ذكرت مجلة لوبوان الفرنسية انه بالرغم من مرور أكثر من عام ونصف على الحرب على قطاع غزة، لم تتمكن إسرائيل من حل أي من المعضلات التي تواجهها، بل على العكس تماما يزداد الوضع تأزما.

واعتبرت المجلة الفرنسية في افتتاحيتها أن الخطة الجديدة لتوسعة العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة والتي وافقت عليها حكومة نتنياهو في الخامس من مايو الجاري لاستعادة السيطرة على قطاع غزة ستجلب المزيد من الكوارث، حيث انها لا تهدد بتفاقم المحنة المأساوية التي يعيشها المدنيون الفلسطينيون فحسب، بل ستعرض حياة الرهائن للخطر أيضاً، حيث يعتقد أن عشرين منهم على الأقل ما زالوا على قيد الحياة من اجمالي 59 شخصاً ما زالوا محتجزين لدى حركة حماس، وعلاوة على ذلك، فمن المرجح أن تؤدي الخطة إلى تفاقم الانقسامات العميقة بالفعل داخل المجتمع الإسرائيلي، وزيادة عزلة إسرائيل على الساحة الدولية.

وأضافت المجلة ان استمرار الأعمال العدائية لن يرضي سوى الجناح المتطرف في الائتلاف الحاكم في إسرائيل، حيث يأمل اليمين الإسرائيلي المتطرف أن تسمح له الفوضى بتحقيق مخططاته في ضم أراضي وطرد السكان الذين يعيشون فيها.

أما بالنسبة لبنيامين نتنياهو، الذي لا يزال يرفض تحمل نصيبه من المسؤولية عن الكارثة الأمنية التي وقعت في السابع من أكتوبر، فقد سمح استمرار الحرب له باقصاء حلفائه المتشددين وهو ما جنبه اجراء انتخابات مبكرة وحال دون صدور أحكام في قضايا الفساد التي يحاكم فيها.

وترى "لوبوان" ان عودة احتلال غزة عسكرياً من شأنه أن يجعل إسرائيل تواجه مجددا صعوبات في إدارة شعب يبلغ تعداده 2.1 مليون نسمة. وهذا ما دفع في المرة السابقة رئيس الوزراء آنذاك، أرييل شارون، إلى الانسحاب من غزة في عام 2005 وهدم المستوطنات التي بنيت هناك. لذلك فان الغالبية العظمى من الإسرائيليين يرون عودة تطبيق هذه الخطة اليوم سيكون بمثابة خطوة كارثية إلى الوراء: فوفقاً لاستطلاعات الرأي فإن أكثر من 60% منهم يعارضون عودة احتلال غزة.

وتهدف خطة نتنياهو الجديدة إلى نقل السكان المدنيين الذين سيتم تشجيعهم على الهجرة طوعا الى منطقة إنسانية في جنوب القطاع، وسيتم استئناف توزيع المساعدات الغذائية التي تم حظرها منذ الثاني من مارس تحت حراسة مرتزقة أمريكيين.

وعلى النقيض من أغلب أسلافه، أراد نتنياهو أن يجعل شعبه يعتقد أن الرخاء يمكن ضمانه من دون السلام، متجاهلاً أن احتلال الأراضي واستعمارها لا يمكن إلا أن يؤدي إلى تأجيج الصراع ويؤدي إلى المزيد من الاضطرابات.

لقد تخلى نتنياهو عن ضبط النفس بفضل الدعم غير المشروط الذي يحصل عليه من دونالد ترامب. ولكن في واقع الامر ينأى الرئيس الأمريكي بنفسه عن نتنياهو. ففي الأسابيع الأخيرة، انخرطت إدارته بشكل مباشر مع حركة حماس (التي وافقت في المقابل على إطلاق سراح آخر رهينة إسرائيلي أمريكي على قيد الحياة)، وهي تتفاوض مع إيران، وتوصلت معها إلى اتفاق لوقف إطلاق النار من جانب الحوثيين يستثني إسرائيل.

وخلصت المجلة الفرنسية الى انه من دون أن تضمن دعما دبلوماسيا، ومن دون رؤية لتسوية سياسية للقضية الفلسطينية، ومن دون حل لإطلاق سراح الرهائن، فإن حكومة نتنياهو تدفع الدولة العبرية إلى فخ غزة كل يوم. وهذا هو بالضبط ما أراد قائد حماس الراحل يحيى السنوار أن يأخذه إليه. فربما قضى الجيش الاسرائيلي على العقل المدبر للحرب التي تم شنها يوم السابع من أكتوبر، لكن الفخ الذي نصبه لا يزال قائما.

اقرأ أيضاًالأمم المتحدة: الوجبات اليومية المقدمة للفلسطينيين في غزة انخفض بنسبة 70%

القاهرة الإخبارية: مقترح ويتكوف يتضمن صفقة لوقف دائم لإطلاق النار بغزة

جوتيريش يجدد دعوته العاجلة إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: إسرائيل قطاع غزة غزة حركة حماس المجتمع الإسرائيلي العملية العسكرية الإسرائيلية فخ غزة الائتلاف الحاكم في إسرائيل حياة الرهائن للخطر من دون

إقرأ أيضاً:

عبد العاطي يعرب عن تطلعه لزيادة الاستثمارات الفرنسية في مصر

ثمّن الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج العلاقات الاستراتيجية بين مصر وفرنسا، معربا عن التطلع لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري وزيادة الاستثمارات الفرنسية في مصر، فضلا عن تعزيز التعاون في مختلف المجالات وفي مقدمتها قطاعات الصناعة والنقل والسياحة والثقافة والتعليم.

جاء ذلك خلال لقاء بدر عبد العاطي مع السيدة كلير لوجندر مستشارة الرئيس الفرنسي لشئون الشرق الأوسط اليوم على هامش منتدى صير بنى ياس.

كما رحب الوزير عبد العاطي بقرب انعقاد الجولة الأولى من الحوار الاستراتيجي بين وزارتي الخارجية المصرية والفرنسية، وفيما يتعلق بتطورات القضية الفلسطينية، رحب وزير الخارجية بالموقف الفرنسي الداعم لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، مبرزا الجهود التي تقوم بها مصر لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وأكد على ضرورة تضافر الجهود الدولية لضمان تنفيذ قرار مجلس الأمن 2803 وسرعة تشكيل قوة الاستقرار الدولية في غزة للاضطلاع بمسئوليتها ومهامها، ونوه بأهمية المضي في خطوات تشكيل لجنة التكنوقراط الفلسطينية لإدارة قطاع غزة.

كما أكد على أهمية ضمان نفاذ المساعدات الإنسانية بشكل آمن ودون عوائق إلى قطاع غزة في ظل تفاقم الأوضاع الإنسانية، مشددا على أهمية خلق الآفق السياسي للتوصل إلى تسوية عادلة ومستدامة للقضية الفلسطينية من خلال تنفيذ حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

و تم كذلك التطرق خلال اللقاء إلى الأوضاع في السودان، حيث أطلع الوزير عبد العاطي المسؤولة الفرنسية الجهود المصرية فى إطار الرباعية بهدف تحقيق وقف إطلاق النار بما يسمح بإطلاق عملية سياسية سودانية شاملة، مؤكداً على ثوابت الموقف المصري بشأن حماية سيادة السودان، ووحدة وسلامة أراضيه، ورفض التقسيم، ودعم مؤسسات الدولة.

وشدد على ضرورة توحيد الجهود الإقليمية والدولية لدفع مسار التهدئة والتوصل إلى وقف لإطلاق النار ونفاذ المساعدات الإنسانية.

وحرص وزير الخارجية على إطلاع المسئولة الفرنسية على نتائج زيارته الأخيرة للبنان، مؤكدا على موقف مصر الثابت والرافض للمساس بسيادة لبنان ووحدة وسلامه أراضيه، فضلًا عن دعم المؤسسات الوطنية للاضطلاع الكامل بمسئولياتها في الحفاظ على أمن واستقرار لبنان.

وشدد وزير الخارجية على ضرورة منع التصعيد واحتواءه، ورفض أي انتهاك للسيادة اللبنانية.

اقرأ أيضاًوزير الخارجية يلتقي وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشئون الإنسانية

لقاءات وزيارات واتصالات مكثفة.. نشاط وزير الخارجية في أسبوع «إنفوجرافات»

عاجل.. وزراء خارجية مصر و7 دول إسلامية يدينون اقتحام الاحتلال لمقر «الأونروا» في القدس

مقالات مشابهة

  • تايمز أوف إسرائيل: الرئيس السيسي لا يعتزم عقد لقاء مع نتنياهو
  • خبيرة: نتنياهو يتجاهل خطة السلام .. وجود قوة دولية يردع انتهاكات إسرائيل
  • العشوائية تبتلع ملايين المنحة الفرنسية 
  • عبد العاطي يعرب عن تطلعه لزيادة الاستثمارات الفرنسية في مصر
  • «أونروا»: 6 آلاف شاحنة مساعدات عالقة على أبواب غزة والشتاء يفاقم معاناة النازحين
  • معكم حكومة بريطانيا.. المكالمة التي تلقتها الجنائية الدولية بشأن نتنياهو
  • الرئيس اللبناني: عودة الأسرى المعتقلين في إسرائيل تشكل أولوية في المفاوضات
  • عون: عودة الأسرى المعتقلين في إسرائيل أولوية بالمفاوضات
  • هجوم سيبراني يستهدف وزارة الداخلية الفرنسية
  • رسالة غير مسبوقة من نتنياهو إلى إسرائيل