خطة ترامب للـ"القبة الذهبية" تواجه تحديات كبرى... وخبراء يشككون في جدواها وتكاليفها
تاريخ النشر: 22nd, May 2025 GMT
تواجه خطة ترامب لـ"القبة الذهبية" تحديات مالية وتقنية، وسط شكوك خبراء في جدواها وتكاليفها المقدرة بـ175 مليار دولار. يُرجّح أن الكلفة الحقيقية أعلى، مع حاجة المشروع إلى تطوير تقنيات متقدمة وتمويل ضخم. اعلان
تواجه الخطة التي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لبناء نظام دفاع صاروخي ضخم باسم "القبة الذهبية" تحديات تقنية ومالية وسياسية كبيرة، وسط تساؤلات حول جدواها الاقتصادية وجدواها الفنية.
يهدف المشروع إلى تجهيز الولايات المتحدة بنظام دفاع فعّال ضد مجموعة واسعة من التهديدات الصاروخية، بما في ذلك الصواريخ البالستية العابرة للقارات، والصواريخ الأسرع من الصوت، والصواريخ الجوالة، بالإضافة إلى المسيّرات. ويأمل ترامب أن يكون النظام جاهزاً للتشغيل بحلول نهاية ولايته.
غير أنه وبعد أربعة أشهر من إصدار ترامب أمراً للبنتاغون بالبدء في العمل على المشروع، لا تزال التفاصيل المتعلقة به محدودة، ما يثير الشكوك حول مدى إمكانية تنفيذه في الوقت المطلوب.
وقالت ميلاني مارلو من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية إن التحديات الرئيسية المرتبطة بالمشروع تشمل الكلفة، وقدرات صناعة الدفاع الأميركية، والإرادة السياسية.
وأضافت أن التغلب على هذه التحديات يتطلب التركيز على الأولويات واتخاذ قرارات واضحة بشأن حجم الإنفاق ومصدر التمويل، مشيرة إلى أن صناعة الدفاع الأميركية شهدت تقلصاً رغم الجهود الجارية لإحيائها.
Relatedالولايات المتحدة تنقل منصات إطلاق صواريخ تايفون متوسطة المدى إلى موقع جديد في الفلبين بلينكن: مساعدات عسكرية أمريكية لأوكرانيا تشمل صواريخ وذخائر دفاعية عاجلة بقيمة 500 مليون دولارواشنطن توافق على بيع بولندا صواريخ متوسطة المدى بقيمة 1.17 مليار يوروكما أكدت مارلو وجود حاجة ملحة لتحقيق تقدم كبير في تطوير أجهزة الاستشعار والصواريخ الاعتراضية والمكونات الأخرى الأساسية للمشروع.
من جانبه، قدّر ترامب تكلفة المشروع الإجمالية بنحو 175 مليار دولار، لكن هذا الرقم يُعد أقل بكثير من التقديرات المحتملة التي تشير إليها دراسات الخبراء.
وقال توماس روبرتس، الأستاذ المساعد للشؤون الدولية وهندسة الطيران والفضاء في معهد جورجيا للتكنولوجيا، إن الرقم الذي ذكره ترامب "ليس واقعياً"، وأشار إلى أن تصريحات ترامب تفتقر إلى التفاصيل اللازمة لتطوير نموذج دقيق للمشروع.
وحسب وكالة غير حزبية تابعة للكونغرس الأميركي، فإن الكلفة التقديرية لنظام اعتراض صاروخي في الفضاء لمواجهة عدد محدود من الصواريخ البالستية العابرة للقارات تتراوح بين 161 مليار دولار و542 مليار دولار على مدى 20 عاماً.
وأكدت الوكالة أن المشروع الذي يتصوره ترامب قد يحتاج إلى قدرات أكبر من تلك التي تم دراستها سابقاً، مما يستدعي إجراء تحليل عميق لتحديد متطلباته الفعلية.
ويستمد مشروع "القبة الذهبية" إلهامه من "القبة الحديدية" الإسرائيلية، إلا أن الأخيرة مصممة لمواجهة الهجمات قصيرة المدى، وليس الصواريخ العابرة للقارات التي تشكل تهديداً محتملاً للولايات المتحدة.
وبحسب أحدث تقرير للمراجعة الدفاعية الصاروخية الصادر عن الجيش الأميركي عام 2022، فإن التهديدات الصاروخية المتزايدة من روسيا والصين آخذة في التصاعد، إلى جانب تقارب الصين مع الولايات المتحدة في مجال الصواريخ البالستية والأسرع من الصوت، بينما تعمل روسيا على تحديث أنظمة صواريخها العابرة للقارات.
كما حذر التقرير من ازدياد خطر استخدام المسيّرات في النزاعات المسلحة، وهو ما برز بشكل واضح في الحرب في أوكرانيا، فضلاً عن التهديدات الصاروخية من كوريا الشمالية وإيران ومن جهات غير حكومية.
وعلى الرغم من أهمية مواجهة هذه التهديدات، يرى خبراء أن تنفيذ مشروع مثل "القبة الذهبية" يتطلب خطوات بيروقراطية وسياسية وعلمية عديدة، إضافة إلى موارد مالية هائلة.
وقال تشاد أولاندت من مؤسسة "راند كوربوريشن": "السؤال هو كيف يمكننا مواجهة هذه التهديدات بأكثر الطرق فعالية من حيث الكلفة؟"، موضحاً أن مستوى التحدي سيحدد الكلفة الحقيقية للمشروع.
بدوره، أكد الباحث توماس ويذينغتون من المعهد الملكي للخدمات المتحدة أن المشروع "باهظ للغاية"، حتى بالنسبة لميزانية الدفاع الأميركية الضخمة، وأبدى تحفظه حيال إمكانية تحويل المشروع من فكرة إلى واقع عملي.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل دونالد ترامب قطاع غزة حركة حماس غزة فلسطين إسرائيل دونالد ترامب قطاع غزة حركة حماس غزة فلسطين الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب إسرائيل دونالد ترامب قطاع غزة حركة حماس غزة فلسطين الصراع الإسرائيلي الفلسطيني سوريا قطر سويسرا إيطاليا حيوانات العابرة للقارات القبة الذهبیة ملیار دولار
إقرأ أيضاً:
منظمات أممية وإغاثية لـ«الاتحاد»: تحديات إنسانية غير مسبوقة تواجه السودان
أحمد مراد (القاهرة)
أخبار ذات صلةشدد مسؤولون في منظمات أممية وإغاثية على ضرورة تعزيز العمل الإنساني في السودان بشكل حقيقي، بما يضمن وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية في الوقت المناسب وبشكل فعال وآمن ومستدام، مؤكدين أن كل يوم يمر من دون وصول آمن ومستدام للمساعدات يفاقم معاناة ملايين المدنيين.
وأشار هؤلاء، في تصريحات لـ«الاتحاد»، إلى وجود عراقيل وقيود تحول من دون إيصال المساعدات الإنسانية إلى المتضررين من النزاع، مما يتسبب في حرمان بعض المناطق من المساعدات، داعين إلى فتح ممرات آمنة تضمن وصولاً إنسانياً إلى المحتاجين من دون أي عقبات أو عراقيل، إضافة إلى زيادة حجم التمويل الإنساني.
وأوضح المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر، عدنان حزام، أن تفاقم الأزمة الإنسانية في السودان يُشكل تحدياً كبيراً أمام فرق الإغاثة الأممية والدولية، لا سيما مع اشتداد القتال وتدهور الواقع المعيشي لملايين المدنيين، داعياً إلى تعزيز العمل الإنساني في البلاد بشكل حقيقي، بما يضمن وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية في الوقت المناسب وبشكل فعال وآمن ومستدام.
وذكر حزام، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن مبادئ القانون الدولي الإنساني تُلزم الأطراف المتحاربة بإتاحة مناخ عمل آمن للعاملين الإنسانيين وفرق الإغاثة لضمان إيصال المساعدات إلى المتضررين من النزاع، مؤكداً أن حماية المدنيين وضمان حصولهم على الغذاء والمياه والرعاية الصحية تُعد واجباً أخلاقياً والتزاماً قانونياً.
وأشار إلى أن تدهور الأوضاع المعيشية في السودان يتطلب تحركات إنسانية عاجلة لا تقتصر على الاستجابة الفورية للاحتياجات الأساسية للمدنيين، بل تضمن وصول المساعدات إلى المحتاجين في مختلف مناطق البلاد من دون أي عقبات إدارية أو عراقيل سياسية.
وشدد المتحدث باسم الصليب الأحمر الدولي على ضرورة إنهاء العراقيل والقيود التي تواجه فرق الإغاثة والعاملين الإنسانيين وضمان حمايتهم، باعتباره التزاماً قانونياً وواجباً جماعياً لتخفيف معاناة المدنيين ومواجهة التداعيات الخطيرة الناجمة عن النزاع المسلح.
وأفاد بأن السودان يواجه تحديات إنسانية غير مسبوقة بسبب القيود المفروضة على حركة الوصول إلى بعض المناطق، إضافة إلى القيود المفروضة على طرق توريد المواد الغذائية، مما أدى إلى حرمان ملايين المدنيين من الإمدادات الحيوية، وأجبر أعداداً متزايدة من السكان على النزوح بحثاً عن المأوى والغذاء، موضحاً أن تضرر طرق الإمداد أدى إلى عزل بعض المناطق وحرمانها من الوصول إلى الخدمات الأساسية.
من جهته، قال المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف» في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، سليم عويس، إن هناك العديد من العراقيل والقيود التي تحول من دون إيصال المساعدات الإنسانية إلى المتضررين من الحرب الأهلية في السودان، مما يتسبب في حرمان العديد من المناطق والولايات السودانية من المساعدات.
وأضاف عويس، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن كل يوم يمر من دون وصول آمن ومستدام للمساعدات الإنسانية والإغاثية يفاقم معاناة ملايين المدنيين، لا سيما الأطفال المحاصرين في مناطق النزاع، مشدداً على ضرورة فتح ممرات آمنة تضمن وصولاً إنسانياً إلى المحتاجين من دون عقبات أو عراقيل، إضافة إلى زيادة حجم التمويل الإنساني.