مجلة لوبوان الفرنسية: إسرائيل لاتزال عالقة في فخ غزة
تاريخ النشر: 13th, May 2025 GMT
ذكرت مجلة لوبوان الفرنسية انه بالرغم من مرور أكثر من عام ونصف على الحرب على قطاع غزة، لم تتمكن إسرائيل من حل أي من المعضلات التي تواجهها، بل على العكس تماما يزداد الوضع تأزما.
واعتبرت المجلة الفرنسية في افتتاحيتها أن الخطة الجديدة لتوسعة العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة والتي وافقت عليها حكومة نتنياهو في الخامس من مايو الجاري لاستعادة السيطرة على قطاع غزة ستجلب المزيد من الكوارث، حيث انها لا تهدد بتفاقم المحنة المأساوية التي يعيشها المدنيون الفلسطينيون فحسب، بل ستعرض حياة الرهائن للخطر أيضاً، حيث يعتقد أن عشرين منهم على الأقل ما زالوا على قيد الحياة من اجمالي 59 شخصاً ما زالوا محتجزين لدى حركة حماس، وعلاوة على ذلك، فمن المرجح أن تؤدي الخطة إلى تفاقم الانقسامات العميقة بالفعل داخل المجتمع الإسرائيلي، وزيادة عزلة إسرائيل على الساحة الدولية.
وأضافت المجلة ان استمرار الأعمال العدائية لن يرضي سوى الجناح المتطرف في الائتلاف الحاكم في إسرائيل، حيث يأمل اليمين الإسرائيلي المتطرف أن تسمح له الفوضى بتحقيق مخططاته في ضم أراضي وطرد السكان الذين يعيشون فيها.
أما بالنسبة لبنيامين نتنياهو، الذي لا يزال يرفض تحمل نصيبه من المسؤولية عن الكارثة الأمنية التي وقعت في السابع من أكتوبر، فقد سمح استمرار الحرب له باقصاء حلفائه المتشددين وهو ما جنبه اجراء انتخابات مبكرة وحال دون صدور أحكام في قضايا الفساد التي يحاكم فيها.
وترى "لوبوان" ان عودة احتلال غزة عسكرياً من شأنه أن يجعل إسرائيل تواجه مجددا صعوبات في إدارة شعب يبلغ تعداده 2.1 مليون نسمة. وهذا ما دفع في المرة السابقة رئيس الوزراء آنذاك، أرييل شارون، إلى الانسحاب من غزة في عام 2005 وهدم المستوطنات التي بنيت هناك. لذلك فان الغالبية العظمى من الإسرائيليين يرون عودة تطبيق هذه الخطة اليوم سيكون بمثابة خطوة كارثية إلى الوراء: فوفقاً لاستطلاعات الرأي فإن أكثر من 60% منهم يعارضون عودة احتلال غزة.
وتهدف خطة نتنياهو الجديدة إلى نقل السكان المدنيين الذين سيتم تشجيعهم على الهجرة طوعا الى منطقة إنسانية في جنوب القطاع، وسيتم استئناف توزيع المساعدات الغذائية التي تم حظرها منذ الثاني من مارس تحت حراسة مرتزقة أمريكيين.
وعلى النقيض من أغلب أسلافه، أراد نتنياهو أن يجعل شعبه يعتقد أن الرخاء يمكن ضمانه من دون السلام، متجاهلاً أن احتلال الأراضي واستعمارها لا يمكن إلا أن يؤدي إلى تأجيج الصراع ويؤدي إلى المزيد من الاضطرابات.
لقد تخلى نتنياهو عن ضبط النفس بفضل الدعم غير المشروط الذي يحصل عليه من دونالد ترامب. ولكن في واقع الامر ينأى الرئيس الأمريكي بنفسه عن نتنياهو. ففي الأسابيع الأخيرة، انخرطت إدارته بشكل مباشر مع حركة حماس (التي وافقت في المقابل على إطلاق سراح آخر رهينة إسرائيلي أمريكي على قيد الحياة)، وهي تتفاوض مع إيران، وتوصلت معها إلى اتفاق لوقف إطلاق النار من جانب الحوثيين يستثني إسرائيل.
وخلصت المجلة الفرنسية الى انه من دون أن تضمن دعما دبلوماسيا، ومن دون رؤية لتسوية سياسية للقضية الفلسطينية، ومن دون حل لإطلاق سراح الرهائن، فإن حكومة نتنياهو تدفع الدولة العبرية إلى فخ غزة كل يوم. وهذا هو بالضبط ما أراد قائد حماس الراحل يحيى السنوار أن يأخذه إليه. فربما قضى الجيش الاسرائيلي على العقل المدبر للحرب التي تم شنها يوم السابع من أكتوبر، لكن الفخ الذي نصبه لا يزال قائما.
اقرأ أيضاًالأمم المتحدة: الوجبات اليومية المقدمة للفلسطينيين في غزة انخفض بنسبة 70%
القاهرة الإخبارية: مقترح ويتكوف يتضمن صفقة لوقف دائم لإطلاق النار بغزة
جوتيريش يجدد دعوته العاجلة إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: إسرائيل قطاع غزة غزة حركة حماس المجتمع الإسرائيلي العملية العسكرية الإسرائيلية فخ غزة الائتلاف الحاكم في إسرائيل حياة الرهائن للخطر من دون
إقرأ أيضاً:
رئيس الأركان الإسرائيلي يزور المواقع التي تسيطر عليها إسرائيل في جنوب لبنان: نفذنا أكثر من 600 غارة
زار رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير أحد المواقع من أصل خمس نقاط تسيطر عليها إسرائيل منذ الحرب مع حزب الله في سبتمبر/ أيلول الماضي، مؤكداً أن جيشه "يضرب بفعالية ويحبط التهديدات باستمرار". اعلان
وبحسب بيان للجيش الإسرائيلي، فقد أجرى زامير جولته، الأربعاء، برفقة قائد الفرقة 91، وقائد اللواء 769. كما لم يكشف الجيش عن موقع المكان الذي زاه زامير مكتفياً بذكر منطقة جنوب لبنان.
وقال زامير: "سبب وجودنا هنا اليوم هو أننا غيّرنا الواقع الأمني في الساحة الشمالية. الإنجازات غير مسبوقة، منذ تفاهمات وقف إطلاق النار، تم القضاء على أكثر من 240 إرهابياً، وشُنّت حوالي 600 غارة جوية. واليوم، نحافظ على إنجازاتنا في حماية البلدات الشمالية، وهذا بفضلكم".
خطط جديدة لغزة
وخلال جولته، أعلن زامير أنه وافق على خطط لتحقيق السيطرة في غزة. وقال: "هذا الصباح، وافقنا على خطط لتحقيق السيطرة العملياتية على غزة، والآن نحن في لبنان. وفي الوقت نفسه، نعمل في سوريا، واليمن، والضفة الغربية، ونراقب التطورات في إيران. نحن في حرب متعددة الساحات، نكيّف مفاهيمنا مع التهديدات. نحن في جميع الساحات - نشنّ ضربات، كل ذلك بمبادرة منا".
Related عراقجي يُعلّق على قرار الحكومة اللبنانية بشأن السلاح: أُعيد تنظيم حزب الله ونحن ندعمهحزب الله يتهم الحكومة اللبنانية بارتكاب "خطيئة كبرى" بقرار تجريده من سلاحهمستشار خامنئي: محاولات نزع سلاح حزب الله ستفشل وإيران ستواصل دعمهوتابع: "نحن في الصفوف الأمامية، ونتحرك بروح المبادرة، ونُحبط التهديدات باستمرار. نفعل ذلك في جميع المجالات".
يوم الاثنين، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن زامير قوله إنه أجرى تقييما لجاهزية الجيش، مضيفاً: "وفقا لقرار مجلس الوزراء، نحن على أعتاب مرحلة جديدة في القتال في غزة".
وتابع: "سنقوم بتطوير الطريقة الأفضل بما يتوافق مع الأهداف المحددة، مع الحفاظ على الاحترافية والمبادئ التي نعمل بها. وسنفعل ذلك وفقا لجاهزية القوات والوسائل القتالية، مع وضع الرهائن في الاعتبار".
لبنان وسلاح حزب الله
ومع زيارة زامير إلى جنوب لبنان، تعيش البلاد توتراً سياسياً إثر موافقة الحكومة الطلب من الجيش وضع جدول زمني لسحب سلاح حزب الله وتصديق ورقة المبعوث الأمريكي توم باراك التي تنصّ أيضاً على سحب سلاح الحزب ووضع ترتيبات أمنية بين لبنان وإسرائيل.
أعلن حزب الله أنه سيتعامل مع قرار الحكومة اللبنانية تجريده من سلاحه "كأنه غير موجود"، متّهما إياها بارتكاب "خطيئة كبرى" وذلك غداة تكليفها الجيش وضع خطة لنزع سلاحه قبل نهاية العام في خطوة وصفها خصومه بـ"التاريخية".
على الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، تواصل إسرائيل تنفيذ غارات في مناطق لبنانية عدة خصوصا الجنوب والبقاع وتقول إنها تستهدف مواقع ومسلحين لحزب الله، وتبقي قواتها في خمسة مواقع لبنانية قرب حدودها.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة