حين يصبح البحث العلمي فعلاً لا شعاراً… جامعة العلوم والتكنولوجيا أنموذجًا”
تاريخ النشر: 20th, May 2025 GMT
حين يصبح #البحث_العلمي فعلاً لا شعاراً… #جامعة_العلوم_والتكنولوجيا أنموذجًا”
بقلم: أ.د. محمد تركي بني سلامة
بموجب قانون الجامعات الأردنية لعام 2018، يُفترض أن تُخصص نسبة لا تقل عن 5% من موازنة الجامعات الأردنية سنويًا لدعم البحث العلمي، تعزيزًا للابتكار وترسيخًا لرسالة الجامعات كمنارات للفكر والمعرفة.
وفي هذا المشهد العام المحبط، تبرز جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية كقصة نجاح تستحق الإشادة. فقد سجلت الجامعة في العام الماضي إنجازًا لافتًا، بإنتاج نحو 3000 بحث علمي نُشر في مجلات مصنفة عالميًا، بمعدل يقارب 3 أبحاث سنويًا لكل عضو هيئة تدريس. هذا الرقم ليس فقط دلالة على الأداء العلمي النشط، بل مؤشر حيوي على أن الاستثمار الصحيح في بيئة البحث يؤتي ثماره.
ولا يمكن لهذا النجاح أن يُقرأ بمعزل عن السياق المحيط به. فجامعة العلوم والتكنولوجيا وفرت لأعضاء هيئة التدريس بيئة محفزة للبحث العلمي، تمتزج فيها البنية التحتية المتطورة، والمختبرات المجهزة، وسهولة الوصول إلى قواعد البيانات العالمية، مع منظومة حوافز مالية ومعنوية مشجعة على النشر العلمي. هذا التكامل بين العناصر المادية والتنظيمية يعكس فهمًا عميقًا لوظيفة الجامعة، ليس كمكان للتلقين فقط، بل كمختبر دائم للإبداع والاكتشاف.
مقالات ذات صلة بيان صادر عن لجنة المتابعة في حراك جامعة اليرموك 2025/05/19في المقابل، نجد في جامعات أخرى مشهدًا مختلفًا تمامًا. إنتاج علمي لا يكاد يُذكر، بمعدل لا يتجاوز نصف أو حتى ربع بحث سنوي لعضو هيئة التدريس ، وتجاهل صارخ لتعليمات هيئة الاعتماد فيما يتعلق بالإشراف والمناقشات والتدريس. وما يزيد الطين بلة، أن بعض الجامعات لا تزال تمنح مهامًا أكاديمية حساسة لأعضاء هيئة تدريس لم ينشروا أي إنتاج علمي منذ ما قبل “الربيع العربي”، وربما منذ “الربيع العباسي”! ورغم ذلك، لا يزالون يتصدرون المشهد الأكاديمي، ويتحدثون – بلا خجل – عن الجودة والتميّز.
كيف يمكن أن نرتقي؟ كيف نطلب من جامعاتنا أن تنافس إقليميًا ودوليًا، بينما تفتقر للحد الأدنى من شروط البيئة البحثية؟! لا مختبرات، ولا مصادر علمية محدثة، ولا حوافز، ولا حتى اهتمام. بل أحيانًا يُنظر إلى الباحث الجاد باعتباره متمردًا على “الروتين”، أو عبئًا على الإدارة.
الخلاصة أن الجامعات لا تنهض بالشعارات ولا بالبهرجة الإعلامية وباستقبال فلان وتوديع علان ، بل بالعلم الحي، والمساءلة الصارمة، والاستثمار الحقيقي في العقول. جامعة العلوم والتكنولوجيا لم تصنع المعجزات، لكنها طبّقت القانون، واحترمت الباحث، وأعلت قيمة الإنتاج. فهل من يقتدي؟
نسخة لهيئة الاعتماد لمؤسسات التعليم العالي وضمان الجودة .
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: البحث العلمي جامعة العلوم والتكنولوجيا جامعة العلوم والتکنولوجیا
إقرأ أيضاً:
البحث العلمي تهنئ الدكتورة منى النعا لانتخابها رئيسا للجنة المالية بمركز السنكروترون SESAME
هنأت أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، برئاسة الدكتورة جينا الفقي، الدكتورة منى محمد النعا، أستاذ علم الأدوية والسموم، والمشرف على قطاع العلاقات العلمية والثقافية بالأكاديمية، ووكيل كلية الصيدلة بجامعة مدينة السادات، بمناسبة انتخابها رئيسًا للجنة المالية لمركز ضوء السنكروترون للعلوم التجريبية والتطبيقات في الشرق الأوسط (SESAME)، وذلك خلال الاجتماع السادس والأربعين لمجلس إدارة المركز، الذي عقد مؤخرا بمدينة هامبورج بألمانيا.
ويعد هذا الانتخاب تأكيدا لمكانة مصر العلمية المتميزة ودورها الفاعل في المحافل الدولية، كما يعكس الثقة الدولية في الكفاءات المصرية وقدرتها على المساهمة في قيادة ودعم المشروعات العلمية الكبرى.
يذكر أن مركز SESAME يُعد من أبرز المشاريع العلمية في الشرق الأوسط، ويعمل تحت مظلة منظمة اليونسكو والوكالة الدولية للطاقة الذرية، ويُعتبر نموذجًا ناجحًا لـ"دبلوماسية العلوم" عبر دوره في تعزيز البحث العلمي وتوطيد التعاون والسلام بين شعوب المنطقة.
ويمثل هذا الإنجاز إضافة جديدة لدور الأكاديمية في دعم مسيرة البحث العلمي، ويُجسد حضور وريادة المرأة المصرية في المحافل العلمية الدولية.
اقرأ أيضاًالبحث العلمي: تسجيل نوع فطري يحمل اسم Trichoderma egyptiacum ضمن قاعدة بيانات الفطريات العالمية
بقيادة خبراء.. المعهد العالي للصحة العامة يشدد على «الضمير الأخلاقي» في البحث العلمي
أكاديمية البحث العلمي تطلق المرحلة الثانية من المزرعة البحثية النموذجية بالمغرة