيا خالية من الإرهاب".
وتاليا استعراض لأبرز محطات الصراع التي امتدت على مدى العقود الماضية:
التأسيس وبداية الصراع
تأسس حزب العمال الكردستاني عام 1978 بقيادة عبد الله أوجلان، في أجواء سياسية شديدة الاستقطاب، كانت تركيا تعاني فيها من اضطرابات داخلية وصدامات أيديولوجية بين اليسار واليمين.
تبنّى الحزب في بدايته نهجا ماركسيا - لينينيا، ودعا إلى إقامة دولة كردية مستقلة في جنوب شرق تركيا، وهو ما اعتبرته أنقرة تهديدا وجوديا لوحدة البلاد.
سعى الحزب إلى تعبئة الجماهير الكردية، ووجد حاضنة في المناطق الريفية المهمشة التي كانت تفتقر إلى الخدمات والبنية التحتية.
وعام 1984، أعلن العمال الكردستاني بقيادة أوجلان "الكفاح المسلح" ضد تركيا، ما أدخل البلاد في دوامة من الصراع والعنف المتبادل.
انفجار الجبهات
مثلت تسعينيات القرن الماضي أكثر مراحل الصراع دموية، حيث تبنى حزب العمال الكردستاني خلال هذه الفترة تكتيكات حرب العصابات، وشن هجمات استهدفت قوات الأمن والجيش التركي، وفي أحيان أخرى طالت المدنيين.
في المقابل، شنت الدولة التركية حملات عسكرية قاسية ضد التنظيم المسلح، واستخدمت فرقا شبه عسكرية لملاحقة مقاتلي الحزب.
وبعد تسجيل انتصارات ميدانية للجيش التركي، انتقل حزب العمال الكردستاني إلى تعزيز وجوده في جبال قنديل شمال العراق، حيث أسس مقرات تدريب وإدارة مركزية. كما وسع حضوره في أوروبا، مستفيدا من شبكات الدعم السياسي والمالي.
عام 1999، شهد الصراع تحولا محوريا بعد عملية اعتقال أوجلان من قبل المخابرات التركية بعد ضغوط مارستها أنقرة على سوريا، التي احتضنت زعيم حزب العمال الكردستاني تلك الفترة.
وحكم على أوجلان الذي سُلم إلى تركيا من كينيا بعد خروجه من سوريا، بالإعدام بتهمة "الخيانة"، قبل أن يُخفف الحكم لاحقا إلى السجن المؤبد.
الانفتاح السياسي
مع وصول حزب "العدالة والتنمية" إلى السلطة في تركيا عام 2002، بدأ خطاب أكثر مرونة تجاه القضية الكردية، حيث أطلقت الحكومة ما سمي بـ"الانفتاح الديمقراطي"، وسمحت ببث القنوات الكردية وتعليم اللغة الكردية في بعض المدارس.
وعكست سياسيات الحكومة التركية في تلك الفترة بوادر لتغيير العلاقة التاريخية بين الدولة والأكراد، ما مهد الطريق في النهاية إلى مفاوضات بهدف حل الصراع المسلح.
عام 2012، بدأت مفاوضات غير مباشرة مع أوجلان داخل سجنه في جزيرة إيمرالي، وتكللت في آذار /مارس 2013 بإعلان حزب "العمال الكردستاني" وقفا لإطلاق النار، لكن سرعان ما انهار هذا المسار واستؤنفت العمليات العسكرية عام 2015.
الانتقال إلى خارج
منذ عام 2016، بات الصراع بين الطرفين يتجاوز الحدود الجغرافية التقليدية، حيث شنت تركيا سلسلة عمليات عسكرية ضد قواعد الحزب في شمال العراق تحت مسميات مختلفة مثل "مخلب النسر" و"مخلب البرق".
كما دخلت تركيا بقواتها إلى شمال سوريا على وقع تصاعد الصراع في سوريا بعد اندلاع الثورة من أجل إبعاد المقاتلين الأكراد عن حدودها، حيث تعتبر أنقرة أن قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، المتحالفة مع التحالف الدولي، والتي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية عمادها العسكري، امتدادا لحزب "العمال الكردستاني".
تطور الصراع إلى ما يشبه "حربا بلا جبهة محددة"، مع تنفيذ أنقرة عمليات اغتيالات بطائرات مسيرة استهدفت قادة حزب العمال الكردستاني في سوريا، ما منح الجانب التركي عمقا أمنيا، لكنه خلق أيضا توترات مع الولايات المتحدة التي دعمت "قسد".
إلقاء السلاح
على مدى الأشهر القليلة الماضية، شهدت تركيا حراكا مكثفا مع حزب المساواة والديمقراطية للشعوب "ديم" المناصر للأكراد وزعيم "العمال الكردستاني" عبد الله أوجلان، القابع في محبسه بجزيرة إمرالي القريبة من إسطنبول، من أجل الوصول إلى تسوية للصراع المسلح.
وأسفر الحراك عن دعوة أوجلان في 27 شباط /فبراير 2025 إلى إنهاء العمل المسلح تماما، معتبرا أن حزب العمال الكردستاني قد استنفد دوره كحركة مسلحة، وأن المرحلة القادمة يجب أن تكون مرحلة سياسية بامتياز، تُبنى على الحوار والمفاوضات، بدلا من السلاح والصراع.
وبعد مباحثات، أعلن حزب العمال الكردستاني في 12 أيار /مايو 2025، امتثاله إلى دعوة أوجلان عبر قراره حل نفسه وإنهاء الصراع المسلح مع الدولة التركية.