مئات الشهداء والجرحى في 3 أيام من حملة إبادة اسرائيلية ممنهجة
تاريخ النشر: 17th, May 2025 GMT
غزة "وكالات":
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم توسيع نطاق هجومه في قطاع غزة حيث أدت غارات شنها فجرا إلى مقتل عشرة أشخاص، بحسب الدفاع المدني، بعد عدة أيام من القصف المميت على القطاع المدمر والمحاصر.
وقالت السلطات الصحية الفلسطينية إن 146 شخصا على الأقل تأكد استشهادهم في اليوم الثالث من حملة القصف الإسرائيلية الأخيرة، وهي واحدة من أعنف موجات الغارات منذ انهيار وقف إطلاق النار في مارس .
وتقول إسرائيل إنها تحشد قواتها للسيطرة على مزيد من الأراضي في غزة في حملة جديدة أطلقت عليها اسم "عملية عربات جدعون" والتي تأتي في أعقاب جولة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الشرق الأوسط.
وتحجب إسرائيل كل الإمدادات عن غزة منذ بداية شهر مارس ، مما أدى إلى تزايد القلق الدولي بشأن محنة سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.
دبلوماسيا قالت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) واسرائيل إنهما استأنفتا محادثات وقف إطلاق النار في قطر اليوم وذلك رغم تصعيد القوات الإسرائيلية حملة القصف على غزة التي أودت بحياة مئات خلال الأيام الثلاثة الماضية وتجهيزها لشن هجوم بري جديد.
وقال طاهر النونو المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس إن جولة جديدة من المحادثات غير المباشرة مع وفد إسرائيل بدأت في العاصمة القطرية اليوم. وأضاف أن الجانبين يناقشان جميع القضايا دون شروط مسبقة.
وذكر النونو أن حماس "حريصة على بذل كل الجهد المطلوب" لمساعدة الوسطاء في إنجاح المفاوضات، مضيفا أنه "لا يوجد عرض محدد موجود على الطاولة".
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس في بيان إن المفاوضات بشأن صفقة إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس استؤنفت في الدوحة. وأشار إلى أن المحادثات بدأت دون موافقة إسرائيل أولا على وقف إطلاق النار أو رفع الحصار.
وأكد الجيش الإسرائيلي أنه ينفذ ضربات واسعة النطاق ويحشد القوات بهدف تحقيق "السيطرة العملياتية" في بعض المناطق من القطاع الذي مزقته الحرب.
وقالت السلطات الصحية في غزة إن معظم الشهداء اليوم كانوا في بلدات شمال القطاع، بما في ذلك بيت لاهيا ومخيم جباليا للاجئين، وكذلك في مدينة خان يونس الجنوبية. وقالت إن 459 شخصا أصيبوا بجروح.
وأمر الجيش الإسرائيلي أمس الجمعة سكان غزة بمغادرة المناطق الشمالية.
وقالت حماس في بيان إن "شمال غزة يشهد حملة إبادة ممنهجة"، داعية الزعماء العرب في قمة بغداد إلى اتخاذ خطوات عملية لوقف الاعتداءات وضمان وصول المساعدات.
وجاءت عودة المفاوضات بعد اختتام ترامب جولة في الشرق الأوسط أمس الجمعة دون إحراز أي تقدم على ما يبدو صوب وقف جديد لإطلاق النار.
* مجاعة تلوح في الأفق
وفشلت المحادثات منذ شهر مارس في استنئاف وقف إطلاق النار الذي تفرج حماس بموجبه عن الرهائن المتبقين .
وتقول حماس منذ فترة إنها لن تطلق سراحهم إلا إذا أنهت إسرائيل حملتها فيما تؤكد إسرائيل استمرار القتال حتى القضاء على حماس.
ويحذر خبراء الأمم المتحدة من أن المجاعة تلوح في الأفق في غزة بعد أن منعت إسرائيل دخول المساعدات إلى القطاع منذ 76 يوما، إذ طلب توم فليتشر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية من مجلس الأمن الأسبوع الماضي أن يتحرك "لمنع الإبادة الجماعية".
وأقر ترامب الجمعة بأزمة الجوع المتزايدة في غزة والحاجة إلى إيصال المساعدات.
وتهدف مؤسسة مدعومة من الولايات المتحدة إلى البدء في توزيع المساعدات على سكان غزة بحلول نهاية مايو، باستخدام شركات أمنية ولوجستية أمريكية خاصة، لكن الأمم المتحدة قالت إنها لن تعمل مع المؤسسة لافتقارها للنزاهة والحياد والاستقلال.
والنظام الصحي في غزة يعمل بالكاد إذ تتعرض المستشفيات لقصف إسرائيلي متكرر خلال الحرب المستمرة منذ 19 شهرا، في حين توشك الإمدادات الطبية على النضوب مع تشديد إسرائيل حصارها منذ مارس آذار.
وحذر مروان السلطان مدير المستشفى الإندونيسي في شمال غزة من أن أعدادا كبيرة من جرحى حملة القصف الأخيرة في حالة حرجة.
وقال في تدوينة على منصة إكس "منذ الثانية عشرة منتصف الليل استقبلنا 58 شهيدا.. الوضع صعب، الوضع معقد".
وأضاف "هناك عدد كبير (من الأشخاص) تحت الركام... الوضع كارثي".
وقالت السلطات الصحية في غزة إن الحملة العسكرية الإسرائيلية على غزة أودت بحياة أكثر من 53 ألف شخص، فضلا عن تدميرها القطاع الساحلي المكتظ بالسكان، مما دفع سكانه إلى النزوح من منازلهم.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: وقف إطلاق النار فی غزة
إقرأ أيضاً:
“إسرائيل” تمارس إبادة معرفية في قطاع غزة
الثورة / متابعات
للعام الثاني على التوالي، تحرم الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة نحو 785 ألف طالب وطالبة من حقهم في التعليم، في ظل استهداف مباشر وممنهج للمنظومة التعليمية بكافة مكوناتها.
وأكد وكيل وزارة التربية والتعليم في غزة، الدكتور خالد أبو ندى، في تصريحات صحفية ، أن القطاع التربوي يمر بـ»أحلك مراحله التاريخية»، مشيرًا إلى أن ما يحدث كارثة مركّبة تمس مئات آلاف الطلبة والمعلمين، وتهدد بضياع مستقبل جيل كامل.
وأضاف أبو ندى، أن الاحتلال الإسرائيلي دأب منذ نشأته على تدمير المؤسسات التعليمية في محاولة لطمس الهوية الفلسطينية، موضحًا أن العدوان لا يفرّق بين الأطفال، الطلبة، الكوادر التعليمية، والمقرات الأكاديمية، حيث يستهدف الجميع بقصف همجي مباشر.
وشدد أبو ندى، على أن ما يجري يمثل إبادة معرفية ممنهجة، وجريمة متكاملة ضد جيل يُراد له أن ينشأ ضعيفًا، جاهلًا، وبلا مستقبل.
وأوضح أن 600 ألف طالب في المرحلة الأساسية، و74 ألفًا في الثانوية العامة، و100 ألف طالب جامعي حُرموا من حق التعليم، ويعيشون أوضاع نزوح قاسية تفتقر لأدنى مقومات الحياة.
وفيما يخص البنية التحتية التعليمية، أشار إلى أن 96% من المباني المدرسية تضررت جراء القصف، وأن 89% منها خرجت عن الخدمة بسبب الدمار الكلي أو الجزئي، في وقت تحولت فيه معظم المدارس إلى مراكز إيواء للنازحين تُستهدف أيضًا رغم احتضانها مبادرات تعليمية.
وبحسب أبو ندى، لم تسلم الجامعات من الاستهداف، حيث تم تدمير منشآت جامعية وتعطيل البرامج التعليمية، كان آخرها قصف فرع الجامعة الإسلامية في خانيونس.
وأوضح أبو ندى أن العدوان أدى إلى استشهاد 13 ألف طالب، و800 معلم وموظف تربوي، إضافة إلى اغتيال 150 أستاذًا جامعيًا وباحثًا في هجمات مباشرة طالت النخبة الأكاديمية الفلسطينية.
وشدد أبو ندى على أن الوزارة لم تتوقف عن محاولات الحفاظ على سير العملية التعليمية، حيث التحق 250 ألف طالب بمدارس ميدانية ومبادرات شعبية، فيما استفاد أكثر من 300 ألف طالب من منصات إلكترونية تعليمية.
واستحدثت وزارة التربية الفلسطينية أنظمة طوارئ تعليمية تراعي المعايير الدولية، وقدمت بالتنسيق مع مؤسسات محلية ودولية دعمًا نفسيًا وصحيًا للطلبة والمعلمين في مراكز الإيواء.
وفيما يتعلق بطلبة الثانوية العامة، أشار أبو ندى إلى أن الوزارة أعدت خطة تعافٍ تدريجية لإنقاذ مستقبل 37 ألف طالب من دفعة 2024، لكن تعذر عقد الامتحانات بسبب استمرار القصف الاسرائيلي. كما حذر من أن دفعة 2025 مهددة بخسارة عامين دراسيين، وقد تم إعداد خطة مكثفة لتعويض الفاقد التعليمي.
وبحسب المسح الميداني الأولي ، لا يزال أكثر من 350 ألف طالب خارج أي مسار تعليمي، ما يُنذر بانهيار معدلات الالتحاق وعودة الأمية والتسرّب المدرسي بعد أن كانت فلسطين تسجل من أفضل المؤشرات عربياً في التعليم.
وختم أبو ندى حديثه بتوجيه نداء عاجل للدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي بـضرورة العمل على وقف العدوان، وإعادة إعمار المدارس، ودعم المعلمين والطلبة المتفوقين، مؤكدًا أن «إنقاذ التعليم في غزة ضرورة إنسانية وأخلاقية لا تحتمل التأجيل».