في خضم زيارة تاريخية للرئيس الأميركي دونالد ترامب لدولة الإمارات العربية المتحدة، استضافت قناة «فوكس نيوز» الأميركية سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، ووزير الخارجية، في حوار خاص، تناول العلاقات الإماراتية الأميركية، مسلطاً سموه الضوء على الشراكة الاستراتيجية التي تجمع البلدين الصديقين، والرؤية الإماراتية تجاه القضايا الإقليمية الملحة.


حول زيارة الرئيس الأميركي لدولة الإمارات، قال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، إنها زيارة تاريخية بكل المقاييس، وتشكل محطة مهمة في مسار علاقتنا الثنائية، لقد كان الرئيس ترامب، والولايات المتحدة عموماً، داعمين بشكل كبير لهذه العلاقة، وساهما في دفعها إلى آفاق أوسع، نحن أمة مضيافة، تماما كما أنتم، ويعيش الناس هنا بحرية، يمارسون معتقداتهم الدينية كما يرون مناسباً، سواء في كنائس أو مساجد أو معابد يهودية أو هندوسية، وأنا أؤمن بصدق أن قيمنا متقاربة جداً، فالعائلة مثلا، تشكل محوراً أساسياً في كلا المجتمعين، وعند النظر إلى العالم، نجد أن البعض قد لا يشاركنا هذه القيم، لكن الغالبية تفعل.
وفيما يتعلق بالملف الاقتصادي والاستثماري وتعهد الإمارات باستثمار أكثر من 1.4 تريليون دولار خلال العقد القادم، قال سموه: هذا النجاح يعود لانفتاح بلدكم الكبير على الاستثمار، ونحن تعلمنا الكثير منكم، لقد كنا نستثمر في الولايات المتحدة منذ عقود، لكننا اليوم ننتقل إلى مستوى جديد، ليس فقط من حيث الحجم، بل أيضا من حيث الثقة، ونحن ممتنون للرئيس ترامب على هذا الدعم.
وحول الملف الإيراني، أكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان إيمانه بأهمية النماذج الناجحة، مشدداً على أن الإمارات تمثل نموذجاً للتعاون النووي السلمي، وقال: لقد أبرمنا اتفاقاً نووياً مع الولايات المتحدة، يعرف باتفاق «123»، ويطلق عليه اسم «المعيار الذهبي»، وأتمنى حقاً أن تتطلع دول المنطقة وخارجها إلى هذا الاتفاق كمثال يُحتذى به في تحقيق الفوائد المشتركة للطرفين. وبالمناسبة، تم إنجاز المشروع في الموعد المحدد وضمن الميزانية المقررة، وهذا أمر نادر جدا في مشاريع المفاعلات النووية، مشيرا سموه إلى أن «هذه المسألة تتعلق بالثقة والشفافية، وإذا تمكنا من تجاوز هذين التحديين، يمكننا تحقيق إنجازات كبيرة معاً».
وقال سموه: أعتقد أن على كل دولة أن تحترم القانون الدولي، وآمل أن تنظر إيران إلى نهج الرئيس ترامب باعتباره فرصة حقيقية لانفتاح الولايات المتحدة على الشعب الإيراني، وهو أمر يمكن أن يعود بالفائدة الكبيرة على الإيرانيين، لكن القرار في النهاية يعود إليهم.
وحول الوضع في غزة، أكد سموه أن الإمارات قدمت أكثر من 42% من إجمالي المساعدات الدولية إلى غزة خلال ما يقارب العامين الماضيين، وقال: في ظل هذه الحرب، ولو لم تكن اتفاقيات إبراهيم قائمة بين الإمارات وإسرائيل، والدور الحيوي الذي لعبه وأطلقه الرئيس ترامب، لما كنا قادرين على إيصال هذا القدر من المساعدات إلى غزة.
وعن مستقبل غزة بعد انتهاء العملية العسكرية الإسرائيلية، قال سموه: أولا، يجب إخراج الرهائن، نحتاج إلى تهدئة الأوضاع في غزة، وإلى جهة مسؤولة غير حماس لتتولى إدارة القطاع، وإذا كان بإمكاننا المساعدة أو تقديم الأفكار، فنحن مستعدون دائما.
وحول لقائه الأخير بالسلطة الفلسطينية وانفتاحهم على المشاركة، قال سموه: أعتقد أنهم يشعرون بإحباط شديد من الوضع الراهن، ويمكنك أن تلمس ذلك منهم، هم يريدون نهاية لهذه الحرب، أما بشأن دورهم المستقبلي، فهذا يتوقف على مواقف الولايات المتحدة وإسرائيل وباقي الأطراف، سواء في دعمهم أو العكس، لكن في نهاية المطاف، يجب أن يكون الفلسطينيون هم من يديرون شؤونهم بأنفسهم.
وفي رده على سؤال حول إمكانية أن يثق الرئيس الأميركي بالرئيس السوري أحمد الشرع، قال سموه أعتقد أنه من المبكر استخدام كلمة «الثقة»، إن الرئيس السوري وحكومته يقولون الأمور الصحيحة، لكن من الواضح أنهم لا يملكون القدرة حالياً على تنفيذ ما يعلنونه، وآمل أن يُسهم رفع العقوبات في تمكينهم من تحقيق هذه الالتزامات، لكن لا بد من التحقق، كما قال الرئيس ريغان ذات مرة (ثق، ولكن تحقق).
وفي ملف إعادة الإعمار بعد الصراعات، قال سموه: أعتقد أن المنطقة بدأت تتخلى عن نهج تقديم الأموال بسهولة، الأمر يعتمد على ظروف وشروط إعادة الإعمار، هل هناك تشكيلة مناسبة من الدول المعنية؟ فالموضوع لا يخص دولة واحدة أو مجموعة صغيرة تقدم الأموال فحسب.
وفي رده على سؤال حول رؤيته لمستقبل الإمارات والمنطقة، قال سموه: أرى الكثير من الأمل، هذه الدولة لم يتجاوز عمر اتحادها 50 عاماً، وقبل ذلك ب 15 عاماً فقط، أي قبل 65 عاماً، تم بناء أول مستشفى لدينا، وكان ذلك على يد مبشر أميركي، ويسعدني أن أقول إن أكثر من مليون أميركي زاروا الإمارات العام الماضي، وهذا دليل واضح على مدى الأمن والازدهار والحيوية التي تتمتع بها هذه المنطقة من العالم، مؤكدا سموه «لو لم أكن متفائلا، لما كنت في هذا المنصب».

أخبار ذات صلة عبدالله بن زايد: الأسرة النواة الأساسية في بناء المجتمعات المترابطة عبدالله بن زايد يستقبل حسين الشيخ ويبحثان تطورات الأوضاع في المنطقة الإمارات ترحب بالرئيس الأميركي تابع التغطية كاملة المصدر: وام

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: عبدالله بن زايد حوار خاص فوكس نيوز الولایات المتحدة عبدالله بن زاید أعتقد أن

إقرأ أيضاً:

المصرف المركزي يصدر مسكوكة تذكارية بمناسبة حملة “زايد وراشد”

أصدر مصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي، مسكوكة تذكارية من الذهب والفضة بمناسبة حملة “زايد وراشد”، وذلك احتفاءً بذكرى المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراهما، تجسيداً لدور القائدين في قيام الاتحاد، وترسيخاً للهوية الوطنية والولاء لدى أفراد المجتمع الإماراتي.

ويتضمن الوجه الأول للمسكوكة الذهبية، التي تبلغ زنتها 40 غراماً وقطرها 40 ملم، رسماً للقائدين “زايد وراشد”، في حين يتضمن وجهها الثاني شعار الدولة محاطاً باسم “مصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي” باللغتين العربية والإنجليزية.

وستكون المسكوكة من الذهب متاحة فقط من خلال مقر المصرف المركزي في أبوظبي، أما المسكوكة الفضية فتبلغ زنتها 50 غراماً وقطرها 50 ملم، ويتضمن وجهها الأول رسماً للقائدين “زايد وراشد”، بينما يتضمن الوجه الثاني شعار الدولة محاطاً باسم “مصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي” باللغتين العربية والإنجليزية وعبارة “مسكوكة تذكارية”.

وستكون المسكوكة التذكارية من الفضة متاحة للطلب من خلال الموقع الإلكتروني للمصرف المركزي عبر الربط التالي: https://centralbank.ae/ar/our-operations/currency-and-coins/commemorative-coins .

وقال معالي خالد محمد بالعمى، محافظ المصرف المركزي، إن المصرف يفخر بإصدار هذه المسكوكة التذكارية التي تجسد معاني الوفاء والانتماء بالإرث الوطني الذي تركه القائدان المؤسسان، المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراهما.

وأضاف أن هذا الإصدار يأتي بمناسبة حملة “زايد وراشد” التي تُرسخ قيم الوحدة والبناء التي أرست أسس دولتنا وتسلّط الضوء على محطات ملهمة في مسيرتيهما، مؤكدا التزام المصرف المركزي بتخليد التاريخ الوطني وتعزيزه في وجدان الأجيال القادمة.


مقالات مشابهة

  • عبدالله بن زايد ووزير خارجية غانا يبحثان هاتفياً العلاقات الثنائية بين البلدين
  • عبدالله بن زايد ووزير خارجية غانا يبحثان هاتفياً العلاقات الثنائية
  • منصور بن زايد: «الأمن السيبراني» ركيزة أساسية لضمان الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي
  • منصور بن زايد يطلع على مبادرات مجلس الأمن السيبراني لحكومة الإمارات
  • المصرف المركزي يصدر مسكوكة تذكارية بمناسبة حملة “زايد وراشد”
  • المصرف المركزي يصدر مسكوكة تذكارية بمناسبة حملة زايد وراشد
  • عبدالله بن زايد يؤكد خلال اتصال هاتفي مع غروسي دعم الإمارات للدور المحوري للوكالة الدولية للطاقة الذرية
  • عبدالله بن زايد يؤكد دعم الإمارات لدور «وكالة الطاقة الذرية» المحوري
  • عبدالله بن زايد يؤكد خلال اتصال هاتفي مع غروسي دعم الإمارات للدور المحوري لوكالة الطاقة الذرية
  • “نيويورك تايمز”: الإمارات ضالعة في حرب السودان وبن زايد سلح “الدعم السريع”